x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : التربية والتعليم : التربية الروحية والدينية :

كيفية ووقت صَلاةِ اللَّيْلِ

المؤلف:  الشيخ / حسين الراضي العبد الله

المصدر:  التقوى ودورها في حل مشاكل الفرد والمجتمع

الجزء والصفحة:  ص 305 ــ 316

2024-06-11

175

1ـ وقتها من منتصف الليل إلى طلوع الفجر الصادق.

2ـ كيفية صلاة الليل مختصراً:

تتكون صلاة الليل من 8 ركعات + 2 ركعتا الشفع + ركعة الوتر والمجموع = 11 ركعة وهي على النحو التالي:

8 رکعات، كل ركعتين مع التشهد والتسليم تقرأ بعد الحمد أي سورة تشاء.

ركعتان وهما ركعتا الشفع يقرأ في الأولى بعد الحمد قل أعوذ برب الناس وفي الثانية بعد الحمد قل أعوذ برب الفلق. ويمكن أن يقرأ بدلهما سورة قل هو الله أحد.

ثم يقوم المصلي ويأتي بركعة واحدة يقرأ فيها بعد الحمد قل هو الله أحد 3 مرات، وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس ثم يرفع يديه بالدعاء ويقرأ ما يشاء وأحب من الأدعية (1). ثم يركع ويسجد السجدتين ثم يتشهد ويسلم.

التطويل في نافلة الليل

ومن أراد أن يطيل نافلة الليل فهو الأفضل والأحسن فقد كان الإمام زين العابدين (عليه السلام) يصلي قبل صلاة الليل ركعتين خفيفتين. 

وَقَالَ النَّبِيُّ (صلى الله عليه وآله) في وَصِيِّتهِ لِعَلِي (عليه السلام): يَا عَلِيُّ عَلَيْكَ بِصَلَاةِ اللَّيْلِ وَعَلَيْكَ بِصَلَاةِ اللَّيْلِ وَعَلَيْكَ بِصَلَاةِ اللَّيْلِ فَإِذَا أَرَدْتَ أَنْ تُصَلِّيَهَا فَكَبْرِ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ سَبْعاً وَاحْمَدْهُ سَبْعاً ثُمَّ تَوَجَّهُ ثُمَّ صَلِّ رَكْعَتَيْنِ تَقْرَأُ فِي الأُولَى الْحَمْدَ وَقُلْ هُوَ الله أَحَدٌ وَفِي الثَّانِيَةِ الْحَمْدَ وَقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ وَتَقْرَأُ في الستُ الرَّكْعَاتٍ بِمَا أَحْببتَ إِنْ شِئتَ طَوَّلْتَ وَإِنْ شِئْتَ قَصَّرْتَ (2).

وَرُوِيَ أَنَّ مَنْ قَرَأَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الأَوَّلَتَيْنِ مِنْ صَلَاةِ اللَّيْلِ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ مِنْهُمَا الْحَمْدَ مَرَّةً وَقُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ثَلاثِينَ مَرَّةٌ انْفتَلَ وَلَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ذَنْبٌ إِلَّا غَفَرَ لَهُ (3).

قال الشيخ الصدوق:

وَتَقْرَأُ فِي رَكْعَتَيِ الشَّفْعِ وَرَكْمَةِ الْوَتْرِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَافْصِلْ بَيْنَ الشَّفْعِ وَالْوَتْرِ بِتَسْلِيمَةٍ.

وَرُوِيَ أَنَّ مَنْ قَرَأَ فِي الْوَتْرِ الْمُعَوْذتَيْنِ وَقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ قِيلَ لَهُ أَبْشِرُ يَا عَبْدَ اللَّهِ فَقَدْ قَبِلَ اللَّهُ وَتَرَكَ (4).

ويستحب له في دعاء الوتر:

أن يطيل الدعاء ويقرأ الأدعية المأثورة. فقد كَانَ النَّبِيُّ (صلى الله عليه وآله) يَقُولُ

فِي قُنُوتِ الْوَتْرِ:

(اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ وَعَافِنِي فِيمَنْ عَاقَبْتَ وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ وَبَارِك لي فِيمَا أَعْطَيْتَ وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ فَإِنَّكَ تَقْضِي وَلَا يُقْضَى عَلَيْكَ، سُبْحَانَكَ رَبِّ الْبَيْتِ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ، وَأُومِنُ بِكَ، وَأَتَوَكَّلُ عَلَيْكَ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ يَا رَحِيمُ) (5).

وَقَالَ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وآله): (أَطوَلُكُمْ قُنوتاً فِي دَارِ الدُّنْيَا أَطْوَلُكُمْ رَاحَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي الْمَوْقِفِ) (6).

وينبغي له أن يدعو لـ 40 مؤمناً فما زاد.

ويستغفر 70 أو 100 مرة، يقول أستغفر الله وأتوب إليه.

ويقول 7 مرات: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم لجميع ظلمي وجرمي وإسرافي على نفسي وأتوب إليه.

ويقول 300 مرة العفو العفو.

وللمزيد من الأدعية في ذلك راجع مصباح المتهجد للشيخ الطوسي وكتب الأدعية الأخرى.

صلاة الليل واجبة على رسول الله

لأهمية صلاة الليل وفوائدها التي لا تعد ولا تحصى ومعطياتها الفردية والاجتماعية والروحية والتربوية أوجب الله سبحانه صلاة الليل على رسول الله (صلى الله عليه وآله).

قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وتعالى لِنَبِيِّهِ (صلى الله عليه وآله): {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} [الإسراء: 79]، فَصَارَتْ صَلاةُ اللَّيْلِ فَرِيضَةً عَلَى رَسُولِ اللهِ (صلى الله عليه وآله) لِقَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ {فَتَهَجَّدْ} [الإسراء: 79]، وَهِيَ لِغَيْرِهِ سُنَّةٌ وَنَافِلَةٌ (7).

تخفيف صلاة الليل

إذا كان الوقت ضيقاً وقد أدركه الصبح فعليه أن يخفف صلاة الليل حتى يتمكن من إيقاعها قبل طلوع الفجر ولو بالاقتصار على قراءة الحمد في كل ركعة.

وإذا لم يمكنه أن يصلي 11 ركعة اقتصر على ركعتي الشفع وركعة الوتر. والقنوت مستحب فيها ومخير بين الجهر والإخفات.

قال الشيخ الصدوق: وَالْقُنوتُ في كُلِّ رَكْعَتَيْنِ فِي الثَّانِيَةِ قَبْلَ الركوعِ وَبَعْدَ الْقِرَاءَةِ، وَالْقِرَاءَةُ بِهَا جِهَارًا وَالْقُنُوتُ فِي الْوَتْرِ قَبْلَ الركوع.

وَإِنْ قُمْتَ وَلَمْ يَكُنْ عَلَيْكَ مِنَ الْوَقْتِ بِقَدْرِ مَا تُصَلِّي فِيهِ صَلَاةَ اللَّيْلِ عَلَى مَا تُرِيدُ فَصَلِّهَا وَأَدْرِجْهَا إِدْرَاجاً، وَالْإِدْرَاجُ أَنْ تَقْرَأَ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ الْحَمْدُ وَحْدَهَا.

فَإِنْ خَشِيتَ طُلُوعَ الْفَجْرِ فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ وَأَوْتِرُ بِالثَّالِثَةِ.

وَإِنْ طَلَعَ الْفَجْرُ فَصَلِّ رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ وَقَدْ مَضَى الْوَقْتُ بِمَا فِيهِ.

وَإِذَا صَلَّيْتَ مِنْ صَلَاةِ اللَّيْلِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ مِنْ قَبْلِ طُلُوعِ الْفَجْرِ فَأَتمُ الصَّلَاةَ طَلَعَ الْفَجْرُ أَوْ لَمْ يَطْلُعُ.

وَقَدْ رُويتْ رُخصَةٌ فِي أَنْ يُصَلِّيَ الرَّجُلُ صَلَاةَ اللَّيْلِ بَعْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ الْمَرَّةَ بَعْدَ الْمَرَّةِ وَلَا يَتَّخِذُ ذَلِكَ عَادَة.

وَإِذَا كَانَ عَلَيْكَ قَضاءُ صَلَاةِ اللَّيْلِ فَقُمْتَ وَعَلَيْكَ مِنَ الْوَقْتِ بِقَدْرٍ مَا تُصَلِّي الْفَائتَةَ وَصَلَاةَ لَيْلَتِكَ فَابْدَأُ بِالْفَائتَةِ فَصَلِّ ثُمَّ صَلِّ صَلَاةَ لَيْلَتِكَ فَإِنْ كَانَ الْوَقْتُ بِقَدْرِ مَا تُصَلِّي وَاحِدَةً فَصَلِّ صَلاةَ لَيْلَتِكَ لِئَلَّا تصِيرا جَمِيعاً قضَاءٌ ثُمَّ اقْضِ الصَّلاةَ الْفَائتِةَ مِنَ الْغدِ أَوْ بَعْدَ ذَلِكَ (8).

يحرم العبد صلاة الليل

الإتيان بصلاة الليل توفيق من الله سبحانه فإذا أذنب العبد ذنباً فقد تعجل له العقوبة ومنها عدم توفيقه لتلك الدرجة العالية التي ينالها بصلاة الليل فيحرم منها، ففي الصحيح:

عَنِ ابْنِ بُكَيْر (9):

عنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ (عليه السلام)، قَالَ: إِنَّ الرَّجُلَ يُذْنِبُ الذُّنْبَ فَيُحْرَمُ صَلاةَ اللَّيْلِ، وَإِنَّ الْعَمَل السَّيِّئ أَسْرَعُ فِي صَاحِبِهِ مِنَ السِّكِّينِ فِي اللحم (10).

قوله (إن الرجل يذنب الذنب فيحرم صلاة الليل): هذا التأديب كثيراً ما يقع بالنسبة إلى الصالحين وقد كان بعضهم معتاداً بقيام الليل مع خضوع وابتهال وصدرت منه صغيرة يوماً فاستغفر واسترجع فلما نام الليلة رأى أنه مسافر إلى بيت الله الحرام وانقطع عن الرفقاء فإذا رجل قبيح المنظر شديد الأهبة ظهر قبال وجهه فتكلم بلسان وهو لا يعرفه وظن أنه لسان ترك فقال: أنا ما أعرف هذا اللسان فتكلم بلسان الفرس وقال ما معناه أعطني جميع ما يكون معك وما لي على حياتك سبيل فوقع في نفسه أنه شيطان فاستفزع واستيقظ فإذا الفجر طالع فصلى الصبح بتضرع وخشوع وبكاء فدفع عنه ذلك.

ولا تنظر أيها الأخ الصالح إلى بعض الظالمين المشتغلين بأخذ أموال الناس وسفك دمائهم وهم مع ذلك يصلون صلاة الليل فإن حرمانها للتأديب والتنبيه وهم بما عملوا خرجوا عن أهلية ذلك ألا ترى أن كثيراً ممن خرجوا من الدين يسعون في العبادات أشد من سعي المؤمنين. ثم أشار إلى أن العمل القبيح مهلك بقوله:

(وإن العمل السيء أسرع في صاحبه من السكين في اللحم) شبه السيئة بالسكين في سرعة النفوذ وقوة التأثير والغرض من هذا التشبيه هو الإهلاك وهو في المشبه به أجلى وإن كان في المشبه أقوى إذ بالمشبه به هلاك الدنيا وبالمشبه هلاك الآخرة (11).

من معطيات صلاة الليل

تسهيل الرزق

جَاءَ رَجُلٌ إلى أَبِي عَبْدِ اللهِ (عليه السلام) فَشَكَا إِلَيْهِ الْحَاجَةَ فَأَفْرَط فِي الشَّكَايَةِ حَتَّى كَاد أَنْ يَشكُوَ الْجُوعَ فَقَالَ لَهُ أبو عَبْدِ اللهِ (عليه السلام) يا هَذَا أَتُصَلِّي بِاللَّيْلِ؟

فَقَالَ الرَّجُلُ نَعَمْ.

فَالْتَفَتَ أَبُو عَبْدِ اللهِ (عليه السلام) إلى أَصْحَابِهِ فَقَالَ: كَذَبَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ يُصَلِّي بِاللَّيْلِ وَيَجُوعُ بِالنَّهَارِ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وتعالى ضَمَّنَ صَلاةَ اللَّيْلِ قُوتَ النَّهَارِ (12).

عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، قَالَ:

شَكَوْتُ إلى أَبِي عَبْدِ اللهِ (عليه السلام) الْحَاجَةَ، وَسَأَلْتُهُ أَنْ يُعَلِّمَنِي دُعَاء فِي (13) الرِّزْقِ، فَعَلَّمَنِي دُعَاءً مَا احْتَجْتُ مُنْذُ دَعَوْتُ بِهِ، قَالَ: قُلْ فِي دبر (14) صَلَاةِ اللَّيْلِ وَأَنْتَ سَاجِدٌ: يَا خَيْرَ مَدْعُو وَيَا خَيْرَ مَسؤولٍ، وَيَا أَوْسَعَ مَنْ أَعْطى، وَيَا خَيْرَ مُرْتَجى (15)، ارْزُقْنِي وَأَوسِعُ عَلَيَّ مِنْ رِزْقِكَ، وَسَبِّبْ لِي رِزْقاً مِنْ قَبْلِكَ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (16).

قال الشيخ صلاة الليل في الأحاديث يطلق على الثمان وعلى الإحدى عشرة بإضافة الشفع والوتر وعلى الثلاث عشرة بإضافة ركعتي الفجر وعلى هذا كل سجدة من سجدات الثلاث عشرة محل هذا الدعاء وذكره في الثمان أحسن (وسبب لي رزقاً من قبلك) سبب بالبائين الموحدتين من التسبيب وهو الأجراء والإرسال، وأما بالياء المثناة التحتانية من التسبيب وهو الإعطاء والإرسال فهو أيضاً مناسب لكنه لم يوجد في النسخ التي رأيناها (17).

علامة الإيمان:

وَسَأَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سِنَانِ الإمام الصادق (عليه السلام) عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ سيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ قَالَ هُوَ السَّهَرُ فِي الصَّلَاةِ (18).

الأنوار من الأسفل إلى الأعلى:

ورَوَى عَنْهُ الإمام الصادق (عليه السلام) الْفُضَيْلُ بْنُ يَسَارٍ أَنَّهُ قَالَ إِنَّ الْبُيُوتَ الَّتِي يُصَلِّى فِيهَا بِاللَّيْلِ بِتِلاوَةِ الْقُرْآنِ تُضِيءُ لِأَهْلِ السَّمَاءِ كَمَا تضِيءُ نُجُومُ السَّمَاءِ لِأَهْلِ الْأَرْضِ (19).

المردود الإيجابي من الحسنات:

قالَ (عليه السلام) فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ قَالَ صَلاةُ الْمُؤْمِنِ بِاللَّيْلِ تَذْهَبُ بِمَا عَمِلَ مِنْ ذَنْبِ بِالنَّهَارِ.

وَمَدَحَ الله تبارك وتعالى أمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام) فِي كِتَابِهِ بِقِيَامِ صَلَاةِ اللَّيْلِ فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ وَآتَاهُ اللَّيْلِ سَاعَاتُهُ (20).

صلاة الليل تدفع البلاء

إن البلاء والعذاب الذي يحل بالإنسان قد يكون السبب الرئيسي فيه هو الإنسان نفسه فيحل عليه ما يحل كما أن تصرف الإنسان له دور كبير في دفع البلاء ومن ذلك صلاة الليل فإنها من المجربات التي جربها المؤمنون قال الشيخ الصدوق:

قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام) إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وتعالى إِذَا أَرَادَ أَنْ يُصِيبَ أَهْلَ الْأَرْضِ بِعَذَابٍ قَالَ لَوْلا الَّذِينَ يَتَحَابُونَ بِجَلَالِي وَيَعْمُرُونَ مَسَاجِدِي وَيَسْتَغْفِرُونَ بِالأَسْحَارِ لَولا هُمْ لأَنْزَلْتُ عَذَابِي (21).

نور الإيمان

قَالَ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وآله): مَنْ كَثُر صَلَاتُهُ بِاللَّيْلِ حَسُنَ وَجْهُهُ بالنَّهَارِ (22).

علاج الأمراض المستعصية

ربما يحتاج الإنسان إلى كثير من الجهد والعناء لعلاج كثير من أمراض بدنه خصوصاً المستعصية التي لا مجال للطب فيها مع تقدمه ولكن قد يكون علاجها من طريق الصفاء النفسي وتطهير القلب والروح فلا يحتاج إلا للعلاج الروحي وبه يشفي من مرضه أو تكون صلاة الليل مضاد حيوي وتحصين عن إصابته ببعض الأمراض المزمنة.

روى الشيخ الصدوق قال: قال الصَّادِقُ (عليه السلام): عَلَيْكُمْ بِصَلَاةِ اللَّيْلِ فَإِنَّهَا سُنَّةٌ نَبِيِّكُمْ وَأَدَبُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ وَمَطْرَدَةُ الدَّاءِ عَنْ أَجْسَادِكُمْ (23).

صلاة الليل شرف للمؤمن:

فعن الرسول (صلى الله عليه وآله) أنه قال: (شَرَفُ الْمُؤْمِنِ صَلَاتُهُ بِاللَّيْلِ، وَعِزَّهُ كَفُ الْأَذَى عَنِ النَّاسِ (24).

صلاة الليل وأثرها في تربية العبد

الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) الذي كان يصلي في الليل والنهار ألف ركعة يتحدث عن صفات المتقين وشيعته المؤمنين وأن من صفاتهم التزامهم بصلاة الليل وكأنها واجبه عليهم حيث لا يتركونها كما كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يفعلها.

وهؤلاء صافون أقدامهم متوجهون إلى الله في خلواتهم.

فهل الذي يصف قدميه في كل ليلة وقت السحر ويناجي الله سبحانه ويخشع قلبه وتسكن جوارحه لخالقه، يتعدى على الآخرين ويظلمهم ؟!.

السهر المحبوب

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (عليه السلام): إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وتعالى يُحِبُّ الْمُدَاعِبَ في الْجَمَاعَةِ بِلَا رَفَث الْمُتَوَحدَ بِالْفِكْرِ، الْمُتَخَلّي بِالْعِبر، السَّاهِرَ بِالصَّلاة (25).

قوله (عليه السلام): أما اللَّيْلَ فَصَافونَ أَقْدَامَهُمْ.

هذه هي احدى صفات المتقين كونهم صافين اقدامهم بالليل يتلون القرآن ويرتلونه ترتيلاً.

المشكلة

ينطوي الإنسان على صفات وأخلاق سيئة ألا وهي الرذائل والأمراض النفسية وعلى رأسها الجهل، وهذه المشكلة تحتاج إلى علاج جذري ليقضي على تلك الأمراض والرذائل.

ويتلخص العلاج: في أن كل صفة سيئة تقابلها صفة حسنة هي علاج لها، على الإنسان أن يحول الصفة السيئة لصفة حسنة.

قال الشيخ ميثم البحراني: وذلك إشارة إلى تطويع نفوسهم الأمارة بالسوء بالعبادات، وشرح لكيفية استثارتهم للقرآن العزيز في تلاوته وغاية ترتيلهم له بفهم مقاصده وتحزينهم لأنفسهم به عند ذكر الوعيدات من جملة استثارتهم لأدواء دائهم، ولما كان داؤهم هو الجهل وسائر رذائل العملية كان دواء الجهل بالعلم، ودواء كل رذيلة الحصول على الفضيلة المضادة.

فهم بتلاوة القرآن يستثيرون بالتحزين الخوف من وعيد الله المضاد للانهماك في الدنيا، ودوائه العلم الذي هو دواء الجهل، وكذلك كل فضيلة حث القرآن عليها فهي دواء لما يضادها من الرذائل، وباقي الكلام شرح لكيفية التحزين والتشويق (26).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ انظر مصباح المتهجد، ص 151 ـ 152.

2ـ من لا يحضره الفقيه، ج 1، ص 485، رقم 1399.

3ـ من لا يحضره الفقيه، ج 1، ص 485، رقم 1400.

4ـ المصدر السابق، ص 186، رقم 1404.

5ـ المصدر السابق، ص 487، رقم 1402.

6ـ المصدر السابق، رقم 1403.

7ـ المصدر السابق، ص 485.

8ـ المصدر السابق، ص 487، رقم 1401.

9ـ في نسخ (ب، ج، ز، ص، ض، ف، هـ، بر، بس، بف، جر) والوسائل: - (عن ابن بكير) والصواب ما ورد في (د) والمطبوع والبحار من ثبوت (عن ابن بكير) فإن ابن فضال في مشايخ محمد بن عبد الجبار، هو الحسن بن علي بن فضال، وهو من أصحاب الرضا (عليه السلام)، روى هو كتاب عبد الله بن بكير، وتوسط ابن بكیر بينه وبين أبي عبد الله (عليه السلام) في عدد من الأسناد. راجع: الفهرست للطوسي، ص 124، الرقم 164، وص 304، الرقم 464، معجم رجال الحديث، ج 10، ص 420 ـ 421، ج 22، ص 363 - 364. ويؤيد ذلك رواية ابن فضال، عن ابن بكير، عن ابي عبد الله (علبيه السلام) في الحديث الآتي.

10ـ الكافي (الطبعة الحديثة)، ج 3، ص 675، رقم 2426، وفي الطبع القديم ج 2، ص 273، المحاسن، ص115، كتاب عقاب الأعمال، ح119، عن محمد بن علي، عن ابن فضال، عن رجل، أبي عبد الله (عليه السلام) الوافي، ج 5، ص 1003، ح 3473، الوسائل، ج 15، ص 302، ح 20578، البحار، ج 73، ص 330، ح13.

11ـ شرح الكافي - الأصول والروضة، ج 9، ص 236.

12ـ من لا يحضره الفقيه: ج 1، ص 474، رقم 1371.

13ـ هكذا في النسخ التي قوبلت. وفي المطبوع: + (طلب).

14ـ في نسخ (ب، ج، د، ص، بر، بس، بف) وشرح المازندراني ومرآة العقول: - (دبر).

15ـ في حاشية نسختي (ج، بف): (من يرتجى) بدل (مرتجى).

16ـ الكافي (الطبعة الحديثة)، ج 1، ص 487، رقم 3366، وفي الطبع القديم ج 2، ص 552، الوافي، ج 9، ص 1607، ج 8827.

17ـ شرح الكافي - الأصول والروضة، ج 10، ص 333.

18ـ من لا يحضره الفقيه، ج 1، ص 473، رقم 1366.

19ـ المصدر السابق، رقم 1367.

20ـ المصدر السابق، رقم 1368.

21ـ المصدر السابق، ص 474، رقم 1369.

22ـ المصدر السابق، ص 474، رقم 1370.

23ـ المصدر السابق، ص 472، رقم 1363.

24ـ المصدر السابق، رقم 1361.

25ـ المصدر السابق، ص 174، رقم 1372.

26ـ شرح نهج البلاغة (ابن ميثم) ج 3، صفحة 418.