x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
ترجمة أبي الحسن
المؤلف: أحمد بن محمد المقري التلمساني
المصدر: نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة: مج4، ص: 163-165
2024-01-31
866
وقال الوزير أبو الحسن ابن أضحى:
ومستشفع عندي بخير الورى عندي وأولاهم بالشكر مني وبالحمد
وصلت فلما لم أقم بجزائه لففت له رأسي حياء من المجد
وكان سبب قوله هذين البيتين أنه كتب إليه بعض الوزراء شافعا لأحد
الأعيان فلما وصل إليه بره وأنزله وأعطاه عطاء استعظمه و اتجز له وخلع
عليه خلعا وأطلعه من الأحمال بدرا لم يكن مطلعا ثم اعتقد أنه قد جاء
عليه خلعا وأطلعه من الأحمال بدرا لم يكن مطلعا ثم اعتقد أنه قد جاء
مقصرا فكتب إليه معتذرا بالبيتين هكذا حكاه الفتح وقال بعد ذلك ما صورته ومن باهر جلاله وطاهر خلاله أنه أعف الناس بواطن
وأشرفهم في التقى مواطن ما علمت له صبوة ولا حلت له إلى مستنكر
حبوة مع عدل لا شيء يعدله وتحجب عما يتقى مما يرسل عليه حجابه
ويسدله وكان لصاحب البد الذي كان يتولى القضاء به ابن من أحسن الناس
صورة وكانت محاسن الأقوال والأفعال عليه مقصورة مع ما شئت من لسن
وصوت حسن وعفاف واختلاط بالبهاء والتفاف قال الفتح: وحملنا لإحدى ضياعه بقرب من حضرة غرناطة فحللنا قرية على ضفة نهر أحسن من شاذمهر تشقها جداول كالصلال ولا ترمقها الشمس من تكاتف الظلال ومعنا جملة من أعيانها فأحضرنا من أنواع الطعام وأرانا من فرط الإكرام والإنعام ما لا يطاق ولا يحد ويقصر عن بعضه العد وفي أثناء مقامنا بدا لي من ذلك الفى المذكور ما أنكرته فقابلته بكلام اعتقده وملام أحقده فلما كان من الغد لقيت منه اجتنابه ولم أر منه ما عهدته من الإنابة فكتبت
إليه مداعبا له فراجعني بهذه القطعة :
أتتني أبا نصر خاطر سريع كرجع الطرف في الخطرات
فأعربت عن وجد كمين طويته بأهيف طاو فاتر اللحظات
غزال أحم المقلتين عرفته بخيف منى للحسن أو عرفات
رماك فـأصمى والقلوب رمية لكل كحيل الطرف ذي فتكات
وظن بأن القلب منك محصب فلباك من عينيه بالجمرات
تقرب بالنساك في كل منسك وضحى غداة النحر بالمهجات
وكانت له جيان مثوى فأصبحت ضلوعك مثواه بكل فلاة
يعز علينا أن تهيم فتنطوي كئيبا على الأشجان والزفرات
فلو قبلت للناس في الحب فديته فدنياك بالأموال والبشرات
ومن إيثار ديانته وعلامة حفظه للشرع وصيانته وقصده مقصد المتورعين
بسواده محتلا في عينه وفؤاده لا يسلمه إلى مكروه ولا يفرده في حادث يعروه وكان من الأدب في منزلة تقتضي إسعافه ولا تورده من تشفيعه في مورد قد عافه فكتب إليه ضارعا في رجل من خواصه اختلط بامرأة طلقها ثم تعلقها وخاطبه في ذلك بشعر فلم يسعفه وكتب إليه مراجعا :
ألا أيها السيد المجتبى و يا أيها الألمعي العلم
أتتني أبياتك المحكمات بما قد حوت من بديع الحكم
ولم أر من قبلها مثلها وقد نفثت سحرها في الكلم
ولكنه الدين لا يشترى بنثر ولا بنظام نظم
وكيف أبيح حمى مانعا وكيف أحلل ما قد حرم
ألست أخاف عقاب الإله ونارا مؤججة تضطرم
أأصرفها طالقا بته على أنوك قد طغى واجترم
ولو أن ذاك الغوي الزري تثبت في أمره ما ندم
انتهى كلام الفتح الذي أردت جلبه هنا .
ولا خفاء أن هذه الحكاية مما يدخل في حكايات عدل قضاة الأندلس .
ومن نظم ابن أضحى المذكور ما كتب به إلى بعض من يعز عليه:
يا ساكن القلب رفقا كم تقطعه الله في منزل قد ظل مثواكا
يشيد الناس للتحصين منزلهم وأنت تهدمه بالعنف عيناكا
والله والله ما حبي لفاحشة أعاذني الله من هذا وعافاكا
وله في مثل ذلك :
روحي إليك فرديه إلى جسدي من لي على فقده بالصبر والجلد
بالله زوري كئيبا لا عزاء له وشرفيه ومثواه غداة غد
لو تعلمين بما ألقاه يا أملي يا بعتني الود تصفيه يدا بيد
عليك مني سلام الله ما بقيت آثار عينيك في قلبي وفي كبدي