x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الجغرافية الطبيعية
الجغرافية الحيوية
جغرافية النبات
جغرافية الحيوان
الجغرافية الفلكية
الجغرافية المناخية
جغرافية المياه
جغرافية البحار والمحيطات
جغرافية التربة
جغرافية التضاريس
الجيولوجيا
الجيومورفولوجيا
الجغرافية البشرية
الجغرافية الاجتماعية
جغرافية السكان
جغرافية العمران
جغرافية المدن
جغرافية الريف
جغرافية الجريمة
جغرافية الخدمات
الجغرافية الاقتصادية
الجغرافية الزراعية
الجغرافية الصناعية
الجغرافية السياحية
جغرافية النقل
جغرافية التجارة
جغرافية الطاقة
جغرافية التعدين
الجغرافية التاريخية
الجغرافية الحضارية
الجغرافية السياسية و الانتخابات
الجغرافية العسكرية
الجغرافية الثقافية
الجغرافية الطبية
جغرافية التنمية
جغرافية التخطيط
جغرافية الفكر الجغرافي
جغرافية المخاطر
جغرافية الاسماء
جغرافية السلالات
الجغرافية الاقليمية
جغرافية الخرائط
الاتجاهات الحديثة في الجغرافية
نظام الاستشعار عن بعد
نظام المعلومات الجغرافية (GIS)
نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)
الجغرافية التطبيقية
جغرافية البيئة والتلوث
جغرافية العالم الاسلامي
الاطالس
معلومات جغرافية عامة
مناهج البحث الجغرافي
جغرافية السكان
المؤلف: الدكتور صبري محمد حمد
المصدر: جغرافية السكان
الجزء والصفحة: ص14ـــ 16
2024-06-23
565
أولاً : تعريف وتطور جغرافية السكان وأهميتها وعلاقاتها بالعلوم الأخرى:ـ
أصبحت الدراسات السكانية قاسماً مشتركاً للفكر الإنساني فـــي مجـال الدراسات الاجتماعية والإنسانية، حيث تتناولها تخصصات متعددة، يأتي على رأسها علم السكان "الديموغرافيا Demography ، والجغرافيا والاجتماع والاقتصاد وعلم النفس والإحصاء والعلوم السياسية والطب.
وجغرافية السكان هي أحد فروع الجغرافيا البشرية، والتي تختص بدراسة وتفسير التباينات المكانية على سطح الأرض، لتوزيع ونمو وخصائص السكان وهجراتهم، ونشاطهم الاقتصادي والسياسات السكانية التي تنتهجها دول العالم. وتنفرد جغرافية السكان بمنهجها الذي يشمل التوزيع والربط والتعليل في الإطار المكاني، حيث أن فروع العلوم الأخرى لها مناهجها الخاصة بها لدراسة السكان، وإن كان هناك بعض التداخل بين فروع العلوم الاجتماعية والإنسانية في الدراسة، مما يؤدى في النهاية إلى تكامل المعرفة الإنسانية في هذا المجال. والمتتبع للفكر الإنساني في مجال الدراسات السكانية، يجد أن هناك اهتماماً مبكراً بالسكان وإعدادهم في الحضارات الفرعونية واليونانية والرومانية، كما اهتم المسلمون بحصر عدد السكان من مسلمين وغيرهم في البلاد التي فتحوها وذلك لتقدير إيراد الدولة والجنود الذين يمكن لهم أن يدافعوا عنها.
أما اهتمام الجغرافيا بالدراسات البشرية فقد جاء متأخراً، وذلك بسبب الجغرافيا على يد الإغريق، والتي ركزت على الجغرافيا الفلكية ووصف الأقاليم، ثم اهتمت بالبيئة الطبيعية وعناصرها، وأخيراً تحولت للاهتمام بالإنسان ونشاطه. ويمكن القول أن بداية معالم جغرافية السكان ظهرت على يد تريوارتا Glenin Trewartha عام 1953 من خلال مقالة بعنوان The case for population geography ، حيث يقول إن أعداد السكان وكثافتهم وأنواعهم تمثل الخلفية الرئيسية لعلم الجغرافيا، ويعتبر أن السكان هم نقطة البداية التي تنطلق منها بقية العناصر الجغرافية التي يمكن ملاحظتها، والتي منها تكتسب هذه العناصر قيمة ومعنى ثم أصدر "تريوارتا كتاباً عن جغرافية السكان عام 1969، أكد من خلاله على أفكاره السابقة مع إدخال بعض التعديلات عليها مركزاً على جغرافية السكان في الماضي والاهتمام بدراسة خصائص السكان الاجتماعية والحضارية والاقتصادية والبيولوجية.
وقد قدم تريوارتا تعريفاً لجغرافية السكان يقول فيه أنها تدرس التباينات الإقليمية في الغطاء السكاني للأرض، ويشمل ذلك دراسة العوامل المؤثرة في هذا الغطاء بهدف الوصول إلى فهمه أو بمعنى آخر هي دراسة التضاريس السكانية على وجه الأرض وتفسيراتها من خلال منظومة العوامل الطبيعية والبشرية المؤثرة في ذلك.".
ويعرف زيلنسكي Zelinsky جغرافية السكان بأنها العلم الذي يتناول خصائص الأماكن وتأثيرها على الظاهرات السكانية وعوامل تشكيلها، والتي تتباين خلال المكان والزمان ومدى خضوعها لقوانين وتفاعل تلك العوامل"، ويقترح زيلنسكي ثلاثة محاور متدرجة في الأهمية وهي :
-1 الوصف البسيط لموقع السكان وحجمهم وخصائصهم "أين".
2ـ تعليل الحجم والتجمع والخصائص لماذا.
3- التحليل الجغرافي للظاهرة السكانية والاختلافات المكانية "كيف".
وتعرف بيجو جارنييه Beaujeu Garnier جغرافية السكان بأنها وصف الحقائق الديموغرافية في محتواها البيئي الحالي، ودراسة الأسباب والمترتبات، وتقترح أيضاً ثلاثة مستويات للدراسة وهي :
1- تحليل توزيع السكان في الأرض.
2- تطور المجتمعات البشرية.
3- مدى تقدم الإنسان في استغلال البيئة.
ويعرف كلارك Clarke جغرافية السكان بقوله أنها :التباينات الإقليمية في طبيعة الأمكنة، وهو يميز بين الجغرافي والديموغرافي في أن الأول يهتم أكثر بالبعد المكاني و اختلافاته، بينما يركز الثاني على الإحصاء والأرقام، ويقوم الجغرافي بتحليل العلاقات بين تلك الأرقام والحيز ويعتمد أكثر على الخرائط لترجمة هذه الأرقام .
وبطبيعة الحال فإن التباين في تعريفات جغرافية السكان هو امتداد للتباين في تعريفات الجغرافيا نفسها، حيث تعرف بأنها علم التوزيعات أو علم العلاقات أو علم التباينات المكانية، وهي تحمل وجهات نظر كتابها، وكثيراً ما يتأثرون في تعريفاتهم بخلفياتهم وتخصصاتهم الدقيقة في علم الجغرافيا.
وفي مجمل القول أن ما تضمنته الآراء والأفكار السابقة يعكس وحدة فكرية نحو تعريف جغرافية السكان ومضمونها، وهي أنها تحلل وتفسر التباينات المكانية لتوزيع ونمو وخصائص وحركة السكان على مستويات متعددة من الدراسة، تبدأ من المستوى العالمى وحتى أصغر الوحدات المساحية التي يمكن دراستها.
وتجب الإشارة إلى أن جغرافية السكان في مفهوم المدرسة السوفيتية قـــد اتخذت منحى آخر، حيث أنها اعتبرت الإنسان أحد عناصر الإنتاج والذي يؤثر بدوره في توزيع الأنماط السكانية، وبذلك دخلت جغرافية السكان ضمن مفهوم أوسع للجغرافيا الاقتصادية وجغرافية العمران المدن والريف" والسلالات البشرية والجغرافيا التاريخية للسكان. وإذا كنا بدأنا بجهود المدرسة الغربية فى مجال جغرافية السكان، فإن المدرسة المصرية كان لها جهود مبكرة فى هذا المجال، حيث تم نشر مجموعة دراسات وأبحاث وكتب في جغرافية السكان، بدأت على يد المرحوم مصطفى عامر عام 1929، حيث كتب مقالا باللغة الإنجليزية عن بعض مشكلات السكان في مصر، كما نشر المرحوم محمد عوض محمد كتابين في هذا الموضوع، الأول عام 1936 بعنوان سكان هذا الكوكب"، والذي يعتبر البداية الفعلية لظهور مؤلف على مستوى العالم عن جغرافية السكان، والثاني بعنوان "السودان الشمالي، سكانه وقبائله عام 1951 ، كما كتب الأستاذ كليلاند Cleland وهو عالم أمريكي عاش طويلاً عمل بالجامعة الأمريكية كتاباً بعنوان "المشكلة السكانية فـــي مصر"، وكتب المرحوم أ.د محمد متولى مقالاً باللغة الإنجليزية عن سكان الواحات المصرية في بداية الأربعينيات، وكتب المرحوم أ.د عز الدين فريد . مقالاً عن سكان في مصر بالإنجليزية عام 1948 ، ومقال المرحوم د. جمال حمدان عن أثر التضاريس في توزيع السكان في أواخر الخمسينيات.
ومع مطلع الستينيات بدأت تظهر عديد من الكتب والدراسات في مجال جغرافية السكان كان باكورتها كتاب السكان ديموغرافياً وجغرافياً لكل من المرحوم أ.د محمد السيد غلاب و أ.د محمد صبحى عبد الحكيم والذي حاز على جائزة الدولة التشجيعية عام 1963 ، ثم توالت خلال السبعينيات والثمانينيات كتب لكل من أ.د فتحى أبو عيانة و أ.د أحمد إسماعيل و أ.د محمد الشرنوبي وأ.د فتحى مصيلحي، بالإضافة إلى سيل كبير من رسائل الماجستير والدكتوراه في مجال جغرافية السكان سواء على مستوى مصر أو العالم العربي كان من ضمنها رسالة المؤلف عن سكان الصحارى المصرية عام 1992.
وعلى ذلك فإن الجهود المصرية في مجال جغرافية السكان قد بدأت قبل مقالة تريوارتا التي تبلورت من خلاله معالم جغرافية السكان، وبذلك يكون لها فضل السبق على المستوى العالمى من ناحية ، ومن ناحية أخرى فقد فتحت المجال واسعاً لدراسات في جغرافية السكان على مستوى العالم العربي بشكل عام، وعلى مستوى مصر على وجه الخصوص، كما أفرد مقرر مستقل لجغرافية السكان يدرس في جامعة القاهرة منذ الخمسينيات.