x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

تأملات قرآنية

مصطلحات قرآنية

هل تعلم

علوم القرآن

أسباب النزول

التفسير والمفسرون

التفسير

مفهوم التفسير

التفسير الموضوعي

التفسير الترتيبي

التأويل

مناهج التفسير

منهج تفسير القرآن بالقرآن

منهج التفسير الفقهي

منهج التفسير الأثري أو الروائي

منهج التفسير الإجتهادي

منهج التفسير الأدبي

منهج التفسير اللغوي

منهج التفسير العرفاني

منهج التفسير بالرأي

منهج التفسير العلمي

مواضيع عامة في المناهج

التفاسير وتراجم مفسريها

التفاسير

تراجم المفسرين

القراء والقراءات

القرآء

رأي المفسرين في القراءات

تحليل النص القرآني

أحكام التلاوة

تاريخ القرآن

جمع وتدوين القرآن

التحريف ونفيه عن القرآن

نزول القرآن

أخبار القرآن الكريم في المدينة

أخبار القرآن الكريم في مكة

الناسخ والمنسوخ

المحكم والمتشابه

المكي والمدني

الأمثال في القرآن

فضائل السور

مواضيع عامة في علوم القرآن

القصة القرآنية

البلاغة القرآنية

رسم وحركات القرآن

القسم في القرآن

اشباه ونظائر

آداب قراءة القرآن

الإعجاز القرآني

الوحي القرآني

الصرفة وموضوعاتها

الإعجاز الغيبي

الإعجاز العلمي والطبيعي

الإعجاز البلاغي والبياني

الإعجاز العددي

مواضيع إعجازية عامة

قصص قرآنية

قصص الأنبياء

قصة النبي ابراهيم وقومه

قصة النبي إدريس وقومه

قصة النبي اسماعيل

قصة النبي ذو الكفل

قصة النبي لوط وقومه

قصة النبي موسى وهارون وقومهم

قصة النبي ثمود وقومه

قصة النبي داوود وقومه

قصة النبي زكريا وابنه يحيى

قصة النبي شعيب وقومه

قصة النبي سليمان وقومه

قصة النبي صالح وقومه

قصة النبي نوح وقومه

قصة النبي هود وقومه

قصة النبي إسحاق ويعقوب ويوسف

قصة النبي يونس وقومه

قصة النبي إلياس واليسع

قصة ذي القرنين وقصص أخرى

قصة نبي الله آدم

قصة نبي الله عيسى وقومه

قصة النبي أيوب وقومه

سيرة النبي والائمة

سيرة الإمام المهدي ـ عليه السلام

سيرة الامام علي ـ عليه السلام

سيرة النبي محمد صلى الله عليه وآله

مواضيع عامة في سيرة النبي والأئمة

حضارات

مقالات عامة من التاريخ الإسلامي

العصر الجاهلي قبل الإسلام

اليهود

مواضيع عامة في القصص القرآنية

العقائد في القرآن

أصول

التوحيد

النبوة

العدل

الامامة

المعاد

سؤال وجواب

شبهات وردود

فرق واديان ومذاهب

الشفاعة والتوسل

مقالات عقائدية عامة

قضايا أخلاقية في القرآن الكريم

قضايا إجتماعية في القرآن الكريم

مقالات قرآنية

التفسير الجامع

حرف الألف

سورة آل عمران

سورة الأنعام

سورة الأعراف

سورة الأنفال

سورة إبراهيم

سورة الإسراء

سورة الأنبياء

سورة الأحزاب

سورة الأحقاف

سورة الإنسان

سورة الانفطار

سورة الإنشقاق

سورة الأعلى

سورة الإخلاص

حرف الباء

سورة البقرة

سورة البروج

سورة البلد

سورة البينة

حرف التاء

سورة التوبة

سورة التغابن

سورة التحريم

سورة التكوير

سورة التين

سورة التكاثر

حرف الجيم

سورة الجاثية

سورة الجمعة

سورة الجن

حرف الحاء

سورة الحجر

سورة الحج

سورة الحديد

سورة الحشر

سورة الحاقة

الحجرات

حرف الدال

سورة الدخان

حرف الذال

سورة الذاريات

حرف الراء

سورة الرعد

سورة الروم

سورة الرحمن

حرف الزاي

سورة الزمر

سورة الزخرف

سورة الزلزلة

حرف السين

سورة السجدة

سورة سبأ

حرف الشين

سورة الشعراء

سورة الشورى

سورة الشمس

سورة الشرح

حرف الصاد

سورة الصافات

سورة ص

سورة الصف

حرف الضاد

سورة الضحى

حرف الطاء

سورة طه

سورة الطور

سورة الطلاق

سورة الطارق

حرف العين

سورة العنكبوت

سورة عبس

سورة العلق

سورة العاديات

سورة العصر

حرف الغين

سورة غافر

سورة الغاشية

حرف الفاء

سورة الفاتحة

سورة الفرقان

سورة فاطر

سورة فصلت

سورة الفتح

سورة الفجر

سورة الفيل

سورة الفلق

حرف القاف

سورة القصص

سورة ق

سورة القمر

سورة القلم

سورة القيامة

سورة القدر

سورة القارعة

سورة قريش

حرف الكاف

سورة الكهف

سورة الكوثر

سورة الكافرون

حرف اللام

سورة لقمان

سورة الليل

حرف الميم

سورة المائدة

سورة مريم

سورة المؤمنين

سورة محمد

سورة المجادلة

سورة الممتحنة

سورة المنافقين

سورة المُلك

سورة المعارج

سورة المزمل

سورة المدثر

سورة المرسلات

سورة المطففين

سورة الماعون

سورة المسد

حرف النون

سورة النساء

سورة النحل

سورة النور

سورة النمل

سورة النجم

سورة نوح

سورة النبأ

سورة النازعات

سورة النصر

سورة الناس

حرف الهاء

سورة هود

سورة الهمزة

حرف الواو

سورة الواقعة

حرف الياء

سورة يونس

سورة يوسف

سورة يس

آيات الأحكام

العبادات

المعاملات

حوارات النبي  مع أهل الكتاب

المؤلف:  أ.د محمد السيد محمود زوين

المصدر:  اهل الكتاب في تراث أئمة اهل البيت دراسة موضوعية قرآنية

الجزء والصفحة:  ص 97-120

2023-08-14

958

هذا معلم مهم من معالم تواصل أهل الكتاب مع أهل البيت، حيث كان النبي وآله  موطن القاصدين والسائلين والمحاورين في قضايا مختلفة، منها الاستفهام والاستعلام من عقائد الاسلام، والاحتجاج عليها بعقائد الديانات السابقة، وحيثما كان سؤال واحتجاج من أهل الكتاب تجد الجواب حاضراً مؤدياً للمراد من السؤال مشفوعاً بالعلم الذي لايفيض إلا عن أهله، ولا يصدر إلا من معادنه، ومن ينعم النظر في حوارات أهل البيت مع أهل الأديان يخلص إلى أنها تمثل مظهراً مما يعرف اليوم في عصرنا الحالي بحوار الأديان، أو حوار الحضارات، وهي بكل الاوصاف تعدُّ جانباً حضارياً إنسانياً من تراثنا الإسلامي جمع مع سعة الأفق والرغبة في التعايش الديني بين الرسالات لترسيخ قواعد التحاور والتناظر والاحتجاج بقيمه السلميـَّة، وأصوله المتقاربة دينياً، ونبذ العنف، أو الارهاب الفكري القائم على جذور عقديـَّة؛ لذا فإن حرية التفكير والاختيار، أو لتقل معي التسامح، واللاعنف الفكري في الاعتقاد، والتسليم بالآراء المتطارحة المتفاعلة، أو الانكار لها يجري بلحاظ حق وحرية التعبير وحريته عما يريد كل طرف، والاعتراف بالآخر وجوداً حراً مستقلاً وفهمه هو أساس عملية التحاور بين الطرفين.

وعلى اية حال يمكن لنا أن نقرر مجموعة من الحيثيات تعبر عن الطابع العام للحوارات من جهات مختلفة:

منها تنوع أصحاب الاحتجاج والحوار والسؤال مع أهل البيت  من مختلف الملل والنحل، والأديان، والاجناس ففيهم الكتابي اليهودي والنصراني، والمجوسي، والصابئي فضلاً عن الوثني والكافر وغيرهم ([1]).

أما من جهة حجم هذا الحوارات فهي كثيرة ولعلها أكثر مما يظن الباحث فهي تعدُ بالعشرات توزعت على اكثر من قرنين ونصف من الزمان، وجرت في أماكن مختلفة، وحيثما وجد أهل الكتاب واجتمعوا بأهل البيت  ترى ثمرة من ثمار هذا اللقاء أو التواصل حواراً، ونقاشاً، واحتجاجاً، وتبصر ما يصار في إجرائياته من طرف أهل الكتاب في أحيان كثيرة إلى الرغبة في احراج المسؤول، أو (المحاوَر) ومحاولة إلزامه بشيء يصعب عليه أداؤه، قصداً في الغلبة من جهة، ولعلها في بعض الاحيان طلباً للتوثّق العلمي، والاستزادة المعرفية ممن هم أهل لذلك، فإذا بك تلحظ بتعجب أن ثلةً من أهل الكتاب بحسب وصف بعض الروايات أنهم كانوا ينعتون في أسئلتهم([2])، وكثيراً ما كانوا يتهكمون أو يستقلون علم من يجيبونهم ـ من غير أهل البيت ـ فإذا جاء جواب أهل البيت وحضر كانوا مذعنين لعلمهم مقررين لمقام معرفتهم الدقيقة بأُصول السؤال، وتفاصل جوابه وجزئياته ؛ولذلك غير مثال واحد([3]).

إن تلمُّس أبعاد مقام المحاوِرين علمياً كان هدفاً مقصوداً عند أهل الكتاب في كل حواراتهم مع المسلمين عموماً، ومع أهل البيت على وجه الخصوص.

أخلص إلى أن أهل البيت جسَّدوا في حواراتهم مظاهر منازلهم العلمية والمعرفية التي تصدر نقية خالية من شوائب (الأنا)، أو الغفلة والوهم، فضلاً عن صدورها من عيون لا تنضب، وبحور لا تنفد، وإذا كانت الحوارات في حجمها تشكل مظهراً واسعاً في تراثنا الاسلامي فإنها من فرائد هذا التراث نوعاً، ومن اعزِّه موضوعاً؛ ولعل علو مرتبتها ونوعها متأتٍ من موضوعاتها المهمة الكثيرة، وكانت تعالج وتناقش أصول وأسس العقائد في الديانات، وتصوراتها ومفاهيمها المركزية عند أهلها، منها ما تعلق بالتوحيد، أو ما تعلق بإثبات صفات الخالق ووحدانيته، وتنزيهه عن كل شوائب الشرك وبراثن التجسيد، إلى الوحي ومدياته، والنبوة ومقاماتها، والأنبياء وبعثها وقصصها، وكتب الرسالات وشرائعها وأحكامها ونصوصها، فضلاً عن مسائل أُخر وردت على سبيل استكشاف المقام العلمي والرسالي تتعلق بعضها بالعلوم والمعارف العامة، وبعضها تتعلّق بتأريخ الرسل والبشرية بصورة خاصة، واغلبها قد جاء ذكره في الكتب المقدسة التي عند أهل الكتاب، وجعلها محوراً للحوار مع أهل البيت ، وكل ّذلك انما يحمل غاية وقصدية علمية ينهجها أهل الكتاب في تعميق اعتقادهم واطمئنانهم بأنّ من يحاورهم في مقام لا يدانى، ومنزل لا يوصل اليه، ولا يخلو كذلك من رغبة في اثبات عجز المقابل عن الجواب، أو المجاراة في التحاور في المعارف المختلفة؛ فكانت النتائج الإقرار والتسليم بفيض علم أهل البيت ، وسعة معارفهم وعظيم مقاماتهم العلمية؛ فما من مسألة إلّا ولها جواب حاضر، وعلم واسع، وتفصيل دقيق سواءً كانت مما في كتب الرسالات السماوية، أو المعارف والعلوم، أو مما تعلق بما مضى من تأريخ الأديان، أو غيرها.

إن من مواطن أهمية هذه الحوارات هو كشف أهل البيت  عن حقائق من تأريخ الرسالات السماوية، فضلاً عما يحيط بها من أحداث، وكيف كان حال الأنبياء واقوامهم آنذاك، وما جرى من مواقف على الأنبياء والرسل وتفاصيل كثيرة تدخل فيما أسمِّيه ظاهرة (الأنبياء في تراث أهل البيت )، وليس عجبياً أن يتوافق كلامهم مع ما عند أهل الكتاب من التفاصيل، أو أن يصحح لهم ما ورد في كتبهم بما لا يليق بمقام الأنبياء، أو يتعارض مع نصوصهم الكتابية الأُخر أيضاً.

 إن هذه المنزلة العظيمة لمقام أهل البيت  في الوراثة والعلم بالكتاب لم يختلف عليها اثنان من أهل الكتاب، ولم يعتمدوا غيرهم في الإجابة عمّا سألوا، والعكس كان عندما يسألون غيرهم فلا يعتمدون أويقرون إلا بإجابتهم .

وعلى الرغم من تعدد شخصيات أهل البيت وامتداد زمانهم، واختلاف مكانهم إلا أنك تكتشف حقيقة واحديّة مقامهم وعلمهم، وهي أن محاوراتهم كانت مع أهل الكتاب كتلة واحدة ترتبط بنظم متماسك، وانها جواب واحد يصدر من لسان واحد، فهي تعضد بعضها بعضاً بما لايقبل الاختلاف أو النقض، وأكمل وأوضح ما تلحظه في هذا السبيل هوأسلوبها ومنهجها الاستدلالي البرهاني العقلي في اثبات الموضوعات فكراً، ومصداقاً، وطريقة إقناعها المقابل بشأنها، وتوكيد اعتقاده بحقائقها، فلا مجال للمغالبة من أجل المغالبة، ولا مكان لنقض الآخر رغبة في نقضه، وإنما الحقائق هي الغاية:

﴿أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ﴾ (يونس: 35).

وهم (صلوات الله عليهم) في مقامهم الرسالي الألهي لا يمثلون ديناً دون آخر ليكون هدفهم ـ حاشاهم عن ذلك ـ انتصاراً لدين على آخر، وإنما يمثلون كل الديانات الإلهية السماوية المختزلة المختصرة بالإسلام، وهم أمناؤه، وأوصياؤه، ورعاته، فطريقهم ومسلكهم في الحوار مع الآخر لا يمثل صراعاً مع الآخر لغرض اثبات جانب على آخر مطلقاً، إنما يمثل بياناً رسالياً لكل الأديان، ومحوراً جامعاً لكل تعاليم السماء ووحيها؛ من هنا، وعليه ليس من همِّ ولا غاية حوار أهل البيت وتواصلهم مع الآخر سوى إقامة رسالة الله تعالى على أرضه، وهداية خلقه إلى أتمّ العقائد، واكمل الشرائع التي انتهت بها وإليها رسل السماء وكتبها، فهم (صلوات الله عليهم أجمعين) رعاة للخلق والناس أجمعين، وليسوا طرفاً في صراع أو مغالبة مع أحد ؛ لغاية إثبات وتحقيق مراد بشري على آخر، فتراهم يعرضون فكراً رسالياً نقياً مقاصده بيان الحقائق، ونبذ الضلال، وإقامة الحق الذي يعلمونه ويمثلونه وهــو فيهم وبهم ومعهـم إثباتا ملموسـاً لا يدانيه الريب، أو يقارب أسواره الشك، فما من أمر أو موضوع أو علم أو.... إلا وكانوا به أعرف وأتمّ وأكمل الخلق علماً وفهماً وأداءً وبلاغاً، وسيرتهم وسنتهم كاشفة عن ذلك.

 وعلى الرغم من كل هذا تجدهم عند ما يحاورون الآخر يؤكدون المشتركات بين الرسالات، ويقررون أهمية التواصل بين أهل الأديان بدلالة كثرة حواراتهم معهم، واستيعابهم لمقولاتهم، وتوضيح مواقفهم الرسالية منها، فضلاً عن تأسيسهم لقواعد وأصول ونظم الحوار بين المتغايرين في الاعتقادات والأديان، وتجسير العلاقة بينهم([4])، وردم الهوّة التي تُتَوهّم بين الأديان في تكاملها، وبين أهلها في غاياتهم ومقاصدهم في الطاعة لله تعالى بحسب اكمل الشرائع وأتم الاحكام التي يريدها وأمر بها تعالى.

ولعل من الايجاز والرعاية للاختصار أن أقف عند حوار واحد من محاورات أهل البيت الكثيرة ـ وقد استقرأتها ـ ([5]) لدلالته وتمثُّله المعاني القيميـَّة بين الأديان، عن الحسن بن محمد النوفلي الهاشمي : « لما قدم على بن موسى الرضا  على المأمون أمر الفضل بن سهل ان يجمع له أصحاب المقالات مثل الجاثليق، وراس الجالوت، ورؤساء الصابئين، والهربذ، الاكبر وأصحاب زردهشت، ونسطاس الرومي([6])، والمتكلمين ليسمع كلامه وكلامهم فجمعهم الفضل بن سهل ثمّ اعلم المأمون باجتماعهم فقال: ادخلهم عليّ ففعل فرحب بهم المأمون ثمّ قال لهم: اني إنما جمعتكم لخير واحببت ان تناظروا ابن عمى هذا المدني القادم عليّ فإذا كان بكرة فاغدوا ولا يتخلف منكم أحد فقالوا: السمع والطاعة يا أمير المؤمنين نحن مبكرون انشاء الله قال الحسن بن محمد النوفلي: فبينا نحن في حديث لنا عند أبي الحسن الرضا  إذ دخل علينا ياسر الخادم وكان يتولى أمر أبي الحسن  فقال له: يا سيدى ان أمير المؤمنين يقرئك السلام ويقول: فداك اخوك انه اجمع إلى أصحاب المقالات وأهل الأديان والمتكلمون من جميع الملل فرايك في البكور الينا ان احببت كلامهم وان كرهت ذلك فلا تتجشم وان احببت ان نصير اليك خف ذلك علينا فقال أبو الحسن ابلغه السلام وقل له: قد علمت ما اردت وانا صائر اليك بكرة إن شاء الله قال الحسن بن محمد النوفلي: فلما مضى ياسر التفت الينا ثمّ قال لي: يا نوفلي أنت عراقي ورقة العراقي غير غليظة فما عندك في جمع ابن عمك علينا؟ أهل الشرك وأصحاب المقالات؟ فقلت: جعلت فداك يريد الامتحان ويحب ان يعرف ما عندك؟ ولقد بني على اساس غير وثيق البنيان وبئس والله ما بنى فقال لي: وما بناؤه في هذا الباب؟ قلت: انّ أصحاب الكلام والبدعة خلاف العلماء وذلك ان العالم لا ينكر غير المنكر وأصحاب المقالات والمتكلمون وأهل الشرك أصحاب انكار ومباهتة إن احتججت عليهم بأنّ الله واحد قالوا: صح وحدانيته وإن قلت: انّ محمداً رسول الله  قالوا: اثبت رسالته ثمّ يباهتون وهو يبطل عليهم بحجته ويغالطونه حتى يترك قوله فاحذرهم جعلت فداك قال فتبسم ثمّ قال لي: يا نوفلي افتخاف ان يقطعوا عليَّ حجتي؟ فقلت: لا والله ما خفت عليك قط وإني لأرجو ان يظفرك الله بهم إن شاء الله تعالى فقال لي: يا نوفلي اتحب ان تعلم متى يندم المأمون؟ قلت: نعم قال: إذا سمع احتجاجي على أهل التوراة بتوراتهم وعلى أهل الانجيل بإنجيلهم وعلى أهل الزبور بزبورهم وعلى الصابئين بعبرانيتهم وعلى أهل الهرابذة بفارسيتهم وعلى أهل الروم بروميتهم وعلى أصحاب المقالات بلغاتهم فإذا قطعت كل صنف ودحضت حجته وترك مقالته ورجع إلى قولي علم المأمون الموضع الذي هو سبيله ليس بمستحق له فعند ذلك يكون الندامة ولا حول ولا قوه إلا بالله العلى العظيم فلما اصبحنا اتانا الفضل بن سهل فقال له: جعلت فداك ان ابن عمك ينظرك وقد اجتمع القوم فما رأيك في اتيانه فقال له الرضا:  تقدمنى فإنّى صائر إلى ناحيتكم ان شاء الله ثمّ توضأ وضوء للصلاة وشرب شربة سويق وسقانا منه ثمّ خرج وخرجنا معه حتى دخلنا على المأمون وإذا المجلس غاص باهله ومحمد بن جعفر وجماعه من الطالبيين والهاشميين والقواد حضور فلما دخل الرضا  قام المأمون وقام محمد بن جعفر وجميع بني هاشم فما زالوا وقوفا والرضا جالس مع المأمون حتى امرهم بالجلوس فجلسوا فلم يزل المأمون مقبلا عليه يحدثه ساعة ثمّ التفت إلى الجاثليق فقال يا جاثليق هذا ابن عمى عليّ بن موسى بن جعفر وهو من ولد فاطمة بنت نبينا وابن عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليهم فاحب ان تكلمه أو تحاجه وتنصفه فقال الجاثليق: يا أمير المؤمنين كيف احاج رجلا يحتج عليّ بكتاب انا منكره ونبى لا اومن به؟ فقال له الرضا : يا نصراني فإن احتججت عليك بانجيلك أتقر به؟ قال: الجاثليق: وهل اقدر على رفع ما نطق الانجيل؟! نعم والله اقر به على رغم انفي فقال له الرضا : سل عما بدا لك واسمع الجواب فقال الجاثليق: ما تقول في نبوّة عيسى وكتابه هل تنكر منهما شيئا؟ قال الرضا: انا مقر بنبوة عيسى وكتابه وما بشر به امته واقرت به الحواريون وكافر بنبوة كل عيسى لم يقر بنبوة محمد  وبكتابه ولم يبشر به امته قال الجاثليق: اليس إنّما نقطع الاحكام بشاهدي عدل؟ قال : بلى قال: فاقم شاهدين من غير أهل ملتك على نبوه محمد  ممن لا تنكره النصرانية وسلنا مثل ذلك من غير أهل ملتنا قال الرضا : الآن جئت بالنّصفة يا نصراني ألا تقبل منى العدل المقدم عند المسيح عيسى بن مريم ؟ قال الجاثليق: ومن هذا العدل؟ سمه لي قال: ما تقول يوحنا الديلمى؟ قال: بخ بخ ذكرت أحب الناس إلى المسيح قال: فأقسمت عليك هل نطق الانجيل: ان يوحنا قال: إنما المسيح اخبرني بدين محمد العربي وبشرني به انه يكون من بعده فبشرت به الحواريين فامنوا به قال الجاثليق: قد ذكر ذلك يوحنا عن المسيح وبشر بنبوة رجل وبأهل بيته ووصيه ولم يلخص متى يكون ذلك؟ ولم تسم لنا القوم فنعرفهم قال الرضا: فإن جئناك بمن يقرأ الانجيل فتلا عليك ذكر محمد وأهل بيته وامته اتؤمن به؟ قال: سديدا قال الرضا : لنسطاس الرومي كيف حفظك للسفر الثالث الانجيل قال: ما احفظني له ثمّ التفت إلى رأس الجالوت فقال: الست تقرا الانجيل؟ قال: بلى لعمري قال: فخذ على السفر فإن كان فيه ذكر محمد وأهل بيته وامته فاشهدوا لي وان لم يكن فيه ذكره فلا تشهدوا لي ثمّ قرء  السفر الثالث حتى بلغ ذكر النبي  وقف ثمّ قال: يا نصراني انى اسألك بحق المسيح وامه اتعلم انى عالم بالانجيل؟ قال: نعم ثمّ تلا علينا ذكر محمد وأهل بيته وامته ثمّ قال: ما تقول يا نصراني هذا قول عيسى بن مريم  فإن كذبت بما ينطق به الانجيل فقد كذبت موسى وعيسى  ومتى انكرت هذا الذكر وجب عليك القتل لانك تكون قد كفرت بربك ونبيك وبكتابك قال الجاثليق: لا انكر ما قد بان لي في الانجيل وانى لمقر به قال الرضا : اشهدوا على اقراره ثمّ قال: يا جاثليق سل عما بدا لك قال الجاثليق: اخبرني عن حواري عيسى بن مريم  كم كان عدتهم؟ وعن علماء الانجيل كم كانوا؟ قال الرضا : على الخبير سقطت أما الحواريون فكانوا اثنى عشر رجلا وكان اعلمهم وافضلهم الوقا وأما علماء النصارى فكانوا ثلاثة رجال يوحنا الاكبر باج ويوحنا بقرقيسيا ويوحنا الديلمى برجاز([7])، وعنده كان ذكر النبي  وذكر أهل بيته وامته وهو الذي بشر امه عيسى وبني إسرائيل به ثمّ قال له: يا نصراني والله انا لنؤمن بعيسى الذي آمن بمحمد  وما ننقم على عيساكم شيئاً ضعفه وقلة صيامه وصلاته قال الجاثليق: افسدت والله علمك وضعفت امرك وما كنت ظننت إلا انك اعلم أهل الاسلام قال الرضا : وكيف ذاك؟ قال الجاثليق: من قولك: ان عيسى كان ضعيفا قليل الصيام قليل الصلاة وما أفطر عيسى يوماً قط ولا نام بليل قط وما زال صائم الدهر وقائم الليل قال الرضا : فلمن كان يصوم ويصلى؟!

قال فخرس الجاثليق وانقطع قال الرضا : يا نصراني أسألك عن مسألة قال: سل فإن كان عندي علمها أجبتك قال الرضا : ما أنكرت ان عيسى  كان يحيى الموتى بإذن الله عز وجل قال الجاثليق: أنكرت ذلك من أجل أنّ من أحيى الموتى وأبرء الاكمه والابرص فهو رب مستحق لأن يُعْبَد، قال الرضا: فإنّ اليسع قد صنع مثل صنع عيسى  مشى على الماء واحيى الموتى وابرء الاكمه والابرص فلم تتخذه امته ربا ولم يعبده أحد من دون الله عز وجل ولقد صنع حزقيل النبي  مثل ما صنع عيسى بن مريم فأحيا خمسة وثلاثين الف رجل من بعد موتهم بستين سنة ثمّ التفت إلى رأس الجالوت فقال له: يا رأس الجالوت أتجد هؤلاء في شباب بني إسرائيل في التوراة اختارهم بخت نصر من سبى بني إسرائيل حين غزا بيت المقدس ثمّ انصرف بهم إلى بابل فأرسله الله عز وجل إليهم فأحياهم هذا في التوراة لا يدفعه إلا كافر منكم قال رأس الجالوت: قد سمعنا به وعرفناه قال: صدقت ثمّ قال: يا يهودي خذ على هذا السفر من التوراة فتلا  علينا من التوراة آيات فأقبل اليهودي يترجج لقراءته ويتعجب! ثمّ اقبل النصراني فقال: يا نصراني أفهؤلاء كانوا قبل عيسى ام عيسى كان قبلهم؟ قال: بل كانوا قبله فقال الرضا : لقد اجتمعت قريش على رسول الله  فسألوه: أن يحيي لهم موتاهم فوجه معهم عليّ بن أبي طالب فقال له: اذهب إلى الجبانة فنادِ بأسماء هؤلاء الرهط الذين يسئلون عنهم بأعلى صوتك: يا فلان ويا فلان ويا فلان يقول لكم محمد رسول الله : قوموا بإذن الله عز وجل فقاموا ينفضون التراب عن رؤوسهم فأقبلت قريش يسألهم عن امورهم ثمّ اخبروهم ان محمدا بعث نبيا فقالوا: وددنا انا ادركناه فنؤمن به ولقد ابرء الاكمه والابرص والمجانين وكلّمه البهائم والطير والجن والشياطين ولم نتخذه ربا من دون الله عز وجل ولم ننكر لاحد من هؤلاء فضلهم فمتى اتخذتم عيسى ربا جاز لكم ان تتخذوا اليسع وحزقيل ربا؟! لانهما قد صنعا مثل ما صنع عيسى بن مريم  من احياء الموتى وغيره وان قوما من بني إسرائيل خرجوا من بلادهم من الطاعون وهم الوف حذر الموت فأماتهم الله في ساعة واحدة فعمد أهل تلك القرية فحظروا عليهم حظيرة فلم يزالوا فيها حتى نخرت عظامهم وصاروا رميما فمر بهم نبي من أنبياء بني إسرائيل فتعجب منهم ومن كثرة العظام البالية فأوحى الله عز وجل إليه: أتحب ان احييهم لك فتنذرهم؟ قال: نعم يا رب فأوحى الله عز وجل إليه: ان ناداهم فقال: ايتها العظام الباليه قومي بإذن الله عز وجل فقاموا احياء اجمعون ينفضون التراب عن رؤوسهم ثمّ إبراهيم خليل الرحمن  حين اخذ الطير فقطعهن قطعا ثمّ وضع على كل جبل منهن جزء ثمّ ناداهن فاقبلن سعيا إليه ثمّ موسى بن عمران  وأصحابه السبعون الذين اختارهم صاروا معه إلى الجبل فقالوا له: انك قد رأيت الله سبحانه: فأرناه رايته فقال: لهم اني لم اره فقالوا: لن نؤمن حتى نرى الله جهرة فأخذتهم الصاعقة فاحترقوا عن آخرهم وبقى موسى وحيدا فقال: يا رب اخترت سبعين رجلاً من بني إسرائيل فجئت بهم وأرجع وحدي فكيف يصدقني قومي بما اخبرهم به؟! فلو شئت أهلكتهم من قبل وإياى أتهلكنا بما فعل السفهاء منا؟ فأحياهم الله عز وجل من بعد موتهم وكل شيء ذكرته لك من هذا لا تقدر على دفعه لان التوراة والانجيل والزبور والفرقان قد نطقت فإن كان كل من احيى الموتى وابرء الاكمه والابرص والمجانين يتخذ ربا من دون الله فاتخذ هؤلاء كلهم اربابا ما تقول يا يهودي؟! فقال الجاثليق: القول قولك ولا اله الا الله ثمّ التفت إلى رأس الجالوت فقال: يا يهودى أقبل علي أسألك بالعشر الآيات التي أُنزلت على موسى بن عمران ([8])هل تجد في التوراة مكتوبا بنبأ محمد  وأمّته إذا جاءت الأُمّة الاخيرة اتباع راكب البعير يسبحون الرب جدا جدا تسبيحا جديدا في الكنائس الجدد، فليفرغ بنو إسرائيل إليهم والى ملكهم لتطمئن قلوبهم فإن بايديهم سيوفا ينتقمون بها من الامم الكافرة في اقطار الأرض أهكذا هو في التوراة مكتوب؟ قال رأس الجالوت: نعم إنا لنجده كذلك ثمّ قال للجاثليق: يا نصراني كيف علمك بكتاب شعيا ؟ قال: اعرفه حرفا حرفا، قال الرضا لهما ([9]): اتعرفان هذا من كلامه يا قوم: اني رأيت صورة راكب الحمار لابسا جلابيب النور ورأيت راكب البعير ضوء مثل ضوء القمر فقالا: قد قال ذلك شعيا  قال الرضا : يا نصراني هل تعرف في الانجيل قول عيسى: انّى ذاهب إلى ربكم وربى والفار قليطا([10]) جاء هو الذي يشهد لي بالحق كما شهدت وهو الذي يفسر لكم كل شيء وهو الذي يبدأ فضائح الامم وهو الذي يكسر عمود الكفر، فقال الجاثليق: ما ذكرت شيئا من الانجيل إلا ونحن مقرون به، فقال: أتجد هذا الانجيل ثابتاً يا جاثليق؟ قال: نعم.

قال: الرضا : يا جاثليق الا تخبرني عن الانجيل الاول حين افتقدتموه عند من وجدتموه ومن وضع لكم هذا الانجيل؟ فقال له: ما افتقدنا الانجيل إلا يوماً واحداً حتى وجدناه غضّاً طرياً فأخرجه إلينا يوحنا ومتى فقال له الرضا: ما أقلّ معرفتك بسر الانجيل وعلمائه؟! فإن كان هذا كما تزعم! فلم اختلفتم في الانجيل وإنما وقع الاختلاف في هذا الانجيل الذي في ايديكم اليوم فلو كان على العهد الاول لم تختلفوا فيه ولكني مفيدك علم ذلك اعلم انه لما افتقد الانجيل الاول اجتمعت النصارى إلى علمائهم فقالوا لهم: قتل عيسى بن مريم  وافتقدنا الانجيل وانتم العلماء فما عندكم؟ فقال لهم الوقا ومر قابوس([11]) ان الانجيل في صدورنا ونحن نخرجه اليكم سفرا سفرا في كل أحد فلا تحزنوا عليه ولا تخلوا الكنائس فانا سنتلوه عليكم في كل أحد سفرا سفرا حتى نجمعه كله فقعد الوقا ومر قابوس ويوحنا ومتى فوضعوا لكم هذا الانجيل بعد ما افتقدتم الانجيل الاول وإنما كان هؤلاء الاربعة تلاميذ تلاميذ الاولين اعلمت ذلك؟ فقال الجاثليق: أما هذا فلم اعلمه وقد علمته الان وبان لي من فضل علمك بالانجيل وسمعت اشياء مما علمته شهد قلبى انها حق فاستزدت كثيرا من الفهم فقال له الرضا : فكيف شهادة هؤلاء عندك؟ قال: جائزة هؤلاء علماء الانجيل وكلما شهدوا به فهو حق قال الرضا  للمأمون ومن حضره من أهل بيته ومن غيره: اشهدوا عليه قالوا: قد شهدنا ثمّ قال : للجاثليق: بحق الابن وامه هل تعلم ان متى قال: ان المسيح هو ابن داود بن إبراهيم بن اسحاق بن يعقوب يهوذا بن خضرون وقال مرقابوس في نسبه عيسى مريم: (انه كلمة الله احلها في جسد الآدمى فصارت إنساناً) وقال الوقا: ان عيسى بن مريم  وامه كانا إنسانين من لحم ودم فدخل فيها روح القدس ثمّ انك تقول من شهاده عيسى على نفسه حقا اقول لكم: يا معشر الحواريين انه لا يصعد إلى السماء إلا من نزل منها إلا راكب البعير خاتم الأنبياء فانه يصعد إلى السماء وينزل فما تقول في هذا القول؟ قال الجاثليق: هذا قول عيسى لا ننكره قال الرضا : فما تقول في شهادة الوقا ومر قابوس ومتى على عيسى وما نسبوه إليه؟ قال الجاثليق: كذبوا على عيسى فقال: الرضا : يا قوم اليس قد زكاهم وشهد انهم علماء الانجيل وقولهم حق فقال الجاثليق: يا عالم المسلمين احب ان تعفيني من أمر هؤلاء قال الرضا : فانا قد فعلنا سل يا نصراني عما بدا لك قال الجاثليق: ليسألك غيرى فلا وحق المسيح ما ظننت ان في علماء المسلمين مثلك فالتفت الرضا  إلى رأس الجالوت فقال له: تسألني أو اسألك؟ فقال: بل اسألك ولست اقبل منك حجة إلّا من التوراة أو من الانجيل أو من زبور داود أو بما في صحف إبراهيم وموسى قال الرضا : لا تقبل مني حجّة إلا بما تنطق به التوراة على لسان موسى بن عمران والانجيل على لسان عيسى بن مريم والزبور على لسان داود فقال رأس الجالوت: من اين تثبت نبوة محمد ؟ قال الرضا : شهد بنبوته موسى بن عمران وعيسى بن مريم وداود خليفة الله عز وجل في الأرض فقال له: ثبت قول موسى بن عمران فقال له الرضا : هل تعلم يا يهودي انّ موسى أوصى بني إسرائيل فقال لهم: انّه سيأتيكم نبى من إخوانكم فيه([12]) فصدقوا ومنه فاسمعوا فهل تعلم انّ لبني إسرائيل إخوة غير ولد اسماعيل إن كنت تعرف قرابة إسرائيل من اسماعيل والسبب ([13])

الذي بينهما من قبل ابراهيم  فقال رأس الجالوت: هذا قول موسى لا ندفعه فقال له الرضا : هل جاءكم من اخوة بني إسرائيل نبي غير محمد ؟ قال: لا قال الرضا : اوليس قد صح هذا عندكم؟ قال: نعم ولكني احب ان تصححه لي من التوراة فقال له الرضا : هل تنكر أنَّ التوراة تقول لكم: جاء النور من قبل طور سيناء واضاء لنا من جبل ساعير واستعلن علينا من جبل فاران؟ قال رأس الجالوت: اعرف هذه الكلمات وما اعرف تفسيرها قال الرضا : أنا اخبرك به أما قوله: جاء النور من قبل طور سيناء فذلك وحى الله تبارك وتعالى الذي انزله على موسى  على جبل طور سيناء وأما قوله: وأضاء لنا من جبل ساعير فهو الجبل الذي اوحى الله عز وجل إلى عيسى بن مريم  وهو عليه وأما قوله: واستعلن علينا جبل فاران فذلك جبل من جبال مكة بينه وبينها يوم وقال شعياء النبي  فيما تقول أنت وأصحابك في التوراة رأيت راكبين اضاء لهما الأرض احدهما على حمار والاخر على جمل فمن راكب الحمار ومن راكب الجمل؟ قال رأس الجالوت: لا اعرفهما فخبرني بهما قال: اما راكب الحمار فعيسى وأما راكب الجمل فمحمد  اتنكر هذا من التوراة قال: لا ما انكره ثمّ قال الرضا : هل تعرف حيقوق النبي ؟ قال: نعم انى به لعارف قال: فانه قال: وكتابكم ينطق به جاء الله تعالى بالبيان من جبل فاران وامتلات السموات من تسبيح أحمد وامته يحمل خيله في البحر كما يحمل في البر ياتينا بكتاب جديد بعد خراب بيت المقدس يعنى بالكتاب القرآن اتعرف هذا وتؤمن به؟ قال رأس الجالوت قد قال: ذلك حيقوق النبي  ولا ننكر قوله قال الرضا : فقد قال داود في زبوره. وأنت تقراه: اللهم ابعث مقيم السنّة بعد الفترة فهل تعرف نبيا اقام السنّة بعد الفترة غير محمد ؟ قال رأس الجالوت: هذا قول داود نعرفه ولا ننكر ولكن عنى بذلك عيسى وأيامه هي الفترة قال له الرضا : جهلت ان عيسى  لم يخالف السنّة وكان موافقا لسنّة التوراة حتى رفعه الله إليه وفي الانجيل مكتوب: ان ابن البرة ذاهب والبار قليطا جاء من بعده وهو الذي يحفظ الاصار ويفسر لكم شيء ويشهد لي كما شهدت له انا جئتكم بالامثال وهو ياتيكم بالتأويل اتؤمن بهذا في الانجيل؟ قال: نعم فقال له الرضا : يا رأس الجالوت اسألك عن نبيك موسى بن عمران  فقال: سل قال: ما الحجّة على ان موسى ثبتت نبوته؟ قال اليهودي: انه جاء لم يجئ به أحد من الأنبياء قبله قال له: مثل ماذا؟ قال: مثل فلق البحر وقلبه العصا حيّة تسعى وضربه الحجر فانفجرت منه العيون وإخراجه يده بيضاء للناظرين وعلاماته لا يقدر الخلق على مثلها قال له الرضا : صدقت في انه كانت حجته على نبوته انه جاء بما لا يقدر الخلق على مثله أفليس كل من ادعى انّه نبي ثمّ جاء بما لا يقدر الخلق مثله وجب عليكم تصديقه؟! قال: لا لأن موسى  لم يكن له نظير لمكانه من ربه وقربه منه ولا يجب علينا الاقرار بنبوة من ادعاها حتى يأتي من الاعلام بمثل ما جاء به فقال الرضا : فكيف أقررتم بالأنبياء الذين كانوا قبل موسى  ولم يفلقوا البحر ولم يفجروا من الحجر اثنى عشرة عيناً ولم يخرجوا أيديهم مثل اخراج موسى يده بيضاء ولم يقلبوا العصا حيّة تسعى قال: اليهودي: قد خبرتك انه متى ما جاؤوا على نبوتهم من الآيات بما لا يقدر الخلق على مثله ولو جاؤا بما يجيء به موسى أو كان على غير ما جاء به موسى وجب تصديقهم قال له الرضا : يا رأس الجالوت فما يمنعك من الاقرار بعيسى بن مريم وقد كان يحيى الموتى ويبرء الاكمه والابرص ويخلق من الطين كهيأة الطير ثمّ ينفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله تعالى؟ قال رأس الجالوت: يقال: انه فعل ذلك ولم نشهده قال الرضا: أرأيت ما جاء به موسى من الآيات شاهدته؟ أليس إنما جاءت الاخبار من ثقات أصحاب موسى انه فعل ذلك؟ قال: بلى قال: فكذلك ايضا أتتكم الاخبار المتواترة بما فعل عيسى بن مريم  فكيف صدقتم بموسى ولم تصدقوا بعيسى؟ فلم يحر جواباً.

قال الرضا : وكذلك أمر محمد  وما جاء به وأمر كل نبي بعثه الله ومن آياته انه كان يتيما فقيرا راعيا اجيرا لم يتعلم كتابا ولم يختلف إلى معلم ثمّ جاء بالقرآن الذي فيه قصص الأنبياء  واخبارهم حرفا حرفا واخبار من مضى ومن بقى إلى يوم القيامة ثمّ كان يخبرهم بأسرارهم وما يعملون في بيوتهم وجاء بآيات كثيرة لا تحصى قال رأس الجالوت: لم يصح عندنا خبر عيسى ولا خبر محمد  ولا يجوز لنا ان نقر لهما بما لا يصح قال الرضا : فالشاهد الذي شهد لعيسى ولمحمد  شاهد زور فلم يحر جوابا ثمّ دعا  بالهربذ الاكبر فقال له الرضا : اخبرني عن زردهشت الذي تزعم انه نبى ما حجتك على نبوته؟ قال: انه اتى بما لم ياتنا أحد قبله ولم نشهده ولكن الاخبار من اسلافنا وردت علينا بانه احل لنا ما لم يحله غيره فاتبعناه قال: افليس انما اتتكم الاخبار فاتبعتموه؟ قال: بلى قال: فكذلك سائر الأُمم السالفة أتتهم الاخبار بما اتى به النبيون واتى به موسى وعيسى ومحمد  فما عذركم في ترك الاقرار لهم؟ إذ كنتم إنما اقررتم بزردهشت من قبل الاخبار المتواترة بأنّه جاء بما لم يجئ به غيره فانقطع الهربذ مكانه...)([14]).

فانظر مليّاً إلى موضوعات الحوار وطريقة الاستدلال والبرهان فيه، ولك أن تتأمل بأساليب الاحتجاج وفنون المناظرة وآدابها من خلاله، فضلاً عن طريقة الإمام  باستيعاب الآخر، واشراكه في الوصول إلى الغايات والمقاصد المشتركة بين المتحاورين، ولا تغيب عن فطنة الباحث اللبيب كيفية اشراك الإمام  المتحاورين واحداً بعد الآخر في الحوار والمناظرة، واستدل بنقض بعضهم على نقض الآخر في اثبات صحة ما يذهب إليه ويحتج به، وهو مسلك علمي، وفن حواري يوصل الجميع من خلال اشراكهم إلى نتائج ما يتحاورون فيه وخلاصة ما يناقشونه من أدلة وبراهين، وتفكّر بأدب الحوار واجابة الإمام على أسئلة المقابل بقوله «على الخبير وقعت» وكيف تبادل  الأسئلة معهم.

إن نبذ الجدال المحض، والتطرف في فهم الآخر، واستيعاب آرائه ومناقشتها، والدعوة إلى التعايش معها أهم القواعد التي تستخلص من حوارات أهل البيت  ومناظراتهم. والتي تصلح لبناء وتعزيز أصول التلاقي بين الديانات السماوية، ومن نافلة القول أنّ لسان النبي ما فَتَرَ عن ذكر الرسالات السماوية السابقة وأنبيائها وكتبها، على اختلاف المناسبات والزمان والمكان، وفي ذلك ملمح لتناسب الرسالات فيما بينها وتجانسها في غاياتها، وتوحدها في الصدور من منبع واحد، والوصول إلى غاية واحدة كذلك، فكثيراً ما يذكر النبي أنبياء الله آدم وابراهيم ونوح بلفظ (أبي آدم) و(أبي إبراهيم) و(أبي نوح) وفي بعض الاحيان يذكرهم من دون الكنية بـ (أبي)، ويذكر كذلك نبي الله موسى وعيسى بلفظ (أخي موسى) و(أخي عيسى) اومن دون لفظ (أخي)، وغيرهم من الأنبياء والرسل (عليهم السلام أجمعين)([15])، ووصف النبي  الكتب السماوية المنزلة على الأنبياء وعددها وزمان نزولها مشفوعة بذكر نزول القرآن الكريم: «عن حفص بن غياث، عن أبي عبدالله قال: سألته، عن قول الله عز وجل: Pشَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُO وإنما انزل في عشرين سنة بين أوله وآخره؟ فقال أبو عبد الله : نزل القرآن جملة واحدة في شهر رمضان إلى البيت المعمور ثمّ نزل في طول عشرين سنة، ثمّ قال: قال النبي : نزلت صحف ابراهيم في أول ليلة من شهر رمضان وانزلت التوراة لست مضين من شهر رمضان، وانزل الانجيل لثلاث عشرة ليلة خلت من شهر رمضان وانزل الزبور لثمان عشر خلون من شهر رمضان وانزل القرآن في ثلاث وعشرين من شهر رمضان.»([16])

وفي حديث طويل عن أبي ذر أنه سأل رسول الله « ... قلت: يا رسول الله كم النبيون ؟ قال: مائة ألف وأربعة وعشرون ألف نبي. قلت: كم المرسلون منهم ؟ قال: ثلاث مائة وثلاثة عشر جما غفيرا. قلت: من كان أول الأنبياء ؟ قال: آدم، قلت: وكان من الأنبياء مرسلا ؟ قال: نعم، خلقه الله بيده ونفخ فيه من روحه، ثمّ قال: يا أبا ذر، أربعة من الأنبياء سريانيون: آدم، وشيث، واخنوخ وهو إدريس  وهو أول من خط بالقلم، ونوح. وأربعة من العرب: هود، وصالح، وشعيب، ونبيك محمد، وأول نبي من بني إسرائيل موسى وآخرهم عيسى وست مائة نبي. قلت: يا رسول الله كم أنزل الله تعالى من كتاب؟ قال: مائة كتاب وأربعة كتب: أنزل الله تعالى على شيث  خمسين صحيفة، وعلى إدريس ثلاثين صحيفة، وعلى إبراهيم عشرين صحيفة، وأنزل التوراة والانجيل والزبور والفرقان...»([17]).

ويكاد الجمع بين ذكر القرآن الكريم والكتب السماوية الأُخر يشكل ظاهرة في أحاديث النبي وآله (صلوات الله تعالى عليهم) في مسائل مختلفة انتظمت في أن القرآن ختام الكتب السماوية وخلاصتها، وما في سابقه من كتب السماء تتوحد فيه مضموناً حينا، وأحيانا نصاً ([18])، وأهم ما يفاد من مجموع هذه الاحاديث أنها تؤكد علاقة القرآن الكريم بالكتب السماوية الأُخر.

وعلى سنّة النبي تبصر ذكر الأنبياء وكتبهم على لسان أهل البيت، فهذا الإمام علي بن أبي طالب لا يغادر ذكر الكتب الإلهية، والقسم بها وهو في آخر ساعاته بعد أن جرحه ابن ملجم (لعنه الله) عن الاصبغ بن نباتة، قال: « لما اصيب علي  وضربه ابن ملجم لعنه الله ـ الضربة التي مات منها ـ لزمناه يومه ذلك، وبتنا عنده، فأغمي عليه في الليل، ثمّ أفاق فنظر الينا، فقال: وانكم لها هنا ؟ قلنا: نعم يا أمير المؤمنين. قال: وما الذي أجلسكم ؟ قلنا: حبك. قال: والله الذي أنزل التوراة على موسى، والانجيل على عيسى، والزبور على داود والفرقان على محمد صلوات الله عليه وعليهم ما أجلسكم إلا ذلك. قلنا: نعم. قال: فخفوا، فخف بعض القوم، ثمّ اغمي عليه، ثمّ أفاق، فقال: ما أجلسكم ؟ قلنا: حبك يا أمير المؤمنين. قال: أما والذي أنزل التوراة على موسى والانجيل على عيسى والزبور على داود والفرقان على محمد صلوات الله عليه وعليهم لا يحبني عبد إلا ورآني حيث يسره، ولا يبغضني عبد إلا رآني حيث يسؤه ـ ارتفعوا ـ فإن رسول الله صلوات الله عليه وعليهم أخبرني إني اضرب ليلة تسع عشرة من شهر رمضان في الليلة التي مات فيها وصي موسى ، وأموت في الليلة احدى وعشرين منه في الليلة التي رفع فيها عيسى . قال الاصبغ: فمات والذي لا إله إلا هو فيها. كما قال»([19]).

إن ذكر الرسالات والأنبياء واحداثهم ومواقفهم دال على تفاعلها ـ على الرغم من تباعد الزمان واختلاف المكان ـ فيما بينها وأن السنن التأريخية فيما بينها تتقارب، ولعلها في بعض مفاصلها تتشابه إلى حد بعيد، فما جرى على الأنبياء من المعاناة قد يختلف من حيث التفاصيل مثلاً، إلّا أنه يمكن أن يكون في اتجاه واحد في طريق أداء الرسالة وبلاغها، والوصاية عليها، وذكر ما سبق منها([20])؛ من هنا نجد الإمام محمد الباقر يسأل بعض أصحابه مختبراً ولاء هم ومرابطتهم على الحق، مؤكداً لهم كيف الثبات في نصرة اولياء الله مقارناً ذلك بأنبياء الله تعالى السابقين في أمم قد خلت من قبلهم، جاء عن أبي عبدالله الجعفي  «قال: قال لي أبو جعفر محمد بن علي : كم الرباط عندكم؟ قلت: أربعون قال: لكن رباطنا رباط الدهر ومن ارتبط فينا دابة كان له وزنها ووزن وزنها ما كانت عنده، ومن ارتبط فينا سلاحا كان له وزنه ما كان عنده، لا تجزعوا من مرة ولا من مرتين ولا من ثلاث، ولا من أربع فإنما مثلنا ومثلكم مثل نبي كان في بني إسرائيل فأوحى الله عز وجل إليه أن ادع قومك للقتال فإني سأنصرك فجمعهم من رؤوس الجبال ومن غير ذلك ثمّ توجه بهم فما ضربوا بسيف ولا طعنوا برمح حتى انهزموا، ثمّ أوحى الله تعالى إليه أن ادع قومك إلى القتال فإني سأنصرك، فجمعهم ثمّ توجه بهم فما ضربوا بسيف ولا طعنوا برمح حتى انهزموا، ثمّ أوحى الله إليه أن ادع قومك إلى القتال فإني سأنصرك فدعاهم فقالوا: وعدتنا النصر فما نصرنا فأوحى الله تعالى إليه إما أن يختاروا القتال أو النار، فقال: يا رب القتال أحب إلي من النار فدعاهم فأجابه منهم ثلاثمائة وثلاثة عشر عدة أهل بدر فتوجه بهم فما ضربوا بسيف ولا طعنوا برمح حتى فتح الله عز وجل لهم»([21]).

ومن تمام المعاني في ذكر الأنبياء ورسالاتهم وكتبهم ما ورد عن أهل البيت من رواية مناجاتهم مع الله تبارك وتعالى ومواعظهم لأقوامهم([22])، فضلاً عن ذلك فإنك تجد في التراث الدعائي الوارد عن أئمة أهل البيت  مادة غنية في ذكر الأنبياء والمرسلين وكتبهم السماوية بابلغ النصوص، وأفصح الألفاظ، وأدلّ العبارات والمعاني في التوجه إلى الله تعالى بذكر مَنْ له مقام عنده تعالى، ولاشك في أن التقرب إليه عزّ شأنه وتقدست آلاؤه إنما يكون بأفضل مَنْ اصطفاهم وانتجبهم وهم الأنبياء والمرسلين، وبكلامه وكتبه السماوية التي أنزلت عليهم، ولاسيما بأشرفهم وخاتمهم وآله (صلوات الله عليهم)، وبالقرآن المجيد خاتم الكتب وما أغنى ظاهرة التوسل بهم إلى الله تعالى بالدعاء في تراث الإمامية وما أروع أن تجد في دعائهم اختصار الزمان والمكان بذكر الأنبياء والرسالات والكتب الإلهية مشفوعاً بالتوجه الصادق من خلالهم إليه تعالى، ولك أن تنظر في نصوص دعاء السمات وما فيه من ذكر عظيم([23]).

 


([1]) ظ: حوار النبي  مع أهل الاديان والملل. الاحتجاج:1/16، وحواره  مع وفد من علماء التوراة والزبور والانجيل، مدينة المعاجز: 2/232، وحوار علي  مع وفد من النصارى، مدينة المعاجز: 2/227. وحوار الرضا  مع الجاثليق ورأس الجالوت والصابئة والمجوس، عيون أخبار الرضا: 2/139، وغير ذلك كثير.

([2]) أي يطلبون زلة المسؤول والتشديد عليه، والزامه بما يصعب عليه أداؤه. ظ: على سبيل المثال حوار ابن صوريا اليهودي مع النبي الاكرم،  الاحتجاج: 1/46، بحار الأنوار: 9/283

=     وحوار كبير الكتابيين مع الباقر : مدينة المعاجز: 5/181، وحوار الباقر مع نافع مولى عبدالله بن عمر (وكان من علماء النصارى، ومن المعادين لأهل البيت ، و الموالين لبني أمية) ظ: الكافي/8/120.

([3]) ظ: على سبيل المثال: الاحتجاج:1/307، الأمالي للطوسي:219، الارشاد: 201 وغيرها.

([4]) ظ: علاقة الإمام العسكري مع أنوش النصراني كاتب البلاط العباسي/حلية الابرار/2/498، سفينة البحار/1/260.

([5]) ظ: على سبيل المثال حوارات النبي  مع ابن صوريا اليهودي، سعد السعود /213، عوالي اللئالئ: 2/154، ومع رأس الجالوت، المحتضر/151، ومع جندب بن جنادة اليهودي، كفاية الأثر /57، ومع وفد من علماء التوراة والزبور والإنجيل، مدينة المعاجز: 2/232، وانظر حوارات علي  مع رأس اليهود/ الخصال /365، ومع رجلين رأس اليهود ورأس النصارى، كتاب سليم/432، ومع الديراني الذي يضرب بالناقوس، روضة الواعظين /443، وانظر حوارات بقية أئمة أهل البيت في المصادر الآتية، الخرائج والجرائح: 1/115، التوحيد/275، مدينة المعاجز: 6/36، تحف العقول/228، الاحتجاج للطبرسي: 1/395، الثاقب في المناقب/186، حوار هادئ بين المعصومين والنصارى/59، قصص الإمام علي واليهود/15، مناظرات الرسول المصطفى والإمام علي مع اليهود والنصارى/55.

([6]) الجاثليق والجثليق: رئيس الاساقفة دخيل معرب، ورأس الجالوت هو عالم من اليهود، الصابئة: قوم دينهم التعبد للروحانيات، مذهبهم: ان للعالم صانعا فاطرا حكيما مقدسا من سمات الحدثان والواجب علينا معرفة العجز عن الوصول إلى جلاله وانما يتقرب إليه بالمتوسطات المقربين لديه وهم الروحانيون المطهرون المقدسون جوهرا وفعلا وحالة، الهرابذة: خدم نار المجوس وقيل: انهم عظماء الهنود وعلمائهم، (زرادشت ـ زردشت) وفي أمره كان اختلافا شديدا بين ارباب الملل والنحل وكلمات المؤرخين ويظهر من بعض ان زرداشت كان تلميذ النبي وبعض اهل الكتاب يقولون: انه هو (منوجهر) وقال بعض: انه مرسل من قبل بعض أنبياء بني إسرائيل وبعض المؤرخين جعل وجوده موهوما محضا، النسطاس بالكسر: علم وبالرومية عالم بالطب.

([7]) الرجاز بفتح اوله وتشديد ثانية وآخره زاء: اسم واد بنجد عظيم. والرجاز بكسر اوله وتخفيف ثانيه وآخره زاء بوزن القتال: موضع آخر.

([8]) وهي يد موسى وعصاه ولسانه والبحر والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم وتحريم الصيد.

([9]) اي قال الرضا  للجاثليق ولرأس الجالوت: اتعرفان هذا من كلام شعيا ؟

([10]) الفار قليطا: بالفاء ثمّ الالف ثمّ الراء المكسورة ثمّ القاف الساكنة ثمّ اللام المكسورة ثمّ الياء ثمّ الطاء ثمّ الالف المقصورة: لفظ عبراني بمعنى الفارق بين الحق والباطل والمراد به سيدنا الخاتم.

([11]) الوقا ومر قابوس ويوحنا ومتي: علماء أهل الانجيل.

([12]) هكذا في النسخ الخطية والمطبوعتين: والصواب الظاهر: (فبه) بالباء: اي ان ادركتم صحبته فبه اي فبما معه فصدقوا وما قال من امور دينه وشريعته فمنه اسمعوا. ثمّ اعلم انه قد ورد اسماء النبي والائمة الاثنى عشر صلوات الله عليهم في التوراة بلسان العبرانية وقد نقل عنها بهذه العبارة: ميذ ميذ (محمد المصطفى) ايليا (علي المرتضى) قيذور (الحسن المجتبى) ايرييل (الحسين الشهيد) مشفور (زين العابدين) مسهور (محمد الباقر) مشموط (جعفر الصادق) ذومرا (موسى الكاظم) هذاذ (علي بن موسى الرضا): تيمورا (محمد التقي) نسطور (علي التقي) نوقش (الحسن العسكري) قديمونيا (محمد بن الحسن) صاحب الزمان روحي وارواح العالمين

=    له الفداء وقد نقل من كتب المتقدمين باسناد صحيح: ان لكل صاحب شريعة كان اثنا عشر وصيا لا ازيد ولا انقص.

([13]) وفي نسخة اخرى (النسب). وفي هامش بعض النسخ: لان اسماعيل واسحاق ابنا ابراهيم واسرائيل اسمه يعقوب وهو ابن اسحاق ونبينا  من أولاد اسماعيل وبنو إسرائيل من اولاد اسحاق وفي النسخة المصححة العتيقة: (بينهم) بدل بينهما.

([14]) عيون أخبار الرضا: 1/150، هذا جزء من الرواية تطول مع سؤال عمران الصابئ للإمام  وانظر كذلك /التوحيد/418، الاحتجاج: 2/199 مدينة المعاجز: 7/193، بحار الانوار: 10/299 مسند الإمام الرضا:2/74 وغيرها.

([15]) ظ: الأمالي للطوسي/500، الروضة في فضائل أميرالمؤمنين/65، الفضائل لابن شاذان/ 128، حلية الابرار: 2/59، مدينة المعاجز: 4/119 وغيرها.

([16]) الكافي:2/627، مسند أحمد:4/107، السنن الكبرى: 9/188، مجمع الزوائد: 1/197، المصنف بن أبي شيبة: 7/191. كنز العمال: 2/16، تفسير العياشي: 1/80، التبيان في تفسير القرآن: 10/332. مسند أبي يعلى: 4/135، وغيرها كثير.

([17]) معاني الأخبار/333، ظ:  عوالي اللئالئ: 1/92، بحار الأنوار: 12/59، الخصال/524، المحتضر/160، مسند أحمد

([18]) ظ: علي سبيل المثال: روضة الواعظين/293، 344، وسائل الشيعة: 6/225، 234، 251، مشكاة الانوار/149 وفي الكافي: 2/601.

([19]) شرح الأخبار:1/165، ظ: شرح احقاق الحق: 32/665.

([20]). ظ: السيد المسيح في أحاديث أئمة الشيعة /532 .

([21]) الكافي: 8/381، ظ: وسائل الشيعة:11/106، بحار الأنوار: 19/318.

([22]) ظ: مناجاة موسى وعيسى ومواعظه في: تحف العقول/490، 496، 501، الجواهر السنية/31، 41.

([23]) ظ: مصباح المتهجد/417 وانظر على سبيل المثال بعض النصوص الدعائية في المصادر الآتية وما فيها من ذكر الأنبياء والمرسلين والكتب السماوية: تهذيب الاحكام/3/125، مستدرك الوسائل: 3/125، 7/360، اقبال الاعمال: 1/433، 2/47، 80، 217، 896، 3/167، 205، 227، الصحيفة السجادية /607، مفتاح الفلاح/245، كلمة التقوى: 3/514، إقبال الاعمال/123، 179، 191، 207، 209، 245.