1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : الحياة الاسرية : مشاكل و حلول :

عيوب النطق والكلام / التلعثم

المؤلف:  د. محمد أيوب شحيمي

المصدر:  مشاكل الاطفال...! كيف نفهمها؟

الجزء والصفحة:  ص59 ــ 63

2023-02-22

1071

هذه ظاهرة منتشرة بكثرة في معظم بلدان العالم، وعلى مختلف المستويات الثقافية والاجتماعية حتى إنه في الولايات المتحدة الأميركية وحدها حسب تقرير مؤتمر البيت الأبيض حوالي مليون تلميذ وتلميذة من مجموع التلامذة البالغ عددهم (30 مليون)، يعانون نقصاً في كلامهم(1)، وقد تبين للدكتور مصطفى فهمي أنه في القاهرة وحدها نسبة 7%، عن التلاميذ يعانون من عيوب النطق، وهذه ظاهرة ملفتة جديرة بالدراسة .

يصاب الأطفال بالتلعثم أمام من هم أكبر سنا أو أعظم شأناً منهم، وفي المواقف الجديدة، وهذا أمر يصيب حتى الكبار، فنحن في المواقف الجديدة الصعبة، حيث نتعرض لخبرات جديدة ولأول مرة يعترينا الخوف فالتلعثم، فيحمر الوجه والأذنان، وترتجف اليدان، ويجف الحلق وتتسارع دقات القلب - ويتصبب العرق - والنقد يزيد الحالة سوءاً ولا سيما إذا كان نقداً جارحاً، ثم إن نفور الوالدين من كلام أولادهم يثبت لديهم عدم الثقة بالنفس وتضعف قدرتهم على التغلب على هذا النوع من المشكلات. وغالباً ما يعوض مثل هؤلاء الأولاد بالتمارين الحسابية المكتوبة على الورق، وغالباً ما يكونون من ذوي القدرات العقلية الجيدة. وأفضل العلاجات، هو ألا نتكلم أمام الطفل المصاب عن يأسنا من حالته وحزننا عليه بسبب هذا التلعثم، أو أن نظهر العطف والشفقة والرثاء فهذا يثير غيظه، ويجعله يعتبر الأمر على أنه مصيبة كبرى. ولا بأس من إعطائه الفرصة للكلام وشرح ما يجول في خاطره أمام مشهد معين، أو يطلب إليه سرد حادثة جرت له مع أحد الأصدقاء، أو سرد قصة سمعها أو قرأها مع وجوب الإصغاء له إصغاء جيدا وتشجيعه وعدم السخرية منه، ومنحه الثقة بنفسه، وإظهار الاستحسان لما يقوله، وما يعرضه بشرط ألا يبدو ذلك منا أمراً مصطنعاً أو موقفاً اختبارياً لأنه في هذه الحالة تصدر عنه مقاومة لا واعية، بالإضافة إلى ما يعتري أي إنسان يوضع في موقف اختبار، حيث تساوره مخاوف الإحباط والفشل.

أما في المدرسة فالمسؤولية هي مسؤولية المدرس، الذي عليه أن يتودد إلى هذا الطفل ليجعله قريباً منه، فلا يخاطبه من على منصته العالية في غرفة الصف، بل يقترب منه ويلاطفه دون أن يستعجله بالكلام ويطيب خاطره، وهكذا مرة بعد أخرى فيتحرر من تلعثمه، وبزوال الرهبة تزول مسببات التلعثم، وعلى المدرس أن يكثر من توجيه الأسئلة إلى هذا الطفل بمناسبة أو بغير مناسبة، ومن تشجيعه على الظهور في الاجتماعات العامة ومواجهة الناس.

بعض علماء النفس يشيرون إلى ضرورة تعليمه، ويجب تمرينه من ناحية أخرى على عمليتي التنفس (الشهيق والزفير) في الهواء الطلق ولعدة مرات ويقترح بعض المربين إطلاق الصرخات كما في البرامج الكشفية (. . .) آ...، آ...، آ...، ومن المعروف أن من يملأ رئتيه بالهواء يستطيع الكلام لمدة أطول من ذلك الذي لم يملأها.

حاول بعض العلماء إجمال أسباب التلعثم بالتالي:

1- الخوف، حيث تتقلص أعصاب الحنجرة عند الموقف المخيف، فلا يقوى المتلعثم على الكلام وتبقى هذه الحالة حتى تزول الأسباب المؤدية إلى الخوف.

2- نقص التنفس، كما في حالات الربو.

3- عدم ضبط مخارج الحروف وتنسيقها، فكثيراً ما ينطق الطفل المتلعثم بحرف قبل الاخر فيقع في التحريف والتصحيف (كما يسميه علماء اللغة) من أجل ذلك يجب أن يدرب على القراءة الصحيحة والتعبير الصحيح السليم منذ الطفولة الأولى.

4- وقد يعود الأمر إلى نقص في المحصول اللغوي الذي تجمع للطفل لسبب أو لآخر، فهو عندما يطلب إليه التعبير عن أمر ما يكون كمن يفتش في اللغة الأجنبية (فيظل يتردد ويستغرق بعض الوقت حتى يعثر على الكلمة أو الجملة التي تفي بالغرض)(2).

5- عامل الوراثة: ولكن العلماء يرون أن عامل الوراثة عامل ممهد وليس عاملاً مسبباً بطريقة مباشرة.

وينصح علماء التربية بعدم استعجال الأطفال أثناء الكلام وتركهم يعبرون عن أفكارهم بهدوء، وعدم إرغامهم تحت طائلة التهديد على النطق السليم.

وترى بعض المربيات أن من أهم الأمور بالنسبة للطفل في هذا المجال (تشجيعه على الكلام وتلافي كل ما من شأنه أن يثبط همته وأن نمتنع تماماً عن أي توبيخ أو عقاب وتحديد فترة معينة لتصحيح الكلام تدريجياً)(3).

فلا بأس من ترك الطفل يتكلم بحرية على قدر استطاعته دون مقاطعة بالتعليق أو بالنقد لأن محاولة الطفل التعبير عن نفسه تساعده على بناء الثقة بها، بعد أن تكون هذه الثقة قد تعرضت للاهتزاز بفعل احتكاكه مع أقرانه من الصغار في الملعب والمدرسة. ولا بأس من خلق الظروف الموآتية له بالنجاح فيما لا يتصل بالكلام مباشرة وذلك بتشجيعه على ممارسة بعض الألعاب أو الأشغال اليدوية، وكل نجاح يحرزه في هذه الألعاب أو النشاطات من شأنه أن يحرره من عقده الكلامية، فيفكك عقداً من لسانه وأكثر عيوب الكلام انتشاراً، حذف بعض الأصوات كالنطق بكلمة (كلب) على أنها (كب) والنطق بكلمة (حمار) على أنها (حماي) وهذا لا يعتبر عيباً إلا إذا كان مستمراً وظاهراً إلى درجة أنه لا يفهم على حقيقته وغالباً ما يكون الأطفال الذين يعانون من ضعف السمع. يسيئون النطق، لأن تعلم الكلام هو نتيجة لترديد الأصوات التي يسمعها.

وفي حال وجود خلل أو تمزق في سقف الحلق، أو أي عضو آخر من أعضاء النطق فإن الجراحة اليوم استطاعت أن تعوض للطفل ما أفقدته طبيعة تكوينه وإعادته إلى حالته السوية. من أجل ذلك فالاهتمام بالأسنان الأولى أمر ضروري حتى بالنسبة للطفل السليم، إذ من الخطأ الظن أنه لا داعي للاهتمام بها طالما أنها أسنان الحليب وهي ستسقط لتستبدل بغيرها من الأسنان الدائمة. والحقيقة أن الطفل يحتاج إلى أسنان جيدة طيلة أطوار نموه. وفي سبيل إجادة عملية النطق يجب تشجيع الطفل على المناغاة، واستعمال جهازه الصوتي كيفما اتفق له ذلك، ويجب التحدث إليه لكي تتكون هناك ألفة مع الكلمات التي يسمعها وينطق بها، كذلك يجب الاهتمام بتعويد الطفل على المضغ السليم، وذلك لأن تصحيح تركيب فك الطفل يحتاج إلى درجة عالية من المهارة الفنية.

والتدريبات الكلامية المتخذة بمثابة علاج للأطفال الذين يعانون من عسر النطق شأنهم شأن من يتلقى دروساً في الموسيقى، وتصل هذه التدريبات أحياناً إلى درجة مضحكة وكأنها نوع من أنواع اللعب، لكنها تصبح ذات فائدة كبيرة بعد التكرار.

وبشعور الطفل بأنك ترثي لحاله، يتألم ويشعر بالنقص، وتموت الدافعية في داخله (ومن مصلحة هذا الطفل أن تعامله كما تعامل أخوته أو كما تعامل أي طفل آخر، لأنه كأي طفل آخر من حيث التكوين، وما به ما هو إلا أمر عرضي)(4).

ولا يجب إظهار الاستعجال أو القلق، فالسن الذي يتكلم فيه الأطفال يتفاوت بين طفل وآخر لأن لكل طفل معدله الخاص في النمو العام.

وقد يكون سبب تعثر النطق عائداً إلى أسباب تربوية، فالوالدان اللذان يتطلعان إلى مستويات لأطفالهم يرهقونهم بأعمال تفوق طاقتهم فيثبطون عزيمتهم فيمتنعون - كردة فعل معاكسة - عن القيام بأية محاولة، فلا يبذلون الجهد المطلوب للكلام بطلاقة وفصاحة تامين.

ويهمل بعض الأهل نواحي الاستشارة عند الأطفال لتشجيعهم على النطق السليم، أو لا يتحدثون مع الطفل ويستمعون له، ويحاورونه، ويشعرونه بالإصغاء إلى حديثه ويفهمون ما يقوله ويتحسسونه. ثم إن تدليل الأطفال، أو تلبية كل رغبة من رغباتهم، تجعل الطفل في حالة لا يشعر معها بضرورة الإكثار من الكلام، وغالباً ما يبدو ذلك في حالة الطفل المصاب بمرض لمدة طويلة. ولا شك بأن بناء ثقة الطفل بنفسه له تأثير كبير وخاصة أثناء الكلام في الأمور الهامة، فعليك أن تؤكد له أنه يتكلم جيداً وأنك تتابع حديثه نقطة فنقطة (وعندما يتكلم الطفل يجب الامتناع عن التهديد والتصحيح والزجر، واحذر من أن يتبين الطفل عدم اهتمامك بالإصغاء إلى ما يقول، إذ يجب إشعاره بأهمية ما يقول)(5). ودعه يسترسل في كلامه واترك له الفرصة لإعداد الكلمات التي سيجيب بها على سؤالك له. ومن المفيد كذلك أن يرتفع صوت الطفل في القراءة، وأنت تسمع له ليتعود على وجود مستمع، أو لا ترى كيف يغير الطفل من قراءته ويرتبك عندما يكون في قراءته منفرداً ثم يفاجأ بإصغائك له من طرف خفي فيغير من لهجته ومن قراءته، فيتعلثم ويضطرب قليلاً!!.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ د. مصطفى فهمي، مجالات علم النفس (سيكولوجية الأطفال غير العاديين) ص 99.

2ـ محمد السيد الهابط، حول صحتك النفسية، ص 171.

3ـ م. سترن. الزاكاستنديك، الطفل العاجز، ص 200.

4ـ المصدر السابق، ص 210.

5ـ المصدر السابق، ص 223. 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي