x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

النحو

اقسام الكلام

الكلام وما يتالف منه

الجمل وانواعها

اقسام الفعل وعلاماته

المعرب والمبني

أنواع الإعراب

علامات الاسم

الأسماء الستة

النكرة والمعرفة

الأفعال الخمسة

المثنى

جمع المذكر السالم

جمع المؤنث السالم

العلم

الضمائر

اسم الإشارة

الاسم الموصول

المعرف بـ (ال)

المبتدا والخبر

كان وأخواتها

المشبهات بـ(ليس)

كاد واخواتها (أفعال المقاربة)

إن وأخواتها

لا النافية للجنس

ظن وأخواتها

الافعال الناصبة لثلاثة مفاعيل

الأفعال الناصبة لمفعولين

الفاعل

نائب الفاعل

تعدي الفعل ولزومه

العامل والمعمول واشتغالهما

التنازع والاشتغال

المفعول المطلق

المفعول فيه

المفعول لأجله

المفعول به

المفعول معه

الاستثناء

الحال

التمييز

الحروف وأنواعها

الإضافة

المصدر وانواعه

اسم الفاعل

اسم المفعول

صيغة المبالغة

الصفة المشبهة بالفعل

اسم التفضيل

التعجب

أفعال المدح والذم

النعت (الصفة)

التوكيد

العطف

البدل

النداء

الاستفهام

الاستغاثة

الندبة

الترخيم

الاختصاص

الإغراء والتحذير

أسماء الأفعال وأسماء الأصوات

نون التوكيد

الممنوع من الصرف

الفعل المضارع وأحواله

القسم

أدوات الجزم

العدد

الحكاية

الشرط وجوابه

الصرف

موضوع علم الصرف وميدانه

تعريف علم الصرف

بين الصرف والنحو

فائدة علم الصرف

الميزان الصرفي

الفعل المجرد وأبوابه

الفعل المزيد وأبوابه

أحرف الزيادة ومعانيها (معاني صيغ الزيادة)

اسناد الفعل الى الضمائر

توكيد الفعل

تصريف الاسماء

الفعل المبني للمجهول

المقصور والممدود والمنقوص

جمع التكسير

المصادر وابنيتها

اسم الفاعل

صيغة المبالغة

اسم المفعول

الصفة المشبهة

اسم التفضيل

اسما الزمان والمكان

اسم المرة

اسم الآلة

اسم الهيئة

المصدر الميمي

النسب

التصغير

الابدال

الاعلال

الفعل الصحيح والمعتل

الفعل الجامد والمتصرف

الإمالة

الوقف

الادغام

القلب المكاني

الحذف

المدارس النحوية

النحو ونشأته

دوافع نشأة النحو العربي

اراء حول النحو العربي واصالته

النحو العربي و واضعه

أوائل النحويين

المدرسة البصرية

بيئة البصرة ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في البصرة وطابعه

أهم نحاة المدرسة البصرية

جهود علماء المدرسة البصرية

كتاب سيبويه

جهود الخليل بن احمد الفراهيدي

كتاب المقتضب - للمبرد

المدرسة الكوفية

بيئة الكوفة ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في الكوفة وطابعه

أهم نحاة المدرسة الكوفية

جهود علماء المدرسة الكوفية

جهود الكسائي

الفراء وكتاب (معاني القرآن)

الخلاف بين البصريين والكوفيين

الخلاف اسبابه ونتائجه

الخلاف في المصطلح

الخلاف في المنهج

الخلاف في المسائل النحوية

المدرسة البغدادية

بيئة بغداد ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في بغداد وطابعه

أهم نحاة المدرسة البغدادية

جهود علماء المدرسة البغدادية

المفصل للزمخشري

شرح الرضي على الكافية

جهود الزجاجي

جهود السيرافي

جهود ابن جني

جهود ابو البركات ابن الانباري

المدرسة المصرية

بيئة مصر ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو المصري وطابعه

أهم نحاة المدرسة المصرية

جهود علماء المدرسة المصرية

كتاب شرح الاشموني على الفية ابن مالك

جهود ابن هشام الانصاري

جهود السيوطي

شرح ابن عقيل لالفية ابن مالك

المدرسة الاندلسية

بيئة الاندلس ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في الاندلس وطابعه

أهم نحاة المدرسة الاندلسية

جهود علماء المدرسة الاندلسية

كتاب الرد على النحاة

جهود ابن مالك

اللغة العربية

لمحة عامة عن اللغة العربية

العربية الشمالية (العربية البائدة والعربية الباقية)

العربية الجنوبية (العربية اليمنية)

اللغة المشتركة (الفصحى)

فقه اللغة

مصطلح فقه اللغة ومفهومه

اهداف فقه اللغة وموضوعاته

بين فقه اللغة وعلم اللغة

جهود القدامى والمحدثين ومؤلفاتهم في فقه اللغة

جهود القدامى

جهود المحدثين

اللغة ونظريات نشأتها

حول اللغة ونظريات نشأتها

نظرية التوقيف والإلهام

نظرية التواضع والاصطلاح

نظرية التوفيق بين التوقيف والاصطلاح

نظرية محاكات أصوات الطبيعة

نظرية الغريزة والانفعال

نظرية محاكات الاصوات معانيها

نظرية الاستجابة الصوتية للحركات العضلية

نظريات تقسيم اللغات

تقسيم ماكس مولر

تقسيم شليجل

فصائل اللغات الجزرية (السامية - الحامية)

لمحة تاريخية عن اللغات الجزرية

موطن الساميين الاول

خصائص اللغات الجزرية المشتركة

اوجه الاختلاف في اللغات الجزرية

تقسيم اللغات السامية (المشجر السامي)

اللغات الشرقية

اللغات الغربية

اللهجات العربية

معنى اللهجة

اهمية دراسة اللهجات العربية

أشهر اللهجات العربية وخصائصها

كيف تتكون اللهجات

اللهجات الشاذة والقابها

خصائص اللغة العربية

الترادف

الاشتراك اللفظي

التضاد

الاشتقاق

مقدمة حول الاشتقاق

الاشتقاق الصغير

الاشتقاق الكبير

الاشتقاق الاكبر

اشتقاق الكبار - النحت

التعرب - الدخيل

الإعراب

مناسبة الحروف لمعانيها

صيغ اوزان العربية

الخط العربي

الخط العربي وأصله، اعجامه

الكتابة قبل الاسلام

الكتابة بعد الاسلام

عيوب الخط العربي ومحاولات اصلاحه

أصوات اللغة العربية

الأصوات اللغوية

جهود العرب القدامى في علم الصوت

اعضاء الجهاز النطقي

مخارج الاصوات العربية

صفات الاصوات العربية

المعاجم العربية

علم اللغة

مدخل إلى علم اللغة

ماهية علم اللغة

الجهود اللغوية عند العرب

الجهود اللغوية عند غير العرب

مناهج البحث في اللغة

المنهج الوصفي

المنهج التوليدي

المنهج النحوي

المنهج الصرفي

منهج الدلالة

منهج الدراسات الانسانية

منهج التشكيل الصوتي

علم اللغة والعلوم الأخرى

علم اللغة وعلم النفس

علم اللغة وعلم الاجتماع

علم اللغة والانثروبولوجيا

علم اللغة و الجغرافية

مستويات علم اللغة

المستوى الصوتي

المستوى الصرفي

المستوى الدلالي

المستوى النحوي

وظيفة اللغة

اللغة والكتابة

اللغة والكلام

تكون اللغات الانسانية

اللغة واللغات

اللهجات

اللغات المشتركة

القرابة اللغوية

احتكاك اللغات

قضايا لغوية أخرى

علم الدلالة

ماهية علم الدلالة وتعريفه

نشأة علم الدلالة

مفهوم الدلالة

جهود القدامى في الدراسات الدلالية

جهود الجاحظ

جهود الجرجاني

جهود الآمدي

جهود اخرى

جهود ابن جني

مقدمة حول جهود العرب

التطور الدلالي

ماهية التطور الدلالي

اسباب التطور الدلالي

تخصيص الدلالة

تعميم الدلالة

انتقال الدلالة

رقي الدلالة

انحطاط الدلالة

اسباب التغير الدلالي

التحول نحو المعاني المتضادة

الدال و المدلول

الدلالة والمجاز

تحليل المعنى

المشكلات الدلالية

ماهية المشكلات الدلالية

التضاد

المشترك اللفظي

غموض المعنى

تغير المعنى

قضايا دلالية اخرى

نظريات علم الدلالة الحديثة

نظرية السياق

نظرية الحقول الدلالية

النظرية التصورية

النظرية التحليلية

نظريات اخرى

النظرية الاشارية

مقدمة حول النظريات الدلالية

المفعول به

المؤلف:  ابن السراج النحوي

المصدر:  الأصول في النّحو

الجزء والصفحة:  ج1، ص:170-176

2023-04-22

886

المفعول به

قد تقدم قولنا في المفعول على الحقيقة أنه المصدر، ولما كانت هذه تكون على ضريين: ضرب فيها يلاقي شيئاً ويؤثر فيه. وضرب منه لا يلاقي شيئاً ولا يؤثر فيه، فسمي الفعل الملاقي متعدياً وما لا يلاقي غير متعد. فأما الفعل الذي هو غير متعد فهو الذي لم يلاق مصدره مفعولاً نحو قام، وأحمر وطال. إذا أردت به ضد قصر خاصةً، وإن أردتَ به معنى علا كان متعدياً، والأفعال التي لا تتعدى هي ما كان منها خلقةً أو حركة للجسم / 174 في ذاته وهيئة له، أو فعلاً . من أفعال النفس غير متشبث بشيء خارج عنها. أما الذي هو . خلقة فنحو: أسود وأحمر ،وأعور ،وأشهاب وطال وما أشبه ذلك. وأما حركة الجسم بغير ملاقاة لشيء آخر فنحو قام وقعد، وسار وغار، ألا ترى أن هذه الأفعال مصوغة لحركة الجسم وهيئته في ذاته، فإن قال قائل : فلا بد لهذه الأفعال أن من تلاقي المكان وأن تكون فيه؟ قيل: هذا لا بد منه لكل فعل، والمتعدي وغير المتعدي في هذا سواء وإنما علمنا محيط بأن ذلك كذلك، لأن الفعل يصنع ليدل على المكان كما صيغ ليدل على المصدر والزمان .

وأما أفعال النفس التي لا تتعداها فنحو: كرم، وظَرُفَ، وفكر، وغَضِبَ، وخبر، وبَطْرَ، وَمَلْحَ، وحَسُنَ ، وسمح، وما أشبه ذلك. وأما الفعل الذي يتعدى فكل حركة للجسم كانت ملاقية لغيرها وما أشبه ذلك أفعال النفس، وأفعال الحواس من الخمس كلها متعدية ملاقية نحو: نظرت / 175 و شممت وسمعت وذقت ،ولمست وجميع ما كان في معاينهن فهو متعد، وكذلك حركة الجسم إذا لاقت شيئاً كان الفعل من ذلك متعدياً نحو: أتيتُ زيداً، ووطئتُ بلدك ودارك، وأما قولك: فارقته وقاطعته، وباريته، وتاركته، فإنما معناه فعلت كما يفعل، وساويت بين الفعلين، والمساواة إنما تعلم بالتلاقي وتركتك في معنى تاركتك لأن كل شيء تركته فقد تركك فافهم هذا فإن فيه غموضاً قليلاً.

وقد اختلف النحويون في دخلت البيت هل هو متعد أو غير متعد، وإنما التبس عليهم ذلك لاستعمال العرب له بغير حرف الجر في كثير من المواضع وهو عندي غير متعد، كما قدمناه وإنك لما قلت: دخلت إنما عنيت بذلك انتقالك من بسيط الأرض ومنكشفها إلى ما كان منها غير بسيط منكشف فالانتقال ضرب واحد وإن اختلفت المواضع، و«دخلت» مثل غرتُ يتعدى إذا أتيت الغور/ 176 فإن وجب أن يكون «دخلت» متعدياً وجب أن «غرتُ» ودليل آخر: أنك لا ترى فعلا من الأفعال يكون متعدياً إلا كان مضاده متعدياً، وإن كان غير متعد كان مضاده غير متعد، فمن ذلك: تحرك، وسكن، فتحرك غير متعد، وسكن غير متعد، وأبيض وأسود كلاهما غير متعد، وخرج ضد دخل وخرج غير متعد فواجب أن يكون دخل غير متعد، وهذا مذهب سيبويه (1).

قال سيبويه : ومثل ذهبت الشام دخلت البيت(2)، يعني: أنه قد حذف حرف الجر من الكلام وكان الأصل عنده ذهبت إلى الشام ودخلت في البيت وهما مستعملان بحروف الجر، فحذف حرف الجر، من حذفه اتساعاً واستخفافاً، فإذا قلت ضربتُ ،وقتلتُ، وأكلتُ، وشربت وذكرتُ، ونسيت، وأحيا وأمات فهذه الأفعال ونحوها هي المتعدية إلى /177 المفعولين، نحو ضربت زيداً، وأكلتُ الطعام وشربت الشراب، وذكرت الله ، واشتهيت لقاءك، وهويتُ زيداً وما أشبه هذا من أفعال النفس المتعدية، فهذا حكمه، ولا تتم هذه الأفعال المتعدية، ولا توجد إلا بوجود المفعول، لأنك إن قلت : ذكرت، ولم يكن مذكور فهو محال، وكذلك. اشتهيت وما أشبهه . واعلم أن هذا إنما قيل له مفعول به، لأنه لما قال القائل: ضَرَبَ وقتل، قيل له: هذا الفعل بمن وقع؟ فقال: بزيدٍ أو بعمرو فهذا إنما يكون في المتعدي نحو ما ذكرنا ولا يقال فيما لا يتعدى نحو قام، وقعد، لا يقال هذا القيام من وقع؟ ولا هذا القعود بمن حل، إنما يقال : متى كان هذا القيام؟ وفي أي وقت وأين كان؟ وفي أي موضع ؟ والمكان والزمان لا يخلو فعل منهما متعدياً كان أو غير متعد فمتى وجدت فعلاً حقه أن يكون غير متعد بالصفة التي ذكرتُ لك ووجدت العرب قد عدته، فاعلم، أن ذلك اتساع في اللغة واستخفاف / 178 وأن الأصل فيه أن يكون متعدياً بحرف جر، وإنما حذفوه استخفافاً نحو ما ذكرت لك من: ذهبت الشام، ودخلت البيت وسترى هذا في مواضع من هذا الكتاب.

وهذه الأفعال المتعدية تنقسم ثلاثة أقسام منها ما يتعدى إلى مفعول واحد، ومنها ما يتعدى إلى مفعولين، ومنها ما يتعدى إلى ثلاثة مفاعيل، فأما ما يتعدى إلى مفعول واحد فقد ذكرنا منه ما فيه كفاية.

مسائل من هذا الباب

اعلم : أن الأفعال لا تثنى ولا تجمع، وذلك لأنها أجناس كمصادرها، ألا ترى أنك تقول: بلغني ضربكم زيداً كثيراً، وجلوسكم إلى زيد قليلاً، كان الضرب والجلوس قليلاً أو كثيراً، وإنما يثنى الفاعل في الفعل، فإن قلت فإنك تقول: ضربتك ضربتين، وعلمتُ علمتين، فإنما ذلك لاختلاف النوعين من ضرب يخالف ضرباً / 179 في شدته وقلته أو علم يخالف علماً، كعلم الفقه وعلم النحو، كما تقول: عندي تمور إذا اختلفت الأجناس، ومع ذلك فإن الفعل يدل على زمان فلا يجوز أن تثنيه كما ثنيت المصدر وإن اختلفت أنواعه، فالفعل لا بد له من الفاعل يليه ،بعده إما ظاهراً وإما مضمراً، ولا يجوز أن يثنى ولا يجمع لما بينت لك، فإذا قلت الزيدان يقومان، فهذه الألف ضمير الفاعلين والنون علامة الرفع وإذا قلت الزيدون يقومون فهذه الواو ضمير الجمع والنون علامة الرفع ويجوز قاموا الزيدون، ويقومون الزيدون على لغة من قال : أكلوني البراغيث (3)، فهؤلاء إنما يجيئون بالألف والنون وبالواو والنون في ،يضربان ،ويضربون، وبالألف والواو في : ضربا وضربوا فيقولون: ضربا ،الزيدان وضربوا الزيدون ليعلموا أن هذا الفعل لاثنين لا لواحد ولا لجميع ولا لاثنين ولا لواحد، كما أدخلت التاء في فعل المؤنث لتفصل بين فعل المذكر والمؤنث فكذلك هؤلاء زادوا بياناً ليفرقوا بين / 180 فعل الإثنين وبين الواحد والجميع وهذا لعمري هو القياس على ما أجمعوا عليه في التاء من قولهم : قامت هند وقعدت سلمى ولكن هذا أدى إلى إلباس، إذ كان من كلامهم التقديم والتأخير، فكأن السامع إذا سمع، قاموا الزيدون، لا يدري هل هو خبر مقدم والواو فيه ضمير، أم الواو علم الجمع فقط غير ضمير وكذلك الألف في «قاما الزيدان» فلهذا وغيره من العلل ما جمع على التاء ولم يجمع على الألف والواو، فجاز في كل فعل لمؤنث، تقول: فعلت ولا يحسنُ سقوطها. إلا أن تفرق بين الاسم والفعل (4) ، فإذا بعد منه حسن نحو قولهم : حضر اليوم القاضي امرأة . وقال أبو العباس - رحمه الله -: إن التأنيث معنى لازم غير مفارق، إذا لزم المعنى لزمت علامته وليس كذا التثنية والجمع، لأنه يجوز أن يفترق الإثنان والجمع فتخبر عن كل واحد منهما (5) على حياله (6)، والتأنيث الحقيقي الذي لا يجوز فعله إلا بعلامة التأنيث هو كل مؤنث له /181 ذكر كالحيوان نحو قولك : قامت أمة الله ونتجت فرسك ،والناقة إلا أن يضطر شاعر فيجوز له حذف العلامة على قبح، فإن كان التأنيث في الاسم ولا معنى تحته فأنت مخير إن شئت جئت بالتاء لتأنيث ،اللفظ وإن شئت حذفتها. قال الله عز وجل: فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّنْ رَّبِّهِ ﴾ (7) «قالوا» لأن الموعظة والوعظ سواء، وقال تعالى : وأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ ) (8) لأن الصيحة والصوت واحد، أما قوله تعالى: ﴿وَقَالَ نِسْوَةٌ في المدِينَةِ ) (9) فإنما جاء على تقدير جماعة فهو تأنيث الجمع ولا واحد لزمه التأنيث فجمع عليه، فلو كان تأنيث الواحد للزمه التاء، كما تقول : قامت المسلمات لأنه على مسلمة» وتقول: قامت الرجال لأنه تأنيث الجمع .

واعلم أن الفاعل لا يجوز أن يُقدم على الفعل إلا على شرط الابتداء خاصة، وكذلك ما قام مقامه من المفعولين الذين لم يسم من فأما فَعَلَ بهم، المفعول إذا كان الفعل متصرفاً، فيجوز تقديمه وتأخيره، تقول: ضربت/ 182 زيداً، وزيداً ،ضربتُ وأكلت خبزاً، وخبزاً أكلت، وضَرَبَتْ هند عمراً و عمراً ضَرَبَتْ هند  وغلامك أخرج بكراً، وبكراً أخرج غلامك وتقول: أشبع الرجلين ،الرغيفان ويكفي الرجلين الدرهمان وتقول : حرق فاه الخل، لأن الخل هو الفاعل، وتقول: أعجب ركوبك الدابة زيداً، فالكاف في قولك: «ركوبك» مخفوضة بالإضافة وموضعها رفع، والتقدير: أعجب زيداً أن ركبت الدابة، فالمصدر يجر ما أضيف إليه فاعلاً كان أو مفعولاً، ويجري ما بعده على الأصل، فإضافته إلى الفاعل أحسن لأنه له كقول الله تعالى : وَلَوْلَا دَفْعُ الله النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْض (10). وإضافته إلى المفعول حسنة لأنه به اتصل وفيه حل. تقول: أعجبني بناء هذه الدار، وما أحسن خياطة هذا الثوب، فعلى هذا يقول: أعجب ركوب الفرس عمرو زيداً، أردت : أعجب أن رَكِبَ الفرس عمرو زيداً. فالفرس وعمرو وركب في صلة/183 أن وزيد منتصب بـ «أعجب» خارج عن الصلة ، تقدمه إن شئت قبل «أعجب» وإن شئت جعلته بين أعجب والركوب وكذلك عجبت من دق الثوب القصار، فإن نونت المصدر أو أدخلت فيه ألفاً ولاماً امتنعت إضافته، فجرى كل شيء على أصله فقلت: أعجب ركوب زيد الفرس عمراً، وإن شئت قلت: أعجب ركوب الفرس زيد عمراً، ولا يجوز أن تقدم الفرس ولا زيداً قبل الركوب، لأنهما من صلته، فقد صارا (11) منه كالياء والدال من زيد. وتقول: ما أعجب شيء شيئاً إعجاب زيدٍ ركوب الفرس عمرو، نصبت «إعجاب» لأنه مصدر، وتقديره : ما أعجب شيء شيئاً إعجاباً مثل إعجاب زيد، ورفعت الركوب بقولك : أعجب، لأن معناه كما أعجب زيداً أن ركب الفرس عمرو. وتقول: أعجب الأكل الخبز زيد عمراً، على ما وصفت لك، وعلى ذلك قال الله تعالى: ﴿أَوْ إِطْعَامُ في يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ) (12)، التقدير : أو أن أطعم. لقوله / 184 وما أدراك وتقول: أعجب. بيع رخصه المشتريه، فالتقدير : أعجب أن باع طعامك رخصه الرجل المشتريه . فالرخص هو الذي باع الطعام وتقول أعجبني ضرب الضارب زيداً عبد الله ، رفعت الضرب لأنه فاعل بـ «أعجبني» وأضفته إلى الضارب، ونصبت زيداً لأنه مفعول في صلة الضارب، ونصبت عبدالله بالضرب الأول وفاعله «الضارب» المجرور وتقديره : أعجبني أن ضرب الضارب زيـداً عبدالله . وتقول: أعجب إعطاء الدراهم أخاك غلامك أباك ، نصبت أباك بـ «أعجب» وجعلت غلامك هو الذي أعطى الدراهم أخاك. وتقول : ضَرْبَ الضارب عمراً المكرم زيداً أحب أخواك نصبت ضرب الأول بـ «أحب» وجررت «الضارب بالإضافة وعديته إلى «عمرو» ونصبت المكرم زيداً بضرب الأول فإن أردت أن لا تعديه إلى عمرو قلت ضرب الضارب المكرم زيداً أحب أخواك، وهذا كله في صلة الضرب لأنك أضفته إلى الضارب / 185 وسائر الكلام إلى قولك «أحب» متصل به. وتقول: سر دفعك إلى المعطي زيداً ديناراً درهماً القائم في داره عمرو(13)، نصبت القائم «بسر» ورفعت عمراً بقيامه، ولو قلت: سرّ دفعك إلى زيدٍ درهماً ضربك عمراً، كان محالاً، لأن الضرب ليس مما يسر (14)، ولو قلت : وافق قيامك قعود زيد، صلح، ومعناه أنهما اتفقا في وقت واحد ولو أردت «بوافق» معنى الموافقة التي هي الإعجاب لم يصلح إلا في الآدميين.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) انظر الكتاب 15/1

(2) انظر الكتاب 15/1 - 16

(3) أي أن الواو في أكلوني علامة تفيد الجمع وليست ضميراً للفاعل، بل إنها جاءت للفرق بين الواحد والجماعة.

(4) المقتضب 148/2 . قال المبرد . وأما : لقد ولد الأخيطل أم سوء . فإنما جاز للضرورة في الشعر جواراً حسناً، ولو كان مثله في الكلام لكان عند النحويين جائزاً على بعد، وجوازه للتفرقة بين الاسم والفعل بكلام فتقديرهم أن ذلك الكلام صار عوضاً من علامة التأنيث بحو: حضر القاضي اليوم ،امرأة، ونزل دارك ودار زيد جارية.

(5) في الأصل (مهم) .

(6) انظر المقتضب جـ 2 / 147 .

(7) البقرة : 275، وهي قراءة الجمهور، وقد قرأ أبي بن كعب والحس البصري على الأصل، أي. فمن جاءته موعظة انطر البحر المحيط جـ 294/5 .

قال سيبويه. إنما جاءوا بالتاء للتأنيث لأنها ليست علامة إصمار كالواو والألف وإنما هي كتاء التأنيث في «كلمة» وليست باسم وقال بعض العرب : قال فلانة، وكلما طال الكلام فهو أحسن نحو قولك: حضر القاضي ،امرأة، لأنه إذا طال الكلام كان الحذف أجمل.

(8) هود 67 .

(9) یوسف : 30 ، والنسوة اسم جمع عند سيبويه قال 2/ 89 وليس نسوة بجمع كسر له واحد وانظر ص / 142، وكذلك عند المبرد في المقتضب 292/2، قال: لأن نسوة من امرأة بمنزلة نفر من رجل ويرى أبو حران أنها جمع تكسير للقلة لا واحد له من لفظه. انظر البحر المحيط 299/5 وهذا مذهب ابن السراج كما ترى.

 (10) البقرة: 251 .

(11) في الأصل «صار».

(12) البلد : 14 - 15 .

(13) بيان هذه المسألة: أن يكون سر فعلاً ماضياً ودفعك مصدراً مرفوعاً لأنه فاعل سر، وإلى المعطي من صلة المصدر والمعطي صلة وموصول وآخره قولك: ديناراً، وقولك در هما» من صلة الدفع وهو آخر صلته والقائم مفعول سر وهو صلة وموصول، وقولك في داره» من صلة القائم. وعمرو فاعل القائم وهو آخر صلته والهاء من داره تعود إلى الألف واللام. انظر المقتضب 20/1.

(14) وكذلك لو قلت: أعجب قيامك قعودك كان خطأ انظر المقتضب 21/1.