1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

اساسيات الاعلام

الاعلام

اللغة الاعلامية

اخلاقيات الاعلام

اقتصاديات الاعلام

التربية الاعلامية

الادارة والتخطيط الاعلامي

الاعلام المتخصص

الاعلام الدولي

رأي عام

الدعاية والحرب النفسية

التصوير

المعلوماتية

الإخراج

الإخراج الاذاعي والتلفزيوني

الإخراج الصحفي

مناهج البحث الاعلامي

وسائل الاتصال الجماهيري

علم النفس الاعلامي

مصطلحات أعلامية

الإعلان

السمعية والمرئية

التلفزيون

الاذاعة

اعداد وتقديم البرامج

الاستديو

الدراما

صوت والقاء

تحرير اذاعي

تقنيات اذاعية وتلفزيونية

صحافة اذاعية

فن المقابلة

فن المراسلة

سيناريو

اعلام جديد

الخبر الاذاعي

الصحافة

الصحف

المجلات

وكالات الاخبار

التحرير الصحفي

فن الخبر

التقرير الصحفي

التحرير

تاريخ الصحافة

الصحافة الالكترونية

المقال الصحفي

التحقيقات الصحفية

صحافة عربية

العلاقات العامة

العلاقات العامة

استراتيجيات العلاقات العامة وبرامجها

التطبيقات الميدانية للعلاقات العامة

العلاقات العامة التسويقية

العلاقات العامة الدولية

العلاقات العامة النوعية

العلاقات العامة الرقمية

الكتابة للعلاقات العامة

حملات العلاقات العامة

ادارة العلاقات العامة

الاعلام : اساسيات الاعلام : رأي عام :

نشأة الرأي العام في مصر

المؤلف:  د. عبد اللطيف حمزة

المصدر:  المدخل في فن التحرير الصحفي

الجزء والصفحة:  ص 37-42

2023-05-16

1008

نشأة الرأي العام في مصر

الدوافع التي دفعت إلى ظهور الرأي العام، ولخصنا هذه الدوافع في خمسة دوافع وهي:

1. التدخل الاجنبي في مصر.

2 . استبداد الحكم المصري منذ تولى محمد علي هذا الحكم.

3 . الازمة التي وقعت بين الخديوي إسماعيل والباب العالي.

4 . ظهور الدستور العثماني سنة 1876.

5 . ازدياد الحركة الفكرية في مصر بظهور السيد جمال الدين الافغاني.

فلقد كان من آثار هذه الدوافع الخمسة ظهور المحاكم المختلطة، وإقرار الامتيازات الاجنبية، وظهور صندوق الدين، والمراقبة الثنائية، ثم الوزارة الاوربية، والإكثار من استخدام الاجانب في مصر، وفساد القضاء المصري، وظهور السخرة التي عانى منها الفلاح كثيراً، وفداحة الضرائب التي أثقلت كاهل هذا الفلاح، وظهور إسماعيل بمظهر الرجل المسرف إلى الحد الذي أضر بسمعة البلاد المالية والاخلاقية، وبداية الرغبة الملحة من جانب المصريين في أن يمنحوا الدستور الذي منحه عبد الحميد للشعب التركي، وأخيراً ظهور جمال الدين الافغاني فجأة على مسرح السياسة المصرية، ونشاط هذا الرجل في إيقاظ المصريين من سباتهم، وحثهم على المطالبة بحقوقهم، واسترداد الحرية التي لهم.

الحركات الشعبية التي كانت مظهراً للرأي العام أو صدى له، وأشرنا إلى أن هذه الحركات كانت تظهر أحياناً على شكل صحافة أهلية، وأحياناً على شكل جمعيات علنية، وأحياناً على شكل جمعيات سرية.

ولا بأس هنا من الإشارة إلى بعض هذه الجمعيات الاخيرة التي لم نتحدث عنها في الماضي لندل بهذا الحديث على أن هذه المنظمات السرية كانت كالصحافة العلنية قادرة على تطوير الامة والانتقال بها من حال إلى أخرى أفضل منها، ومن تلك الجمعيات على سبيل المثال:

أولاً: الجمعية السرية للضباط:

وهي  اولى الجمعيات السرية في مصر: ظهرت عام 1867 م وكان رئيسها فتى يقال له "علي الروبي" وانضم إليها فيما بعد رجال من أهمهم: أحمد عرابي، علي فتحي، وعبد العال حلمي، وغيرهم. وقد اعتادت الجمعية السرية إذ ذاك أن تسند ظهرها إلى شخصية من الشخصيات المرموقة، ولذا رأينا هذه الجمعية السرية التي نتحدث عنها الآن تحاول التقرب من الأمير حليم وهو الابن الوحيد الباقي من أبناء محمد علي الكبير وكان مرشحاً لتولي العرش  بعد إسماعيل، لولا سعى هذا الاخير في تغيير نظام الوراثة على نحو ما هو معروف في التاريخ المصري.

وقد وصلت أنباء هذه الجمعية وأنباء الامير حليم إلى مسامع الخديوي إسماعيل، فعمل على نفي حليم من مصر، وإبعاده إلى القسطنطينية، فتم إبعاد هذا الامير قبل أن يتمكن من إشعال ثورة دبرها مع أعضاء هذه الجمعية السرية، كان الغرض منها قتل الخديوي إسماعيل، وكان الامير حليم قد مهد لهذه الثورة (بعريضة) قدمها إلى الخديوي إسماعيل مطالباً إياه فيها ببعض الإصلاحات الاقتصادية التي ترمي إلى التخفيف من عبء الضرائب عن كاهل الفلاح، ولم يكن من اليسير على إسماعيل أن يقوم بإصلاح كهذا في وقت كان فيه غارقاً في ديونه، ممعناً في إسرافه وملذاته.

وأخيراً أعلنت هذه الجمعية السرية عن نفسها، وكان ذلك في عام 1879 وأطلقت على نفسها يومئذ اسم "الحزب الوطني"، وهو بطبيعة الحال غير الحزب الوطني المنسوب إلى مصطفى كامل، ومهما يكن من شيء فتلك هي المرة الاولى التي سمع فيها صوت يدافع عن "الفلاح" في مصر، وفي المرات التالية تابع المصلحون ترديد هذا الصوت، إلى أن كان عهد الثورة العربية التي دافعت عن مصالح الفلاح، وسمي زعيمها أحمد عرابي إذ ذاك "بزعيم الفلاحين".

وكان من أعضاء الحزب الوطني يومذاك شريف باشا، وشاهين باشا وعمر لطفي باشا، وراغب باشا، ومحمد سلطان باشا، وآخرون.

وكانت هذه الهيئة في الواقع صدى لظهور المعارضة في داخل مجلس النواب واحتجاج المجلس على المشروع المالي الذي أعدته حكومة رياض لتعلن به على الملأ أنها في حالة إفلاس، وإذ ذاك رأي المستنيرون في هذا المشروع امتهاناً لكرامة الامة، وكرامة الحكومة، وكرامة النوب، واجتمعوا بدار السيد البكري نقيب الاشراف، وفكروا في تسوية مالية يمحون بها عار الإفلاس ويعلنون فيها أن البلاد قادرة على الوفاء بديونها، وانتهزوا الفرصة يومئذ للمطالبة بتأليف وزارة وطنية لا يشترك فيها الوزيران الاوربيان، على أن تكون هذه الوزارة القومية مسئولة أمام مجلس النواب(1).

ثانياً: جمعية مصر الفتاة:

نشأت هذه الجمعية في مدينة "لإسكندرية" عام 1879 . ولئن كان قوام الجمعية السابقة ضباطا من الجيش المصري، فقد كان قوام هذه الجمعية نفراً من الشبان المثقفين الذين أطلقوا على جمعيتهم اسم  )مصر الفتاة(.

ولم تهدنا الوثائق حتى الآن إلى معرفة زعيم هذه الجمعية، ولكنها تهدي إلى بعض الاعضاء المنضمين إليها، ومن هؤلاء محمد أمين  )نائباً للرئيس(، ومحمود واصف (سكرتيراً) وعبد الله النديم، وأديب إسحق وسليم النقاش  )أعضاء(.

ثم حدث بتأثير عبد الله النديم أن تغير اسم هذه الجمعية من "مصر الفتاة"  إلى "الجمعية الخيرية الإسلامية"، وهي غير الجمعية الخيرية المعروفة في مصر في أيامنا هذه، ومن ذلك الحين خرجت هذه الجمعية من السر إلى العلن، وكانت هذه الجمعية أيضاً قد أعدت لنفسها صحيفة تتحدث بلسانها، واسم هذه الصحيفة "مصر الفتاة"  التي ظهرت في أواخر عام 1879 ، وبعد صدورها بعام واحد تولى رياسة تحريرها أديب إسحق، وكان النديم يشاركه في تحريرها.

وهكذا تكاملت لهذه الجماعة هي الاخرى مقومات الحزب السياسي، ثم ما كاد توفيق يجلس على عرش مصر حتى بادرت الجماعة فقدمت إليه (عريضة) ضمنتها مقترحاتها في الإصلاح، ورفعتها إليه يومئذ باسم )اتحاد الشبيبة المصرية).

وكانت هذه العريضة تدل دلالة صريحة على مبلغ الثقافة التي تمتع بها الاعضاء، فقد شرح هؤلاء الاعضاء في مقترحاتهم الحالة الاجتماعية، والحالة الاقتصادية التي عليها البلاد، ووصفوا بإسهاب سوء حالة الفلاح، وأشاروا إلى عيوب القضاء، وإلى فساد الإدارة ونحو ذلك، وأرجعت )العريضة) سوء الحالة إلى أسباب أربعة هي:

اولا: صر السلطة كلها في يد شخص واحد.

ثانياً:  الحاجة إلى قانون ينظم العلاقة بين الحاكم والمحكوم.

ثالثاً: فساد القضاء المصري.

رابعاً: انحطاط التعليم والحاجة إلى العناية الكافية بشئونه.

وقيل إن رئيس هذه الجماعة هو عمر باشا لطفي محافظ الإسكندرية ومن أعضائها يومئذ السيد إبراهيم أبو هيف، والسيد إبراهيم مسعود بك، والسيد محمد شوباش بك، والسيد عبد القادر الغرياني.

وفي عام 1880 وقف نشاط هذه الجمعية في مصر. ويبدو أن من أسباب ذلك انضمام أكثر أعضائها يومئذ إلى الحزب الوطني الذي تقدم ذكره.

ثالثاً: الجمعية السرية المنسوبة إلى عباس حلمي الثاني:

شعر عباس بأنه في حاجة شدة إلى الاستعانة على السلطات الإنجليزية بقوة الشعب المصري، وقوة المثقفين فيه خاصة، لكي يقوموا بتنظيم حركة وطنية، فأوعز إلى مصطفى كامل بعد عودته من فرنسا بتأليف هذه الجمعية، فتألفت منه ومن: أحمد شفيق باشا صاحب كتاب "مذكراتي في نصف قرن" وآخرين من المصريين والفرنسيين الذي كان يعنيهم أن يشتركوا في مقاومة النفوذ الإنجليزي.

وحين علم الخديو عباس بعد ذلك بوجود جمعية سرية غرضها تحرير مصر يرأسها أحمد لطفي السيد، ومن أعضائها عبد العزيز فهمي، وأحمد طلعت، وعبد الحليم حلمي، وعلي بهجت، طلب إلى مصطفى كامل أن يفاوض أحمد لطفي السيد في شأن انضمامه ومن معه إلى الخديو وجماعته ليؤلف الجميع حزباً وطنياً برياسة الخديوي، فأجابه أحمد لطفي السيد إلى ذلك، واجتمع هذا الاخير بمصطفى كامل في منزل محمد فريد، وتم لهم تأليف الحزب الوطني على النحو الذي أراده الخديو عباس إذ ذاك.

رابعاً: جمعية المودة السرية لضباط الجيش:

مرة أخرى عمد ضباط الجيش المصري في وادي حلفا وسواكن إلى إنشاء جمعية سرية، وذلك بعد حادث مشهور في التاريخ المصري الحديث باسم )حادث الحدود(، فقد كان، الخديو عباس في زيارة للسودان فاستعرض إحدى فرق الجيش هناك، وأبدى بعض الملاحظات في أثناء الاستعراض، فأحدثت هذه الملاحظات أزمة كبيرة تدخلت فيها بريطانيا واضطرت الخديو إلى سحب ملاحظاته، وأحدث ذلك امتعاضاً في نفوس الضباط المصريين في السودان؛ فأرادوا تأليف هذه الجمعية السرية عام 1894 وكانت تهدف إلى إرسال التقارير السرية إلى الخديو عن جميع الحركات التي يقوم بها الدراويش في منطقة وادي حلفا وسواكن وتقارير عن حركات الضباط الإنجليز وأعمالهم هناك.

خامساً: جمعية المقاصد الخيرية:

هي هيئة شعبية لم تكن في الواقع على شكل جماعة سرية، وكان من أعضائها الشيخ محمد عبده، وكان من عملها الانغماس في أمور السياسة، واجتماع الاعضاء من حين لآخر للخطابة، والتداول في أمور كثيرة، وتكوين رأي عام في كل أمر من هذه الأمور على حدة، وذلك للمجاهرة أو المطالبة به في الوقت المناسب. وقد اجتمعت هذه الجمعية في 17 فبراير 1882 للتصديق على المشروع الاساسي لمجلس النواب وخطب الشيخ محمد عبده خطبة بليغة في ذلك الاجتماع(2).

وبعد، فليس من شك في أن جميع هذه المنظمات السرية والعلنية تدلنا دلالة قوية على وجود ما يسمى برأي عام ضد الفساد القائم في مصر في ذلك الوقت، وهو فساد سياسي واجتماعي وقضائي وإداري، ومن أسبابه القوية عدم العناية بأمر التعليم، والخضوع التام لسيطرة الاوربيين.

وقد رأينا كيف استتبع ظهور هذه الجمعيات على مسرح السياسة المصرية ظهور الاحزاب السياسية من جانب، وظهور الصحف الشعبية من جانب آخر.

وهكذا كان الشعور بسوء الحالة في مصر يظهر أولا ثم تظهر الصحف والأحزاب بعد ذلك، وقد أعان هذا كله على نضج الرأي العام في هذه البلاد؛ وهو الرأي الذي كان له الفضل في مقاومة الاستعمار الاوربي أكثر من سبعين عاماً، انحسر بعدها ظل الاحتلال البريطاني عن مصر، وتحررت في أثناء ذلك أكثر دول الشرق الادنى من هذا القيد(3).

__________________

(1) راجع كتاب "أدب المقالة الصحفية في مصر" جزء 2 للمؤلف ص 16

(2) انظر المرجع المتقدم من 17 و 18 .

(3) يلاحظ القارئ أن موضوع "نشأة الرأي العام في مصر" في هذا البحث مكمل لموضوع "نشأة الرأي العام في مصر" أيضاً في الجزء الاول من مؤلفنا "أدب المقالة الصحفية في مصر".

 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي