الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
عود للحديث عن ابن ظافر
المؤلف: أحمد بن محمد المقري التلمساني
المصدر: نفح الطِّيب من غصن الأندلس الرّطيب
الجزء والصفحة: مج3، ص:312-313
2023-04-02
1323
عود للحديث عن ابن ظافر
ويعجبني من الواقع لأهل المشرق من ذلك قضية علي بن ظافر ، إذ قال(1): بين ليلة والشهاب يعقوب ابن أخت نجم الدين في منزل اعترفت له مشيدات القصور، بالانخفاض والقصور ، وشهدت له ساميات البروج ، بالاعتلاء والعروج، قد ابيضت حيطانه وطاب استيطانه ، وابتهج به سكانه وقطانه ، والبدر قد محا خضاب الظلماء ، وجلا محياه ، في زرقة قناع السماء ، وكسا الجدران
312
ثياباً من فضة ، ونثر كافوره على مسك الثرى بعد أن سحقه ورضه ، والروض قد ابتسم محياه ، ووشت بأسرار محاسنه ريتاه والنسيم قد عانق قامات الأغصان فميلها وغصبها مباسم نورها فقبلها وعندنا مغن" قد وقع على تفضيله الإجماع . وتغايرت على محاسنه الأبصار والأسماع ، إن بدا فالشمس طالعة ، وإن شتدا فالورق ساجعة، تغازله مقتلة سراج قد قصر على وجهه تحديقه ، وقابله فقلنا البدر قابل عيثوقه ، وهو يغار عليه من النسيم كلما خفق وهب ، ويستجيش عليه بتلويح بارقه الموشى بالذهب ويديم حرقته وسهده ، ويبذل في الطافه طاقته وجهده ، فتارة يضمخه بخلوقه ، وتارة يحليه بعقيقه ، وأونة" يكسوه أثواب شقيقه ، فلم نزل كذلك حتى تعيس طرف المصباح ، واستيقظ نائم الصباح ، فصنعت بديها في المجلس ، وكتبت بها إلى الأعز بن المؤبد رحمه الله تعالى أصف تلك الليلة التي ارتفعت على أيام الأعياد ، كارتفاع الرؤوس على الأجياد ، بل فضلت ليلات الدهر ، كفضل البدر على النجوم الزهر :
غبت عني يا ابن المؤيد في وقت شهي يلهي المحب المشوقا
ليلة ظل بدرها يلبس الجد ران ثوباً مفضضاً مرموقا
وغدا الطل فيه ينثر كافو را فيعلو مسك التراب السحيقا
وتبدى النسيم" يعتنق الأغ صان لما سرى عناقاً رفيقا
بت فيها منادمـا لصديق ظل بين الأنام خلا صدوقا
هو مثل الهلال وجها صبيحاً ومثال النسيم ذهنا رقيقا
وغزال كالبدر وجها وغصن ال بان قد أو الحمرة الصرف ريقا
مظهر للعيون ردفا مهيلا وحشاً ناحلا وقداً رشيقا
إن تغنى سمعت داود، أو لا ح تأملت يوسف الصديقا
وإذا قابل السراج رأينـا منه بدراً يقابل العيوقا
وأظن الصباح هام بمرآ ه فأبدى قلباً حريقاً خفوقا
313
هو نجم ما لاح في الحدر كافو ر بياض إلا كساه خلوقا
ما بدا نرجس الكواكب إلا قام من نومه يرينا الشفيقا
وإذا ما بدت جواهرها في الج وأبدى في الأرض منهم عقيقا
وجعلنا ريحاننا طيب ذكرا ك فخلناه عنبراً مفتوقا
ذاك وقت لولا مغيبك عنه كان بالمدح والثناء خليقا
قال : فأجاب عنها من الوزن دون الروي :
قد أنني من الجمال قصيد يا لها من قصيدة غراء
جمعت رقة الهواء وطيب ال مسك في سبكها وصفو الماء
فأرتنـا طباعـه وشـذاه والذي حاز ذهنه من ذكاء
سيدي هل جمعت فيها اللآلي يا أخا المجـد أم نجوم السماء
أفحمتني حسنـا وحـق أيادي لك التي لا تعد بالإحصاء
فتركت الجـواب والله عجزاً فابسط العذر فيه يا مولائي
هل يسامي الثرى الثريا وأنى يدعي النجم فرط نور ذكاء
ــــــــــــــــــــــــــــ
1- البدائع 2: 206