علم الحديث
تعريف علم الحديث وتاريخه
أقسام الحديث
الجرح والتعديل
الأصول الأربعمائة
الجوامع الحديثيّة المتقدّمة
الجوامع الحديثيّة المتأخّرة
مقالات متفرقة في علم الحديث
أحاديث وروايات مختارة
علم الرجال
تعريف علم الرجال واصوله
الحاجة إلى علم الرجال
التوثيقات الخاصة
التوثيقات العامة
مقالات متفرقة في علم الرجال
أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)
اصحاب الائمة من التابعين
اصحاب الائمة من علماء القرن الثاني
اصحاب الائمة من علماء القرن الثالث
علماء القرن الرابع الهجري
علماء القرن الخامس الهجري
علماء القرن السادس الهجري
علماء القرن السابع الهجري
علماء القرن الثامن الهجري
علماء القرن التاسع الهجري
علماء القرن العاشر الهجري
علماء القرن الحادي عشر الهجري
علماء القرن الثاني عشر الهجري
علماء القرن الثالث عشر الهجري
علماء القرن الرابع عشر الهجري
علماء القرن الخامس عشر الهجري
البَداء في البخاري.
المؤلف: السيّد هاشم معروف.
المصدر: دراسات في الحديث والمحدّثين.
الجزء والصفحة: ص 219 ـ 221.
2023-08-31
1106
انّ البداء الوارد في مرويات الشيعة وارد بهذا اللفظ في مرويات السنّة وفي صحاحهم. فقد روى البخاري، عن ابي عمرة انّ ابا هريرة حدّثه انّه سمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: انّ ثلاثة من بني اسرائيل أبرص واعمى وأقرع بدا لله ان يبتليهم، فبعث إليهم مَلَكاً فأتى الأبرص، فقال: ايّ شيء أحب اليك؟ فقال: لون حسن وجلد حسن، قد قذرني الناس، فمسحه فذهب عنه، فأعطي لونا حسنا وجلدا حسنا، ثم قال له: ايّ المال أحب اليك؟ فقال: الابل، فأعطي ناقة عشراء، وأتى الأقرع فقال: ايّ شيء احب اليك؟ قال: شعر حسن، ويذهب عنّي هذا فقد قذرني الناس فمسحه فذهب عنه واعطي شعرا حسنا، ثم قال له: فأيّ المال أحب اليك؟، فقال: البقر، فأعطاه بقرة حاملا، وأتى الأعمى فقال: ايّ شيء احب اليك؟ قال: يرد الله اليّ بصري، فمسحه فردّ الله إليه بصره، قال: فأيّ المال أحب اليك؟ قال: الغنم، فأعطاه شاة ولوداً، وجاء في الحديث انّ الابل والبقر والغنم تكاثرت عند هؤلاء حتى اصبح لكلّ واحد منهم قطيعا من هذه الاصناف، ثم ان الملك أتى الابرص والاقرع والاعمى كلا على صورته، وطلب من كل واحد منهم ان يعطيه مما عنده، فرده الاقرع والابرص، فأرجعهما الله إلى ما كانا عليه، وأعطاه الاعمى فزاده الله وأبقاه مبصرا (1).
فهذه الرواية صريحة في نسبة البداء إلى الله تعالى وربّما كانت أظهر في المعنى المنسوب إلى الشيعة من الرواية التي ورد فيها هذا اللفظ بين مروياتهم كما يبدو ذلك من صيغة الرواية التي ورد فيها لفظ البداء.
هذا بالإضافة إلى بعض المرويات التي تؤدي معنى البداء المنسوب إلى الشيعة وان لم يرد فيها لفظه صريحا، فقد جاء في رواية البخاري التي وصف فيها النبي (صلى الله عليه وآله) رحلته إلى السماء ليلة المعراج، انّه مرّ على موسى (عليه السلام) فقال له: بِمَ أمرك ربّك؟ فقال: أمرني بخمسين صلاة كل يوم، فقال له: انّ أمتك لا تستطيع ذلك، وانّي والله لقد جرّبت الناس قبلك وعالجت بني اسرائيل اشدّ المعالجة، فارجع إلى ربّك واسأله التخفيف قال (صلى الله عليه وآله): فرجعت إليه فوضع منها عشرا، فأخبرت موسى بذلك فأمرني أن أرجع إليه مرة أخرى، فرجعت إليه مرة ثانية وثالثة ورابعة وخامسة بأمر من موسى وفي كلّ مرة يخفّف منها عشرا حتى استقرت على الخمس صلوات في اليوم الواحد، وجاء في الرواية انّ موسى اشار عليه أن يرجع ويطلب منه، تخفيفها فامتنع محمد (صلى الله عليه وآله) حياءً من ربّه (2).
ونحن لا ننسب لإخواننا أهل السنة من خلال هذه المرويات ما لا يتفق مع اصول الاسلام وفروعه ولا نستغل وجودها بين مروياتهم للتشنيع والتشويه لآثارهم ومعتقداتهم ولو كنّا نحمل مثل هذه الروح الشريرة لكان ذلك من أيسر الامور علينا ونرغب إليهم ان ينظروا إلى المقامين بعين واحدة وان يرجعوا إلى كتب علماء الشيعة التي تعبّر عن رأيهم في مثل هذه المواضيع، وان لا يستبدوا بتفسير بعض المرويات حسب أهوائهم ونزعاتهم لأنّا أقدر منهم على رد الصاع صاعين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) انظر المجلد الثاني من الصحيح البخاري ص 259.
(2) ص 338 وص 211 ج 2 وتكرّرت في المجلد الرابع وغيره. والجمود على ظاهر الرواية يلزمه أحد أمرين امّا تكليف العباد بما لا يطيقون حيث انّه كلّفهم بما لا يقدرون عليه كما جاء فيها عن لسان موسى وامّا ان الله سبحانه حينما فرض الصلاة على المسلمين لم يكن يعلم قدرتهم على اداء هذا المقدار، كما وانّ محمدا (صلى الله عليه وآله) لم يكن يعلم ذلك حتى جاء موسى وكشف لله ولرسوله عن واقع حالهم تعالى الله عما يرويه أبو هريرة وكعب الاحبار وحشويّة العامّة علوا كبيرا.