x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الشباب وكتب الضلال

المؤلف:  السيد مرتضى الحسيني الميلاني

المصدر:  الى الشباب من الجنسين

الجزء والصفحة:  ص 208 ــ 211

2024-05-09

159

تتعرض الأمة الإسلامية إلى مؤامرة وهجمة معادية واسعة، إذ لا زالت مقومات حضارتها هدفاً تأريخياً لأعدائها الذين لم يتركوا وسيلة تحط من شأن الأمة وقيمتها إلا وتوسلوا بها، سعياً إلى تركيعها والقضاء عليها.

وقد سعى الاستعمار بكل ما أوتي من قوة إلى تحريف وتخريب أهم حصونها المنيعة، وهو بناؤها العقائدي وكيانها الروحي. وإن كان أفلح يوماً في إبعاد بعض الشباب من شرائح الأمة عن مسارهم الرائد إلى متاهات الضياع والتيه، فإن تلك الجهود ستفشل وستتوقف لعدم الحصول على جدوى مشجّعة، بل هي فشلت فعلاً وإن لم تتوقف.

إذ أننا نرى اليوم أن ظاهرة التدين بادية على جيل الشباب. وقد سكتت الأبواق التي كانت تهتف وتزعق أن الدين دين الطاعنين في السن. عندما رأوا الدين يعيش حالة شبابية لا تهرم في قلوب الناس وبخاصة منهم جيل الشباب.

إن المحاولات التي مارستها الحكومات المنحرفة عن خط الرسالة السماوية لإطفاء معالم الوعي ومحطات التوهج الفكري في الأمة، لم تفلح أبداً في إيجاد ثغرة حتى ولو في صفوف الشباب.

ومن أساليب أعداء الدين، أعداء الأمة الإسلامية، نشر وترويج كتب الضلال في أوساط المثقفين ووضعها في متناول أيدي الشباب. لأنهم مستهدفون دائماً. وبعد أن أصبح الكتاب سهل التناول وخير وسيلة للوصول إلى أفكار الشباب تحت عناوين ومسميات كثيرة. وقد تكون القصة أقصر الطرق لزرق السموم في عقول الطليعة، أو الكتاب العقائدي الذي يحاول إيجاد ثلمة في عقائد الناس ومنهم الشباب.

وما أكثر هذه الكتب التي سوّد صفحاتها أعداء التشيع أعداء الإسلام: {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} [الصف: 8].

وقد مرت القرون بعد القرون ونحن نسمع نفس النغمة المبحوحة التي تصدر عن خصوم التشيع بتكرار نفس الإشكالات على المذهب الحق، رغم أن علماءنا رحم الله الماضين منهم وحفظ الباقين لم يدخروا جهداً في رد تلك الإشكالات وتوضيح العقيدة الشيعية بالبراهين الساطعة والأدلة الدامغة.

وعلى سبيل المثال نذكر كتاب الألفين للعلامة الحلي الحسن بن يوسف بن المطهر الأسدي الذي ذكر فيه أكثر من ألفي دليل على وجوب عصمة الإمام ووجوب نصبه على الله (عز وجل)، ثم جاء بعده بستة قرون عالم آخر هو الشيخ محمد جرار حسين من بلاد الهند ليضيف إليها أكثر من ستمائة دليل في الموضوع نفسه. في كتاب سماه: (مستدرك الألفين) هذا فقط في عصمة الإمام (عليه السلام) ناهيك عن الموضوعات العقائدية الأخرى في التوحيد والنبوة والإمامة وغيرها.

وأما ما كتب حول الإمام الثاني عشر المهدي بن الحسن عجل الله فرجه فكثير جداً جداً.

لأن مؤلفه لا يقرأ ما كتب حول الشبهة التي أثارها، ولم يطلع على الردود الصريحة على ما أملته عليه نفسه المريضة.

ويبقى الهدف هو مجرد إلقاء الشبهة وإشاعتها. والذي نحذر منه هو وقوع مثل هذه الكتب بين أيدي أبنائنا الشباب، فينساقون وراء الأباطيل التي تغلف عادة بغلاف الحقائق. وقد تنساب الشبهة إلى عقولهم انسياب الأفعى -لا سمح الله - فإذا كان بعضهم غير محصن بثقافة دينية كافية، أي لم يأخذ مصلاً وقائياً ضد السموم فإننا نخشى عليه الإصابة بها.

ومما يطرح عادة في كتب الضلال إشكالات حول ما يلي:

السجود على التربة، وزيارة القبور، والتوسل بالنبي والآل (عليهم السلام)، والنذر، وطول عمر الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، وشبهة القول بتحريف القرآن، وعصمة الأئمة (عليهم السلام)، وكيفية الوضوء، والجمع بين الصلاتين وو...

وكل هذه الأمور قد بحثها علماء الشيعة ومفكروهم منذ قرون وحتى هذه اللحظة، حتى أصبح الكلام فيها من ناقل القول ومن المكررات. إلا أن الخصوم متصفون بالتحجر والأمية والتعصب الأعمى فلا يقرؤون كتب غيرهم. وهذا عيب ونقص فيهم لا في غيرهم. {وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلًا} [الإسراء: 72].

زرت ذات يوم وأنا في موسم الحج مكتبة المسجد النبوي في المدينة المنورة، فوجدتها - على صغرها - منظمة حسب أبواب العلم. فكتب الفقه في جانب، والنحو في جانب، والبلاغة هنا والاقتصاد هناك، وهكذا. فقرأت العنوانين المثبتة في كل باب لعلي أجد فيها كتاباً لمؤلف شيعي، فلم أجد في كل الأبواب حتى كتاب (اقتصادنا) للشهيد الصدر الأول الذي يعتبر مفخرة للإسلام وليس للتشيع فحسب. وهكذا في باب النحو مع كثرة علمائه الشيعة، وباب الأصول مع طول باع علمائنا فيه، وتفسير القرآن كذلك. فماذا يعني هذا؟ أترك الجواب لكم إخواني الشباب.