النحو
اقسام الكلام
الكلام وما يتالف منه
الجمل وانواعها
اقسام الفعل وعلاماته
المعرب والمبني
أنواع الإعراب
علامات الاسم
الأسماء الستة
النكرة والمعرفة
الأفعال الخمسة
المثنى
جمع المذكر السالم
جمع المؤنث السالم
العلم
الضمائر
اسم الإشارة
الاسم الموصول
المعرف بـ (ال)
المبتدا والخبر
كان وأخواتها
المشبهات بـ(ليس)
كاد واخواتها (أفعال المقاربة)
إن وأخواتها
لا النافية للجنس
ظن وأخواتها
الافعال الناصبة لثلاثة مفاعيل
الأفعال الناصبة لمفعولين
الفاعل
نائب الفاعل
تعدي الفعل ولزومه
العامل والمعمول واشتغالهما
التنازع والاشتغال
المفعول المطلق
المفعول فيه
المفعول لأجله
المفعول به
المفعول معه
الاستثناء
الحال
التمييز
الحروف وأنواعها
الإضافة
المصدر وانواعه
اسم الفاعل
اسم المفعول
صيغة المبالغة
الصفة المشبهة بالفعل
اسم التفضيل
التعجب
أفعال المدح والذم
النعت (الصفة)
التوكيد
العطف
البدل
النداء
الاستفهام
الاستغاثة
الندبة
الترخيم
الاختصاص
الإغراء والتحذير
أسماء الأفعال وأسماء الأصوات
نون التوكيد
الممنوع من الصرف
الفعل المضارع وأحواله
القسم
أدوات الجزم
العدد
الحكاية
الشرط وجوابه
الصرف
موضوع علم الصرف وميدانه
تعريف علم الصرف
بين الصرف والنحو
فائدة علم الصرف
الميزان الصرفي
الفعل المجرد وأبوابه
الفعل المزيد وأبوابه
أحرف الزيادة ومعانيها (معاني صيغ الزيادة)
اسناد الفعل الى الضمائر
توكيد الفعل
تصريف الاسماء
الفعل المبني للمجهول
المقصور والممدود والمنقوص
جمع التكسير
المصادر وابنيتها
اسم الفاعل
صيغة المبالغة
اسم المفعول
الصفة المشبهة
اسم التفضيل
اسما الزمان والمكان
اسم المرة
اسم الآلة
اسم الهيئة
المصدر الميمي
النسب
التصغير
الابدال
الاعلال
الفعل الصحيح والمعتل
الفعل الجامد والمتصرف
الإمالة
الوقف
الادغام
القلب المكاني
الحذف
المدارس النحوية
النحو ونشأته
دوافع نشأة النحو العربي
اراء حول النحو العربي واصالته
النحو العربي و واضعه
أوائل النحويين
المدرسة البصرية
بيئة البصرة ومراكز الثقافة فيها
نشأة النحو في البصرة وطابعه
أهم نحاة المدرسة البصرية
جهود علماء المدرسة البصرية
كتاب سيبويه
جهود الخليل بن احمد الفراهيدي
كتاب المقتضب - للمبرد
المدرسة الكوفية
بيئة الكوفة ومراكز الثقافة فيها
نشأة النحو في الكوفة وطابعه
أهم نحاة المدرسة الكوفية
جهود علماء المدرسة الكوفية
جهود الكسائي
الفراء وكتاب (معاني القرآن)
الخلاف بين البصريين والكوفيين
الخلاف اسبابه ونتائجه
الخلاف في المصطلح
الخلاف في المنهج
الخلاف في المسائل النحوية
المدرسة البغدادية
بيئة بغداد ومراكز الثقافة فيها
نشأة النحو في بغداد وطابعه
أهم نحاة المدرسة البغدادية
جهود علماء المدرسة البغدادية
المفصل للزمخشري
شرح الرضي على الكافية
جهود الزجاجي
جهود السيرافي
جهود ابن جني
جهود ابو البركات ابن الانباري
المدرسة المصرية
بيئة مصر ومراكز الثقافة فيها
نشأة النحو المصري وطابعه
أهم نحاة المدرسة المصرية
جهود علماء المدرسة المصرية
كتاب شرح الاشموني على الفية ابن مالك
جهود ابن هشام الانصاري
جهود السيوطي
شرح ابن عقيل لالفية ابن مالك
المدرسة الاندلسية
بيئة الاندلس ومراكز الثقافة فيها
نشأة النحو في الاندلس وطابعه
أهم نحاة المدرسة الاندلسية
جهود علماء المدرسة الاندلسية
كتاب الرد على النحاة
جهود ابن مالك
اللغة العربية
لمحة عامة عن اللغة العربية
العربية الشمالية (العربية البائدة والعربية الباقية)
العربية الجنوبية (العربية اليمنية)
اللغة المشتركة (الفصحى)
فقه اللغة
مصطلح فقه اللغة ومفهومه
اهداف فقه اللغة وموضوعاته
بين فقه اللغة وعلم اللغة
جهود القدامى والمحدثين ومؤلفاتهم في فقه اللغة
جهود القدامى
جهود المحدثين
اللغة ونظريات نشأتها
حول اللغة ونظريات نشأتها
نظرية التوقيف والإلهام
نظرية التواضع والاصطلاح
نظرية التوفيق بين التوقيف والاصطلاح
نظرية محاكات أصوات الطبيعة
نظرية الغريزة والانفعال
نظرية محاكات الاصوات معانيها
نظرية الاستجابة الصوتية للحركات العضلية
نظريات تقسيم اللغات
تقسيم ماكس مولر
تقسيم شليجل
فصائل اللغات الجزرية (السامية - الحامية)
لمحة تاريخية عن اللغات الجزرية
موطن الساميين الاول
خصائص اللغات الجزرية المشتركة
اوجه الاختلاف في اللغات الجزرية
تقسيم اللغات السامية (المشجر السامي)
اللغات الشرقية
اللغات الغربية
اللهجات العربية
معنى اللهجة
اهمية دراسة اللهجات العربية
أشهر اللهجات العربية وخصائصها
كيف تتكون اللهجات
اللهجات الشاذة والقابها
خصائص اللغة العربية
الترادف
الاشتراك اللفظي
التضاد
الاشتقاق
مقدمة حول الاشتقاق
الاشتقاق الصغير
الاشتقاق الكبير
الاشتقاق الاكبر
اشتقاق الكبار - النحت
التعرب - الدخيل
الإعراب
مناسبة الحروف لمعانيها
صيغ اوزان العربية
الخط العربي
الخط العربي وأصله، اعجامه
الكتابة قبل الاسلام
الكتابة بعد الاسلام
عيوب الخط العربي ومحاولات اصلاحه
أصوات اللغة العربية
الأصوات اللغوية
جهود العرب القدامى في علم الصوت
اعضاء الجهاز النطقي
مخارج الاصوات العربية
صفات الاصوات العربية
المعاجم العربية
علم اللغة
مدخل إلى علم اللغة
ماهية علم اللغة
الجهود اللغوية عند العرب
الجهود اللغوية عند غير العرب
مناهج البحث في اللغة
المنهج الوصفي
المنهج التوليدي
المنهج النحوي
المنهج الصرفي
منهج الدلالة
منهج الدراسات الانسانية
منهج التشكيل الصوتي
علم اللغة والعلوم الأخرى
علم اللغة وعلم النفس
علم اللغة وعلم الاجتماع
علم اللغة والانثروبولوجيا
علم اللغة و الجغرافية
مستويات علم اللغة
المستوى الصوتي
المستوى الصرفي
المستوى الدلالي
المستوى النحوي
وظيفة اللغة
اللغة والكتابة
اللغة والكلام
تكون اللغات الانسانية
اللغة واللغات
اللهجات
اللغات المشتركة
القرابة اللغوية
احتكاك اللغات
قضايا لغوية أخرى
علم الدلالة
ماهية علم الدلالة وتعريفه
نشأة علم الدلالة
مفهوم الدلالة
جهود القدامى في الدراسات الدلالية
جهود الجاحظ
جهود الجرجاني
جهود الآمدي
جهود اخرى
جهود ابن جني
مقدمة حول جهود العرب
التطور الدلالي
ماهية التطور الدلالي
اسباب التطور الدلالي
تخصيص الدلالة
تعميم الدلالة
انتقال الدلالة
رقي الدلالة
انحطاط الدلالة
اسباب التغير الدلالي
التحول نحو المعاني المتضادة
الدال و المدلول
الدلالة والمجاز
تحليل المعنى
المشكلات الدلالية
ماهية المشكلات الدلالية
التضاد
المشترك اللفظي
غموض المعنى
تغير المعنى
قضايا دلالية اخرى
نظريات علم الدلالة الحديثة
نظرية السياق
نظرية الحقول الدلالية
النظرية التصورية
النظرية التحليلية
نظريات اخرى
النظرية الاشارية
مقدمة حول النظريات الدلالية
أخرى
التعجب
المؤلف: ابن السراج النحوي
المصدر: الأصول في النّحو
الجزء والصفحة: ج1، ص:99-110
2023-04-22
1925
التعجب
فعل التعجب على ضربين، وهو منقول (1) من بنات الثلاثة، إما إلى أفعل ويبنى (2) على الفتح لأنه ماض وإما إلى أفعل(3) به ويبنى(4) على الوقف، لأنه على لفظ الأمر (5) .
فأما (6) الضرب الأول وهو أفعل يا هذا فلا بد من أن تلزمه «ما»
تقول: ما أحسن زيداً وما أجمل خالداً، وإنما لزم فعل التعجب لفظاً واحداً
ولم يصرف ليدل على التعجب ولولا ذلك لكان كسائر الأخبار لأنه خبر ويدل على أنه خبر أنه يجوز لك أن تقول فيه صدق أو كذب، فإذا قلت: ما أحسن زيداً فـ «ما» اسم مبتدأ وأحسن خبره وفيه ضمير الفاعل، وزيد مفعول به و «ما» هنا اسم تام 87 غير موصول فكأنك قلت: شيء حسن زيداً ولم تصف أن الذي حسنه شيء بعينه فلذلك لزمها أن تكون مبهمة غير مخصوصة كما قالوا : شيء جاءك، أي: ما جاءك إلا شيء وكذلك: شر أهر ذا ناب أي ما أهره إلا شر ونظير ذلك، إني مما أن أفعل يريد أني من الأمر أن أفعل، فلما كان الأمر مجهولاً جعلت «ما» بغير صلة ولو وصلت لصار الاسم معلوماً، وإنما لزمه الفعل الماضي وحده لأن التعجب إنما يكون مما وقع وثبت ليس مما يمكن أن يكون ويمكن أن لا يكون وإنما جاء هذا الفعل على «أفعل نحو: أحسن وأجمل، لأن فعل التعجب إنما يكون مفعولاً من بنات الثلاثة فقط، نحو: ضرب وعلم ومكث لا يجوز غير ذلك، نحو: ضرب زيد، ثم تقول : ما أضربه وعلم ثم تقول : ما أعلمه، ومكث ثم تقول: ما أمكثه فتنقله من فَعَلَ أو فَعِلَ أو فَعلَ إلى أفعل يا هذا (7) كما كنت تفعل هذا (8) في غير التعجب، ألا ترى أنك تقول : حسن زيد، فإذا أخبرت أن ذلك (9) به قلت: حسن (10) الله / 88 زيداً فصار الفاعل مفعولاً، فعل فاعلاً وقد بينت لك كيف ينقل «فعل» إلى (فعل) فيما مضى وإذا قلت: ما أحسن زيداً، كان الأصل، حسن زيد ثم نقلناه إلى (فعل) فقلنا: شيء أحسن زيداً وجعلنا (ما) موضع شيء ولزم لفظاً واحداً ليدل على التعجب كما يفعل ذلك في الأمثال.
فإن قال قائل فقد قالوا : ما أعطاه وهو من أعطى يعطي)، وما أولاه بالخير؟ قيل : هذا على حذف الزوائد (11) ، لأن الأصل، عطا يعطو إذا تناول، وأعطى غيره إذا ،ناوله وكذلك ولي وأولى غيره، وقال الأخفش (12) : إذا قلت : ما أحسن زيداً ، فـ «ما» : في موضع الذي ، وأحسن: زيداً صلتها والخبر محذوف، واحتج من يقول هذا القول بقولك : حسبك، لأن فيه معنى النهي ولم يؤت له بخبر، وقد طعن (13) على هذا القول بأن الأخبار إنما تحذف إذا كان في الكلام ما يدل عليها وهذا الباب عندي يضارع باب (كان وأخواتها) من جهة أن الفاعل فيه ليس هو شيئاً غير المفعول ولهذا ذكره سيبويه(14)/89 بجانب باب كان وأخواتها إذ كان باب كان الفاعل فيه هو المفعول(15) . فإن قال قائل : فما بال هذه الأفعال تصغر نحو ما أ ما أُميلحه وأحيسنه، والفعل لا يصغر؟ فالجواب في ذلك أن هذه الأفعال لما لزمت موضعاً واحداً ولم تتصرف ضارعت الأسماء التي لا تزول إلى «يفعل»(16) وغيره من الأمثلة فصغرت كما تصغر، ونظير ذلك : دخول ألفات الوصل في الأسماء نحو ابن واسم وامرىء وما أشبهه لما دخلها النقص الذي لا يوجد إلا في الأفعال والأفعال (17) مخصوصة به فدخلت عليها ألفات الوصل لهذا السبب فأسكنت أوائلها للنقص وهذه الأسماء المنقوصة تعرفها إذا ذكرنا التصريف إن شاء الله .
وقولك: ما أحسني(18)، يعلمك أنه فعل، ولو كان اسماً لكان ما أحسنني مثل ضاربي ألا ترى أنك لا تقول : ضاربني .
والضرب الثاني: من التعجب يا زيد أكرم بعمرو، ويا هند أكرم بعمرو، ويا رجلان أكرم بعمرو ويا هندان أكرم بعمرو، وكذلك جماعة / 90 الرجال والنساء، قال الله تعالى : ( أسمع بهم وأبصر ) (19).
وإنما المعنى: ما أسمعهم وأبصرهم (20). وما أكرمه(21)، ولست(22) تأمرهم أن يصنعوا به شيئاً فتثني وتجمع وتؤنث، وأفعل هو «فَعَلَ» لفظه لفظ الأمر في قطع ألفه وإسكان آخره، ومعناه إذا قلت: أكرم بزيد، وأحسن بزيد کرم زيد جداً، وحسن زيد جداً.
فقوله: بعمرو في موضع رفع كما قالوا كفى بالله (23)، والمعنى: كفى الله، لأنه لا فعل إلا بفاعل وزيد فاعله إذا قلت: أكرم بزيد لأن زيداً هو الذي كرم، وإنما لزمت الباء هنا الفاعل (24) لمعنى التعجب، وليخالف لفظه لفظ سائر (25) الأخبار، فإن قال قائل: كيف صار هنا فاعلا وهو في قولك: ما أكرم زيداً مفعول؟ قلنا قد بينا أن الفاعل في هذا الباب ليس هو . شيئاً غير المفعول، ألا ترى أنك لو قلت ما أحسن زيداً، فقيل لك فسره وأوضح معناه وتقديره. قلت على ما قلناه شيء حسن زيداً، وذلك الشيء الذي حسن زيداً ليس هو شيئاً (26) غير زيد، لأن الحسن لو حل في غيره لم يحسن هو به / 91 فكأن ذلك الشيء مثلاً وجهه أو عينه، وإنما مثلت لك بوجهه(27) وعينه تمثيلاً، ولا يجوز التخصيص في هذا الباب، لأنك لو خصصت شيئاً لزال التعجب، لأنه إنما يراد به أن شيئاً قد فعل فيه هذا وخالطه، لا يمكن تحديده ولا يعلم تلخيصه .
والتعجب كله إنما هو مما لا يعرف سببه فأما ما عرف سببه فليس من شأن الناس أن يتعجبوا منه، فكلما أبهم السبب كان أفخم، وفي (28) النفوس أعظم (29) .
وأعلم أن الأفعال التي لا يجوز أن تستعمل في التعجب على ضربين.
الضرب الأول : الأفعال المشتقة من الألوان والعيوب.
الضرب الآخر ما زاد من الفعل على ثلاثة أحرف، وسواء كانت الزيادة على الثلاثة أصلاً أو غير أصل. فأما (30) الألوان والعيوب، فنحو: الأحمر والأصفر والأعور والأحول وما أشبه ذلك لا تقول فيه : ما أحمره ولا ما أعوره قال الخليل (31) رحمه الله : وذلك أنه ما كان من هذا لوناً أو عيباً فقد ضارع الأسماء وصار خلقة كاليد والرجل والرأس ونحو ذلك، فلا تقل فيه : ما أفعله كما لم تقل ما أيداه وما أرجله إنما تقول ما أشد يده، وما أشد رجله (32)، وقد اعتل النحويون بعلة أخرى فقالوا: إن الفعل منه على أفعل وإفعال (33) نحو: أحمر وإحمار وأعور ،وإعوار، وأحول وإحوال، فإن قال قائل : فأنت تقول : قد عورت عينه وحولت: فقل على هذا ما أعوره وما أحوله، فإن (34) ذلك غير جائز لأن هذا منقول من «أفعل والدليل على ذلك صحة الواو والياء إذا قلت عورت عينه وحولت ولو كان غير منقول لكان : حالت وعارت وهذا يبين (35) في بابه إن شاء الله .
وأما الضرب الثاني : وهو ما زاد من الفعل على ثلاثة أحرف نحو: دحرج وضارب واستخرج وانطلق واغدودن اغدودن الشعر: إذا تم وطال، وافتقر وكل ما لم أذكره مما جاوز الثلاثة فهذا حكمه، وإنما جاز: ما أعطاه وأولاه على حذف الزوائد وأنك رددته إلى الثلاثة فإن قلت في افتقر ما أفقره، فحذفت الزوائد ورددته إلى «فقر» جاز، وكذلك كل ما /93 كان مثله مما جاء اسم الفاعل منه (36) على «فعيل ألا ترى أنك تقول: رجل فقير وإ جئت به على «فقر» كما تقول ،كرم فهو كريم و ظرف فهو ظريف، ولك تقول إذا أردت التعجب في هذه الأفعال الزائدة على ثلاثة أحرف كلها، أشد دحرجته وما أشد استخراجه وما أقبح افتقاره ونحو ذلك .
واعلم أن كل ما قلت فيه ما أفعله قلت فيه : أفعل به، وها أفعل من هذا، وما لم تقل فيه ما أفعله لم تقل فيه: هذا أفعل من هذا ولا أفعل ،به تقول : زيد أفضل من عمرو وأفضل بزيد، كما تقول . أفضله. وتقول : ما أشد حمرته وما أحسن بياضه وتقول على هذا: أشد ببياض زيد، وزيد أشد بياضاً من فلان هذا (37) كله مجراه واحد، لأن معن المبالغة والتفضيل، وقد أنشد بعض الناس :
يَا لَيْتَنِي مِثْلُك في البَيَاضِ أبيض من أخت بني إباض (38)
قال أبو العباس (39) : هذا (40) معمول على فساد وليس البيت الشاذ والكلام المحفوظ بأدنى إسناد حجة على / 94 الأصل المجمع عليه في كلام ولا نحو، ولا فقه وإنما يركن إلى هذا ضعفة أهل النحو (41)، ومن لا حجة معه، وتأويل هذا وما أشبهه في الإعراب كتأويل ضعفة أصحاب الحديث وأتباع القصاص في الفقه. فإن قال قائل فقد جاء في القرآن: ﴿ ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا ) (42) قيل: له في هذا
جوابان :
أحدهما: أن يكون من عمى القلب، وإليه ينسب أكثر الضلال (43) .
فعلى هذا تقول : ما أعماه كما تقول : ما أحمقه.
الوجه الآخر أن يكون من عمى العين فيكون قوله : فهو في الآخرة أعمى ) لا يراد به أنه أعمى من كذا وكذا، ولكنه فيها أعمى كما كان في الدنيا أعمى وهو في الآخرة أضل سبيلا (44) . وكل فعل مزيد لا يتعب منه، نحو قولك : ما أموته لمن مات إلا أن تريد ما أموت قلبه، فذلك جائز .
مسائل من هذا الباب :
تقول: ما أحسن وأجمل زيداً إن نصبت «زيداً» بـ «أجمل»، فإن نصبته بـ «أحسن» قلت : ما أحسن وأجمله زيداً تريد ما أحسن زيداً وأجمله. وعلى هذا مذهب/ 95 إعمال الفعل الأول (45) ، وكذلك: ما أحسن وأجملها أخويك، وما أحسن وأجملهم أخوتك فهذا يبين لك أن أحسن وأجمل وما أشبه ذلك أفعال. وتقول : ما أحسن ما كان ،زيد فالرفع الوجه، و «ما» الثانية في موضع نصب بالتعجب وتقدير ذلك ما أحسن كون زيد. تكون«ما» مع الفعل مصدراً إذا وصلت به كما تقول : ما أحسن ما صنع زيد أي :
ما أحسين صنيع زيد و «صنع زيد من صلة «ما» وتقول: ما كان أحسن زيداً، وما كان أظرف أباك، فتدخل «كان» ليعلم : أن ذلك وقع فيما مضى، كما تقول : من كان ضرب زيداً تريد من ضرب زيداً ومن كان يكلمك تريد: من يكلمك. فكان» تدخل في هذه المواضع، وإن أُلغيت (46) في الإعراب لمعناها في المستقبل والماضي من عبارة الأفعال.
وقد أجاز قوم من النحويين: ما أصبح أبردها، وما أمسى أدفاها، واحتجوا بأن أصبح وأمسى من باب «كان» فهذا / 96 عندي: غير جائز، ويفسد تشبيههم ما ظنوه أن أمسى وأصبح أزمنة مؤقتة و«كان (47) ليست مؤقتة، ولو جاز هذا في أصبح وأمسى لأنهما من باب «كان»، لجاز ذلك (48) في أضحى» و«صار» و«مازال» ولو قلت ما أحسن عندك زيداً، وما أجمل اليوم عبد الله لقبح (49) ، لأن هذا (50) الفعل لما لم يتصرف ولزم طريقة واحدة صار حكمه حكم (51) الأسماء فيصغر تصغير الأسماء، ويصحح المعتل منه تصحيح الأسماء، تقول: ما أقوم زيداً وما أبيعه شبهوه بالأسماء، ألا ترى أنك تقول في الفعل أقام عبد الله زيداً، فإن كان اسماً قلت: هذا أقوم من هذا. وتقول : ما أحسن ما كان زيد ،وأجمله وما أحسن ما كانت هند وأجمله، لأن المعنى ما أحسن كون هندٍ ،وأجمله فالهاء للكون ولو قلت: وأجملها، لجاز على أن تجعل ذلك لها. وإذا قلت ما أحسن زيداً فرددت الفعل إلى «نفسك قلت ما أحسنني، لأن «أحسن» فعل (52). وظهر المفعول بعده بالنون والياء، ولا يجوز: ما أحسن رجلاً ؛ لأنه /97 لا فائدة فيه، ولو قلت: ما أحسن زيداً ورجلاً . معه، جاز، ولولا قولك: «معه» لم يكن في الكلام فائدة، وتقول: ما أقبح بالرجل أن يفعل كذا وكذا. فالرجل شائع وليس التعجب منه إنما (53) التعجب من قولك (54) : أن يفعل كذا وكذا. ولو قلت : ما أحسن رجلا إذا طلب ما عنده أعطاه كان هذا الكلام جائزاً، ولكن التعجب وقع على رجل، وإنما تريد التعجب من فعله. وإنما جاز ذلك لأن فعله به كان وهو المحمود عليه في الحقيقة والمذموم ، وإذا قلت : ما أكثر هبتك الدنانير وإطعامك للمساكين، لكان حق هذا التعجب (55) أن يكون قد وقع من الفعل (56) والمفعول به لأن فعل التعجب للكثرة والتعظيم، فإن أردت: أن هبته وإطعامه كثيران إلا أن الدنانير التي يهبها قليلة، والمساكين الذين يطعمهم قليل، جاز، ووجه الكلام الأول . 98/ ولا يجوز (57) أن تقول: ما أحسن في الدار زيداً، وما أقبح عندك زيداً، لأن فعل التعجب لا يتصرف، وقد مضى هذا، ولا يجوز: ما أحسن ما ليس زيداً. ولا ما أحسن ما زال زيد، كما جاز لك ذلك في «كان» ولكن يجوز ما أحسن ما ليس يذكرك زيد، وما أحسن ما لا يزال يذكرنا ،زيد وهذا مذهب البغداديين. ولا يجوز أن يتعدى فعل التعجب إلا إلى الذي هو فاعله في الحقيقة، تقول: ما أضرب زيداً، فزيد في الحقيقة هو الضارب، ولا يجوز أن تقول: ما أضرب زيداً عمر أ، ولكن (58) لك أن تُدخل اللام فتقول: ما أضرب زيداً لعمرو.
وفعل التعجب نظير قولك : هو (59) أفعل من كذا. فما جاز فيه جاز فيه . وقد ذكرت هذا ،قبل وإنما أعدته لأنه به يسير هذا الباب، ويعتبر. ولا يجوز عندي أن يشتق فعل للتعجب (60) من «كان» التي هي عبارة عن الزمان، فإذا اشتققت من «كان» التي هي بمعنى «خلق ووقع»، جاز. وقوم يجيزون : ما أكون زيداً قائماً لأنه يقع في موضعه/99 المستقبل والصفات، ويعنون بالصفات في الدار (61) وما أشبه ذلك من الظروف، ويجيزون ما أظنني لزيد قائماً ،ويقوم ولا يجيزون «قام» لأنه قد مضى، فهذا يدلك على أنهم إنما أرادوا «بقائم»، ويقوم الحال.
وتقول: أشدد به، ولا يجوز (62) الإدغام، وكذلك: أجود به وأطيب به لأنه مضارع للأسماء. وقد أجاز بعضهم (63) : ما أعلمني بأنك قائم وأنك قائم، أجاز (64) إدخال الباء وإخراجها مع «أن»، وقال قوم: لا يتعجب مما فيه الألف واللام إلا أن يكون بتأويل جنس . لا تقول : ما أحسن الرجل، فإن قلت : ما أهيب الأسد جاز، والذي أقول (65) أنا في هذا (66): إنه إذا عرف الذي يشار إليه فالتعجب جائز .
ولا يعمل فعل التعجب في مصدره (67)، وكذلك: أفعل منك، لا تقول: عبد الله أفضل منك فضلا وتقول: ما أحسنك وجهاً، وأنظفك ثوباً، لأنك تقول: هو أحسن منك وجهاً وأنظف منك ثوباً. وقد حكيت ألفاظ من أبواب مختلفة / 100 مستعملة (68) في حال التعجب، فمن ذلك: ما أنت من رجل، تعجب، وسبحان الله، ولا إله إلا الله، وكاليوم رجلا (69) وسبحان الله رجلاً ومن رجل، والعظمة لله من رب وكفاك بزيد رجلاً. وحسبك بزيد رجلاً ومن رجل تعجب، والباء دخلت دليل التعجب، ولك أن تسقطها وترفع، وقال قوم: إن أكثر الكلام أعجب (70) لزيد رجلا، ولإيلاف قريش (71) . وإذا قلت الله درك من رجل، ورجلا كان إدخالها وإخراجها واحداً. قالوا (72): إذا قلت: إنك من رجل لعالم (73) لم تسقط «من» لأنها دليل التعجب. وإذا قلت : ويل أمه (74) رجلا ومن رجل فهو تعجب. وربما تعجبوا بالنداء تقول يا طيبك من ،ليلة ويا حسنه رجلا ومن رجل . ومن ذلك قولهم : يا لك فارساً، ويا لكما، ويا للمرء.
ولهذا موضع يذكر فيه. ومن ذلك قولهم : كرماً وصلفاً : قال سيبويه : كأنه يقول، ألزمك الله كرماً، وأدام الله لك كرماً، والزمت صلفاً. ولكنهم حذفوا الفعل ها هنا لأنه صار بدلاً من قولك: أكرم به، وأصلف به (75).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) من : ساقطة في «ب».
(2) في (ب) مبنى .
(3) به: ساقطة في «ب».
(4) في (ب) مبنى .
(5) في «ب» لأن لفظه لفظ.
(6) في «ب) وأما .
(7) یا هذا. ساقطة في (ب).
(8) في (ب) ذلك .
(9) ذلك : ساقطة في (ب)
(10) في (ب) أحس
(11) في (ب) الزائد.
(12) مرت ترجمته ص/ 110 .
(13) ذكر المبرد 177/4 وقد قال قوم أن (أحسن صلة (ما) والخبر محذوف، قال: وليس كما قالوا وذلك أن الأخبار إنما تحذف إذا كان في الكلام ما يدل عليها، إنما هربوا من أن تكون (ما) وحدها اسماً فتقديرهم : الذي حسن زيداً شيء.
والقول فيها ما بدأنا به من أنها تجري بغير صلة لمضارعتها الاستفهام والجزاء في الإبهام .
(14) مرت ترجمته ص /83
(15) أنظر الكتاب 35/1، 36 37
(16) في «ب» الفعل.
(17) في (ب) هي بدلاً من الأفعال.
(18) يشير إلى دخول نون الوقاية وهذا مذهب البصريين، أما الكوفيون فيذهبون إلى أن «أفعل في التعجب اسم، وأنه جامد لا يتصرف ولو كان فعلا لوجب أن يتصرف لأن التصرف من خصائص الأفعال فلما لم يتصرف وكان جامداً . وجب أن يلحق بالأسماء. وقد رد هذا ابن الأنباري وفنده.
انظر: الإنصاف 79/1.
(19) مریم : 38
(20) لأنه لا يقال لله عز وجل تعجب، ولكنه خرج على كلام العباد، أي أن هؤلاء ممن يجب أن يقال لهم : ما أسمعهم وأبصرهم في ذلك الوقت.
(21) ما أكرمه : ساقطة في «ب» أي أن المعنى ما أحسنه وانظر ابن يعيش 148/7 .
(22) في «ب» وليس .
(23) أي أن لفظ الجلالة مجرور ) لفظاً مرفوع محلاً على الفاعلية.
(24) هنا الفاعل : ساقط في «ب».
(25) سائر ساقط في (ب)
(26) في الأصل: «شيء» بالرفع وهو خطأ.
(27) في (ب) وجهه.
(28) في (ب) في بسقوط الواو.
(29) في (ب) وأعظم بزيادة واو.
(30) في «ب» أما.
(31) الخليل أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد الفراهيدي الأزدي، كان الغاية في استخراج مسائل النحو وتصحيح القياس فيه أول من نهج مسالك جديدة في علم العربية تلميذ أبي عمرو بن العلاء مات سنة : 174 هـ ، وقيل : 170 هـ أو 160 هـ، وهو مبتكر علم العروض ترجمته في أخبار النحويين 530 / وإرشاد الأريب لياقوت / جـ 223/6 ، ونزهة الألباء / 54 طبقات الزبيدي رقم 15 وبغية الوعاة / 143 .
(32) أنظر الكتاب جـ 251/2 .
(33) قال المبرد ودخول الهمزة على هذا محال أنظر المقتضب 181/4 وقال في مكان آخر واعلم أن بناء فعل التعجب إنما يكون من بنات الثلاثة، نحو ضرب وعلم ومكث المقتضب 178/1
وقوله : دخول الهمزة على هذا محال مما يقطع بأن المبرد لا يجيز بناء التعجب على ما أفعله وأفعل به من الصيغ التي جاوزت حروفها ثلاثة ولو كانت فيها زيادة. أما ابن السراج فلم يرفضه أو يقبله فلعله التمس وجهاً للمسموع من نحو: ما أعطاه للدراهم وأولاه بالمعروف، أو على حذف الزوائد.
(34) في (ب) كان .
(35) في (ب) مبين.
(36) في (ب) فيه بدلاً منه .
(37) في «ب» و «هذا» بزيادة الواو.
(38) يستشهد بهذا البيت على أن الكوفيين أجازوا بناء أفعل التفضيل من لفظي السواد والبياض، وهو شاذ عند البصريين.
وينسب هذا الرجز لرؤبة لأن له أرجوزة على هذا النحو والغالب أن هذا منها وهناك روايات رواه ابن يعيش في شرح المفصل: جارية في درعها الفضفاص أبيض من أخت بني إياض ورواه ابن هشام في المغني: جارية في رمضان الماضي تقطع الحديث بالإيمـاض ومنه هذا البيت:
يا ليتني مثلك في البياض أبيض من أخـت بـنـي إباض
ويروى كذلك :
لقد أتى في رمضان الماضي جارية في درعها الفضفاض تقطع الحديث بالإيمــاض أبيض من أخــت بــنــي إباض وانظر التمام في تفسير أشعار هذيل /95 ، ، والمغني /87، وأمالي السيد المرتضى 63/1 ، وابن يعيش ،93/6 ، والخزانة 481 /3
(39) أي محمد بن يزيد ،المبرد وهذا النص موجود في الاقتراح للسيوطي / 29 .
(40) في «ب» وهذا بواو.
(41) يريد يضعفه أهل النحو الكوفيين.
(42) الإسراء : 72 .
(43) أنظر المقتضب للمبرد 182/4 ، لأنه حقيقته كما قال: فإنها لا تعمى الأبصار
ولكن تعمى القلوب التي في الصدور فعلى هذا تقول : ما أعماه كما تقول: ما أحمقه .
(44) أنظر البحر المحيط 63/6 - 64 .
(45) معنى هذا يتنازع فعلا التعجب خلافاً لبعضهم نظراً إلى قلة تصرف فعل التعجب. أما على إعمال الثاني وحذف مفعول الأول فنحو ما أحسن وما أكرم. زيداً . . فابن السراج لم يشترط إعمال الثاني وأجاز إعمال الأول فقط .
(46) هذا أحد المواضع الذي تزاد فيه «كان» فلا تعمل شيئاً .
(47) في (ب) «كان» ساقطة.
(48) ذلك : ساقطة في «ب».
(49) في «ب» «لم يجز» .
(50) زيادة من «ب».
(51) في «ب» كحكم .
(52) فلو كان أحسن» اسماً لظهرت بعده ياء واحدة، إذا أراد المتكلم نفسه :
نحو قولك : هذا غلامي.
(53) في «ب» وإنما .
(54) في (ب) قوله .
(55) في «ب» لكان حق هذا بإسقاط التعجب».
(56) في «ب» الفاعل.
(57) في (ب) ولا يحسن .
(58) «لكن»: ساقطة في (ب).
(59) هو: ساقطة في (ب).
(60) في (ب) فعلا التعجب.
(61) الذين يسمون الظروف والجار والمجرور صفات هم الكوفيون، لأن اصطلاح
الصفة من اصطلاحاتهم.
(62) في (ب) ويجيزون.
(63) في (ب). (قوم) بدلاً . من بعضهم).
(64) في «ب» أجازوا .
(65) في «ب» «عندي» بدلاً من «أقول».
(66) في «ب» ذلك.
(67) في (ب) مصدر.
(68) في (ب) مستعارة.
(69) في المقتضب 151/2 ما رأيت كاليوم رجلا والمعنى ما رأيت مثل رجل أراه
اليوم رجلا.
(70) في الأصل: (أعجبوا» والتصحيح من «ب».
(71) قریش : 1 .
(72) في «ب» وقالوا .
(73) في «ب» «عالم» بسقوط اللام .
(74) في (ب) ويلمه كلمة واحدة وهذا مثل : لاه أبوك ولقيته أمس، إنما هو على الله أبوك ولقيته بالأمس، ولكنهم حذفوا الجار والألف واللام تخفيفاً على اللسان.
أنظر الكتاب 294/1 .
(75) أنظر الكتاب 165/1 .