عدم وجود الاحاديث الموضوعة والاحاديث الإسرائيلية في روايات اهل البيت
المؤلف:
د. السيد مرتضى جمال الدين
المصدر:
فقه القرآن الميسر
الجزء والصفحة:
ص37-38
2023-09-03
2298
ربما يظن بعضهم ان هناك احاديث موضوعة او احاديث إسرائيلية في احاديث اهل البيت فهذا ظن من لم يدرس علمي الحديث والرجال لان هذه الامور من مبتليات العامة لا الخاصة، لان الائمة مستغنون بما عندهم من العلم الذي نقله الاصحاب الثقات عنهم، أما العامة فانهم نقلوا من احبار اليهود ورهبان النصارى بما املوه عليهم من التوراة والانجيل المحرفة لان السلطة منعت عنهم حديث رسول الله (صللى الله عليه واله وسلم ) لمدة قرن كامل وساعدهم على ذلك بما سمحت لهم من الرواية عنهم في مسجد رسول الله مما وجد أبو هريرة واضرابه مجالا للنقل عنهم وانتشرت احاديث التشبيه أي تشبيه المخلوق بالخالق وهي احاديث التوراة، واما النصارى فهي احاديث الغلو من تشبيه المخلوق بالخالق.
أما الاحاديث الموضوعة فالذي دعاهم الى الوضع والكذب هو مسالة الامامة والخلافة مما يجعلهم يحرقون الوثائق ويزورون الحقائق ويقتلون حملة القرآن والحديث (وَ قَدْ كُذِبَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ (صللى الله عليه واله وسلم ) عَلَى عَهْدِهِ حَتَّى قَامَ خَطِيباً فَقَالَ أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ كَثُرَتْ عَلَيَّ الْكَذَّابَةُ فَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ثُمَّ كُذِبَ عَلَيْهِ مِنْ بَعْده)[1] وقد كثر الوضع والكذب في زمن معاوية.
روى أبو الحسن المدائني في كتاب الأحداث، و ابن عرفة نفطويه: أنّ معاوية كتب إلى عمّاله في جميع الآفاق أن لا يجيزوا لأحد من شيعة عليّ و أهل بيته شهادة، و كتب إليهم: أن انظروا من قبلكم من شيعة عثمان و محبّيه و أهل ولايته و الذين يروون فضائله و مناقبه فأدنوا مجالسهم و قرّبوهم و أكرموهم، و اكتبوا لي بما يرويه كلّ رجل منهم واسمه و اسم أبيه و عشريته، ففعلوا ذلك حتّى أكثروا في فضائلعثمان و مناقبه؛ لما كان يبعثه إليهم معاوية من الصلات و الكساء و الحباء و يفضه في العرب منهم و الموالي.
ثمّ كتب معاوية إلى عمّاله: إنّ الحديث في عثمان قد كثر و فشا في كلّ مصر و في كلّ وجه و ناحية، فإذا جاءكم كتابي هذا فادعوا الناس إلى الرواية في فضائل الصحابة و الخلفاء الأوّلين، و لا تتركوا خبرا يرويه أحد من المسلمين في أبي تراب إلّا و ائتوني بمناقض له في الصحابة، فإنّ هذا أحبّ إليّ و أقرّ لعيني و أدحض لحجّة أبي تراب و شيعته و أشدّ عليهم من مناقب عثمان و فضله.
ثمّ كتب إلى عمّاله نسخة واحدة إلى جميع البلدان: أن انظروا من قامت عليه البيّنة أنّه يحبّ عليّا و أهل بيته فامحوه من الديوان و أسقطوا عطاءه و رزقه، و شفع ذلك بنسخة أخرى: من اتّهمتموه بموالاة القوم فنكّلوا به و اهدموا داره.
فلم يكن البلاء أشدّ و لا أكثر منه بالعراق و لا سيّما بالكوفة[2].
قال الشيخ عبد الهادي الفضلي: ((والذي يتوصل اليه من مراجعة كتب الحديث لاهل السنة وكتب الحديث للامامية ان شيوع الوضع وانتشاره عند اهل السنة كان اكثر بكثير منه عند الامامية فقد رجعت الى كتاب (الفهرست) للشيخ الطوسي فلم أعثر فيه على من نص على أنه وضاع مع وجود عدد من الرواة نص على ضعفهم))[3].
قال الشيخ السبحاني: ((ان اصحاب السنن صرحوا بأنهم أخرجوا أحاديثهم من بين أحاديث كثيرة هائلة فقد أتى ابو داود السجستاني في سننه (4800) حديث وقال انتخبتها من (500000)، واختار البخاري (1761) حديثا اختاره من (60000) حديثا، وصحيح مسلم (4000) حديثا اختارها من (300000) حديثا... الخ ثم قال هذه الكميات الهائلة عرب عن كثرة الدس والوضع والتقول على رسول الله (صللى الله عليه واله وسلم ) .
[1] الكافي (ط - الإسلامية)، ج1، ص: 62،ح1.
[2] (1) شرح نهج البلاغة 11: 44.
[3] علم الحديث، د. الشيخ عبد الهادي الفضلي ص163
الاكثر قراءة في مقالات قرآنية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة