عينية الاسم مع المسمى أو مغايرته معه
المؤلف:
الشيخ عبد الله الجوادي الآملي
المصدر:
تسنيم في تفسير القرآن
الجزء والصفحة:
ج1 ص357-359.
2023-04-18
2001
عينية الاسم مع المسمى أو مغايرته معه
إن اختلاف المتكلمين السابقين حول عينية الاسم مع المسمى أو مغايرته معه ناظر إلى الأسماء الحقيقية والتكوينية للذات المقدسة الإلهية وليس إلى أسمائه اللفظية، إذ ليس هناك موحد يرى أن ألفاظ أو مفاهيم الأسماء الإلهية هي عين ذات المسمى بها.
وتوضيح ذلك: إن الاسم وكما مر في البحث التفسيري السابق له : معان مختلفة، ففي العرف واللغة يطلق على اللفظ الدال على المسمى)، وفي اصطلاح أهل المعرفة يعني (الذات المقترنة مع التعين)، وبناء على هذا الإصطلاح الخاص فإن الأسماء اللفظية للذات والصفات الإلهية تعتبر اسم اسم الاسم) كالأسماء الموجودة في القرآن الكريم والروايات والأدعية كدعاء الجوشن الكبير ومفاهيم الأسماء اللفظية هي (اسم الاسم). هم والآثار والبركات المترتبة على الأسماء الإلهية والتي ذكرت في بعض الروايات والأدعية مثل دعاء (السمات)، كانبساط الأرض وارتفاع الجبال وخلق العرش والكرسي والأرواح ليست هي نتيجة للأسماء اللفظية، لأنه كما سبق ذكره فإن اللفظ أو المفهوم لا يمكن أن يؤثر في العالم العيني، بل المقصود من الأسماء هي (الذات مع التعين الخاص) فبذلك التعين خلقت هذه الأشياء: "وبكل اسم رفعت به سماءك وفرشت به أرضك وأرسيت به الجبال وأجريت به الماء وسخرت به السحاب والشمس والقمر والنجوم والليل والنهار وخلقت الخلائق كلها"(1)، "باسمك الذي خلقت به عرشك"(2).
ملاحظة: جاء في بعض الروايات أن إحصاء أسماء الله سبحانه عامل للدخول إلى الجنة: "إن الله تسعة وتسعين اسما من أحصاها فقد دخل
الجنة"(3) والمقصود من إحصاء الأسماء ليس هو العدة وقراءة الأرقام وعدد الأسماء بل إن المقصود هو العمل والتخلق بحقائق الأسماء، وإلا فإن العد والتلفظ بالأسماء المقدسة هو عبادة لفظية، وأما عامل الوصول إلى الجنة فهو التخلق بحقائق هذه الأسماء والصفات.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. البحار، ج88، ص187.
2. نفس المصدر، ج 55، ص36.
3. توحيد الصدوق، ص219.
الاكثر قراءة في مقالات عقائدية عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة