x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
مجموعة أشعار أندلسية
المؤلف: أحمد بن محمد المقري التلمساني
المصدر: نفح الطِّيب من غصن الأندلس الرّطيب
الجزء والصفحة: مج3، ص:446-454
2023-05-30
1503
مجموعة أشعار أندلسية
وقال الشريشي(1): حدثنا شيخنا أبو الحسين ابن زرقون ، عن أبيه أبي عبد الله، أنه قعد مع صهره أبي الحسن عبد الملك بن عياش الكاتب على بحر المجاز ، وهو مضطرب الأمواج ، فقال له أبو الحسن : أجز:
وملتطم الغوارب متوجته بوارح في مناكبها غيوم
فقال أبو عبد الله :
تمنع لا يعوم به سفين ولو جديت به الزهر النجوم
وكان ابن عبد ربه ، ... أنه يسافر غدا ، فلما أصبح عاقه المطر عن السفر ، فانجلى عن ابن عبد ربه همته ، وكتب إليه(2):
هلا ابتكرت لبين أنت مبتكر هيهات يأبى عليك الله والقدر
ما زلت أبكي حذار البين ملتهباً حتى رثى لي فيك الريح والمطر
يا برده من حيا مزن على كبد نيرانها بغليل الشوق تستعر
اليت أن لا أرى شمساً ولا قمراً حتى أراك فأنت الشمس والقمر
وقال ابن عبد ربه(3):
صل من هويت وإن أبدي معاتبة فأطيب العيش وصل بين الفين
واقطع حبائل خدان لا تلائمه فقلما تسع الدنيـا بغيضين
وقال أبو محمد غانم بن الوليد المالقي(4):
صير فؤادك للمحبوب منزلة سم الخياط مجال للمحبين
ولا تسامح بغيضاً في معاشرة فقلما تسع الدنيا بغيضين
وكان المتوكل صاحب بطليوس ينتظر وفود أخيه عليه من
447
شنترين يوم الجمعة، فأتاه يوم السبت ، فلما لقيه عانقه وأنشده:
تخيرت اليهود السبت عيداً وقلنا في العروبة يوم عيد
فلما أن طلعت السبت فينا أطلت لسان محتج اليهود
وقال أبو بكر ابن بقي(5):
أقمت فيكم على الإقتار والعدم لو كنت حرا أبي النفس لم أقم
فلا حديقتكم يجي لها ثمر ولا سماؤكم تنهل بالديم
أنا امرؤ إن نبت بي أرض أندلس جئت العراق فقامت لي على قدم
ما العيش بالعلم إلا حيلة ضعفت وحرفة وكلت بالقعدد البرم
وقال الأبيض في الفقهاء المرائين(6):
أهل الرياء لبستم ناموسكم كالذئب يدلج(7) في الظلام العائم
فملكتم الدنيا بمذهب مالك وقسمتم الأموال بابن القاسم
وركبتم شهب البغال بأشهب وبأصبغ صبغت لكم في العالم
وقال(8):
قل للإمام سنا الأئمة مالك نور العيون ونزهة الأسماع
لله درك من همام ماجد قد كنت راعينا فنعم الراعي
فمضيت محمود النقيبة(9) طاهراً وتركتنا قنصاً لشر سباع
448
أكلوا بك الدنيا وأنت بمعزل طاوي الحشا متكفت الأضلاع
تشكوك دنيا لم تزل بك برة ماذا رفعت بها من الأوضاع
وقال ابن صارة :
يا من يعذبني لما تملكني ماذا تريد بتعذيبي وإضراري
تروق حسنا وفيك الموت أجمعه كالصقل في السيف أو كالنور في النار
وقال عبدون البلنسي(10):
يا من محياه جنات مفتحة وهجره لي ذنب غير مغفور
لقد تناقضت في خلق وفي خلق تناقض النار بالتدخين والنور
وقال الوزير ابن الحكيم:
رسخت أصول علاكم تحت الثرى ولكم على خط المجرة دار
إن المكـــارم صورة معلومة أنتم لهـا الأسمـــاع والأبصـار
تبدو شموس الدجن من أطواقكم وتفيض من بين البنان بحار
ذلت لكم نسم الخلائق مثل ما ذلت لشعري فيكـم الأشعـار
فمتى مدحت ولا مدحت سواكم فمديحكم في مدحه إضمار
وقال القاضي أبو جعفر ابن برطال(11):
449
أستودع الرحمن من لوداعهم قلبي وروحي آذنا بوداع
بانوا وطرفي والفؤاد ومقولي باك ومسلوب العزاء وداع
فتول يا مولاي حفظهم ولا تجعل تفرقنا فراق وداع(12)
وقال ابن خفاجة(13):
وما هاجني إلا تألق بارق لبست به برد الدجنة معلما
وهي طويلة .
وقال من أخرى(14):
جمعت ذوائبه ونور جبينه بين الدجنة والصباح المشرق
وقال ذو الوزارتين أبو الوليد ابن الحضرمي البطليوسي في غلام للمتوكل بن الأفطس يرثيه(15):
غالته أيدي المنايا وكن في مقلتيه
وكان يسقي الندامى بطرفه ويديـه
غصن ذوى وهلال جار الكسوف عليه
وقال الفقيه العالم أبو أيوب سليمان بن محمد بن بطال البطليوسي عالمها في المذهب المالكي ، وقد تحاكم إليه وسيمان أشقر وأكحل فيمن يفضل بينهما(16):
وشاد نين ألما بي على مقة تنازعا الحسن في غايات مستبق
450
كان لمة ذا من نرجس خلقت على بهار وذا مسك على ورق
وحكما الصب في التفضيل بينهما ولم يخافا عليه رشوة الحدق
فقام يبدي هلال الدجن حجته مبينا بلسـان منـه منطلق
فقال وجهي بدر يستضاء به ولون شعري مقطوع من الغسق
وكحل عيني سحر للنهى وكذا ك الحسن احسن ما يعزى إلى الحدق
وقال صاحبه أحسنت وصفك لـ كن فاستمع لمقال في منتفق
أنا على أفقي شمس النهار ولم تغرب وشقرة شعري شقرة الشفق
وفضل ما عيب في العينين من زرق أن الأسنة قد تعزى إلى الزرق
قضيت للمة الشقراء حيث حكت نوراً كذا حبتها يقضي على رمقي
فقام ذو اللمة السوداء يرشقني سهام أجفانه من شدة الحنق
وقال جرت فقلت الجور منك على قلبي ولي شاهد من دمعي الغدق
وقلت عفوك إذ أصبحت منهما فقال دونك هذا الحبل فاختنق
وكان فيه ظرف وأدب، وعنوان طبقته هذه الأبيات.
وقال:
وغاب من الأكواس فيها ضراغم من الراح ألباب الرجال فريسها
قرعت بها من الحلوم فأقطعت وقد كاد يسطو بالفؤاد رسيسها
وله رحمه الله تعالى " شرح البخاري " وأكثر ابن حجر من النقل عنه في " فتح الباري "، وله كتاب " الأحكام " وغير ذلك، وترجمته شهيرة.
وقال الأديب النحوي المؤرخ أبو إسحاق إبراهيم بن [ قاسم ] الأعلم البطليوسي صاحب التواليف التي بلغت نحو خمسين(17):
451
يا حمص لا زلت دارا لكل بؤس وساحه
ما فيك موضع راحه إلا وما فيه راحه
وهو شيخ ابي الحسن سعيد صاحب "المغرب" وأنشده هذه البيتين لما ضجر من الإقامة بإشبيلية أيام فتنة الباجي
وقال الأديب الطبيب أبو الأصبغ عبد العزيز البطليوسي الملقب بالقلندر(18):
جرت مني الخمر مجرى دمي فجل حياتي من سكرها
ومهما دجت ظلم للهموم فتمزيقها بسنا بدرها
وخرج يوما وهو سكران ، فلقي قاضيا في نهاية من قبح الصورة ، فقال:
سكران خذوه ، فلما أخذه الشرط قال للقاضي : بفضل من ولاك على المسلمين بهذا الوجه القبيح عليك إلا ما أفضلت علي وتركتني ، فقال القاضي : والله لقد ذكرتني بفضل عظيم ؛ ودرأ عنه الحد.
وقال ابن جاخ الصباغ البطليوسي(19)، وهو من أعاجيب الدنيا ، لا يقرأ ولا يكتب:
ولما وقفنا غداة النوى وقد أسقط البين ما في يدي
رأيت الهوادج فيها البدور عليها البراقع من عسجد
وتحت البراقع مقلوبها تدب على ورد خد ندي
تسالم من وطئت خده وتلدغ قلب الشجي المكمد
452
وقال في المتوكل ، وقد سقط عن فرس:
لا عتب للطرف إن زلت قوائمه ولا يدنسه من عائب دنس
حملت جودا وبأسا فوقه ونهى وكيف يحمل هذا كله الفرس
وقال الشاعر المشهور بالكميت البطليوسي(20):
لا تلوموني فإني عالم بالذي تأتيه نفسي وتدع
بالحميا والمحيا صبوتي وسوى حبهما عندي بـدع
فضل الجمعة يوما وأنا كل أيامي بأفراحي جمع
وقال أبو عبد الله محمد بن البين البطليوسي إلى طريقة ابن هانئ(21):
عصبوا الصباح فقسموه خدودا واستنهبوا قضب الأراك قدودا
ورأوا حصى الياقوت دون محلهم فاستبدلوا منه النجوم عقودا
واستودعوا حدق المها أجفانهم فسبوا بهن ضراغماً وأسودا
لم يكفهم حمل الأسنة والظبي حتى استعاروا أعينا وقدودا
وتضافروا بضفائر أبدوا لنا ضوء النهار بليلها معقودا
صاغوا الثغور من الأقاحي بينها مال الحياة لو اغتدى مورودا
وكان عند المتوكل مضحك يقال له الخطارة ، فشرب ليلة مع المتوكل ، وكان في السقاة وسيم ، فوضع عينه عليه ، فلما كان وقت السحر دب إليه ، وكان بالقرب من المتوكل، فأحس به، فقال له: ما هذا يا خطارة؟
453
فقال له : يا مولاي هذا وقت تفرغ الخطارة الماء في الرياض ، فقال له : لا تعد لئلا يكون ماء أحمر ، فرجع إلى نومه ، ولم يعد في ذلك كلمة بقية عمره معه ، ولا أنكر منه شيئا ، ولم يحدث بها الخطارة حتى قتل المتوكل ، رحمه الله تعالى .
والخطارة : صنف من الدواليب الخفاف يستقي به أهل الأندلس من الأودية ، وهو كثير على وادي إشبيلية ، وأكثر ما يباكرون العمل في السحر.
وقال الوزير أبو زيد عبد الرحمن بن مولود :
أرني يوما من الدهر على وفق الأماني
ثم دعي بعد هذا كيفما شئت تراني
وقال أديب الأندلس وحافظها أبو محمد عبد المجيد بن عبدون الفهري اليابري ، وهو من رجال الذخيرة والقلائد ، وشهرته مغنية عن الزيادة ، يخاطب المتوكل وقد أنزله في دار وكفت عليه(22):
أيا ساميا من جانبيه كليهما سمو حباب الماء حالا على حال
لعبدك دار حل فيها كأنها ديار لسلمي عافيات بذي خال
يقول لها لما رأى من دثورها ألا عم صباحاً أيتها الطلل البالي
فقالت وما عيت جوابا بردها وهل يعمن من كان في العصر الحالي
فمر صاحب الانزال فيها بعاجل فإن الفتى يهذي وليس بفعال
وقال في جمع حروف الزيادة حسبما ذكره عنه في المغرب(23):
سألت الحروف الزائدات عن اسمها فقالت ولم تكذب : أمان وتسهيل
454
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- الشريشي 1: 365.
2- ابيات ابن عبد ربه في المطمح :51.
3- العقد 2 : 316.
4- مر البيتان من : 265 ، 398
5- ابيات ابن بقي في القلائد: 281
6- زاد المسافر: 71 وهي في المعجب : 335 منسوبة لابن البني ؛ وانظر الشريشي 1 : 185 .
7- زاد المسافر : يختل.
8- زاد المسافر:71
9- م: المناقب .
10- هو أبو محمد عبد الله بن يحيى الحضرمي ابن صاحب الصلاة ويعرف بعبدون من أهل دانية وسكن شاطية وتوفي ببلنسية ( – 078 ) وترجمته في التحفة : 68 والتكملة رقم : 1402.
11- هو أحمد بن محمد بن على الأموي ويكنى أبا جعفر ويعرف بابن بر طال ، كان من أهل الخير و الانقباض والعفة والوقار يتكسب بصناعة التوثيق ثم أصبح قاضيا
لغرناطة وإماماً بمسجدها الأعظم حتى عام 741 وتوني بمالقة سنة 750 ( انظر ترجمته وشعره في الإحاطة 1 : 177 – 179).
12- سقط البيت من م .
13- ديوانه : 173.
14- ديوانه : 150.
15- انظر ترجمته في المغرب 1: 365
16- مرت الأبيات ص: 292 .
17- انظر ترجمته في المغرب 1: 369 واختصار القدح:157 وبنية الوعاة : 185 والبيتان في المغرب والقدح .
18- المغرب 1 : 369 وفيه " القلمندر ".
19- ترجمته في الجذوة : 381 ( وبغية الملتمس رقم:1562 ) ؛ والأبيات التي أوردت هنا ذكر صاحب المطرب ( 184 ) أنها لعل بن إسماعيل الأشبوني وأخذها ابن سباخ و ادعاها لنفسه.
20- ترجمة الكميت في الجذوة: 314 ( وبقية الملتمس رقم: 1215) وهو الكميت بن الحسن أبو بكر من شعراء عماد الدولة ابن مرد بسرقسطة ؛ وانظر المغرب 1 : 370
21- الشعر في الذخيرة ( 2 : 307 ) والمغرب 1 : 370 وانظر ما تقدم من: 403.
22- مرت هذه الأبيات من : 293 وانظر المطرب : 182.
23- لم يرد البيت في ترجمة ابن عبدون في المغرب (1: 374) وإنما أورده صاحب المطرب : 180.