x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
التقليد والسخرية في نظر الدين الإسلامي
المؤلف: د. علي القائمي
المصدر: الاسرة والمشاكل الأخلاقية للأطفال
الجزء والصفحة: ص191 ــ 194
2023-02-14
1233
ان هذا السلوك لا يحظى بتأييد وقبول الدين الاسلامي حيث انه يعتبر مصيبة في نظر الاسلام. حيث وصفه الرسول الاكرم (صلى الله عليه وآله) بأنه علامة سوء الحظ.
وقد ورد في سورة الحجرات: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [الحجرات: 11].
فالسخرية من الامور الغير مقبولة في الاسلام وتعد من ضمن عادات الجاهلية: {قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ} [البقرة: 67]، والتهريج والاستهزاء نوع من الذلة ومن الاعمال المنبوذة (ليس منّا من ذلّ نفسه) فلا يحق لنا أن نكون صغاراً في عيون الآخرين وتكون شخصياتنا تافهة في نظرهم.
فالسخرية والاستهزاء والتقليد، إذا كان الهدف منها الاذى فهي حرام شرعاً. فلقد ورد في (المحجّة البيضاء، ج5، ص236) عن الرسول (صلى الله عليه وآله) حيث قال: (ان المستهزئين بالناس يفتح لأحدهم من باب الجنة فيقال: هلمَّ هلَّم فيجيء بكربه وغمّه فاذا أتاه أغلق دونه. ثم يفتح له باب آخر فيقال: هلم هلم فيجيء بكربه وغمه فاذا أتاه أغلق دونه فما يزال كذلك حتى ان الرجل ليفتح له الباب فيقال: هلمَّ هلمَّ فما يأتيه)، وعلى هذا الأساس وبالنظر لهذه المضاعفات فإن اصلاح وتربية مثل هؤلاء الأطفال ضروري جداً فيجب التوجه لما يعانونه ومعرفة السبب الذي ألجأهم إلى هذه الظروف بحيث أصبحوا بهذه الصورة. وعدم الاهتمام بهذا الأمر بالإمكان ان يجر صاحبه إلى ارتكاب جرم أو جناية فأحياناً يريد تقليد أحد الابطال فيقوم بضرب الآخرين برجله كما يعمل البطل فيولد للغير صدمة غير قابلة للجبران والاصلاح.
طرق السيطرة على هذه الصفة
هناك طرق يتم من خلالها اصلاح الأطفال الذين ابتلوا بهذه الطريقة. وهنا يجب رعاية الضوابط والشروط التالية:
أـ الموقف الايجابي: وهنا من خلال معرفة العوامل التي دفعت إلى ظهور هذه الصفة ومنها:
1ـ يجب ان يكون الطفل مقبولاً ومحبوباً في البيت والمجتمع بالشكل الذي لا يحس بالعزلة، حيث ان العزلة تعتبر مؤثرة وتولد صدمة للطفل.
2ـ تأييد الطفل في الجوانب الايجابية من حياته لكي يشعر بشخصيته.
3ـ يجب احترام الطفل والعطف عليه لكي يصدق بأنه فرداً مهماً في العائلة.
4ـ الاهتمام به بحيث يشعر بأهميته كفرد عادي أكثر مما هو كمهرج ومقلد.
5ـ الثناء عليه ومدحه من الامور الايجابية التي تلفت نظر الطفل.
6ـ يجب تذكيره وتفهيمه بضرورة الاقلاع عن هذا العمل.
ب- الطرق السلبية والمنع: في هذا المجال هناك اساليب اخرى من شأنها ان تقوم بإصلاح وبناء الطفل وهي:
1ـ تذكير الطفل بأنه قام بعمل وسلوك غير محبوب وقد ارتكب خطأ غير مناسباً.
2ـ انذار الطفل بأن الطريق الذي انتخبه طريق غير مستقيم يوجب إراقة ماء الوجه.
3ـ عدم الاهتمام بما يقدمه من تهريج وتقليد فيحس بعدم وجود مشتري لما يقوله.
4ـ تهديده بأنه إذا ما كرر ذلك فإنه سيفتضح ويذهب ماء وجهه.
5ـ معاقبته. طبعا مع الاحتياط بأن يكون لوحده وبشكل خفيف.
6ـ أحياناً نقوم بالانتقاد والتوبيخ والتأنيب اللاذع كل هذه الأساليب تجتمع سوية لردعه عن عمله.
ج- الانذار والرقابة: من النقاط المهمة والاساسية في هذا المجال هي:
1ـ معرفة الدافع والعلة التي دعته إلى ان يسلك هذا السلوك من الامور المهمة وبدون هذه المعرفة فإن اي عمل لا أساس ولا نتيجة له.
2ـ ازالة المضاعفات والدوافع من الامور الضرورية، ومن الضروري القيام بالأعمال الاصلاحية بما يتناسب مع العلة والدافع.
3ـ يجب ابعاد من يعاشرهم ويرافقهم عن محيط حياته.
4ـ عند مرافقته يجب أن يشعر بأنه قدوة. حيث يؤثر هذا على ثبات شخصيته.
5ـ ان التربية والتعليم من الاساليب البناءة والمؤثرة أكثر من غيرها من الاساليب.
6ـ الاصل هو ان لا ندع اخلاقاً أو سلوكاً خاصاً يتأصل لدى الطفل فيكون استئصاله صعباً.
د- الوقاية: لدى اصلاح الطفل الذي ابتلى بهذه الصفة هناك اساليب وقائية يجب ان نتبعها وهي:
1ـ يجب ان نراقب الطفل بحيث لا يصبح تهريجه وتقليده بعنوان أمر عادي وطبيعي.
2ـ يجب أن نمتنع من الضحك أثناء قيامه بالتقليد والسخرية لان ضحكنا بمثابة تأييد لعمله.
3ـ يجب أن نراقبه بحيث لا ندعم ان يكون موفقاً في عمله فيحس بالحرمان منه.
4ـ توبيخه واخجاله لدى حضور جمع من الاشخاص يجعله يتحول من السيء إلى الاسوء.
5ـ الحرمان الشديد لطفل يجرح مشاعره وأحاسيسه.
6ـ يجب ان نتعامل معه بشكل ان لا نقطع معه العلاقة الحميمة وعندها نفقد الامل في اصلاحه.
ويجب ان لا ننسى بأن الملاطفة والمحبة تكون من الأساليب المؤثرة أكثر من غيرها لرفع الذلة واصلاح الطفل.