1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : المراهقة والشباب :

الشاب والصراعات النفسية

المؤلف:  الشيخ محمد تقي فلسفي

المصدر:  الشاب بين العقل والمعرفة

الجزء والصفحة:  ج2 ص248ــ251

2023-09-14

1574

ليس من السهولة بمكان أن ينقاد الشاب المحب للنزاهة والفضيلة بالفطرة والذي يمتلك قوة ضمير فائقة نسبياً للغرائز والميول غير المباحة ويتجاهل صرخة الوجدان والضمير. لكن الشاب الذي تتضارب في نفسه قوة الغريزة مع قوة الضمير يجد نفسه مستسلماً لصراعات نفسية حادة. فالضمير يدعوه إلى سلوك طريق الطهر والفضيلة ويحذره من الخطيئة. والخيانة ، والدافع الغريزي القوي يدعوه الى سلوك طريق اللذة والاستمتاع عن طريق إشباع نزواته، وهذا التضاد الذي يؤدي إلى بروز صراع نفسي حاد في أعماق الشاب قد يبقى مسيطراً على كيان الشاب أسابيع وربما شهوراً طويلة حتى تتغلب إحدى القوتين في النهاية ، إما قوة الضمير فينصرف الشاب عن الرذيلة ، وإما قوة الغريزة فيغرق الشاب في الرذيلة. وهنا يلعب رفاق السوء والبيئة الفاسدة ومشاهدة كل ما هو غير مباح دوراً بارزاً في تفوق قوة الغريزة على قوة الضمير، وعندها يلجاً الشاب إلى ما يتعارض وميله الفطري والإنساني ، إلى الرذيلة والفساد وارتكاب الجرائم والمحرمات .

وهنا لا بد من القول إن تضاد الميول في أعماق الإنسان لا ينحصر في تضارب الغريزة والضمير ، إذاً قد يتعرض الإنسان وكذلك الحيوان بمختلف انواعه في بعض الأحيان إلى صراع بين ميول غريزية متضادة يتسبب في صراع داخلي حاد يعاني منه الإنسان والحيوان، وفي نهاية المطاف يختار الإنسان أو الحيوان أحد الميلين الغريزيين المتفادين وفقاً للظروف المحيطة بهما.

«يقول «راسل» : لو وضعت كمية من فتات الخبز على شرفة النافذة في أيام الشتاء المثلجة ستلاحظ أن ثمة صراعاً باطنياً تعيشه الطيور بين الخوف والجوع، وبعد مضي فترة قصيرة من الوقت تبدأ الطيور الأكثر جراءة بالهجوم على فتات الخبز ليلتقط كل منها نصيبه ويعود أدراجه من حيث أتى ، وهذا العمل سيمنح بقية الطيور الجرأة والشجاعة ، وستدرك الطيور التي تعيش حواليك بعد مدة أنك إنسان مسالم. لكنك في الوقت نفسه ستلاحظ أيضاً أن الطيور تنظر وتلتفت يميناً ويساراً وهي تلتقط فتات الخبز تحسباً للخطر"(1).

تضاد الغرائز:

لو افتتن شاب له في بلده منصب كبير بفتاة أجنبية ، وكانت قوانين ذلك البلد تنص على تجريد كل إنسان من منصبه إذا ما تزوج بأجنبية ، فإن صراعاً عنيفاً سيبدأ بين ميلين غريزيين متضادين هما الغريزة وحب الجاه والمقام ، وهنا لا يرى الشاب مفراً من التضحية بأحدهما على حساب الآخر ، وأخيراً إما أن يتغلب حب الجاه والمقام على الغريزة وإما أن تنتصر الثانية على الأولى.

عذاب الضمير:

ثمة مسألة مهمة يجب أن يلتفت إليها الإنسان بشكل عام والشاب بشكل خاص، وهي أن الإنسان إذا لم يهتم لنداء الضمير في إشباع غرائزه وميوله ورغباته ، وراح يخنق هذا النداء في باطنه بارتكابه أبشع الجرائم ، فإنه لن يحصد سوى العذاب والألم وعدم الاستقرار. فالشعور بالذنب يسلب المذنب الراحة والسكينة ، وعذاب الضمير يعكر على الإنسان صفو حياته ، كما أن توبيخ الذات للذات الذي يشعر به المذنب باستمرار من شأنه أن يشتت أفكاره ويحرمه طعم الراحة والاستقرار ويجعله أحياناً يعاني من أمراض نفسية حادة يصعب علاجها.

«يقول لبروفسور «باروك» : إن عدم معرفة الضمير الأخلاقي وإنكاره أو تجاهله يؤدي إلى بروز اضطرابات. وآلام رهيبة تكون أكثر حدة من جميع الآلام . فالذي يرى اللذة الآنية فوق كل شيء ويضحي من أجلها بجميع أنواع الحب والعدالة ، لن يبلغ السعادة أبداً ، بل وسيجد أحداثاً مريرة بانتظاره ، عندها سيئن من عذاب الضمير وما يعقبه من آلام . فالإصرار على ارتكاب الخطأ الذي عادة ما يكون مصحوباً بأنانية شديدة وظالمة بحق النفس والآخرين ، يكون نتيجته آلاماً نفسية حادة يشعر بها المذنب تؤدي بالتالي الى ظهور ردود فعل عدوانية في نفسه»(2).

ولكي يستطيع الفتيان والشباب أن يتحكموا بغرائزهم ولا يفلتوا زمام النفس الأمارة طوال حياتهم ولا يؤولوا إلى السقوط والضياع نتيجة تضاد قد يبرز بين غرائزهم وضمائرهم ، عليهم أن يعملوا بما هو آت :

أولاً: أن يكبح الشاب شهواته بقوة إيمانه وعقله وضميره منذ الوهلة الأولى لبروز الميل الغريزي والرغبات الغريزية الأخرى في باطنه . لأنه إن لم يعمل على تحديد شهواته ونزواته منذ البداية وأطلق غرائزه ، فإنه سيصبح أسيراً ذليلا لها.

قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام) غالب الشهوة قبل قوة ضراوتها فإنها ان قويت ملكتك واستقادتك ولم تقدر على مقاومتها(3).

ثانياً: أن لا يتردد الشاب في اتخاذ القرار المناسب حينما يبرز في نفسه تضاد بين الغريزة والضمير ، وأن لا يفكر بالخطيئة ولا يسمح أن يصبح عقله وتفكيره ساحة صراع بين الغريزة والوجدان ، بل عليه أن يعمل منذ اللحظة الأولى بضميره ووجدانه ويقمع بحزم غرائزه اللامشروعة ، لأن من فكر بالمعصية دعته إليها.

قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام) : من كثر فكره في المعاصي دعته إليها(4).

_____________________________

(1) الأماني الجديدة ، ص 240 .

(2) الطب النفسي الإجتماعي ، ص 98.

(3) غرر الحكم، ص 510 .

(4) نفس المصدر ص664. 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي