(2) الدخل والإنتاج في النموذج الاشتراكي الماركسي

إن الدخل القومي والناتج القومي ما هما في واقع الأمر إلا وجهان مختلفان لعملة واحدة، وهو تدفق السلع والخدمات الناتجة عن استغلال موارد المجتمع المتاحة خلال فترة زمنية معينة، والتي تكتسب قيمتها الاقتصادية من قدرتها على إشباع احتياجات ورغبات المجتمع ، وهذا هو المفهوم المستخدم في النظام الرأسمالي . 

أما الدخل طبقاً لمفهوم النظام الاشتراكي الماركسي، فهو ينشأ من الإنتاج، ويتساوي معه في المقدار، ولا يختلف ذلك في الكثير أو في القليل كما يتم إتباعه في مفاهيم النظام الرأسمالي . 

وينشأ الاختلاف الرئيسي في المفهوم الرأسمالي والاشتراكي (الماركسي) من وجهة نظر كل منهما، لما يمكن إعتباره من مكونات الإنتاج، فطبقاً للمفهوم الماركسي يعرف الإنتاج بأنه إجمالي السلع المادية القابلة للاستهلاك، والتي تنشأ عن (العمل الاجتماعي) في فروع الإنتاج المادي المختلفة في فترة زمنية معينة.

من التعريف السابق يستنتج ما يلي:

أ. إن السلع التي تدخل في تكوين الإنتاج المادي، لابد وأن تكون قابلة للاستهلاك في المدى القصير أو الطويل.

ب. إن الإنتاج ينشأ فقط عن العمل الاجتماعي، وليس عن تفاعل خدمات عوامل الإنتاج المختلفة في العملية الإنتاجية.

ج. إن الإنتاج الاجتماعي لابد أن ينشأ في فروع الإنتاج المادي، ومن ثم فلا يعتبر إنتاجاً أي نشاط تتم مزاولته خارج نطاق هذه الفروع.

د. إن الإنتاج الاجتماعي لا يشتمل على الخدمات المرتبطة مباشرة بإنتاج السلع المادية (النقل والتخزين والتوزيع)، ومن ذلك يتبين وجود اختلافين جوهريين بين المفهوم الرأسمالي والمفهوم الماركسي للإنتاج:

الاختلاف الأول: يتعلق بالمصدر.

الاختلاف الثاني: يتعلق بالمحتويات (المكونات).

(1) مصدر الإنتاج :

إن الإنتاج الاجتماعي طبقاً للمفهوم الاشتراكي الماركسي يصدر عن عامل واحد من عوامل الإنتاج وهو (العمل الاجتماعي)، حيث لا يعتبر رأس المال والموارد الطبيعية من عوامل الإنتاج، وهذا لاشك يعتبر اختلافاً جوهرياً عن المنطق المتبع في النظام الرأسمالي، من حيث إعتبار كل من رأس المال والموارد الطبيعية من عوامل الإنتاج، وحتى الزمن يعتبر من عوامل الإنتاج في النظام الرأسمالي، وهذا هو المنطق السليم، وإلا لما أصبحت ندرة رأس المال والموارد الطبيعية من المعوقات الرئيسية للنمو الاقتصادي، ولما أصبحت من محددات الدخل.

(2) مكونات الإنتاج:

إن الإنتاج الاجتماعي طبقاً للمفهوم الاشتراكي الماركسي لا يحتوي على الخدمات، إلا بعض الخدمات التي تستنفذها فروع الإنتاج المادي، كالطاقة الكهربائية (النقل والتخزين والتسويق وكل ما هو متعلق بالإنتاج) الناتجة عن الموارد الطبيعية، وهذا يختلف جوهرياً عن المفهوم الرأسمالي للإنتاج، والذي يشتمل على السلع والخدمات.

مواضيع ذات صلة

تجربة الأمم المتحدة والجماهيرية في إعداد الحسابات (هيكل النظام الجديد للحسابات القومية للأمم المتحدة)

إعـداد الحسـابـات القـومـيـة فـي ليبـيـا

توزيع وإعادة توزيع الدخل في النظام الاشتراكي الماركسي

مصادر وطريقة حساب الدخل والإنتاج في النظام الاشتراكي الماركسي

الخدمات وتـقسيـم الإنـتاج الاجتماعي في المفهـوم الماركسـي

حسابات الناتج والدخل في النظام الاشتراكي ( نموذج ماركس الاقتصادي ومفهوم الدخل الاجتماعي)

انعكاسات التعامل مع الخارج على الحسابات القومية ومشاكل إعداد حسابات المعاملات الخارجية

مــيـزان المـدفوعـات فـي الحـسابـات القـومـيـة

مـيزان التـجارة المنـظورة وغيـر المنـظورة [ مـيزان المـعاملات الجـاريـة ]

موازين التجارة والمدفوعات في الحسابات القومية (ميزان التجارة السلعية ــ الميزان التجاري)

مـشكـلات تـقيـيـم العـمليـات المـحتسبـة (الذاتـيـة) عنـد الـتقييـم بالأسعار الجاريـة

تحفظات ومشاكل الأرقام القياسية عند الـتقييـم بالأسعار الجارية