الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
الاجتهاد في إصلاح النفس
المؤلف: الشيخ محمد تقي فلسفي
المصدر: الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة: ج2 ص133ــ136
2023-06-06
1662
ينبغي على الشاب الذي قد تكون تربيته الأسروية أو الإجتماعية سيئة وفاسدة ، ولا يمكنه التكيف مع مجتمعه ، ينبغي عليه أن لا ييأس ، ولا يتصور أنه كتب عليه أن يعيش طوال حياته محبطاً وتعيساً ، لأنه قادر على إصلاح نفسه وتغيير شخصيته إلى الأحسن وذلك بالاجتهاد والتصميم والإرادة.
ومن الناحيتين الدينية والعلمية تقع على شاب كهذا مسؤولية مكافحة عاداته الفاسدة والضارة وتطهير نفسه من سوء الخلق والأخلاق الذي لا يعود عليه سوى بالحرمان والشقاء ، والسعي لتأمين مقومات سعادته من خلال اكتساب خير الصفات.
قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام) : لا تترك الاجتهاد في إصلاح نفسك فإنه لا يعينك عليها إلا الجد(1).
وعنه (عليه السلام): ايها الناس تولوا من أنفسكم تأديبها واعدلوا بها عن ضراوة عاداتها(2).
وعن أبي عبد الله الإمام الصادق (عليه السلام) : اقصد نفسك عما يضرها من قبل أن تفارقك واسع في فكاكها كما تسعى في طلب معيشتك فإن نفسك رهينة بعملك(3).
«إن العادات التي تطبّعنا عليها طوال سنوات طويلة لا يمكن أن تزول بين ليلة وضحاها، لكننا ولحسن الحظ نستطيع أن نطرد كل عادة مهما كانت قديمة أسرع بكثير مما اكتسبناها لو أننا اعتمدنا على العقل والمنطق».
«علينا أولاً أن نعرف القواعد العامة التي تتحكم بكيان الإنسان، ومن ثم نعرف أنفسنا حق المعرفة، أي نفهم ماذا علينا أن نطرد من عادات وصفات من ذاتنا، وماذا علينا أن نسعى لتنميتها، وينبغي علينا أن نعرف أية قابلية تكمن فينا يمكنها أن تؤمن لنا السعادة في الحياة ، فإذا ما عرفنا كل هذه الأمور علينا أن نتزود أولاً بالصبر ثم نكون مراقبين على أنفسنا حريصين، ونسعى بكل جد وإرادة حتى نغير ما أردنا تغييره في نفوسنا»(4).
إن الشاب الذي يعاني من سوء الأخلاق والعادات ولا يخطو خطوة واحدة على طريق إصلاحها ، يكون إما نتيجة الغرور الذي يحجب عقله ويعيقه عن إدراك انحرافاته المعنوية ، وإما بسبب الجهل الذي يجعله غير قادر على التمييز بين الفضيلة والرذيلة ، أو بسبب ضعف في الإرادة يمنعه من اتخاذ قرار يقضي بإصلاح ذاته ، وأياً يكون السبب فإن الإسلام قد انتقد هذا الصنف من الشباب .
قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام) : جهل المرء بعيوبه من أكبر ذنوبه(5).
وقال (عليه السلام) أيضاً: الجهل بالفضائل من أقح الرذائل(6).
أعجز الناس:
وعنه (عليه السلام) : أعجر الناس من قدر على أن يزيل النقص عن نفسه ولم يفعل(7).
«إن الشباب ليس لهم مقر أو مستقر تحت سلطة العادات والتقاليد الثابتة التي تسود مجتمعاتهم. فعالم نشاط غرائزهم عالم حي ومرن ومليء بالتجارب. إن بمقدور الشباب أن يغيروا بسعيهم وهممهم المحيط الذي يعيشون فيه. ولكن لا يخفى على أحد أنهم أي الشباب قد لا يستطيعون تشخيص وتحديد التغييرات والإصلاحات التي ينبغي عليهم أن يقدموا عليها، ولاهم بمستعدين للتضحية في سبيل هذه الإصلاحات»(8).
____________________________
(1) غرر الحكم، ص 818 .
(2) نهج البلاغة، الكلمة 351.
(3) وسائل الشيعة4، ص40.
(4) نمو الشخصية، ص36.
(5) إرشاد المفيد، ص 142.
(6) غرر الحكم ، ص91.
(7) مستدرك الوسائل2، ص 310.
(8) الأخلاق والشخصية، 124.