الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
الشباب والاحساس بالحقارة
المؤلف: محمد تقي فلسفي
المصدر: الأفكار والرغبات بين الشيوخ والشباب
الجزء والصفحة: ص 73 ــ 74
2024-04-09
1034
إن الشبان الذين وصلوا مرحلة البلوغ حديثاً يرون أنفسهم ضعفاء ويشعرون في أنفسهم بالحقارة من ناحيتين، الأولى: هي ذكريات العجز في المرحلة الماضية، والثانية: الشعور بقلق واضطراب بالنسبة للمستقبل.
إن الذكور والإناث الذين اجتازوا مرحلة الطفولة حديثاً ودخلوا مرحلة الشباب يشعرون بعطش القدرة، لأنهم لم ينسوا بعد ضعف أيام الطفولة، فهم يتذكرون أنهم حتى الأمس القريب كانوا أطفالاً لا يملكون استقلالاً أو شخصية، أما الآن فقد أصبحوا شباناً أقوياء فهم يشعرون بالعذاب حينما يتذكرون ضعف طفولتهم ولهذا السبب يحسون بالحقارة، ويريدون أن يعوضوا عن تلك النقيصة لكي يبرزوا استقلالهم ويظهروا قدرتهم للآخرين.
(يعتبر (آدلر) حب الظهور ردة فعل مقابل الإحساس بالحقارة واقعياً. أو وهمياً، أو التعويض عنها، فهو يقول: الجميع مبتلون بنوع من الحقارة، لأن الجميع كانوا في يوم من الأيام أطفالا وفي الطفولة تقترن الحقارة بثلاث تجارب:
الأولى. الإحساس بالعجز، الثانية. الإحساس بضعف أكثر من الكبار، الثالثة. إحساس التبعية للكبار وكل طفل يريد أن يكون شخصاً كبيراً وفي هذا المجال يسعى لكي يتغلب على إحساس النقص (1) هذا).
(إن إثبات الوجود لدى الشباب يدل على تقدم القوى البدنية والفكرية في آخر مرحلة من النمو لديهم، وفي نفس الوقت يدل على ردود فعل أقلها الحصول على القدرة مقابل الإحساس بالتبعية للأشخاص البالغين والجيل المتقدم عليهم) (2).
والشبان الواعون المثقفون يعتبرون ضعف أيام الطفولة من السنن الإلهية في نظام الخلق، ولا يشعرون بالحقارة أبداً من تذكرها لكي يقوموا بالأعمال السيئة كرد فعل، أو إظهار التفوق للتعويض عنها، إنهم يتوقعون من الكبار توقعاً معقولاً وصحيحاً وهو أن يحترموا استقلالهم وشخصيتهم ولا ينظروا إليهم على أنهم أطفال.
انعكاس الحقارة
إن الشبان الجاهلين، يتألمون عند تذكرهم ضعف أيام الطفولة ويعتبرونها محقرة لهم، ولكي يعوضوا عنها ويظهروا أنفسهم كباراً وأقوياء فإنهم يقومون بأعمال عنف، ويبدأون بذلك من البيت وفي بعض الأحيان يخالفون الوالدين بشدة ولا يعيرون أوامرهما أهمية ويسخرون من الجد والجدة، ويلقون بأوامرهم ونواهيهم على اطفال العائلة وأحياناً يضربونهم ويسيئون الكلام مع الخدم، ويتحججون في الطعام واللباس، يصرخون لكي يلفتوا أنظار أهل البيت ويخيفونهم، إن هذه الأعمال هي ردود فعل الحقارة الوهمية حملوها مع أنفسهم من فترة الطفولة.
إن هدف هؤلاء الشبان من أعمالهم العنيفة الخاطئة التي يرتكبونها، هو إظهار أنفسهم ووجودهم، وشخصيتهم وليعلموا أعضاء العائلة بقدرتهم وقوتهم ويفهموهم بأننا لسنا أطفال الأمس، لقد انتهت مرحلة ضعفنا، وها هو يوم قوتنا وتفوقنا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ علم النفس الاجتماعي، ج 1، ص 116.
2ـ ماذا أعلم؟ البلوغ ص 88.