x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الخطبة والاختيار

المؤلف:  الشيخ محمد جواد الطبسي

المصدر:  الزواج الموفّق

الجزء والصفحة:  ص 65 ــ 68

2024-02-22

337

إنّ من الموارد المهمّة التي لا بأس بمراعاة ذلك هو الخطبة من ناحية الزّوج والاختيار من ناحية الزّوجة.

فإذا أراد الشّاب الزّواج مع بنت فليخطبها وليظهر الرغبة في الزّواج معها، كما هو المتعارف في زماننا هذا، وهكذا في الأزمنة المتقدمة ومنها في عصر الرسالة فإنّ هذه العمليّة أوقع في نفس الزّوجة ولها أن تدرس الموضوع أوّلاً ثم تستخبر وتستشير وفي النهاية تختار أو تردّ من دون أي ضغط وإصرار من قبل الأب أو الأم أو غيرهما.

لأنّ الإسلام قد أبطل الأفكار الجاهلية من سلب إختيار البنت في مسألة الزّواج بل فسح لها المجال في هذه المسألة بالذات ولم يضغط عليها على قبول من لا ترغب في الزّواج معه.

وقد تكررت هذه المسألة عندما خطبوا الزهراء من النّبي (صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله) فكان يردّهم إثر ردّ الزهراء هذه الخطبة.

الزهراء تختار علياً

روى الطوسي في الأمالي عن الضحاك بن مزاحم قال: سمعت علي بن أبي طالب (عليه ‌السلام) يقول وذكر حديث تزويج فاطمة (عليها‌ السلام) وأنه طلبها من رسول الله (صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله) فقال: يا علي إنّه قد ذكرها قبلك رجال فذكرت ذلك لها فرأيت الكراهة في وجهها، ولكن على رسلك حتى أخرج اليها، فدخل عليها، فأخبرها وقال: إنّ علياً قد ذكر من أمرك شيئا فما ترين؟

فسكتت ولم تولّ وجهها ولم ير فيه رسول الله كراهة، فقام وهو يقول: الله أكبر سكوتها إقرارها ... (1).

إختيار شهر بانويه الحسين (عليه ‌السلام)

ويدلّ عليه أيضاً ما عمله الإمام أمير المؤمنين (عليه‌ السلام) في أسرى الفرس من أمرهنّ بالاختيار في الزّواج بأحد من المسلمين كما رواه لنا الطبري في تاريخه أنّه: لمّا ورد سبي فرس إلى المدينة أراد عمر بيع النساء وأن يجعل الرجال عبيداً.

فقال له علي (عليه‌ السلام): إنّ رسول الله قال: أكرموا كريم كلّ قوم.

فقال عمر: قد سمعته يقول: إذا أتاكم كريم كلّ قوم فأكرموه وإن خالفكم.

فقال علي (عليه ‌السلام) هؤلاء قد ألقوا إليكم السّلام ورغبوا في الإسلام ولا بد من أن يكون لهم فيه ذرّيّة، وأنا أشهدكم أني قد أعتقت نصيبي منهم لوجه الله تعالى.

فقال جميع بني هاشم: قد وهبنا حقنا لك يا أخا رسول الله.

فقال: اللهمّ اشهد أنّهم قد وهبوا إليّ حقهم وقبلته، وأشهدك أنّي أعتقتهم لوجهك.

فقال المهاجرون والأنصار: قد وهبنا حقنا لك.

فقال عمر: لم نقضت على عزمي في الأعاجم وما الذي رغبك عن رأيي فيهم، فأعاد عليه ما قاله رسول الله (صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله) في إكرام الكرماء.

فقال عمر: قد وهبت الله لك يا أبا الحسن ما يخصّني وساير ما لم يوهب لك.

فقال علي (عليه ‌السلام): أللهمّ اشهد على ما قالوا وعلى عتقي إيّاهم.

فرغب جماعة من قريش في أن يستنكحوا.

فقال أمير المؤمنين (عليه ‌السلام): هؤلاء لا يكرهن على ذلك ولكن يخيّرن، فما اخترنه عمل به. فأشار إلى شهر بانويه بنت كسرى فخيرت وخوطبت من وراء الحجاب والجميع حضور، فقيل لها: من تختارين، وهل أنت ممن تريدين بعلاً؟

 فسكتت. فقال أمير المؤمنين (عليه ‌السلام) قد أرادت وبقي الاختيار.

فقال عمر: وما علمك بإرادتها البعل؟

فقال أمير المؤمنين (عليه ‌السلام): إنّ رسول الله (صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله) كان إذا أتته كريمة قوم لا وليّ لها وقد خطبت، يأمر أن يقال لها: أنت راضية بالبعل؟

فان استحيت وسكتت، جعلت إذنها صماته وأمر بتزويجها، وإن قالت: لا لم تكره على ما تختاره. وإنّ شهربانويه أريت الخطاب، فأومأت بيدها واختارت الحسين بن علي (عليه ‌السلام) فأعيد القول عليها في التخيير، فأشارت بيدها وقالت بلغتها: هذا ان كنت مخيّرة وجعلت علياً (عليه ‌السلام) وليّها ... (2).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ وسائل الشيعة، ج 14، ص 206.

2ـ ذرايع البيان، ج 1، ص 240.