x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
انتهاء مرحلة الطفولة
المؤلف: الشيخ محمد تقي فلسفي
المصدر: الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة: ج1 ص94 ــ 97
2023-05-06
1225
إن التغييرات الأساسية التي ترافق مرحلة البلوغ تأتي لتنهي عهد الطفولة وتأخذ بيد الفتى الذي تبدأ عظامه وعضلاته وسائر أعضاء جسمه بالنمو السريع لتصنع منه رجلاً مكتملاً ، ولا يمضي وقت طويل حتى تظهر عليه جميع علامات الرجل الكامل.
وإلى جانب هذه التغييرات والنمو السريع للجسم تظهر عوارض اخرى على جسم الفتى نتيجة البلوغ.
(يبدأ الأولاد بالتعرف على أشياء جديدة ، وتبدأ حبيبات سوداوية اللون تظهر على وجههم وخاصة في أطراف الأنف وعلى الخدين والكتفين مما يزيد من قلقهم واضطرابهم ، وعندما تبدأ الغدد الدهنية بإفرازاتها الغزيرة وتسد بعض المسامات تظهر حبيبات كثيرة على الوجه وهي ما تعرف في عالم الشباب بحب الشباب ، وهذه الحبيبات ليس لها أي ضرر سوى أنها تشعر الشباب بالخجل وخيبة الأمل».
«إن تغير الصوت الذي يظهر عاجلاً أم آجلاً على الإنسان حسب البيئة والمناخ اللذين يترعرع فيهما هو من الآثار التي تشمل جميع الناس خلال مرحلة البلوغ . فالحنجرة تتوسع وتصبح أكثر بروزاً أثناء البلوغ ، والأوتار الصوتية يزيد طولها إلى الضعفين، ويبدأ الصوت الذي كان رقيقاً وناعماً بالتضخم خلال أشهر معدودة ، ثم تنخفض شدة ضخامة الصوت نسبياً خلال عدة أسابيع لتصبح بمستوى صوت البالغ ، وآخر تغيير يطرأ على صوت الإنسان يكون قبل سن السابعة عشرة».
«كذلك الأمر بالنسبة لصوت المرأة ولكن بنسب غير محسوسة ، فإن صوتها الذي يصبح أكثر حدة وطلاقة يبدأ بالثبات والاستقرار في سن الخامسة عشرة تقريباً» .
إن نمو الشعر على وجه الصبيان هو من علامات البلوغ وأفول عهد الطفولة ، أما الصبايا فلا شعر ينمو على وجوههن ، وهذا ما يعتبر فرقاً كبيراً وواضحاً بين النساء والرجال . وقد أشار إلى ذلك الإمام الصادق (عليه السلام) موضحاً للمفضل مظاهر جمال المرأة وطراوتها ، حيث قال (عليه السلام): فإذا أدرك وكان ذكراً طلع الشعر في وجهه فكان ذلك علامة الذكر وعز الرجل الذي يخرج به من حد الصبي وشبه النساء وإن كانت أنثى يبقى وجهها نقياً من الشعر لتبقى لها البهجة والنضارة التي تحرك الرجال لما فيه دوام النسل وبقاؤه(1).
فقال المفضل : يا مولاي فقد رأيت من يبقى على حالته ولا ينبت الشعر في وجهه وإن بلغ حال الكبر فقال: ذلك بما قدمت أيديهم وإن الله ليس بظلام للعبيد(2) .
لقد أراد الإمام الصادق (عليه السلام) أن يفهم المفضل أن نمو الشعر على وجه الرجل هو سنة إلهية ضمن برنامج طبيعي، وإذا ما تعرقل مسير هذا البرنامج فلا بد أن يكون هناك مانع ، وهذا المانع إما أن يكون وراثياً وإما أن يكون ناجماً عن أعمال اقترفتها الأجيال السابقة فأتت نتائجها على الأجيال الحاضرة .
وتجدر الإشارة هنا إلى أن علماء الحياة يعتقدون بأن نمو العظام والعضلات والأعضاء الداخلية لجسم الفتى البالغ لا يعتبر من عوامل البلوغ فقط بن انه يستند أيضاً إلى الظروف الفردية والأسروية الطبيعية ، كما أن ظروف البيئة التي يعيش فيها الإنسان لها أثرها أيضاً على كيفية نموه. ونظراً إلى أن العوامل الخارجية للنمو ليست متساوية ومتشابهة لكل شخص وفي كل مكان ، فإن نمو جسم الفتيان البالغين يخضع لنظام خاص ، وهو يختلف عند الفتيان باختلاف ظروفهم وبيئاتهم.
«لقد أثبت غودن أن نمو الجسم لا يتبع أي نظام أو ترتيب . إن نمو الجسم عادة يتم بصورة تدريجية، وسرعة هذا النمو منوطة ليس فقط بالعوامل الشخصية للفرد بل بظروفه ومحيطه الخارجي ، ونذكر هنا على سبيل المثال أن معدل النمو في فصل الصيف أكثر من فصل الشتاء» .
وخلاصة القول: إن البلوغ هو العامل الأساسي للنمو السريع للعظام والعضلات وسائر الأعضاء الداخلية لجسم الإنسان ، والبلوغ هو الذي يجعل من الطفل الضعيف رجلاً كامل النمو قوياً .
مراتب التكامل:
إن القرآن الكريم شرح لنا مراتب التكامل لأبناء البشر مرتبة مرتبة حتى الحظة الأخيرة في رحم الأم ثم قال: {ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ} [غافر: 67].
وروي عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجز : {فلما بلغ أشده وآستوى} انه قال : أشده ثماني عشرة سنة وآستوى : إلتحى(3).
_____________________
(1) و (2) بحار الأنوار ج2، ص 19 و20.
(3) تفسير البرهان، ص499.