x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
إطاعة أوامر القائد الشاب
المؤلف: الشيخ محمد تقي فلسفي
المصدر: الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة: ج1 ص22 ــ 24
2023-04-11
1061
إن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) قد أقدم قبل أربعة عشر قرناً على خطوة عسكرية مهمه دعماً منه للشبان الأكفاء، حيث ولى شاباً في الثامنة عشرة من العمر قائداً لجيش إسلامي عظيم لمحاربة امبراطورية الروم ، ألا وهو أسامة بن زيد .
وكان على كبار القادة الذين خاضوا أصعب المعارك وأشدها اواراً ، ورفعوا راية الإسلام خفاقة فوق أعظم قلاع العدو استحكاماً ، وكذلك كان على أشجع الفرسان وأكثرهم بسالة ممن خبروا شؤون الحرب، وعلى وجهاء العرب والشخصيات الإسلامية البارزة الذين جدوا في أحلك الظروف لياقتهم وكفاءتهم، كان عليهم جميعاً ان يمتثلوا لأوامر رسول الله (صلى الله عليه وآله) ويشاركوا في هذا الحشد العسكري مطيعين أوامر قائد شاب ، وهذا ما كان يصعب عليهم تصديقه وتحمله.
فمثل هذا الاختيار قد أثار الدهشة والحيرة لدى كبار القادة والأمراء الذين تلقوا النبأ بكثير من التعجب والقلق وأخذوا يتبادلون نظرات الحيرة ، وأفصح بعضهم عما يختلج في نفسه وما يضمره قلبه (فتكلم قوم وقالوا: يستعمل هذا الغلام على المهاجرين الأولين؟!، فغضب رسول الله (صلى الله عليه وآله) غضباً شديداً ، فخرج فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال : أما بعد أيها الناس فما مقالة بلغتني عن بعضكم في تأميري اسامة ؟ ولئن طعنتم في تأميري اسامة فقد طعنتم في تأميري أباه قبله، وأيم الله إنه كان لإمارة خليقاً وإن أبنه بعده لخليق لإمارة)(1).
إن إصرار النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) على حماية الشباب الأكفاء ودعم مواقعهم كان له الأثر البالغ في أذهان عامة المسلمين ، وجعل الذين كانوا يخطئون في تقييمهم لجيل الشباب يلتفتون إلى جهلهم ويراجعون حساباتهم .
كان أبو أيوب واحداً من كبار شخصيات الأنصار وصحبة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وكان وفياً مخلصاً للإسلام مدافعاً عن لوائه وحريمه، شارك طيلة حياته في عدة حروب وغزوات جنباً إلى جنب مع جنود الإسلام ، (ولم يتخلف عن الجهاد إلاً عاماً واحداً فإنه استعمل على الجيش رجل شاب فقعد ذلك العام فجعل بعد ذلك يتلهف ويقول :وما علي من استعمل علي)(2).
ومن هذه القصص التاريخية الثلاث يتبين لنا بوضوح اهتمام الدين الإسلامي بجيل الشباب، وإذا ما شرعت بعض بلدان العالم اليوم بالتفكير في الاعتماد على الطاقات الشابة في إدارة بعض الأعمال المهمة وإشغال بعض المناصب الهامة ، فإن هذه البلدان لم تخطئ في قرارها ومنهجيتها وسلوكها ، لأن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) المعصوم عن الخطأ بفضل رعاية الله سبحانه وتعالى له ومباركته جل وعلا لمنهجيته قد أقدم على هذه الخطوة الأساسية قبل أربعة عشر قرناً وأناط بعض المناصب المهمة عسكرياً وغير عسكري إن على صعيد الداخل أو الخارج في دولة الإسلام الفتية بالشباب.
والجدير بالذكر أن الشرط الأساس لاختيار الشباب هو كفاءتهم ولياقتهم، فالشبان الذين انتخبهم الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) وعينهم في مناصب مهمة كانوا أكفاء من حيث العقل والفكر والذكاء والإيمان والعلم والأخلاق والتدبير وما إلى ذلك من الخصال الحميدة ، ولهذا لم يكن احتجاج الكهول ورؤساء القبائل على النبي الكريم (صلى الله عليه وآله) إلاً بسبب سن الشباب المنتخبين، إذ لم يقل أحد منهم إن من اختار الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) ليس بكفوء أو ينقصه العقل أو التدبر أو الإيمان أو الأخلاق أو ما شابه ذلك.
________________________
(1) البحار ج46 ص670.
(2) اسد الغابة ج2 ، (خالد) ص81 .