x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
أهمية مرحلتي المراهقة والشباب
المؤلف: د. علي القائمي
المصدر: تربية الشباب بين المعرفة والتوجيه
الجزء والصفحة: ص17ــ24
2023-02-07
1544
أهمية سن البلوغ والمراهقة ليس هناك من موازين ثابتة تميز احدى مراحل عمر الانسان عن الاخرى، لا في علم النفس ولا في الاديان بخصوص عمر الطفولة فهناك شبه اتفاق بين جميع الآراء والتي اجمعت ان عمر الطفولة يبدأ من بدء حياة الانسان الى حد الثانية عشر من العمر وبإمكاننا تقسيم عمر الطفولة على النحو التالي:
١- المرحلة الاولى: من الولادة حتى الثالثة من العمر.
٢- المرحلة الثانية: من الثالثة حتى السابعة.
٣- المرحلة الثالثة: من السابعة حتى التاسعة.
٤- المرحلة الرابعة: من التاسعة الى الثانية عشر.
اما المراحل التي تعقب عمر الطفولة فهناك اراء متنوعة بهذا الشأن وهي كالآتي:
ـ اقترح البعض الفترة المتراوحة بين الثانية عشر والخامسة عشر مرحلة للمراهقة، من السادسة عشر الى السابعة عشر فترة الرشد والبلوغ ومن الثامنة عشر الى الخامسة والعشرين مرحلة الشباب.
- البعض الآخر اعتبر العمر الممتد من ١٣ ــ ٢٥ مرحلة الشباب دون ان يشخص مرحلة المراهقة وسن البلوغ.
- فيما اعتبر بعض علماء النفس ان من الثالثة عشر من العمر حتى السادسة عشر هي فترة المراهقة ومن السابعة عشر الى الخامسة والعشرين مرحلة الشباب.
وقد اعتمدنا في كتابنا هذا على التقسيم التالي:
- من ١٢ــ١٦سن المراهقة للأولاد ومن ١٠ــ١٤ للبنات.
- من ١٦ــ١٨ مرحلة النمو للأولاد ومن ١٤ــ١٦ للبنات.
- من ١٨ــ٢٥ مرحلة الشباب للأولاد والبنات.
- من 25ــ40 (متوسط العمر).
- من ٤٠ــ٦٠ الكهولة (سن اكتمال النضوج).
- من 60 الى ما بعد مرحلة الشيخوخة.
• تعريف مرحلتي المراهقة والشباب:
ان لكل مرحلة من مرحلتي المراهقة والشباب ميزاتها وخصائصها. كل على حدة - ولكثرة الاضطرابات والنوازع المختلفة التي تزدحم في هاتين المرحلتين، اعتبرها العلماء اكثر مراحل عمر الانسان غموضاً وتعقيداً، اذ لا زالتا تتسمان بالكثير من الامور المجهولة والمتعصي على العلماء اكتشافها الى يومنا هذا؛ رغم الابحاث والجهود المضنية التي بذلوها.
ففي مرحلة المراهقة حينما يصل الانسان الى سن البلوغ والنضج، يكون قد دخل عوالم جديدة لم يكن لها اي اثر او ملمح في المراحل السابقة من عمره، اذ تتفاوت هذه العوالم البكر كلية عن عوالمه السابقة، سواء على صعيد التجربة او على صعيد التطلعات الى المستقبل.
وبالرغم من الصعوبات التي يلاقيها الاباء بسبب تصرفات ابنائهم في هذه المرحلة، لكنها -هذه المرحلة - تمثل للأبناء ألذ وأسعد فترات العمر، اذ ينعم فيها المراهق بظروف محببة له، ولذا كثيراً ما يشاهد منغمراً في عالم من البهجة والسعادة، نائياً عن الحزن والكآبة.
يطلق على هذه الفترة الزمنية مرحلة الانتقال. اي الانتقال من عالم الطفولة الى عالم يشعر به المراهق بالاستقلالية عن الآخرين. ولذا تسمى هذه المرحلة من عمر الانسان مرحلة الغرور أو سن الغرور؛ كما ان الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله وصفها «بشعبة من الجنون». واطلق عليها الامام علي عليه السلام تسمية «شكر الشباب».
ان الحياة في عين الشباب هي حياة حافلة بالطراوة والبهجة كما ان هذه المرحلة هي من امتع مراحل عمر الانسان. ومن اجل الوصول الى هذه البهجة والتمتع بها نلاحظ ان الشباب يقضون اكثر اوقاتهم باللهو واللعب وما شابه من اعمال غير مثمرة وعابثة كما تعم هذه المرحلة الكثير من الاضطرابات والاحباطات والتي سنشير اليها في فصول لاحقة. علماً ان هذه المرحلة سرعان ما تنقضي فهي تستمر عند بعض الشباب الى سن الـ20 وعند بعضهم الآخر حتى سن الـ25.
ان الولوج في مرحلة الشباب هي مقدمة للتخلص من مرحلة الطفولة والتهيؤ للوصول الى مرحلة النضوج التام، اذ سيصبح الشاب من بعدها رجلاً أو تصبح الفتاة امرأة.
وهي بتعبير آخر مرحلة استلام المسؤوليات، وذلك ليس بحدث عادي، بل حادثة جداً مهمة في حياة الانسان، ترافقها الكثير من الامور الاساسية . كحدوث تغييرات في جسم ونفسية الانسان، تكون بعضها مفاجئة جداً. ويلزم الاستعداد لمواجهتها بالشكل الصحيح كي لا تسبب المخاطر للشاب. ففي بداية سن البلوغ، تشرع الغدد الجنسية بممارسة نشاطاتها كما ان الهورمونات التي تفرزها هذه الغدد ستصب كباقي الغدد في الدم ولذا نلاحظ تعكر مزاج الشاب بالإضافة الى حدوث تغيرات في جسمه وروحه ونفسيته. علماً ان الكثير من التصرفات التي نلاحظها عند المراهق سنشهدها تكرر او تأخذ شكلاً اخر في مرحلة شبابه.
ان روح الشاب مفعمة بالمحبة والآمال والاماني الجديدة. كما انهم يحدثون قطيعة مع تصرفاتهم الطفولية ويسعون الى ان يكونوا مسؤولين عن تصرفاتهم وسلوكهم الشخصي. ويتذمرون من الاتكالية، باذلين جهودهم لاستلام مسؤولياتهم بأنفسهم .كما ان مزاجهم الحاد جداً في بداية سن المراهقة والبلوغ سيهدأ بمرور عدة ايام.
ثمة خصوصيات كثيرة تبرز في بداية سن البلوغ، سنتطرق اليها في المواضيع القادمة، ونكتفي هنا بالإشارة اليها:
الارادة، بروز القابليات والاستعدادات، النفور والضجر، الطاعة، النفي والتمرد، التهجم على الاخرين، السعي والكد، الغرور والتكبر، سن التوهم واحلام اليقظة، سن عدم التروي التهور والجسارة والتمظهر والتفاخر والاضطرابات المستمرة والكآبة.
وبالإضافة الى بروز هذه الحالات في هذه المرحلة فإننا نشاهد الشاب يبحث عن وضع قابلياته واستعداداته في المكان المناسب واثبات استقلاليته عن الاخرين.
ويود الشاب ان يمتدحه الاخرين ويستحسنون افعاله وان يحبونه ويحترمونه.
وتعد مرحلة الشباب من جهة اخرى مرحلة السعي للوصول الى الاهداف الكبيرة والمستحيلة احياناً.
ان الخصوصيات والصفات التي تبرز في سن البلوغ، تشير جميعها الى اهمية وحساسية هذه المرحلة من عمر الانسان، وتبين ضرورة تربية الشاب بالصورة الصحيحة وانماء قابلياته بما يؤهله ليكون عنصراً نشطاً وفعالاً في المجتمع.
اذ ان لهذه المرحلة وجوه متنوعة، فهي من جهة مرحلة التألق والنشاط والحيوية والطراوة والفرح، كما انها من جهة اخرى ذات مخاطر ومزالق خطيرة، بإمكانها ان تحول نشاط وحيوية الشاب الى كآبة وحزن مستمر، موجز القول ان بإمكان هذه المرحلة ان تجعل من حياة الشاب حياة سعيدة او حياة حافلة بالبؤس والشقاء .
ان بإمكان الشباب في هذه المرحلة ان ينشروا الخير والسعادة بين الناس وفي اوساط المجتمع وذلك حينما يقتدون بالأنبياء والمعصومين عليهم السلام وان يكونوا قدوة واسوة للآخرين. كما بإمكانهم ان يصبحوا عناصر خطرة في المجتمع لا تجلب للناس سوى الشر والضراء .
ان موقف الاسلام من جيل الشباب يتجلى في اعتبارهم أثمن الثروات وتأكيده على ضرورة توظيف طاقاتهم وقدراتهم من أجل الخير والسعادة. فقد تم الاستعانة كثيراً بطاقات الشباب في زمن الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله، الطاقات التي ساهمت بحل المشاكل والصعوبات التي كان المجتمع الاسلامي يعاني منها.
فقد ركز الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله وفي بدايات دعوته المباركة، على جيل الشباب، مولياً لهم أهمية فائقة، مستعيناً بالفطرة السليمة التي يتحلى بها هذا الجيل، بعد ان اطلعهم على الثوابت الاخلاقية والاصول الدينية وضرورة ان يوجه الشاب جميع قدراته وقابلياته باتجاه الخير والسعادة والاحسان. ففي المرحلة التي سبقت الهجرة، كان الشباب يثيرون اعجاب وحيرة المشركين، وذلك بإقامة الشعائر الدينية كمراسيم الصلاة والدعاء. ويعتبر سعد بن مالك والذي لم يتجاوز من العمر السابعة عشر احد الدعاة النشطين في تلك المرحلة العصيبة.
وقد كان الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله يمنح الشباب الذين تتوفر فيهم شروط الايمان والعقل والذكاء والاخلاق مواقع حساسة في جهادهم ضد الكفار والمشركين. فمصعب بن عمير هو اول مبلغ للإسلام بعثه الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله الى المدينة المنورة بالرغم من ان مصعب كان في ريعان عمر الشباب.
اما عتاب فقد عينه الرسول الامجد صلى الله عليه وآله قائداً لمكة المكرمة بعد الفتح الاسلامي. علماً ان عتاب لم يتجاوز من العمر حينها الواحد والعشرين عاماً اما اسامة بن زيد فقد عينه النبي الاكرم قائداً لجيش المسلمين في حربهم ضد الروم، وكان لاسامة من العمر آنذاك ١٨ عاماً.
ان احد مؤهلات هؤلاء الشباب لاستلام هذه المناصب الحساسة هو قدرتهم على تحمل جميع انواع العذاب والمشقات من اجل الدفاع عن بيضة الاسلام، وقد اجاد الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله في توظيف هذه الطاقات الخلابة وحرص كثيراً على عدم ذهابها هدراً، من اجل تحقيق العزة والسعادة لهم وللمجتمع الاسلامي .
ان مرحلة البلوغ والشباب تعد فرصة ذهبية كبيرة لا تتحقق للإنسان إلا مرة واحدة، كما انها من اهم النعم الالهية، يمكن للإنسان ان يحقق سعادته من خلال استثمارها بالنحو المطلوب.
فهي تكرر قط ولذا يتحسر عليها المسنون، ويتحسرون على مزاياها من قوة وجمال وحب وأمل، وتتجلى أهميتها عند فقدانها اكثر واكثر. ولذا من الضروري ان يرشد المسنون والكهلة، الشباب ويعنونهم على الطريقة السليمة للاستفادة من هذه المرحلة الفائقة الأهمية.
- دراسة المسائل المرتبطة بالمراهقين والشباب.
تتم دراسة الأمور المرتبطة بالأحداث والشباب من عدة زوايا ومن وجهات نظر متفاوتة، فهناك النظرة الفسيولوجية والنفسانية والدينية والاخلاقية والاجتماعية. ذلك ان سلوك الشاب هو من السعة التي تساعد على دراستها من زوايا عديدة.
ولو افترضنا زوال الموانع والعوائق التي تعرقل تربية الشاب، فان طاقات ومواهب الشباب ستتفتح وتبرعم بشكل ملفت للنظر وستصب جميع هذه الطاقات في خدمة المجتمع وتحقيق السعادة للشباب والمجتمع وتسيير عجلة الحياة نحو الافضل.
كما تبرز في بعض المجتمعات انحرافات اخلاقية مصدرها غرور وغطرسة الشباب وسعيهم الى الاستيلاء على كل شيء وبصورة مرضية، ويمكن الوقوف بوجه هذه الحالات ومعالجتها من خلال مواقف مدروسة.