دعوة معاوية لمروان وعمراً لقتال الأشتر
المؤلف:
السيد محسن الامين
المصدر:
أعيان الشيعة
الجزء والصفحة:
ج2,ص282-283
18-10-2015
3997
دعا معاوية مروان بن الحكم فقال إن الأشتر قد غمني فاخرج بهذه الخيل في كلاع ويحصب فالقه فقاتل بها فقال مروان ادع لها عمرا فإنه شعارك دون دثارك قال وأنت نفسي دون وريدي قال لو كنت كذلك ألحقتني به في العطاء أو ألحقته بي في الحرمان ولكنك أعطيته ما في يديك ومنيته ما في يدي غيرك فان غلبت طاب له المقام وان غلبت خف عليه الهرب فقال معاوية يغني الله عنك قال اما اليوم فلا ودعا معاوية عمرا وأمره بالخروج إلى الأشتر فقال والله اني لا أقول لك كما قال مروان قال ولم تقوله وقد قدمتك واخرته وأدخلتك وأخرجته قال عمرو اما والله لئن كنت فعلت لقد قدمتني كافيا وأدخلتني ناصحا وقد أكثر القوم عليك في أمر مصر وإن كان لا يرضيهم الا اخذها فخذها فخرج عمرو في تلك الخيل فلقيه الأشتر امام الخيل وهو يقول :
يا ليت شعري كيف لي بعمرو * ذاك الذي أوجبت فيه نذري
ذاك الذي اطلبه بوتري * ذاك الذي فيه شفاء صدري
ذاك الذي ان القه بعمري * تغل به عند اللقاء قدري
أو لا فربي عاذري بعذري
فعرف عمرو انه الأشتر فجبن وفشل واستحيا ان يرجع فاقبل نحو الصوت وهو يقول :
يا ليت شعري كيف لي بمالك * كم فارس قتلته وفاتك
هذا وهذا عرضة المهالك
فلما غشيه الأشتر بالرمح راع عنه عمرو فطعنه الأشتر في وجهه فلم يصنع شيئا وثقل عمرو فامسك على وجهه وثنى عنان فرسه ورجع راكضا إلى المعسكر ؛ ونادى غلام من يحصب يا عمرو عليك العفا ما هبت الصبا يا لحمير هاتوا اللواء فاخذه وكان غلاما شابا وهو يقول :
ان يك عمرو قد علاه الأشتر * بأسمر فيه سنان أزهر
فذاك والله لعمري مفخر * يا عمرو يكفيك الطعان حمير
واليحصبي بالطعان أمهر * دون اللواء اليوم موت احمر
فنادى الأشتر ابنه إبراهيم خذ اللواء فغلام لغلام فاخذه إبراهيم وتقدم وهو يقول :
يا أيها السائل عني لا ترع * أقدم فاني من عرانين النخع
كيف ترى طعن العراقي الجذع * أطير في يوم الوغى ولا أقع
ما ساءكم سر وما ضر نفع * أعددت ذا اليوم لهول المطلع
وحمل على الحميري فالتقاه الحميري بلوائه ورمحه ولم يبرحا يطعن كل واحد منهما صاحبه حتى سقط الحميري قتيلا وشمت مروان بعمرو وغضب القحطانيون على معاوية وقالوا تولي علينا من لا يقاتل معنا ولا رجلا منا والا فلا حاجة لنا فيك فقال لهم معاوية لا اولي عليكم بعد موقفي هذا الا رجلا منكم .
ولما أسرع أهل العراق في أهل الشام قال معاوية هذا يوم تمحيص ان القوم قد أسرع فيهم كما أسرع فيكم فاصبروا وكونوا كراما وحرض علي أصحابه فقام إليه الأصبغ بن نباتة فقال يا أمير المؤمنين انك جعلتني على شرطة الخميس وقدمتني في الثقة دون الناس أو فقدمني في البقية من الناس فإنك لا تفقد لي اليوم صبرا ولا نصرا اما أهل الشام فقد هدهم ما أصبنا منهم واما نحن ففينا بعض البقية ائذن لي فأتقدم قال تقدم باسم الله والبركة فتقدم واخذ الراية ومضى بها ورجع وقد خضب سيفه ورمحه دماء وكان شيخا ناسكا عابدا وكان من ذخائر علي وممن بايعه على الموت وكان من فرسان أهل العراق وكان علي (عليه السلام) يضن به على الحرب والقتال . وكانوا قد ثقلوا عن البراز حين عضتهم الحرب فقال الأشتر يا أهل العراق أ ما من رجل يشري نفسه لله .
الاكثر قراءة في مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام)
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة