1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : المراهقة والشباب :

حول مشاعر الشاب

المؤلف:  الشيخ محمد تقي فلسفي

المصدر:  الشاب بين العقل والمعرفة

الجزء والصفحة:  ج1 ص203 ــ 206

2023-05-13

1592

قال الله تبارك وتعالى في محكم كتابه: {وَإِنَّ كَثِيرًا لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ} [الأنعام: 119].

مع دخول الإنسان مرحلة البلوغ وهي مرحلة انقلابية تبدأ مشاعره وأحاسيسه تتبلور في ذاته في نفس الوقت الذي تبدأ فيه عظامه وعضلاته وسائر أعضاء جسمه بالنمو السريع ، وتتغير أخلاقه وطباعه كلياً .

رغبات جامحة :

إن البلوغ مرحلة تأتي لتربك صفوة الطفولة وبراءتها وتهيج الإنسان وتخلق فيه رغبات جامحة، كما أنه خلل يعيب التوازن الطبيعي الذي كان قائماً قبل البلوغ بين جسم الطفل وروحه ، وتبدأ كافة حركاته وسكناته وتصرفاته وأقواله تتغير نتيجة حساسية شديدة.

أزمات عصبية :

«كلنا وقف عند هذه الحالة بشكل أو بآخر وهي أن الفتيان والفتيات يصبحون خلال مرحلة البلوغ أكثر تأثراً من الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم العشر سنوات. فكلمة واحدة أو إشارة واحدة أو حتى حركة واحدة تكفي لإثارتهم وتهييج مشاعرهم. ينفعلون بسرعة دون أي سبب، الفتيات منهم يصبن أثناء البلوغ بأزمة ضحك دون مبرر تصحبها توترات وأزمات عصبية. وعندما تبرز مثل هذه الحالات فإنها تؤدي إلى إرباك حركات وتصرفات الفتيان والفتيات وتشل نشاطهم الفكري وتحد من نشاطهم الثقافي».

وكلما ازدادت حدة الهيجانات كلما تعددت التأثيرات والانفعالات في نفوس البالغين، فالعصبية والنفور تحل محل غضب لأطفال والرأفة والرحمة تحلان محل رقة الطفولة ، حتى ان بعض حالات المحبة تشتمل على حالتي الفرح والحزن معاً» .

حالة الملنخوليا(1):

«إن حالة الملنخوليا التي لا تظهر أعراضها على الأطفال أبداً هي نتيجة الهيجانات التي تشتمل على حالتي الفرح والحزن معاً، وهي تظهر في الـ15 من العمر، وهذه الحالة تظهر نتيجة حزن غير مبرر أو تعب وإرهاق بسيط أو انتظار مصحوب بقلق، وكل ذلك قد يشكل أموراً تخفف عن الفتيان الضغوط النفسية التي يعانون منها إلى حد ما» .

«إن التغييرات التي تطرأ على حالات الانفعال لدى الإنسان هي نتيجة نظام جديد يطرأ على الأجهزة الهورمونية وجهاز الأعصاب لدى الإنسان، كما لو أن جسم الإنسان قد وضع جهازاً جديدا أكثر حساسية في مواجهة الانفعالات الجديدة التي لم يكن يعرفها أو يدركها عندما كان هذا الجهاز خامداً دون عمل»(2) .

إن المشاعر الحادة والرغبات التي تبرز بشكل طبيعي خلال مرحلة الشباب هي دون شك من صنع مدبر الكون وخالقه سبحانه وتعالى ، ومن المؤكد أن لها دورها المؤثر في سعادة الإنسان .

القوة الدافعة للإنسان:

إن مرحلة الشباب هي مرحلة وضع أساس الحياة لبقية عمر الإنسان، والمشاعر الحادة وغير المستقرة التي تبرز خلال هذه المرحلة تشكل دافعاً لتحركهم ونشاطاتهم، فهم أي الشباب يقدمون على الكثير من الأعمال وغالباً ما تكون غير مدروسة، ويواجهون ردود أفعال مختلفة عليها ، وكل ردة فعل تزيدهم تجربة وتعزز من قوة إدراكهم وترسم لهم النهج القويم للحياة.

«وسرعان ما تتولد ردة فعل لدى الشاب نتيجة ازدياد الانفعالات وطغيان المشاعر، تدفعه إلى السيطرة على مشاعره وكبح انفعالاته. وكلما تعرض الشاب البالغ حديثاً لسيل من الانفعالات القوية والمختلفة ، كلما قويت المناعة عنده وعظمت إرادته»(3) .

ثروات ثمينة:

إن المشاعر الحماسية والعواطف الجياشة تعتبر من الثروات الثمينة لمرحلة الشباب وهذه المشاعر والعواطف تبدأ خلال مرحلة البلوغ والشباب بتحريك الاستعدادات الكامنة بشكل طبيعي في نفوس البشر.

بروز الاستعدادات :

فالطفل لا يعرف قيمة نفسه كإنسان ولا يعرف قيمة الثروات المعنوية الكامنة فيه قبل دخول مرحلة البلوغ، لكنه ما أن يبلغ حتى تتفتح عواطفه ومشاعره وتولد في نفسه رغبات مختلفة تدفعه نحو التحرك وتزيد من نشاطه وفعاليته، ومن هنا تبرز الاستعدادات الكامنة الواحدة تلو الاخرى.

اهتزاز العواطف:

«إن العواطف هي عبارة عن ثروة حقيقية لروح الشباب، فهي ضعيفة ومحدودة عند الأطفال ، بينما نرى قوة التجسّم والتخيل لدى الشاب أكبر بكثير، ولهذا فإن أي اهتزاز في عواطفه قد تنجم عنه عواطف مرهفة» .

«وخلال هذه المرحلة يشهد الإنسان تجديداً في مشاعره وعواطفه ، فعواطفه تجاه نفسه ووالديه تتلون بلون آخر، وميوله العادية تتفتح وتنضج، إضافة إلى بروز مشاعر أخرى كالحب والبغض، الإعجاب والتحقير، حب الوطن، أو مشاعر أسمى من ذلك كحب الجمال وغير ذلك من المشاعر الأخلاقية والدينية»(4) .

____________________________________

(1) الملنخوليا: ويقال ماخول وماخوليا ومالنخ وملانكولي وماليخوليا، وهو مرض سوداوي يصيب الدماغ ويودي بالإنسان إلى الغوص في عالم الخيال والتشاؤم وعدم الاكتراث، وأحياناً إلى الانتحار إذا ما اشتد المرض.

(2) جه ميدانم ؟ (ماذا أعرف ؟) ، البلوغ،ص46.

(3) جه ميدانم ؟ (ماذا أعرف ؟) ، البلوغ،ص47.

(4) جه ميدانم ؟ (ماذا أعرف؟) ، البلوغ، ص50. 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي