x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
الوعي الديني لدى الشباب
المؤلف: د. علي القائمي
المصدر: تربية الشباب بين المعرفة والتوجيه
الجزء والصفحة: ص157ــ164
2023-03-01
2198
كل علماء النفس يربطون بين البلوغ وبروز العواطف الدينية حتى انهم يقولون أن الحركات الدينية تلاحظ عند البعض ممن كانوا مسبقاً غير مهتمين بتعاليم الدين اذ تستفيض نزعات الايمان فيتجه لإدراك مفاهيم الدين وتصوراته. فمن هو خالق العالم... وما هي العبادات وما الموت والحياة وما هي فلسفة الوجود.
ان تفتح التوجهات الدينية يقود للبحث عن الحق واتباع الحقيقة وتشجع الشباب في هذا السن على الزهد والعبادة ويجتهدون في طرق ابواب المعرفة.
تشتد عند الشباب حالة الارتباط بالله وتختلف عما كانت عليه في السنين السابقة. اذ تظهر مظاهر التعبد ويمسون كأي متصوف من حيث العبادة والزهد.
فعلاقة الانسان بالله وقبل هذه السن تكون غير مفهومة الا انها تصبح لديهم واضحة ويبدؤون بالارتباط بالأبعاد التي يعرفونها عن عالم الدين ونلاحظ استغراقهم في العبادة. واحياء الليل. والبكاء وربما تفرح والديهم اذا كانوا متدينين أو تقلق آخرين.
ولا شك بأن هذه الحالات مهمة ولكن بالنسبة لدوامها لابد من الانتظار. اذ ربما رأينا في السنين القادمة أوضاع مغايرة وغير متوقعة وطبعاً أن عوامل متعددة تقف وراء التغيير.
وكما يرى بعض علماء النفس أن هذه العواطف تبرز في حدود سن (١٦) سنة اما اخربن فيقولون أن سن (١٢) سنة هو الذي تبدأ فيه تلك العواطف ومع مرور الاعوام فإنها تبدأ تتركز، وكلما اشتدت فان دور الايمان يتضاعف في افكاره وافعاله.
في هذا الصدد توجد اراء متعددة ومتناقضة احياناً من قبيل اراء فرويد التي تقول بأن اليأس في الجنس المخالف هو الذي يسبب بروز هذه العواطف اذ يلجأ الانسان إلى الله وبيته... وينسى انها تظهر حتى عند المتزوجين. ومن وجهة نظرنا وبقية الالهيين فان هذه العواطف تتولد عند الحاجة الروحية وتنبثق عن الفطرة الانسانية. وهي طبعاً لا تحتاج الى تعلم وتدريب وتوجد عند كل انسان وهناك جوانب تؤكد هذه الحقيقة، كالصدق، والامانة، والطهارة، والعدالة، والشهامة، والاحسان و...
هذه الجوانب توجد في الانسان بصورة فطرية وعندما تستفيض فيه فإنها تحفزه للبحث عن الحقائق فيما يتعلق بالخالق وقضايا الدين وفيما يتعلق بقدرة الله فإنها تخلق حالة التواضع امامها.
فقيم ما وراء الطبيعة والدين إلى جانب المثل الأخلاقية لدى الشباب تخلق سلوكية خاصة تبدو لدى الاخرين كحركة دينية تلاحظ عند الشباب ممن نشأ حتى في أوساط العوائل غير المتدينة وربما قبل العوائل الأخرى احياناً.
وهي تكون عند البنات مترافقة مع افكار الزهد التي قد تلوح كالهامات دينية دقيقة وحتى ادق مما هو عند الكبار.
لشدة حب الشباب للدين فانهم يشاركون في الاجتماعات والابحاث والحوارات التي تدور فيها ولهذا فان دور التجمعات والمنظمات الدينية أمر حيوي ومهم.
وفي هذه الاجتماعات تبرز العواطف الدينية حتى أن لم يمارسون الشعائر الدينية فإنهم في اطار هذه الاجتماعات يشرعون بأداء الشعائر.
ويتميز هؤلاء في كل الأعمال والبرامج بجانب افراطي أو تفريطي حتى في العبادة واحياء الليل، فقد نراهم يواظبون على أداء كل المستحبات أو يتخلون عن كل اللذائذ ويتجهون الى الزهد، وطبعاً أن توجه من هذا النوع ليس محباً كثيراً للشباب وقد يؤدي إلى عوارض غير مقبولة.
ان العلاقات مع المتدينين مفيدة جداً وذات أثار مهمة على السلوك.
وعلى المربين أن يلتفتوا الى تلك الأهمية وأن يسعوا إلى الاستفادة منها في التربية عن طريق تطوير الميول الفطرية.
• فوائد قوة الايمان:
لقوة الايمان فوائد كبيرة بالنسبة للشباب يمكن أن تعدد منها ما يلي:
- انها ضمانة تفيد التعاليم الدينية والاجتماعية.
- انها تؤدي إلى التقليل من المخالفات والتصرفات غير المطلوبة.
- انها عنصر للتطور والاستقلال والثقة بالنفس.
- عنصر لضبط الحرية وتقيدها بقيود معقولة.
- انها تنمي الطاقة الروحية والتقدم نحو الاهداف.
- سبب للاطمئنان وزوال الاضطراب والتشويش.
- ثم انها تسبب بناء شخصية - الشباب الانسانية - وتهيئتهم للانسجام مع المجتمع.
وفي حالة الافتقاد إلى الايمان فإننا نستطيع تخيل حجم الاضرار والمخاطر اذ يهوون كالغراقى في المشاكل والتيه.
• ظهور الشكوك:
يعاني كثير من الشباب من الشكوك في صحة العقائد والأفكار الدينية. مع انهم لا يصنفون ضمن اللا دينيين ولا يريدون أكثر من التأكد من صحة ما يدينون به ويريدون الاستفادة من القوى العقلية التي لديهم في التحقق من الدين واكتشاف جوهره أو أن يتوصله إلى تفاسير جديدة لكل ذلك.
ان الشاب يشك بالمعتقدات التي لقنها له الاباء والمعلمين انه يظن انهم لم يعلموه الاسلام كما هو وكما يجب أن يتم التعليم فضلاً عن رفضه لسؤال الاخرين لاعتقاده بأن ذلك يحطم كبرياء ولهذا فان وظيفة المربين نفرض عليهم الاجابة هذه التساؤلات.
واحياناً نرى الشاب يتخوف من طرح الاسئلة لأن ذلك قد يقود إلى الصدام بالمتعصبين الذين ربما اتهموه بالإلحاد.
وهكذا فان الشباب يعيشون مرحلة ازمة بالنسبة للإيمان والعقيدة اذ يرى التعارض بين المعارف السابقة والحالية. ولهذا فان احتمال تغيير العقلية في هذه المرحلة كبير جداً على الخصوص أن القيم الدينية والدنيوية من وجهة نظرهم معقدة جداً مفعمة بالمجاهيل.
لقد كبروا الشباب واصبحوا رجالاً ونساءً يتوقع منهم الجميع الاطلاع على بعض المعارف والعلوم الدينية كما انهم ينطرون في انفسهم، الاطلاع على تلك المعارف. بينما لا يرون في انفسهم مثل هذا الاطلاع بل أن رؤوسهم تزدحم فيها عشرات الاسئلة التي يعجزون عن الاجابة عليها.
أن المراهق والشاب قد لا يفهم الكثير من المسائل الاسلامية كما انه لا يستطيع بجعل الاستدلال على الفروع والاصول. فالموت والحساب والجنة والنار بالنسبة له معضلات، فانه لا يعرف الحياة بعد الموت لذا فإنه يعاني من الحيرة ولا يميز بدقة بين الخير والشر والطريق القويم من الطريق غير القويم. ويتمنى أن يعرف ما يجهله من اسرار الوجود.
انه يريد ان يعرف كيفية الاستفادة من البرنامج الاسلامي، ماذا يفعل لكي يصبح مسلماً ويصل إلى النعيم؟ بماذا سيجازئ على الذنوب التي ارتكبها؟ كيف ستكون العدالة الالهية؟ كيف سيطبّق التعاليم الاسلامية في المجتمع؟...
هذه الاسئلة واسئلة اخرى تشغل ذهنه باستمرار وإذا علم بوجود مكان يحصل فيه على اجوبة لتساؤلاته فإنه يسرع اليه وإذا ادعت جماعة امتلاك هذه القدرة فإنه يلجأ اليها ايضاً.
تجب عملية التوجيه من منطلق اسلامي أو انساني، فان الفطرة تدعو لاكتساب المعرفة وإذا لم يضطلع الاباء والمربين بهذه الواجبات فمن ذا الذي سيضطلع بذلك؟
ان الشاب في هذه السن يحتاج إلى معلومات واضحة عن الله والدين، لأن روح معرفة الحق تدفعه للحصول على المعلومات لذا فإنه يبدي رغبة بقراءة الكتب الدينية بهدف اكتشاف اسرار الوجود.
تقع على المربين مسؤولية توجيه الشباب واطلاعهم على الكتب التي تتفهم في هذا المجال أو المحاضرات الجيدة التي تطرح مفاهيم دينية صحيحة.
لا شك بأن المدارس يتوجب أن تحتوي على كتب دينية تدرس خلال المناهج الدراسية إلى جانب الكتب العلمية، وأن نلقن الشباب المفاهيم بما يتلاءم ومدى تفكيرهم، كما يجب في الجانب العملي أن نعلمهم التقوى والتفكر والشجاعة والزهد.
• انخفاض المحبة:
عند المراهق يوجد فراغ في الجانب الديني. فإذا ملأناه فإنه يرتاح ويطمئن، اما إذا لم يحصل ذلك أو تم ملئه بمعلومات غير منظمة فإننا سننتظر نتائج غير مطلوبة.
فالشاب حينما يواجه الاقران ويعجز عن تقديم عقيدته بطريقة منطقية فإنه سيشعر بأن كرامته قد هدرت وعندئذ لا يجد سبيلاً للحفاظ عليها سوى انكار علاقته بالدين وهذه علامة على الاحساس بالنقص امام الاخرين.
وعندماً يؤدي العبادات فإنه ينتظر من الله مكافأة اذ يعتقد أن احياء الليل والصلاة والصيام يعطيه منزلة عند الله تجعل كل ادعيته مستجابة فوراً وبدون تأخير. ونحن نعلم ان الله يستجيب الادعية تبعاً للمصلحة ولا نرى ان الله يستجيب كل الادعية. فانتظار الاجابة وقلة الوعي الديني بسبب قلة الايمان وضعفه.
• الاستفادة من الحماس الديني:
من الواجب دينياً تزويد الشباب بالمعلومات اللازمة لخلق الوعي الصحيح، فلابد من السعي أن تقدم له معلومات بطريقة مقبولة ولكن صحيحة عن الايمان والعقيدة والمبدأ والمعاد. بواسطة الاجابة السليمة عن الاسئلة التي تدور في ذهنه، وباختصار ملأ الفراغ بنحو معقول ولائق بالاستفادة من الحماس الديني لدى الشاب.
كما يجب الاستفادة من هذا الحماس في اصلاحه وارشاده وتوفير سبل كماله وسعادته مراعاة لمصلحة الفرد والمجتمع ولابد أن نضع الشاب على طريق التعاون، والتحرر والنضال ضد الاستغلال ونوفر له مستلزمات التسامي والنمو.
هذا العمل أن تم عن طريق المربين الخيرين والحريصين، فان الشاب ومجتمعه سينالان الخير لأن أي خطر يتعرض له الشاب سيصل إلى المجتمع أيضاً.