1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : المراهقة والشباب :

اختلاف الرغبات بين الشباب والشيوخ

المؤلف:  محمد تقي فلسفي

المصدر:  الأفكار والرغبات بين الشيوخ والشباب

الجزء والصفحة:  ص 5 ــ 7

2023-12-21

1347

{قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلًا} [الإسراء: 84].

مشكلة كبرى:

إن اختلاف الشباب والكهول والشيوخ في الأسرة والمجتمع هو من المشكلات الكبرى الموجودة بدرجات متفاوتة، في ماضي وحاضر الشعوب والامم. وكثيراً ما يحدث ان تؤدي الخلافات والمشاجرات بين هذه الفئات الثلاث إلى حدوث فوضى في العلاقات الأسرية والنظام الإجتماعي وبالتالي وقوع مصائب كبيرة. وأحياناً يفر الأبناء الشباب من البيت ويختفون نتيجة للمشاجرات العنيفة بين أفراد الأسرة وأحياناً تدفع هذه المشاحنات والخلافات بالزوجة الشابة إلى ترك زوجها وأطفالها والذهاب إلى مكان مجهول، كما تؤدي إلى الجريمة، فيقدم الفرد على الانتحار أو القتل.

منشأ الاختلاف:

ينشأ الاختلاف والمشاجرة بين الشبان والكهول والشيوخ من سببين أساسيين: أحدهما غريزي، والآخر مكتسب.

القسم الغريزي يرتبط بقانون الخلق وسننه. ومن هذه الجهة يختلف أسلوب تفكير هذه الفئات الثلاث اختلافاً طبيعياً. وهذا الاختلاف في التفكير هو منشأ قسم من اختلافاتهم. فاختلاف الفئات الثلاث ناتج من نوع التربية في الطفولة وتمسك المجتمع بالقيم الأخلاقية وتحديد القوانين لغرائز الناس وميولهم النفسية في مختلف الشؤون وشدة الطباع السيئة والعادات الذميمة في المجتمع، ولإزالة هذا الاختلاف أو تذليله على الأقل يجب:

أولاً: أن تعرف الفوارق النفسية الناشئة من تباين الأعمار بين هذه الفئات الثلاث مع ملاحظة ما تقتضيه متطلبات الزمن، وأن تعرف كل فئة فكر الفئتين الأخريين وتفعل ما يناسب وضعهما وحالهما النفسية قدر المستطاع.

ثانياً: أن تنظم البرامج التربوية البناءة للناس وكذلك القوانين الاجتماعية والأصول الأخلاقية التي هي الميزان لتقويم الغرائز والمعيار لاتصال الناس تنظيماً صحيحاً عادلاً يستجيب لمطالب الفئات الثلاث استجابة تنال كل فئة في ظلها حقها الطبيعي والاجتماعي، وترضي رغباتها إرضاء سليماً لا إفراط فيه ولا إسراف.

شرطان أساسيان:

إن معرفة الوضع النفسي للشباب والشيوخ وما ينجذبون إليه، ووجود المقررات القانونية والأخلاقية الصحيحة لتنظيم علاقات هؤلاء هما شرطان أساسيان متلازمان لتقليل الخلافات الأسرية والإجتماعية، وفقد أحدهما فقد لهذه الثمرة.

تقدم علم النفس:

منذ زمن بعيد حقق علماء الغرب نجاحاً كبيراً في مجال علم النفس، واستطاعوا أن يعرفوا الوضع النفسي للشباب والكهول والشيوخ، وأوضحوا لهم سبل الاتصال ببعضهم في النشرات العلمية والبرامج الثقافية، وأوصوا المجتمع بتنفيذ توصياتهم.

وبهذه النتيجة أي بمعرفة نفسية الفئات الثلاث تحقق الشرط الاول لتفاهم هذه الفئات إلا أن الخلاف والتخاصم والظلم والعدوان بقيت في الأسرة والمجتمع في دنيا الغرب، وما زال الناس في عناء وعذاب لفقدان الشرط الثاني، وهو انعدام المقررات الصحيحة العادلة.

الحريات المضرة:

أن العالم الغربي ارتكب خطاً كبيراً بمنحه حريات تتعدى نطاق المصلحة العامة للناس، إذ إن واضعي القانون لم يكونوا يريدون أو لم يستطيعوا وضع مقياس صحيح لغرائز ورغبات الناس بواقعية ويحفظوا المصالح الفردية والإجتماعية، فوضعوا القوانين غير الصحيحة وأعطوا الحريات المضرة والخطرة، وبذا أجازوا الكثير من الأمور الشائنة والشريرة، ودفعوا الناس نحو الإفراط فواجهت الدول مشكلات عظيمة، ومهدوا لظهور التناقضات والاختلافات وحدوث الجرائم. 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي