x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
الشاب والحس الديني
المؤلف: الشيخ محمد تقي فلسفي
المصدر: الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة: ج1 ص290 ــ 293
2023-04-08
999
قال الله تبارك وتعالى في محكم كتابه: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ * ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ} [التين: 4 - 6].
القاعدة التربوية للشاب :
تعتبر معرفة الميول والرغبات الفطرية التي تكمن في ذات الشباب ، ومحاولة إرضاء كل منها بشكل معتدل وصحيح ، من أهم قواعد التربية لجيل الشباب. والمري الكفوء هو من يستطيع تحليل التركيبة النفسية الطبيعية للشاب من جميع الجهات ، ومعرفة ما يختلج في صدره من رغبات وميول، ومن ثم العمل على إرضاء كل منها بصورة سليمة ومنطقية.
إن تربية كهذه تتوافق ونظام التكوين وتتماشى مع قانون الخلقة، هي من أفضل أنواع التربية وأكثرها تأثيراً واستقراراً ، وبفضل هذه التربية يمكننا أن نصنع جيلاً صالحاً وكفؤاً من الشباب ، ونوفر لهم أسباب سعادتهم في الحياة.
ثمة عاملان رئيسيان يعتبران منشأ معظم انحرافات الشباب التي تودي بهم في النهاية إلى التعاسة والشقاء . العامل الأول ، هو قمع بعض من ميوله الفطرية وعدم الاهتمام بها . والعامل الثاني ، هو تمادي الشباب في إرضاء بعض من ميولهم ورغباتهم .
«يقول الدكتور كارل : ينبغي علينا أن نهتم من الآن فصاعداً بمسألة إحياء التعاليم العامة . فالمدارس والثانويات والكليات لم تستطع أن تبني رجالاً ونساء يكونون مؤهلين لإدارة دفة الحياة بشكل سليم ، والمدنية الغربية سائرة نحو الرذيلة والانحطاط ، فلا المدرسة ولا الأسرة قادرتان على تربية جيل يمكن اعتباره متمدناً» .
«إن سبب فشل التربية والتعليم في عصرنا هذا يعود إلى ندرة الآباء والأمهات الذين يتمتعون بوعي كبير وثقافة عالية ، واهتمام المربين بالقضايا الفكرية للشباب دون الاهتمام بقضاياهم الفيزيولوجية ومبادئ الأخلاق. وقد تجلى النقص التربوي لدى الشباب من خريجي المدارس والجامعات بوضوح خلال الأحداث التي شهدتها الأعوام الأخيرة ، ونحن نتساءل هنا، ما فائدة العلم والأدب والفن والثقافة والفلسفة لمجتمع يعصف به التشتت والضياع» .
«ولكي تبقى حضارتنا ومدنيتنا متواصلة، ينبغي على كل فرد من أفراد مجتمعنا أن يشمر عن ساعده ليواكب الحياة ليس وفقاً للأيديولوجيات بل حسب النظام الطبيعي للأشياء. ومن هنا تأتي أهمية إحلال مبدأ التعليم الشامل والجامع محل التعليم الذي لا يخرج عن إطار الفكر. وبعبارة أخرى نقول: يجب ان نسعى لإحياء وتنشيط كل الأساليب والمناهج والوسائل التربوية الموروثة ، لكي تساعدنا في تربية جيل يدرك حقيقة مجتمعه والعالم .
إننا نفتقر اليوم لمربين يعملون في مجال التربية والتعليم الشاملين. لذلك علينا وقبل أي شيء آخر أن نفكر بإيجاد مراكز ومعاهد لإعداد مربين يتعلمون فيها أساليب التربية الصحيحة ومنهاجها .
لأن من واجب المربي الناجح تكريس كل ما تعلمه لتفجير كامل الطاقات الكامنة في نفوس الأفراد من أدب ووقار وصدق وحس جمالي وديني وصور البطولة والشجاعة ، وعليه أيضاً أن يكون على اتصال مباشر ودائم بالأطباء النفسيين وأساتذة التربية البدنية والتنمية الفكرية وعلماء الدين الحقيقيين وأولياء أمور التلاميذ، وذلك من أجل العمل بكل ما يستحصل عليه من استشارات وآراء تخوله لأن يجعل من كل طفل كائناً متزناً ، عندها فقط تبرز أهمية المربي وتسمو مكانته في المجتمع»(1) .
احياء كل الرغبات:
يقوم المنهاج التربوي لجيل الشباب في الشريعة الإسلامية على قاعدة إحياء كل الرغبات والميول الفطرية ، وهدايتها نحو مسارها الطبيعي . فقد أولى رسول الله (صلى الله عليه وآله) أهمية بالغة لما في نفوس الشباب من رغبات وميول مادية ومعنوية، وحرص في كل توجيهاته ووصاياه ومواعظه على أن يوازن وينسق فيما بينها، ويعطي كلا منها حقها في بلوغ الإشباع وفق معيار صحيح .
__________________________________
(1) سبل الحياة، ص170.