تفسير{ بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ}
المؤلف:
السيد محمد الحائري – تحقيق: د. عادل الشاطي
المصدر:
النبأ العظيم في تفسير القرآن الكريم
الجزء والصفحة:
ج1، ص13-14
2024-03-05
1499
وأصلُ الإسمِ[1]: سَمَوَ ؛ لأَنَّ جَمعُه أَسمَاء، وتَصغِیرُه: سُميّ.
واللهُ: أَصلُهُ إِلَه، فحُذِفَت الَهمزَةُ، وَعُوِّضَ عَنهَا حَرفُ التَّعرِیفِ، وَلِذلِكَ قیلَ في النِّداءِ: یَا اللهُ، بِقَطعِ الهَمزَةِ، کَما یُقالُ: یَا إِلَه، وَمَعنَاهُ: ابدَأوا وافَتَتِحُوا بِتَسمِیَةِ اللَّـهِ الَّذِي یَحِقُّ لهُ العِبَادَة؛ لقُدرَتِه عَلى أُصُولِ النِّعَمِ.
فَهذَا الإِسمُ مُختَصٌّ بِالمعبُودِ بِالحَقِّ، لا یُطلَقُ عَلى غَیرِه، وَهوَ اسمٌ غَیرُ صِفَةٍ ؛ لأنَّك تَصِفَهُ، فتقولُ: إِلهٌ وَاحِدٌ، وَلا تَصِفُ به[2].
والبَاءُ مُتَعلِّقٌ بِمحذُوفٍ؛ إمَّا عَلى الَّذي عَرَفتَ، أو عَلى تَقدِيرِ بِسمِ اللَّـهِ أُقِرُّ وَهوَ الأَولَى.
يَختَصُّ[3] بِسمِ اللَّـهِ بِالإِبتدَاءِ بِه، كَما يُقَالُ لِلـمُعرِسِ: بِاليُمنِ وَالبَرَكَةِ؛ يَعنِي: أَعرَستَ، وَإِنَّما قُدِّرَ الـمَحذُوفِ مُتأخِّر، إِلَّا أَنَّهُم يَبدأونَ بِالإِسمِ عِندَهُم، ويَدُلُّ على ذَلكَ قَولُه تَعَالَى: }بِسْمِ اللّـهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا{[4].
وفي الرَّحمن: مِنَ الـمُبالَغَةِ مَا لَیسَ في الرَّحِیمِ؛ ولذلك قِیلَ: الرَّحمنُ بِجَمِیعِ الخَلقِ، والرَّحیمُ بِالـمُومِنینَ خَاصَّةً[5].
[1] لسان العرب، ابن منظور، مادة (سمو) 14/401.
[2] ينظر: مفردات ألفاظ القرآن، الراغب: 82.
[3] مجمع البيان في تفسير القرآن، الطبرسي: 1/53.
[5] مجمع البيان في تفسير القرآن، الطبرسي: 1/53، وهو المروى عن أئمة أهل البيت )عليهم السلام) ينظر: المحاسن، البرقي: 1/238ح213، الكافي، الكليني: 1/114ح1، معاني الأخبار، الصدوق: 3ح2.
الاكثر قراءة في مواضيع عامة في علوم القرآن
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة