اساسيات الاعلام
الاعلام
اللغة الاعلامية
اخلاقيات الاعلام
اقتصاديات الاعلام
التربية الاعلامية
الادارة والتخطيط الاعلامي
الاعلام المتخصص
الاعلام الدولي
رأي عام
الدعاية والحرب النفسية
التصوير
المعلوماتية
الإخراج
الإخراج الاذاعي والتلفزيوني
الإخراج الصحفي
مناهج البحث الاعلامي
وسائل الاتصال الجماهيري
علم النفس الاعلامي
مصطلحات أعلامية
الإعلان
السمعية والمرئية
التلفزيون
الاذاعة
اعداد وتقديم البرامج
الاستديو
الدراما
صوت والقاء
تحرير اذاعي
تقنيات اذاعية وتلفزيونية
صحافة اذاعية
فن المقابلة
فن المراسلة
سيناريو
اعلام جديد
الخبر الاذاعي
الصحافة
الصحف
المجلات
وكالات الاخبار
التحرير الصحفي
فن الخبر
التقرير الصحفي
التحرير
تاريخ الصحافة
الصحافة الالكترونية
المقال الصحفي
التحقيقات الصحفية
صحافة عربية
العلاقات العامة
العلاقات العامة
استراتيجيات العلاقات العامة وبرامجها
التطبيقات الميدانية للعلاقات العامة
العلاقات العامة التسويقية
العلاقات العامة الدولية
العلاقات العامة النوعية
العلاقات العامة الرقمية
الكتابة للعلاقات العامة
حملات العلاقات العامة
ادارة العلاقات العامة
طرق مشروعة للحصول على الخبر
المؤلف: د. عبد اللطيف حمزة
المصدر: المدخل في فن التحرير الصحفي
الجزء والصفحة: ص 60-64
2023-05-17
1018
طرق مشروعة للحصول على الخبر
قبل أن ندع الكلام عن كيفية الحصول على الاخبار، ينبغي أن نشير إشارة عابرة إلى بعض الطرق التي يعمد إليها المخبر الصحفي في الحصول على الاخبار، وذلك فيما خلا الطريقة المعتادة التي منها الذهاب إلى المصالح الحكومية المختلفة، أو أقسام البوليس، أو المحافظات والمديريات، والمحاكم والمدارس، والمعاهد والجامعات، ونحوها.
ويستطيع المخبر الصحفي أن يحصل على أهم الاخبار من المصادر الهامة بطرق سليمة لا تخرج في مجموعها عن طريقة "العلاقات" أو "الصداقات" التي ينشئها المخبر بين حين وآخر مع الشخصيات التي تعتبر مصادر هامة للأنباء.
وهنا يجب على المخبر اللبق أن يدرس ميول الشخص الذي هو مصدر الخبر، وعلى أساس متين من هذه الدراسة يستطيع أن يتقرب منه، وأن يبذل أقصى جهده في مجاملته وملاطفته، وإذا لزم الامر أن يقدم إليه الهدايا والالطاف فليفعل، فإن الهدية في هذه الحالة لا تعتبر نوعاً من الرشوة. أو هي على الاصح رشوة بيضاء لا تحمل غير معنى المجاملة التي يأنس الناس إليها.
ومن طرق الحصول على الخبر فيما عدا (الصداقة( طريق آخر، هو ما يسمى الإيهام بالمعرفة، وكثيراً ما تجوز هذه الحيلة على مصدر الخبر، فيتساهل في التصريح به ما دام هذا الخبر قد أصبح معلوماً لكثيرين من الناس، كما أوهمه المخبر بذلك.
وهناك طرق أخرى كثيرة لا تخفى على ذكاء المتمرنين، ولا مجال هنا لسرد هذه الطرق أو الإلمام بها أو نقدها والحكم عليها.
وإليك مثلين منهما: أحدهما على طريقة الإيهام بالمعرفة، والثاني على طريقة الصداقة وإنشاء العلاقات الخاصة بمصدر النبأ:
المثل الاول (وهو مثل على الإيهام بالمعرفة) (1)
حكى أحد الصحفيين الانجليز عن نفسه قال:
إنه كان جالسا في مقهى من مقاهي الإسكندرية على شاطئ البحر، وتصادف أن جلس معه على نفس المائدة أحد كبار تجار الثغر المعروفين، وجرى الحديث بينهما في أمور عدة أشار التاجر الكبير في بعضها عن غير قصد إلى إلحاح الخديوي إسماعيل في بيع نصيب مصر من أسهم قناة السويس وإلى أن هذا التاجر الكبير يتمنى لنفسه أن يربح هذه الصفقة. وهنا تغير لون الصحفي الإنجليزي وأحس كأنه جالس على برميل من البارود على حد تعبيره ولكن المهنة الصحفية أوجبت عليه في هذه اللحظة أن يتماسك أو يتظاهر بالثبات التام، كما أوجبت عليه المهنة كذلك أن يلجأ إلى طريقة الإيهام بالمعرفة.
فأوهم التاجر الكبير أنه على علم بهذا السر الخطير، وهنا اطمأن التاجر إلى أنه لا يذيع سراً من الاسرار، وأفاض في الحديث عن أسهم القناة، ثم ما كاد التاجر يغادر المكان حتى أسرع الصحفي الانجليزي إلى مكاتب البرق، وأرسل برقية إلى دزرائيلي رئيس الوزراء البريطانية حينذاك، وما كان من دزرائيلي هذا إلا أن اتصل من فوره بآل روتشلد وهم من كبار رجال المال في انجلترا وطلب منهم المال اللازم لشراء أسهم القناة. ولم ينتظر دزرائيلي ريثما يحصل على إذن بهذا المال من مجلس الوزراء، أو مجلس العموم، أو من الجالس على عرش انجلترا إذ ذاك.
المثل الثاني: )وهو مثل على استخدام الصداقة)
هو حادثة جرت للأستاذ مصطفى أمين حكاها عن نفسه قال:
إنه كان بلندن في الوقت الذي دارت فيه مفاوضات )صدقي - بيفن) وقد تم الاتفاق بينهما على نصوص معينة، غير أن مستر بيفن اشترط أن تبقى هذه النصوص سراً من الاسرار فلا تنشر إلا بإذنه في الوقت الذي يحدده هو، وإذ ذاك ساقت الظروف مصطفى أمين فتعرف إلى سيدة اتضح أنها تعمل في مكتب مستر بيفن، وبطريقة غير مباشرة علم مصطفى أمين بأن هذه السيدة هي التي كتبت على الآلة الكاتبة نصوص الاتفاق، فدعاها مصطفى أمين مراراً للجلوس معه في مقهى من مقاهي العاصمة، ولاحظ في كل مرة يجلس إليها أن هذه السيدة تنتظر قطع السكر التي يقدمها المقهى وتمسك بيدها هذه القطع باحتراس تام واهتمام وتدسها في حقيبة يدها )شنطتها( بخفة وعجلة، إذ ذاك أحضر مصطفى أمين في اليوم التالي كل تموينه من السكر وأسلمه إلى هذه السيدة العظيمة ففرحت به فرح اً عظيماً.
ونظرت إليه على أنه أعظم هدية لأطفالها الصغار الذين لا يكفيهم تموينهم من السكر الذي يوزع عليهم بالبطاقة.
ومن ذلك الوقت نشأت صداقة متينة بين مصطفى أمين وهذه السيدة، وعن طريق هذه الصداقة استطاع مصطفى أمين أن يحصل على ورق الكربون الذي كتبت عليه نصوص الاتفاق وما لبثت هذه النصوص أن نشرت في بعض الصحف الصادرة في مصر، وفوجئ بها )مستر بيفن) كما فوجئ بها رئيس الوزارة المصرية إذ ذاك إسماعيل صدقي.
إلا أننا نحرص الحرص كله هنا على القول بأن الحصول على الاخبار يجب ألا يضطر المخبر الصحفي بحال من الاحوال إلى سلوك الطرق غير الشريفة، كالسرقة والتساهل في العرض، وخراب الذمم، والتضليل، والغش، ونحو ذلك من الامور الضارة بالسمعة والشرف، فليكن معلوماً أن الصحافة شيء، والجاسوسية شيء آخر، والصحفي الشريف ليس جاسوساً للمجتمع ولا للدولة، ولا ينبغي لاحد أن يطالبه بشيء من ذلك، وبهذا ننفي عن الصحافة كل عمل يشينها أو يسئ إلى كرامة المشتغلين بها.
على أنه لا مناص من القول بأن الوسائل الميكيافلية التي تقول: "بأن الغاية تبرر الواسطة" لا تجوز مع المخبر الصحافي إلا في حالات شاذة كأوقات الحرب مع دولة أجنبية، وظروف الاحتلال الاجنبي الذي ينشب أظفاره في الامة، ففي مثل هذه الأحوال يجوز للمخبر الصحفي أن يلجأ إلى طرق يخدع بها العدو الاجنبي، ويحاول أن يتغفله ليحصل من أتباعه على الاخبار ذات الصلة الوثيقة بسلامة الوطن(2) وذلك كله على القاعدة القائلة (الحرب خدعة(.
وتاريخ الصحافة المصرية يحفظ لنا مثلا من أقوى الامثلة على ذلك وهو:
قضية التلغرافات:
وهي القضية التي تعرضت لها صحيفة المؤيد، وخرج بها السيد علي يوسف بطلا من أبطال الصحافة المصرية، وزعيماً من زعماء الشعب المصري.
وخلاصة هذه القضية أنه في مايو سنة 1896 أصدرت نظارة الحربية أمراً بعدم إمداد المؤيد بأية معلومات عن الحملة المصرية علي دنقلة، مع السماح في الوقت نفسه بهذه المعلومات للصحف الموالية للاحتلال البريطاني يومئذ، ومنها جريدة المقطم، وبذلك تفقد المؤيد التي هي جريدة الشعب المصري قيمتها الإخبارية، ويفضى بها الحرمان من الاخبار إلى الموت الابدي.
ومعنى هذا وذاك أن الامر أصبح مكيدة مدبرة، ومؤامرة منظمة ضد الشعب المصري، والصحافة المصرية، وهكذا تحولت المسألة يومئذ إلى مسألة عداء بين سلطة قوية قاهرة هي سلطة الاحتلال البريطاني، وشعب أعزل من السلاح هو الشعب المصري.
في مثل هذه الظروف وحدها يباح للصحفي الوطني أن يحصل على الخبر بطريقة أو بأخرى من الطرق الغامضة، وهذا ما فعله السيد علي يوسف صاحب جريدة المؤيد، فقد اتهم بأنه اتصل في الخفاء بمواطن من أقباط مصر هو "توفيق أفندي كيرلس" الموظف بمكتب بريد الازبكية وهو المكتب الذي كان يتلقى البرقيات الخاصة بالحملة المصرية علي دنقلة واتفق معه على الوصول إلى هذه البرقيات الخاصة بالحملة، وعبثاً حاول القضاء المصري بعد ذلك إثبات الصلة بين السيد علي يوسف وتوفيق أفندي كيرلس، وأكثر من ذلك رأينا هذا الاخير يعترف في المحكمة بأن المعتمد البريطاني هو الذي حمله على الاعتراف بهذه الصلة، وسلك سبيل العنف والضغط عليه في الاعتراف بها، والحقيقة أنه لا صلة بينه وبين السيد علي يوسف، وإزاء هذا الاعتراف الصريح حكمت المحكمة ببراءة السيد علي يوسف، وخرج السيد إذ ذاك محمولاً على الاعناق، والشعب يهتف بحياته وحياة المؤيد، وبقى أمر الحصول على هذه التلغرافات سراً لا يعرفه أحد من رجال الوكالة البريطانية إلى اليوم.
فذلك ظرف من الظروف التي يضطر فيها الصحفي إلى سلوك الطرق الغامضة، ومنها طريق الرشوة بالمال على سبيل المثال، ذلك أن الصحيفة والامة معها في مثل هذه الحال تعتبر نفسها في حرب، والحرب خدعة. وظروف التآمر على سلامة الوطن، أو إماتة الروح الوطني في أهله، تبيح للصحف يومئذ سلوك جميع الطرق التي من شأنها إحباط المؤامرة.
________________________
(2) ارجع إلى كتاب أزمة الضمير الصحفي ص 159 - 162 .
(1) راجع كتاب أزمة الضمير الصحفي للمؤلف ص 160 و 161.