x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
الخمر والجنون المزمن
المؤلف: الشيخ محمد تقي فلسفي
المصدر: الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة: ج2 ص439ــ443
2023-10-18
1512
الجنون المزمن هو عبارة عن نوع ثابت من الجنون يعاني منه الكحوليون أو بتعبير آخر المدمنون على الخمر، ويودي بهم في نهاية المطاف إلى مستشفيات الأمراض العقلية . وينظر الإسلام إلى المدمن على الخمر كنظرته إلى المشرك وعابد الأوثان. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : مدمن الخمر كعابد وثن إذا مات وهو مدمن عليه يلقى الله عز وجل حين يلقاه كعابد وثن(1).
علاقة الخمر بالجنون:
«ثمة علاقة مباشرة بين الخمر والجنون. ويقول الدكتور «بلوزول» الذي يعترف عالم الطب بكفائته: إن الكحول تسوق الإنسان نحو الجنون، ويمكن القول إن الكحول عامل مباشر في إصابة الأشخاص البالغين بنسبة متوسطها 17% بالجنون. ويبلغ عدد المجانين في المناطق التي يكثر فيها استهلاك الكحول أضعافاً مضاعفة عن تلك التي يقل فيها استهلاك الخمور. ومن هنا فإن عدد المجانين في كل مدينة يتناسب مع عدد الحانات فيها» .
«في فرنسا في عهد «بوانكاريه» (1860 - 1934) الذي كان رئيساً للوزراء ثم تسلم في الفترة ما بين عام 1913 و 1920 منصب رئاسة الجمهورية في فرنسا ، بلغ عدد المجانين بسبب الكحول 200,000 شخص» .
«وتفيد إحصائية نشرت في سويسرا أن 22,5% من الرجال الذين ادخلوا مستشفى المجانين بين عام 1926 و1930 أي خلال خمسة أعوام ، كانوا يعانون من أمراض نفسية ناجمة عن الخمر ، وأن 6.7% منهم كانوا يعانون من امراض نفسية أخرى أحد أسبابها الخمور، أي أن 30,1% من مجموع المرضى النفسيين قد ساقتهم الكحول إلى مستشفى المجانين»(2).
يتصور البعض من الناس أن الكحول لن تؤثر سلبياً على عقل الإنسان وبدنه إلا باحتساء جرعات كبيرة منها ، وأن تناولها بجرعات قليلة لا يؤثر بشيء بل وقد يترك أثراً مفيداً على مزاجية الإنسان.
إن مثل هذا التصور الخاطئ رفضته التعاليم الدينية وجاءت الأبحاث العلمية لتشاطرها الرأي. فقد حرم الأئمة الاطهار (عليهم السلام) شرب الخمر قليلاً كان أم كثيراً ، وجاء العلماء والباحثون ليؤكدوا ان تناول الخمر ولو بمقدار قليل من شأنه أن يربك خلايا المخ .
فقه الرضا (عليه السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال : كل شراب يتغير العقل منه كثيره وقليله حرام(3).
وعن معاوية بن وهب عن أبي عبد الله الإمام الصادق (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): كل مسكر حرام، فما اسكر كثيره فقليله حرام. قال: قلت فقليل الحرام يحله كثير الماء ، فرد عليه بكفه مرتين لالا(4).
وعنه (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): كل مسكر حرام، قال: قلت أصلحك الله كله حرام ؟ ، فقال : نعم الجرعة منه حرام (5).
«لقد أثبت الطبيب النفسي المعروف «كابلن» وتلامذته أن امتصاص الدم للكحول مهما كانت نسبتها ضئيلة يبعث على ضعف قوة التركيز وقدرة الإدراك، وفي المقابل تزداد الإفرازات الجسمية ويختل انسجام العضلات والأعصاب والعظام في تحرك الإنسان وتنقلاته»(6).
(عقد كبار الأطباء من مختلف بلدان العالم منذ مدة اجتماعاً في واشنطن على هامش المؤتمر العالمي لمكافحة الكحول والادمان عليها).
«وفي أول جلسة للمؤتمر قال الدكتور «كنزلي» الذي أمضى سنوات طويلة في إجراء تحقيق حول الادمان على الكحول : إن تناول الخمر ولو بمقدار قليل يمكن أن يؤدي إلى تلفات كبيرة وكثيرة في المخ. فالإنسان الذي يشعر بلذة واستمتاع من جراء تناول جرعة صغيرة من الكحول يجهل أنه يساهم في إتلاف خلاياه المخية»!.
«ويتصور الناس أن تناول جرعة قليلة من الكحول لا يشكل أي خطر عليهم ،لا بل وقد يكون ضرورياً لهم . فالبعض يعتقد أن ارتشاف شيء من الكحول في المجالس والحفلات لن يودي بهم إلى الادمان ، أو أن الكحول لن يسبب لهم تلفات مخية ، بينما أثبتت الدراسات والأبحاث التي جرت في هذا المجال أن احتساء الخمر ولو بمقدار قليل جداً يتسبب في إرباك عمل خلايا المخ».
(ويقول الدكتور «بنينغتون» الذي قدم للمؤتمرين تقريراً من أربع صفحات : إن الكحول تعتبر من ألد أعداء الإنسان ، وإن أخطار هذا العدو تتهدد حتى أولئك الذين يحتسون قليلاً منها بين الفينة والأخرى)(7).
من الأضرار الجسيمة الأخرى للمشروبات الكحولية التي أكدها الدين والعلم معاً هي العيوب والعاهات الوراثية التي تنتقل من المدمن على الخمر إلى أبنائه. فأبناء المدمن على الخمر يكونون عادة كسالى وأغبياء وحادي الطباع، وكثيراً ما يصابون بأمراض مختلفة . وإذا ما انعقدت النطفة في وقت يكون فيه الأبوان أو أحدهما ثملاً ، فإن المولود سيعاني من اعراض عصبية و نفسية أكثر حدة .
«يقول الدكتور «كارل» : إن سكر المرأة أو الرجل حين المضاجعة يعتبر جريمة حقيقية ، لأن الأطفال الذين يولدون في مثل هذه الظروف يعانون بمعظمهم من أعراض عصبية ونفسية لا علاج لها»(8).
____________________________
(1) الكافي6، ص405.
(2) العلوم الجنائية، ص841.
(3) مستدرك الوسائل3، ص 141 .
(4و5) الكافي6، ص 408 و409.
(6) العلوم الجنائية ، ص 855 .
(7) صحيفة كيهان، العدد 7568.
(8) سنن الحياة، ص 91.