x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
الالمام بالبعد الجسمي والغرائز لدى الشباب
المؤلف: د. علي القائمي
المصدر: تربية الشباب بين المعرفة والتوجيه
الجزء والصفحة: ص61ــ68
2023-02-15
948
تبرز ومنذ بداية سن البلوغ جملة من التغييرات السريعة والمهمة على جسم المراهق، تثمر عن مزاج جديد . فالتغييرات الجسمية وشروع نشاط الغدد تسبب زوال التعادل النفسي الذي يرافق مرحلة الطفولة وتجعل المراهق يواجه مرحلة جديدة من العمر لم تكن في الحسبان. تساهم بدورها ايجاد تغييرات في سلوك الشاب وموقفه من الاخرين واحداث ثورة كبيرة في شخصية الناشئ وقد يطلق بعض الافراد على هذا التغيير الجذري في سلوك الشاب اسم «الاختلال النفسي والسلوكي».
• نمو الجسم:
في هذه المرحلة، يكون نمو الجسم اكثر سرعة من المراحل الاخرى، اذ ان مرحلة البلوغ هي مرحلة النمو الجسمي الأوسع، اذ وكما يقول علماء النفس ان النمو السريع الى الحد الذي تغدو ملابس الاسبوع الفائت ضيقة الحجم.
ويستمر هذا النمو المتسارع الى ان يتوقف في الرابعة والعشرين من العمر علماً ان النمو الجسمي عند البنات اسرع مما هو عليه عند البنين. ومن اعراضه عند البنين توسع حجم الحنجرة اذ يتضاعف حجم الاوتار الصوتية الى ضعفين فيخشوشن الصوت، وهذا لا ينحصر عند البنين لكنه يكون عند البنات بشكل بطيء وغير ملحوظ.
ان العوارض التي تنشأ اثر نمو الجسم تنبه الشاب من انه دخل مرحلة جديدة يقتضي ان يفتح لها حساباً خاصاً بها .
ان السيطرة على اعضاء الجسم جداً لازمة في هذه المرحلة لئلا تسبب مشاكل للشاب، اذ ان طول القدم قد صار اكثر من الايام القليلة السابقة، لذا يتعثر المراهق ببعض الحاجات والاشياء، أو انه يريد ان يتمازح مع اصدقائه فيحرك يده لكن دون ان يقصد ترتطم اليد بوجه أحدهم وما شابه من هذه الحوادث الناشئة اثر نمو اعضاء الجسم.
• وزن وقدرة الجسم:
مع نمو اعضاء الجسم يزداد وزن الجسم وتتضاعف قدرته، ويكون ازدياد الوزن مشهوداً في السنتين الاولى من مرحلة البلوغ اذ يزداد حجم الجسم احياناً الى ١٦ كيلوغرام اما من ناحية القدرة الجسمية فإنها تتضاعف باستمرار وهي عند البنين اكثر قدرة من الفتيات، ويمكننا ان نعد قدرة فتى في الثامنة عشر من العمر ضعف قدرة فتاة في نفس العمر، ازاء هذه القدرة والقوة الجسمانية يصاب المراهق بالحيرة فهو لا يدري كيف يتصرف بها وكيف يوظفها، لذا فهو غالباً ما يبدها بأمور تافهة كأن يركض لا على التعيين، ويبرز عضلاته بين الفينة والاخرى، ويحاول ان يمارس نشاطا متعبا وهو في حالة تعب شديدة. علماً ان دور التغذية مهم جداً في هذه الفترة اذ يساعد على برمجة الطاقة الجسمانية.
• التغيرات الجسمية:
في هذه المرحلة يزداد طول المراهق وتبرز عضلاته، تتخذ عظام الجسم بالاتساع علماً ان اتساعها طولياً اكثر بكثير من اتساعها عرضياً.
كما ينمو الشعر على بعض اعضاء الجسم وتشير الى الدخول في عمر النضج التام، كما تبرز النهدين عند الفتيات مثلاً، اما اتساع الخصر عندهن فيشير ذلك الى ان الفتاة اصبحت قادرة على الحمل والانجاب.
ومن التغيرات ايضاً نذكر تغيير الصوت اذ يصبح عند البنين غليظا، ونمو الشعر فوق الشفة العليا. وفي هذه الفترة تظهر حالة الاحتلام عند الشبان وحالة الاستحاضة عند الفتيات.
• بخصوص التغذية:
ان الامور المرتبطة بالغذاء تشهد تحولاً كبيراً، وعلى حد تعبير احد العلماء يصبح المراهق في هذه الفترة ذات شهية كبيرة تجعله لا يمضغ الطعام بل يبتلعه، ويكون جائعاً باستمرار اذ يشعر بالجوع بعد مرور فترة وجيزة على فترة الافطار الصباحي وهكذا هو الحال يبعد تناول وجبة الغذاء – ظهراً - كما يتناول الشاب وجبة طعام مفصلة في العشاء.
علما ان لساق القدم دورا في تناول وجبات كثيرة من الطعام ويطلق عليها الاطباء بالمعدة الثانية للدور الذي تقوم به في هضم الطعام.
ان انفتاح الشهية لتناول الطعام ورغم كونها احدى الخصائص المشهودة في سن البلوغ، لكنها ليست بقاعدة ثابتة اذ نشهد الكثير من الراشدين في هذه المرحلة يعانون من انغلاق الشهية الى حد يجعلهم يصومون ليدرؤا عن انفسهم ملامة الوالدين بسبب عدم تناولهم للطعام. وهناك بعض الراشدين تكون شهيتهم مفتوحة للطعام واحياناً مغلقة تماماً.
• العوارض الصحية عند الراشدين:
تعتري جملة من الامراض والعوارض الصحية حياة الراشدين والشباب في هذه المرحلة وتسبب لهم الكثير من الالام والمتاعب. بعض هذه الامراض هي امراض جسمية وبعضها الاخر أمراض نفسية. كما تبرز جملة من التغيرات التي تشمل المزاج والسلوك.
ان منشأ بعض هذه الامراض هو ان حواس الشاب تتحرك بمجرد دافع بسيط، وبما انه لا يكتفي بالهياج المعتدل لذا يحاول ان يوجد لنفسه بعض الدوافع التي تثير مزاجه وسلوكه بشكل حاد كالعطور ذات الروائح الحادة والمأكولات ذات الطعم الحار او حلويات ترتفع فيها نسبة السكر كما ان غياب الجاب العاطفي يوجد خللاً عاطفياً ونفسياً كبيراً يرهق الشاب ويسبب له الكثير من المتاعب. خصوصاً وان توقعات الشاب من الحياة وآماله كبيرة للغاية.
ان النمو السريع للغرائز هو احد مسببات ظهور بعض الاختلالات الصحية والمزاجية، كما ان عجز الغرائز عن اداء وظائفها يسبب بعض الامراض عصبية والكسل النفسي.
ثمة غرائز كثيرة تباشر نشاطها منذ بداية سن النضج والبلوغ، فنشاهد الشاب يبدي مشاعراً مرهفة تجاه الامور الجميلة وتجاه الجنس الاخر، كما تجتاحه رغبة عارمة للانتماء لكل ما هو جميل وبديع، كما يسعى باستمرار لتكوين الظرف الذي يشعر فيه باللذة والطمأنينة، إلا ان التطرف في الحصول على اللذة يأخذ مساراً منحرفاً في بعض الاحيان كلجوء بعض المراهقين الذين يستعسر عليهم الزواج الى ممارسة العادة السرية.
ان للغريزة الجنسية في هذه المرحلة سلطتها على باقي جوانب حياة المراهق فهي تسيطر احياناً على قدراته الفكرية واستعداداته. كما تقوم بتغذية حب الجاه والمنصب عند المراهق؛ وكل ما يلفت انتباه الاخرين.
ومن وجهة نظر الاسلام، ان وجود هذه الغرائز هو عامل متمم لانتهاج طريق الكمال. وهناك احاديث شريفة كثيرة تلعن من يهملها، اذ انها تساهم مساهمة كبيرة في ايجاد المحبة والمودة بين الناس، ولكن يشترط ارضائها عن الطريق الصحيح، لئلا يقع الشاب في قيودها وسلاسلها. فالإسلام لا يقمع هذه الغرائز وانما يضبطها ضمن قواعد سليمة.
تبرز عوارض البلوغ في الفترة التي تتراوح بين الثالثة عشر والسابعة عشر، وهناك ظروف تتدخل في الظرف الزمني للبلوغ كمناخ المنطقة واختلاف الانساب البشرية. كما ان البلوغ عند البنات اسرع مما هو عليه عند البنين. من الظواهر التي تتشكل في مرحلة البلوغ نذكر اتساع حجم اعظام الجسم وباقي اعضاء الجسم، وفي هذه المرحلة يتبلور البعد الجنسي عند الشاب بشكل تام أذ تباشر الغدد الجنسية نشاطها حيث تصب افرازاتها في الدم مما تولد رغبة عارمة تجتاح الشاب وتدفعه صوب الجمال والشهوة. ورغم ان الانسان يشترك مع الحيوان من الناحية الشهوانية لكن هذه الشهوة تأخذ عند الحيوان نسقاً واحداً. ولكنها قد تصل عند الانسان الى درجة تجعله يعبد شهواته ويحاول ارضائها باي شكل ممكن.
ويقترن البلوغ الجسمي بالنضج النفسي والفكري عند الراشدين ولكن النضج الفكري بتخلف احياناً عن النضج الجسمي وهذا ما يسبب اكبر الخطورات للمراهق وبعد المشكلة الاساس في حياة المراهق والشاب .
ان الغدد الداخلية في جسم الانسان تشبه المصانع الكيمياوية، فهي تصنع تغيراً عظيماً في جسم الانسان وروحه. كما ان لهذه الغدد دوراً فاعلاً في البعد العاطفي والنفسي عند الانسان. تخلف الغدة عن الافراز يسبب امراضاً عصبية يصعب احيانا معالجتها.
ان الهرمونات الجنسية التي تفرزها الغدة الجنسية هي انشط واقوى الهرمونات التي تفرزها باقي غدد الجسم. الا ان بعض العلماء يرون انها ليست الاقوى. وفي جميع الاحوال يصرف الانسان جهودا كثيرة لإرضاء الحالات التي تنتج اثر الهرمونات الجنسية.
ان مشاهدة صور مثيرة والاستماع الى القصص الجنسية المثيرة يسبب مضاعفة افراز الهرمونات الجنسية، كما ان تحريكها بشكل خاطئ يسبب انحراف الشاب اخلاقيا وبالإضافة الى متاعب نفسية اخرى.
• الجنس الاخر:
ان احدى علائم البلوغ هو الاهتمام بالجنس الاخر والذي يظهر على اشكال متنوعة كإبراز المشاعر والاحاسيس تجاه الجنس الاخر أو حالات العشق التي يصاب بها الشاب والتي تخرجه عن اطواره العادية. وقد يدفع هذا الاحساس وهذه الرغبة تجاه الجنس الاخر، الشاب الى اداء بعض الحركات كأن يصفر في الشارع أو يضحك بصوت مرتفع وما شاكل.
ان تصرفات الفتاة او كلامها يثير مشاعر الشاب بقوة، ولولا الحياء والخجل لقام الشاب حينها بأداء اعمال مخجلة.
ان رغبة الزواج رغبة كبيرة تجتاح حياة الشاب ولذا تجعله يفكر دوما، بالسبل التي تكفل له حياة زوجية سعيدة. ان ميول الشاب تجاه تكون حياة زوجية، تقضي بدورها على الانانية وحب النفس.
• البعد النفسي في مرحلة البلوغ:
ان مرحلة البلوغ مرحلة تتصف بالتأزم واختلال في النظم يقترن مع الاضطرابات النفسية. ان المساحة الواسعة التي تحتلها الغرائز في هذه الفترة الزمنية قد تطالب من الشاب جهوداً كثيرة ومضاعفة، قد يؤدى انحرافها الى مسخ شخصية المراهق. اذ ان استيقاظ الغرائز تجعل الشاب يفكر بنفسه فقط. ويجعل من نفسه معياراً، يقيم الاخرين على ضوئه. كما ان الراشدين يشعرون احياناً بوجود خللا ونقص في احد ابعاد شخصيتهم، لذا يبذلون جهوداً ويصارعون الكثير من المشاكل المعضلات من اجل رفع وازالة هذا النقص.
تارةً واثر شعورهم انهم غدوا رجالا او نساء، يتصرفون وكأنهم في نفس مستوى الوالدين مما يثير ذلك مشاكل عائلية قد تتفاقم بمرور الايام. كما ان شعورهم بالتفوق على الاخرين يجعلهم يتدخلون في شؤون الاخرين أو يوجهونهم حسب وجهات نظرهم، مما يسبب ذلك ايضاً مشاكل كبيرة.
ومن اجل تفادي مشاكل كهذه يجب على الوالدين والمربين ان يعاملوا ابنائهم بروحية عالية وان يعتبرونهم اصدقاءً لهم وان يقدموا لهم آرائهم على شكل وجهات نظر واقتراحات لا أوامر وقوانين. آنذاك سيكون بميسور الاباء والمربين ان يسيطروا على جميع الجوانب المرتبطة بحياة المراهق والشاب بدون ان يقمعوا تطلعاتهم للحياة.