x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
المرأة واضطرابات التحكم في السلوك / اضطراب توريت
المؤلف: د. محمد حسن غانم
المصدر: المرأة واضطراباتها النفسية والعقلية
الجزء والصفحة: ص193 ــ 198
2023-02-13
1043
وهو أحد اضطرابات القلق، ويشير إلى مجموعة من الحالات الناتجة من الضيق الذاتي، أو الاضطراب الإنفعالي غالبا ما تتداخل مع وظيفة الأداء الإجتماعي. وتظهر أثناء فترة التوافق مع تغيير ذي دلالة في الحياة، أو مع تبعات حادث حياتي شديد الإجهاد، وقد يترك الحادث أثراً في تكامل النسيج الإجتماعي للشخص (موت عزيز- خبرات إنفصال)، أو في الشبكة الأوسع من الدعامات والقيم الإجتماعية (لعجزه)، أو يعكس أزمة أو نقطة تحول عظيمة في مسار نماء الفرد (الإحالة إلى التقاعد مثلا).
نسبة الانتشار:
ـ كان يعتقد فيما مضى أن اضطراب توريت حالة نادرة.
ـ أوضحت - بعد ذلك - العديد من الدراسات الوبائية الحديثة أن نسبة الإصابة بهذا الاضطراب تتراوح بين 0,1 إلى 0,6% من الأولاد.
ـ أوضحت الدراسات أن إنتشار اضطراب (توريت) لدى البنات أقل مما هو عليه هذا الاضطراب لدى الذكور.
ـ في حين أوضحت بعض الدراسات أن نسبة اضطراب الأولاد الذكور لا تختلف عن نسبة اضطراب الإناث بنفس النسبة السابقة 0,1 إلى 0,6%.
ـ أشارت العديد من الدراسات أن العوامل الوراثية تلعب الدور الأساسي في الإصابة بهذا الاضطراب، وأن التهيؤ الوراثي الكامن يلعب دوراً في ذلك.
تعريف اضطراب توريت:
هو شكل من اضطراب اللوازم فيه، أو كان فيه لوازم حركية متعددة وواحدا أو أكثر من اللوازم الصوتية، بالرغم من أنه لا يشترط تزامنهما واللوازم الصوتية كثيراً ما تكون متعددة مع أصوات انفجارية متكررة وقد تستخدم كلمات أو جمل فاحشة، أحياناً تصاحب الحالة إصدار حركة إشارية قد تكون لها أيضاً طبيعة فاحشة (بذاء الحركة).
(أحمد عكاشة، 1998، ص667)
تعريف اللزمة:
أ- في موسوعة علم النفس والتحليل النفسي:
إستجابة حركية قهرية في الأطراف أو في الوجه وهي إستجابة لا إرادية. وتعني تعبيرا عن شدة مظاهر التوتر والقلق الإنفعالي الذي يعانيه الفرد أو يصاحب حالة مرضية. كما أنها تعني سيكولوجيا رمزا لا شعوريا لمدى ما يعانيه الفرد من ضغوط أو صراعات يفتقد معها أسلوب الضبط الذاتي إزاء دفعاته اللاشعورية. وتكون اللزمات هي أحد الأساليب الدفاعية اللا توافقية لمواجهة هذه الصراعات أو الضغوط أو ما يصاحبها من توتر إنفعالي شديد، وهي تظهر عادة في العديد من الاضطرابات النفسية ولكنها تعتبر إحدى الدفاعات المميزة والدالة في العصاب الوسواس القهري.
(مصطفى كامل في فرج طه وآخرون، 1993، ص659)
ب- في الطب النفسي:
اللزمة تعني حركة أو إيماءة أو نطق صوت ما، وتحدث بطريقة فجائية ومتكررة، وكلها تحاكي أو تشبه بعض جوانب من السلوك السوي، وتكون عادة ذات دوام قصير فيندر أن تدوم اللزمة أكثر من ثانية واحدة، وتميل إلى أن تحدث على شكل نوبات، وأحيانا تشتد فجأة وبشكل مسرحي (درامي)، ويمكن أن تحدث اللزمات بصورة فردية أو جماعية أو على شكل تجمع (أوركسترالي) وتختلف في شدتها وقوتها.
وتأخذ اللوازم العديد من الأشكال مثل: -
أ- اللوازم الحركية البسيطة الشائعة: مثل طرفة العين، رجة الرقبة، هزة الكتف، ولوي قسمات الوجه.
ب- اللوازم الصوتية الشائعة: مثل النياح، الفحيح.
ج- لوازم صوتية مركبة: مثل تكرار كلمات بعينها وأحيانا إستخدام كلمات (خارجة في كثير من الأحيان) وغير مقبولة إجتماعيا (بذاءة).
د- لوازم أخرى غير محددة.
(أحمد عكاشة، 1998، 665-668).
العلاقة بين اللزمات واضطراب الوسواس القهري
بالرغم من صعوبة التمييز بين اللزمات الحركية المركبة واضطراب الوسواس القهري؛ إلا أن العديد من الدراسات قد أوضحت أن نسبة لا تقل عن 30% من مرضى اضطراب الوسواس القهري، وقد تزيد عن 40% منهم نجد لديهم تداخلا ما بين اضطراب اللزمات (أو توريت)، واضطراب الوسواس القهري من خلال الآتي:
اللزمات مرتبطة بالأفكار الوسواسية:
ترتبط اللزمات مع الأفكار الوسواسية من خلال ملاحظة وجود دفعات حسية متكررة غير مرغوبة، أو أفكار مرتبطة باللزمات، أفكار مفادها أن إيقاع اللزمات في حاجة إلى أن يكون منضبطاً.
اللزمات والسلوك القهري:
حيث ترتبط اللزمات المركبة في تداخل مع السلوك القهري من خلال زملة من (اللزمات الحركية والصوتية) مثل: النقر بالأصابع في تتابع رتيب، الشهق، لمس أشياء محددة، التقبيل، أفعال فاحشة، الضرب، العض.
ومن هنا - كما يؤكد LecKman، ضرورة أن نميز بين اللزمات الحركية المركبة السلوك والأفكار القهرية مع الأخذ في الإعتبار أنه من الصعب التمييز بين الوعي الشعوري الكامن في الدفعات الجسمية الحسية عن الأفكار الوسواسية. (1993 LecKman)
كما يجب الأخذ في الإعتبار أن اللوازم قد تظهر في اضطراب الهستيريا، وتأخذ اللازمة عدة مظاهر فمن رجفة في عضلات الوجه إلى إرتعاش في جفون العين، إلى حركة الرقبة أو الرأس فجأة إلى الجنب. كذلك المبالغة في حركات اليدين أو اللعب بالشارب أو الشعر أو ربطة العنق أو تسليق الحلق (النحنحة)....إلخ.
ويجب أن يتم التمييز ما بين اللوازم الهستيرية، وما يحدث بعد الحمى المخية من لوازم لها طابعها الخاص. (أحمد عكاشة، 1998، ص174).
المحكات التشخيصية لاضطراب توريت وفق الدليل الرابع:
أ- وجود كل من اللزمات الحركية المتعددة، وواحدة أو أكثر من اللزمات الصوتية في وقت معين في أثناء المرض، على الرغم من أنه ليس من الضروري أن توجد معا. (اللزمة: حركة أو صوت فجأة وسريع ومتكرر وغير منتظم ويقع في نمط أو قالب محدد).
ب- تحدث اللزمات مرات متكررة في اليوم الواحد (في نوبات عادة)، وتحدث كل يوم تقريبا أو بصورة متقطعة خلال فترة تزيد على عام واحدا، وخلال هذه الفترة لا توجد مطلقا فترة متحررة من هذه اللزمات خالية منها لأكثر من ثلاثة أشهر متعاقبة.
ج- يسبب الاضطراب كرباً وضيقا واضحا أو إعاقة كبيرة في الوظائف الإجتماعية والمهنية وغيره من المجالات المهمة.
د- تكون بداية الإصابة بهذا الاضطراب قبل سن 18 سنة.
هـ- لا يكون الاضطراب راجعا إلى الآثار الفسيولوجية المباشرة لتعاطي مادة ما (منبهة مثلا)، أو نتيجة حالة طبية عامة (خاصة الإصابة بمرض هنتنجتون)، أو إلتهاب المخ التالي للعدوى الفيروسية.
انواء اللزمات:
التصنيف الحالي لاضطراب اللزمات كما ورد في الدليل التشخيصي والإحصائي الرابع يضع اللزمات ضمن الاضطرابات التي تشخص غالبا في مرحلة الطفولة أو المراهقة.
وتشمل اللزمات (4) أقسام فرعية هي: -
ـ اضطراب توريت.
ـ اضطراب اللزمات الحركية أو اللفظية المزمن.
ـ اضطراب اللزمات العابر.
ـ اضطراب اللزمات غير المحدد في مكان آخر.
تاريخ مختصر لتاريخ الإهتمام باللزمات:
ـ تم ملاحظة اللزمات منذ فترة بعيدة.
ـ إلا أن الدراسة العلمية المنظمة للزمات تعود إلى القرن التاسع عشر حين قدم (إيتارد) عام 1825، وكذا (جيل دي لا توريت)، والذي اتخذ هذا الاضطراب إسم هذا العالم الأخير (توريت) حيث وصفه وصفا كلاسيكيا ومفصلا في دراسته المأثورة (الكلاسيكية) عام 1885 حين وصف تسع حالات تعاني من اضطراب اللزمات، إضافة إلى بعض الأعراض الأخرى من قبيل عدم التناسق أو التآذر الحركي، فضلا عن (همهمات أو صيحات) غير مترابطة تصاحبها ألفاظ منطوقة ومتسقة، وقد تحاكي حديث الآخرين، أو ألفاظ بذيئة فاحشة. وبعد الوصف التفصيلي لكل حالة مرضية من الحالات التسع النموذجية التي أوردها (توريت) انتهى من تقريره إلى التأكيد على جانبين: -
ـ الأول: الارتباط بين اضطراب اللزمات وأعراض الوسواس القهري، حيث أن اللزمات تكون من ضمن الزملة الرئيسية لاضطراب الوسواس القهري، كما تكشف العديد من حالات الدراسة المتعمقة لبعض هذه الحالات.
ـ الثاني: أن هذه اللزمات يدخل فيها العامل الوراثي بصورة كبيرة جدا، ولذا يجب أن يتجه البحث جيدا في هذا الصدد. (1993 LecKman)
اسباب اضطراب توريت:
أوضحت العديد من الدراسات أن الجانب الوراثي يلعب دورا هاما في الإصابة بهذا الاضطراب، وقد بينت العديد من الدراسات التي استخدمت منهج دراسات التوائم المعنوية ما يدل على هذا الجانب الوراثي خاصة: حوادث قبل المولد، والتعرض للعديد من الكوارث أو الضغوط الشديدة، وكذا إستخدام المواد التي تعمل على تنبيه الجهاز العصبي المركزي، أو تناول العديد من المواد المؤثرة نفسياً.
في حين أن دراسة أخرى استنتجت أن (العقد العصبية القاعدية)، أو التراكيب اللحائية والمهادية المرتبطة بها قد تكون مؤدية أو مسببة عن الأساس الفسيولوجي (الممهد والمفجر) لإمكانية الإصابة بهذا الاضطراب. (1993 LecKman)
كذلك كشفت العديد من الدراسات التي تناولت (أسر يوجد بها أكثر من مصاب بهذا الاضطراب)؛ مما يؤكد إلى فعالية الجانب الوراثي من خلال تتبع آباء وأشقاء وأبناء بل وأحفاد هذه الأسر. وجدت هذه الدراسات أن نسبة الاضطراب تكاد تكون ثابتة، وأن أفراد الأسرة الواحدة لديهم خطر مرتفع لتطوير نسب الإصابة بهذا الاضطراب مع اضطراب اللزمات الحركية المزمن وكذا اضطراب الوسواس القهري أكثر من غيرهم من الأفراد غير المرتبطين معهم بقرابة أو وراثة محددة.
وكل ما سبق يؤكد مرة أخرى على أن عامل الوراثة يعد عاملا جد هام في الإصابة بهذا الاضطراب. (1993 LecKman)
علاج اضطراب توريت:
يعتمد علاج اللوازم على العلاج السلوكي في هيئة الممارسة السلبية بتكرار اللوازم أمام المرآة عدة مرات حتى تصبح إرادية أكثر منها لا شعورية. وثبت نجاح العلاج بالعقار (بيموزيد) خاصة في زملة توريت، وحديثاً وجد أحمد عكاشة نتائجاً مشجعة من خلال استخدامه للعقاقير المضادة للاكتئاب خاصة مع زيادة الموصل العصبي السيرتونين. (أحمد عكاشة، 1998).