x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
ابن زيدون عند بني عباد
المؤلف: أحمد بن محمد المقري التلمساني
المصدر: نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة: مج4، ص: 264-270
2024-01-31
864
ابن زيدون عند بني عباد
ولما مات والد المعتمد واستقل بالملك قال ذو الوزارتين ابن زيدون يرثي
المعتضد ويمدح المعتمد بقصيدة طويلة أولها:
هو الدهر فاصبر الذي أحدث الدهر فمن شيم الأحرار في مثلها الصبر
ستصبر صبر اليأس أو صبر حسبة فلا تؤثر الوجه الذي معه الوزر
حذارك من أن يعقب الرزء فتنه يضيق بها عن مثل إيمانك العذر
إذا آسف الثكل اللبيب فشفه رأى أفدح الثكلين أن يذهب الأجر
مصاب الذي يأسى بموت ثوابه هو البرح لا الميت الذي أحرز القبر
حياة الورى نهج إلى الموت مهيع لهم فيه إيضاع كما يوضع السفر
ومنها :
إذا الموت أضحى قصد كل معمر فإن سواء طال أو قصر العمر
ألم تر أن الدين ضيم ذماره فلم يغن أنصار عديدهم دثر
بحيث استقل الملك ثاني عطفه وجرر من أذياله العسكر المجر
هو الضيم لو غير القضاء يرومه ثناه المرام الصعب والمسلك الوعر
إذا عثرت جرد العناجيج في القنا بليل عجاج ليس يصدعه فجر
ومنها :
أعباد يا أوفى الملوك لقد عدا عليك زمان من سجينه الغدر
إلى أن قال بعد أبيات كثيرة:
ألا أيها المولى الوصول عبيده لقد رابنا أن يتلو الصلة الهجر
يغاديك داعينا السلام كعهده فما يسمع الداعي ولا يرفع الستر
أعتب علينا ذاد عن ذلك الرضى فتسمع أم بالسمع المعتلي وقر
ومنها :
وكيف بنسيان وقد ملأت يدي جسام أياد منك أيسرها الوفر
وإن كنت لم أشكر لك المنن التي تملينها ترى فأوبقني الكفر
فهل علم الثلو المقدس أني مسوغ حال حار في كنهها الفكر
وأن متاتي لم يضعه محمد خليفتك العدل الرضى وابنك البر
هو الظافر الأعلى المؤيد بالذي له في الذي وافاه من صنعه سر
له في اختصاصي ما رأيت وزادني مزية زلفى من نتائجها الفخر
وأرغم في بري أنوف عصابة لقاؤهم جهم ولحظهم شزر
إذا ما استوى في الدست عاقد حبوة وقام سماطا حفله فلي الصدر
وفي نفسه العلياء لي متبوأ يساجلني فيه السما كان والنسر
ومنها :
لك الخير إن الرزء كان غاية طلعت لنا فيها كما طلع البدر
فقرت عيون كان أسخنها البكا وقرت قلوب كان زلزلها الذعر
ومنها :
ولما قدمت الجيش بالأمر أشرقت إليك من الآمال آفاقها الغبر
فقضيت من فرض الصلاة لبانة فشيعها نسك وقارنها طهر
ومن قبل ما قدمت مثنى نوافل يلاقي بها من صام من عوز فطر
ورحت إلى القصر الذي غض طرفه بعيد التسامي أن غدا غيره القصر
وأجمل عن الثاوي العزاء فإن ثوى فإنك لا الواني ولا الضرع الغمر
وما أعطت السبعون قبل أولي الحجى من اللب ما أعطاك عشروك والعمر
ألست الذي إن ضاق ذرع بحادث تبلج منه الوجه واتسع الصدر
فلا تهض الدنيا جناحك بعده فمنك لمن هاضت نوائبها جبر
ولا زلت موفور العديد بقرة لعينك مشدودا بها ذلك الأزر
فإنك شمس في سماء رياسة تطلع منهم حولنا أنجم زهر
شككنا فلم نثبت : أأيام دهرنا بها وسن أم هز أعطافها سكر
وما إن تغشتها مغازلة الكرى وما إن تمشت في معاطفها الخمر
سوى نشوات من سجايا مملك يصدق في عليائها الخبر الخبر
أرى الدهر إن يبطش فأنت يمينه وإن تضحك الدنيا فأنت لها ثغر
وكم سائل بالغيب عنك أجبته هناك الأيادي الشفع والسودد الوتر
هناك التقى والعلم والحلم والنهى وبذل اللها والبأس والنظم والنثر
همام إذا لاقى المناجز رده وإقباله خطر وإدباره حصر
محاسن ما للروض سامره الندى رواء إذا نصت حلاها ولا نثر
متى انتشقت لم تدر دارين مسكها حياء ولم تفخر بعنبرها الشحر
عطاء ولا من وحكم ولا هوى وحلم ولا عجز وعز ولا كبر
قد استوفت النعماء فيك تمامها علينا فمنا الحمد لله والشكر
وكتب ابن زيدون المذكور إلى المعتمد رحمهما الله تعالى يشوقه إلى تعاطي
الحميا وفي قصوره البديعة التي منها المبارك والثريا :
فز بالنجاح وأحرز الإقبالا وخذ المنى وتنجز الآمالا
وليهنك التأييد والظفر اللذا صدقاك في السمة العلية فالا
يا أيها الملك الذي لولاه لم تجد العقول الناشدات كمالا
أما الثريا فالثريا نسبة وإفادة وإنافة وجمالا
قد شاقها الإغباب حتى إنها لو تستطيع سرت إليك خيالا
رفه ورود كها لتغم راحة وأطل مزاركها لتنعم بالا
وتأمل القصر المبارك وجنة قد وسطت فيها الثريا خالا
وأدرك هناك من المدام كؤوسها وأتمها وأشفها جريالا
قصر يقر العين منه مصنع بهج الجوانب لو مشى لاختالا
لا زلت تفرش السرور حدائقا فيه وتلتحف النعيم ظلا لا
وأهدى إليه تفاحا واعتقد أن يكتب معه قطعة فبدأ بها ثم عرض له غيرها فتركها ثم ابتدأ :
دونك الراح جامده وفدت خير وافده
وجدت سوق ذوبها عندك اليوم كاسده
فاستحالت إلى الجمود وجاءت مكايده
يا أيها الظافر نلت المنى ولا أتانا فيك محذور
إن الخلال الزهر قد ضمها ثوب عليك الدهر مزرور
لا زال للمجد الذي شدته ربع بتعميرك معمور
وافاك نظم لي في طيه معنى معمى اللفظ مستور
مرامه يصعب ما لم يبح بالسر قمري وشحور
وذكر أبياتا فيها أسماء طيور عمى بها عن بيت طيره فيها والبيت المطير فيه :
أنت إن تغز ظافر فليطع من ينافر
ففكه المعتمد وجاوبه :
يا خير من يلحظه ناظري شهادة ما شانها زور
ومن إذا خطب دجا ليله لاح به من رأيه فور
جاءتي الطير التي سرها نظم به قلبي مسرور
شعر هو السحر فلا تنكروا أني به ما عشت مسحور
اللفظ والقرطاس إن شبها قيل هما مسك وكافور
هوى لحسن الطير من فكرتي صقر فولى وهو مقهور
ولاح لي بيت فؤادي له دأبا على ودك مقصور
حظك من شكري يا سيدي حظ تمالا منك موفور
فصرت في نظمي فاعذر فمن ضاهاك في التقصير معذور
فأنت إن تنظم وتنثر فقد أعسوز منظوم ومنثور
لا يعدكم روض من الحظ في الإكرام والرفيع ممطور فكتب إليه ابن زيدون :
حظي من نعماك موفور وذنب دهري بك مغفور
وجانبي إن رامه أزمة حجر لدى ظلك محجور
يا ابن الذي سرب الهدى آمن منذ انبرى يحميه مخفور
وآمر الدهر الذي لم يزل يصغي إليه منه مأمور
ألبس منك الدهر أسنى الحلى بظافر منحاه منصور
يامروي المأثور يامن له مجد مع الأيام مأثور
عبدك إن أكثر من شكره فهو بما توليه مكثور
إن تعفف عن تقصيره منعما فاليسر أن يقبل معسور
إن حلال السحر إن صغته في صحف الأنفس مسطور
نظم زهاني منه إذ جاءني علق عظيم القدر مذخور
لا غرو أن أفن إذ لاحظت فكري منه أعين حور
تنم عن معناه ألفاظه كما وشى بالراح بلور
جهلت إذ عارضته غير أن لا بد أن ينفث مصدور
يا آل عباد موالاتكم زاك من الأعمال مبرور
إن الذي يرجو موازاتكم من المناوين لمغرور
مكانه منكم كما انحط عن منزلة المرفوع مجرور
لا زلتم في غبطة ما انجلى عن فلق الإصباح ديجور
ولا يزل يجري بما شئم أعماركم لله مقدور
وكتب المعتمد إلى ابن زيدون بعد أن فك معمى كتب به إليه ابن زيدون ما صورته :
العين بعدك تقذى بكل شيء تراه
فليجعل شخصك عنها ما بالمغيب جناه
وقد قدمنا من كلام أبي الوليد ابن زيدون رحمه الله تعالى ما فيه كفاية
رجع إلى بني عباد :
قال ابن حمديس: لما قدمت وافدا على المعتمد بن عباد استعاني وقال :
افتح الطاق فإذا بكير زجاج والنار تلوح من بابيه وواقده يفتحهما تارة
ويسدهما أخرى ثم أدام سد أحدهما وفتح آخر فحين تأملتهما قال لي : أجز :
انظرهما في الظلام قد نجما
فقلت : كما رنا في الدجنة الأسد
فقال :
يفتح عينيه ثم يطبقها
فقلت : فعل امرىء في جفونه رمد
فقال:
فابتزه الدهر نور واحدة
فقلت :
وهل نجا من صروفه أحد
فاستحسن ذلك وأطربه وأمر لي بجائزة وألزمني الخدمة