1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : التربية والتعليم : التربية الروحية والدينية :

أساس التربية في الاسلام

المؤلف:  الشيخ محمد تقي فلسفي

المصدر:  الشاب بين العقل والمعرفة

الجزء والصفحة:  ج1 ص330 ــ 333

2023-04-10

1170

لقد اعتمد الإسلام على قوة الميل إلى المعرفة والضمير والحس الديني اعتماداً كلياً لتعديل الميول النفسية وكبح الغرائز ، وأرسى قواعد منهجه التربوي على أساس قانون الخلقة ونظام التكوين الثابت.

والطريف في الأمر أن الميل إلى المعرفة الدينية يبدأ بالضهور في سن الـ 12 ، أي في نفس الفترة التي تبدأ فيها اضطرابات البلوغ بالتفاعل ، حيث لم تكن الغرائز قد تفتحت بشكل جيد بعد، ولم يقع مزاج الطفل أسير لشهوات وطغيانها ، وكأن الله سبحانه وتعالى قد أعد الوسيلة المناسبة لكبح الغرائز قبل أن تولد حتى وتطغى، وجعل من فترة البلوغ فرصة بمقدور الإنسان أن يستغلها في إعداد نفسه وتنمية الحس الديني في أعماقه .

ولكي يتحقق إرضاء الحس الإيماني والمعرفة الدينية لدى الفتيان، ينبغي الالتفات إلى نقطتين مهمتين، الاولى : هداية الحس الديني في نفوسهم هداية صحيحة ، والثانية : العمل على تنمية هذا الحس بالوسائل العلمية والعملية .

الدين السليم والدين العقيم :

يمكن أن نشبه الفتى وما يضمره في باطنه من ميل شديد إلى الدين والإيمان، بالطفل الجائع الذي يبحث عن الطعام لإشباع بطنه. فإذا أكل هذا الطفل طعاماً سالماً نما ظفره وقوي عظمه ، وإذا أكل طعاماً فاسداً تسمم وضعف وهزل ، كذلك الحال بالنسبة إلى الدين السليم والمنطقي ، فإنه يبعث على سعادة الفتى وهنائه ، أما الدين العقيم والباطل فإنه يودي به إلى الضلالة والشقاء ، وهداية الميول التي تحدثنا عنها سابقاً لن تكون صحيحة وسليمة ، إلا بتوجيهها منذ تفتحها وبروزها في أعماق الفتى إلى الإيمان بالله الواحد والدين الحق، وتطهيرها من كل الأوهام والمعتقدات الباطلة .

الشرك وعبادة الأصنام:

لقد بقيت عقول الناس وعلى مدى قرون طويلة أسيرة أوهام ومعتقدات باطلة من شرك وعبادة أصنام ، كانت تفرض عليهم بصور مختلفة باسم الدين ، وقد آمن غالبية الناس بهذه المعتقدات ، وأرضوا على أساسها ميولهم الفطرية إلى المعرفة الدينية، وذلك نتيجة جهلهم. ولكن هناك من جاهد لمعرفة الحقيقة ، فعرفها واستبدل دينه، وهناك من قمع الرغبة في المعرفة الدينية في نفسه، ليتحرر من كل قيد يربطه بدين أو مذهب.

وفي عالمنا. اليوم يواجه جيل الشباب مشكلة كبيرة فيما يخص الدين، رغم كل ما نشهده من تطور علمي وازدهار ثقافي ، فهناك تياران متضادان، الأول وهو تيار الأحاسيس الفطرية والميول إلى الإيمان والمعرفة الدينية، يجعل الشاب يندفع نحو الدين وتعلم مفاهيمه وأحكامه ، والثاني تيار المعتقدات الباطلة التي تسود الكثير من الأديان والمذاهب في العالم، هذا التيار يجعل الشاب يتردد في توجهه، لا بل ويشكك بالدين، ويسلبه الاستقرار والاطمئنان النفسي. ولم يستطع القادة الروحيون لمعظم الأديان والمذاهب في العالم إقناع الشباب بالمنطق الصحيح والاستدلال السليم ، وهداية ميولهم إلى المعرفة الدينية هداية صحيحة ، لأنهم هم أنفسهم يغوصون في مستنقع الخرافات والأوهام ، وبذا يفقد غالبية الشباب الثروة الروحية والإيمانية التي يمتلكون.

أزمة الشك :

«يسعى الشاب في المحيط الثقافي والفكري إلى إيجاد نوع من التوفيق بين معتقداته الدينية وما اكتسبه من معلومات علمية . ويواجه الشاب بين سن الـ 17 والـ 18 أزمة من الشك ، لأنه لم يستطع من خلال نظرته الناقدة للأمور أن يوفق بين المواعظ والآيات السماوية وكل ما يتعلق بالدين وبين الحقائق العلمية أو الأمور المتعلقة بالحياة العادية» .

«ولاحظ علماء النفس الكاثوليك أن هذه الأزمات تظهر في الحالات التي يكون فيها أسلوب التربية والتعليم الديني سطحياً وبدائياً ، حيث يصبح الدين كالثوب الذي يخلعه الإنسان متى ما شعر أنه يضايقه» .

«وبعد الخروج من هذه الأزمات يفقد الشباب إيمانهم أحياناً ، أو بالعكس يقوى إيمانهم ويشتد نتيجة استدلال منطقي ، وبعضهم يختار ديناً خاصاً دون اي تعصب»(1) .

إذن ، فالشرط الأول الذي ينبغي على الفتيان والشباب الذين يريدون إرضاء ميولهم الإيمانية والمعنوية الالتزام به ، هو العمل على هداية أحاسيسهم الإيمانية والدينية هداية صحيحة ، وإرضائها وفق التعاليم السليمة والبعيدة عن الأوهام والخرافات.

التعاليم الراسخة:

لقد جاء الإسلام ليؤكد في منهجه التربوي والأخلاقي على أهمية هذا الشرط ، معتبراً إياه بأنه ركن أساسي من أركان سعادة الإنسان ، حيث دعا أتباعه إلى التمسك بأكثر التعاليم رسوخاً ، تلك التي وردت في خير الكتب السماوية القرآن الكريم.

قال تعالى : {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} [الإسراء: 9].

لقد استهل الإسلام دعوته ومحاولته هدي الناس بالتأكيد على أهمية عقل الإنسان، داعياً الناس إلى التعقل والتفكر في سطور القرآن الكريم .

قال الله تبارك وتعالى: {لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [الأنبياء: 10].

______________________________

(1) ماذا أعرف ؟ البلوغ، ص120. 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي