x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

تقوية الإرادة بالأيمان

المؤلف:  جماعة من العُلماء

المصدر:  نحو حياة أفضل

الجزء والصفحة:  ص 95 ــ 99

2024-02-20

409

ان العقل كالشمس في ليالي الحياة المظلمة وكالسراج المضيء في حنادس الظلام الا انه لا يملك كل ما يحتاجه الإنسان من زاد في طريقه ويجعله فائقاً على كل الاحساسات والغرائز. ولذا فنحتاج بالإضافة لتربية العقل والإستفادة منه في ضبط الغضب إلى قوة أخرى هي الإرادة.

يقول الإمام الصادق: (الغضب ممحقة لقلب الحكيم، من لم يملك غضبه لم يملك) (1).

اما إذا تقوت الإرادة فأنها ستسرع لمعونة العقل فيتعاونان في القضاء على الشكل المحطم للغضب، والإيمان هو أفضل عامل مقو للإرادة، فمتى ما ابتلي العقل بالخطأ فان الإيمان يهديه سواء السبيل.

فالإنسان علاوة على احتياجه الضروري لهدايات العقل يحتاج إلى قيادات دينية بشكل كبير جداً.

يقول علي (عليه السلام): (العقل شرع من داخل والشرع عقل من خارج) (2).

وعليه للأمان من عواقب الغضب نحتاج إلى عقل قوي وإيمان راسخ.

يقول الإمام الصادق (عليه السلام): (انما المؤمن الذي إذا غضب لم يخرجه غضبه من حق) (3).

نماذج حية:

نستطيع ان نجد نماذج حية واضحة لمقاومة الإيمان في قبال الغضب في حياة قادة الدين.

ولنلاحظ نموذجين فيما يلي:

1ـ روي ان النبي (صلى الله عليه وآله) كان عليه برد غليظ الحاشية فجذبه إعرابي بردائه جذبة شديدة حتى أثرت حاشية البرد في صفحة عاتقة النبي (صلى الله عليه وآله) ثم قال يا محمد حمل لي على بعيري هذين من مال الله الذي عندك فأنك لا تحمل لي من مالك ولا مال أبيك فسكت النبي (صلى الله عليه وآله)، ثم قال: المال مال الله وأنا عبده ثم قال ويقاد منك يا اعرابي ما فعلت بي؟ قال: لم؟ قال: لأنك لا تكافي بالسيئة السيئة فضحك النبي (صلى الله عليه وآله) ثم أمر ان يحمل له على بعير وعلى آخر تمر (4).

2ـ حكي ان الأشتر كان مجتازاً بسوق وعليه قميص خام وعمامة منه فرآه بعض السوقه فأزرى بزيه فرماه ببندقة تهاوناً به فمضى ولم يلتفت فقيل له ويلك أتعرف لمن رميت فقال لا فقيل له هذا مالك صاحب أمير المؤمنين (عليه السلام) فارتعد الرجل ومضى إليه ليعتذر إليه وقد دخل مسجداً وهو قائم يصلي فلما انفتل انكب الرجل على قدميه يقبلهما فقال ما هذا الأمر فقال أعتذر إليك مما صنعت فقال لا بأس عليك فوالله ما دخلت المسجد الا لأستغفرن لك) (5).

وينبغي ان يقتدي اتباع النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة (عليهم السلام) بسيرتهم وسيرة اتباعهم الذين ربوهم أروع تربية فليلتفتوا - حين الغضب - إلى عواقبه ويتخذوا سبيل الحلم والصفح مع الناس بعد ملاحظة رضا الله.

وان القرآن الكريم أيضاً يذكر بان كظم الغيظ هو أحد صفات المؤمنين فهو حين يعرفهم يقول: {وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ} [الشورى: 37].

ويقول في موضع آخر: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران: 134].

سبل التحرز عن الغضب الآني المفاجئ:

قلنا ان الضبط القطعي للغضب ممكن مع تقوية الإرادة، وتقوية الإرادة ايضاً يتم عن طريق تحقيق الإيمان والتدين.

ولكن ذكرت في الروايات الإسلامية وكتابات علماء النفس طرق لضبط الغضب واطفاء سعاره والتحرز عن امتداد ألسنته إلى مواضع خطرة، بحيث ان الإنسان إذا اتبع هذه الطرق أمكنه ان يتخلص من العواقب المشؤومة للغضب وان يبقى مجالاً للتفكير ليستمد العون من العقل والإيمان وهنا نذكر بعضها.

1ـ تبديل العمل والاستراحة:

فان الإنسان بعد ان يحس بحالة غير طبيعية من الممكن ان تؤدي إلى غضب آني مفاجئ عليه في الحال ان يشغل نفسه بعمل لينصرف الفكر عن الأمور التي تجر إلى الغضب ويتحرز عنه وذلك بان يقوم بأعمال بدنية كالتمشي مثلا وإذا كان واقفاً فليقعد وبالتالي فيستريح.

(يمكننا ان نتدخل في تنفسنا ونمنح أعضاءنا حالة مريحة... نمد أرجلنا ونفتح قبضتي أيدينا المعقودة.، نحني رقابنا، نتخلص من حالة الإكتئاب.. فإذا قمنا بهذه الأعمال فكأننا قد تدخلنا في بعض الأعمال غير الإرادية التي هي من نتائج الغضب) (6).

2- الماء البارد والغضب:

(ان الماء البارد يسكن الالتهابات والهيجان البدني ويخفف من الدوران السريع للدم والخفقان المتتابع للقلب) (7).

وقد أشار النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) في حديث رائع إلى هذين السبيلين فقال: (ان الغضب جمرة تتوقد في القلب الم تر إلى انتفاخ أوداجه وحمرة عينه فإذا وجد احدكم من ذلك شيئاً فان كان قائماً فليجلس وان كان جالساً فلينم فان لم يزل ذلك فليتوضأ بالماء البارد وليغتسل فان النار لا يطفئها الا الماء) (8).

3ـ نسيان الغضب:

ان السعي لنسيان الحادثة التي اوجدت الغضب يساعد أيضاً على إطفاء نار الغضب فمثلا لو جرت مشادة بينك وبين آخر وانجررت إلى نزاع فإن لحظات ذلك النزاع تخطر على الذهن دائماً وتوجب حالات من الهيجان وبقاء هذا الهيجان... فإذا سعينا بأن لا نفكر في الحادثة ومن ثم ننساها... فانه يمكن القول باننا قد نسينا غضبنا وعادت إلينا حالة الهدوء.

4ـ ذكر الله:

والسبيل الرابع الذي يستطيع أكثر من غيره ان يبعث في النفس الهدوء والإطمئنان ويحد من طغيان الغضب، هو ذكر الله الرحمن الرحيم والإرتباط الروحي به تعالى وقد أوحى الله تعالى إلى أحد أنبيائه فقال: (يا بن آدم اذكرني حين تغضب أذكرك عند غضبي) (9).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ وسائل الشيعة، ج 11، ص 288.

2ـ مجمع البحرين مادة (عقل).

3ـ وسائل الشيعة، ج 1، ص 286.

4ـ سفينة البحار، ج 1، ص 412.

5ـ المصدر السابق، ص 686.

6ـ علم النفس للحياة، ص 296.

7ـ علم النفس التربوي، ص 216.

8ـ المحجة البيضاء، ج 3، ص 179.

9ـ وسائل الشيعة، ج 11، ص 291.