الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
ابن جاخ والمعتمد
المؤلف: أحمد بن محمد المقري التلمساني
المصدر: نفح الطِّيب من غصن الأندلس الرّطيب
الجزء والصفحة: مج3، ص: 607-608
2023-03-16
1539
ابن جاخ والمعتمد
قال علي بن ظافر(1): وأخبرني من أثق به قال : ركب المعتمد على الله أبو القاسم ابن عباد لنزهة بظاهر إشبيلية في جماعة من ندمائه ، وخواص شعرائه ، فلما أبعد أخذ في المسابقة بالخيول ، فجاء فرسه بين البساتين سابقاً، فرأى شجرة تين قد أينعت وزهت وبرزت منها ثمرة قد بلغت وانتهت ، فسدد إليها عصا كانت في يده فأصابها ، وثبتت على أعلاها ، فأطربه ما رأى من حسنها وثباتها، والتفت ليخبر به من لحقه من أصحابه ، فرأى ابن جاخ الصباغ أول من لحق به فقال: أجز:
كأنها فوق العصا
فقال :
هامة زنجي عمى
فراد طربه وسروره بحسن ارتجاله، وأمر له بجائزة سنية.
قال علي بن ظافر(2): وأخبرني أيضاً أن سبب اشتهار ابن جاخ(3) هذا أن الوزير أبا بكر ابن عمار كان كثير الوفادة على ملوك الأندلس ، لا يستقر ببلد ولا يستفزه عن وطره وطن ، وكان كثير التطلب لما يصدر عن أرباب المهن ، من الأدب الحسن ، فبلغه خبر ابن جاخ هذا قبل اشتهاره ، فمر علي حانوته وهو آخذ في صباغته ، والنيل قد جر على يديه ذيلا ، وأعاد نهارهما ليلا ، فأراد أن يعلم سرعة خاطره فأخرج زنده ويده بيضاء من غير سوء وأشار إلى يده ، وقال :
كم بين زند وزند ؟
فقال :
ما بين وصل وصد
فعجب من حسن ارتجاله ، ومبادرة العمل واستعجاله وجذب بضبعه وبلغ من الإحسان إليه غاية وسعه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- البدائع 1 : 66 – 67 .
2- المصدر نفسه : 67 .
3- ب م : ابن جامع حيثما وقعت، وهو خطأ .