x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الإستشارة والاستخارة

المؤلف:  الشيخ محمد جواد الطبسي

المصدر:  الزواج الموفّق

الجزء والصفحة:  ص 59 ــ 63

2024-02-25

329

كان من دأب النبي (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله) والعترة الطاهرة ـ أن يستشيروا في مهامّ الأمور مع أنهم أكمل الخلق وأفضلهم وأعلمهم وليس هذا إلاّ للعمل بقول الله عز وجل في كتابه الكريم حيث يقول: {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ} [الشورى: 38]، وقوله: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ} [آل عمران: 159].

فإن قيل كيف يأمر الله نبيه (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله) بالمشورة مع أنه أكمل الخلق باتفاق أهل الملّة وأحسنهم رأياً وأوفرهم عقلاً وأحكمهم تدبيراً، وكان المواد بينه وبين الله تعالى متصلة، والملائكة تتواتر عليه والوحي ينزل؟

إن ذلك كان على وجه التطيب لنفوس أصحابه والتآلف لهم والرفع من أقدارهم، وليقتدى به أمته في المشاورة ولا يرونها نقصاً وعيباً لهم وليمتحنهم ويتميّز الناصح من الغاش إلى غير ذلك من الأمور (1) وكان النّبي أيضاً يستشير أصحابه في بعض حروبه كغزوة بدر وأحد والأحزاب وغيره.

واستشار الإمام أمير المؤمنين أصحابه في المسير إلى صفين واستشار الرضا (عليه ‌السلام) بعض خدمه كما روي عنه أنّه ربما شاور الأسود من سودانه، فقيل له تشاور مثل هذا؟

فقال: إن شاء الله تبارك وتعالى ربما فتح على لسانه ... (2).

واستشار الإمام علي (عليه‌ السلام) عقيلاً في الزّواج بامرأة، فأشار إليه بفاطمة بنت حزام الكلابية.

فقال له أبغني إمرأة قد ولدتها الفحولة من العرب لأتزوّجها فتلد لي غلاماً فراساً.

فقال له: أين أنت عن فاطمة بنت حزام بن خالد الكلابية فإنّه ليس في العرب أشجع من أباءها ولا أفرس (3)

وإنّ رجلاً إستشار الحسين (عليه‌ السلام) في تزويج إمرأة فنهاه الإمام ولكن خلف الحسين في ذلك فافتقر.

وهكذا استشار الكرخي الصادق (عليه ‌السلام) فأجابه بما قرأته سابقاً.

المشورة للزواج

تلخص ممّا سبق أنّ المشورة أمر مهمّ جداً وبظل المشورة تكتمل عقول الرجال وتتبيّن الخفيات ومنها الشور في أمر الزواج. فإن قيل نحن لا ننكر أهميّة المشورة ولكن مع من نستشير ...؟!

قلنا: الروايات في هذا المجال بكثرة. فإنّنا أمرنا بالإستشارة مع الرجال ذوي العقول والرأي، ومع من إسمه محمد. ونهينا أيضاً من المشورة مع الفاسق الفاجر والجبان والحريص والبخيل وغير الورع فإن مضارّ إستشارتهم أكثر من منفعتها.

قال رسول الله (صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله): ما من قوم كانت لهم مشورة فحضر معهم من إسمه محمد أو حامد أو محمود أو أحمد فأدخلوه في مشورتهم إلاّ خيّر لهم (4).

وقال الصادق (عليه ‌السلام): إستشر العاقل من الرجال الورع فإنّه لا يأمر إلا بخير وإياك الخلاف فإنّ خلاف الورع العاقل مفسدة في الدين والدنيا (5).

وقال الصادق (عليه‌ السلام) إن المشورة لا يكون إلا بحدودها فمن عرف بحدودها وإلا كانت مضرّتها على المستشير أكثر من منفعتها له؛

فأوّلها: أن يكون الذي يشاوره عاقلاً.

والثّانية: أن يكون حراً متديّناً.

والثّالثة: أن يكون صديقاً مواخياً.

والرابعة: أن تطلعه على سرّك، فيكون علمه به، كعلمك بنفسك، ثم يستر ذلك ويكتمه. فإنّه إذا كان عاقلاً إنتفعت بمشورته، وإذا كان حراً متديناً جهد نفسه في النصيحة لك، وإذا كان صديقاً مواخياً كتم سرّك إذا أطلعته عليه، وإذا أطلعته على سرك فكان علمه به كعلمك، تمت المشورة وكملت النصيحة ... (6).

الاستخارة قبل الإستشارة

وليبدأ قبل المشورة بالاستخارة أي طلب الخيرة من الله لأنّه العالم بالأسرار والخفايا. فعن الصادق (عليه ‌السلام): إذا أراد أحدكم أمراً فلا يشاور فيه أحداً حتى يبدأ فيشاور الله عزّوجل.

فقيل له ما مشاورة الله عزوجل.

قال يستخير الله فيه أولاً ثم يشاور فيه، فإنّه إذا بدأ بالله أجرى الله تعالى له الخير على لسان من شاء من الخلق (7).

وعنه (عليه ‌السلام) قال: يقول الله عز وجل من شقاء عبدي أن يعمل الأعمال ولا يستخيرني (8).

وأما طريق الاستخارة فكثيرة وأشار إليها المجلسي وغيره في كتبهم، ونشير إلى بعضها ونحيل الباقي إلى هذه الكتب.

فمنها ما سئل عن الصادق فقال: استخر الله عزّ وجل في آخر ركعة من صلاة الليل وأنت ساجد مأة مرة ومرة.

قال الراوي: قلت كيف أقول.

قال: تقول أستخير الله برحمته، أستخير الله برحمته (9)

وعنه أيضاً: أنه يسجد عقيب المكتوبة ويقول اللهمّ خر لي مأة مرة ثم يتوسل بالنبي والأئمة (عليهم السلام) ويصلّي عليهم ويستشفع بهم وينظر ما يلهمه الله فيفعل فإنّ ذلك من الله تعالى (10).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ راجع سفينة البحار، ج 1، ص 718.

2ـ المصدر السابق.

3ـ إبصار العين، ص 56.

4ـ سفينة البحار، ج 1، ص 718.

5ـ المصدر السابق.

6ـ المصدر السابق.

7ـ المصدر السابق، ص 717.

8ـ المصدر السابق، ص 433.

9ـ المصدر السابق.

10ـ المصدر السابق.