1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : المراهقة والشباب :

سلوك الشباب مع الأصدقاء والمعارف

المؤلف:  د. علي القائمي

المصدر:  تربية الشباب بين المعرفة والتوجيه

الجزء والصفحة:  ص131ــ137

2023-02-05

1409

يتهالك المراهقون والشباب على الصداقة والأصدقاء ويحب الشاب أن يتحفظ بعلاقة نقية مع من هم في مثل سنه. وتكون هذه النزعة لديه قوية ويمكن تسميتها بمرحلة الصداقة.

ان الصداقات الحميمة المتميزة بالإخلاص تبرز بشكل تجعلهم فيه قادرين على التضحية من اجلها، واحيانا ومن اجل الأصدقاء يتجاهلون الاباء والمربين وتستمر هذه الحالة لديهم الى أن تتراكم عندهم التجارب والانتكاسات.

وفي نهاية هذه المرحلة تتخذ الصداقة والعداوة لون جديد قائم على العقل لا على اساس العاطفة. العلاقات نفسها خلال هذه الفترة يمكن أن تؤدي بهم إلى اختيار الصحيح وقد تنتهي بعض صداقاتهم إلى العداء والخصومة.

• عدم التفاهم مع الكبار:

في بعض الحالات يتعلق الشباب بالأصدقاء ويحبونهم الى الدرجة التي يتخلون فيها عن والديهم ويخلقون عندهم انطباعاً حول وجود حالة عدم تفاهم معهم واحياناً وبسبب نزعة تجديدية، وتبني افكار جديدة والتقدم الفكري فان حالة عدم التفاهم تبرز لهم وتصور بان أفكارهم التجديدية لا تتطابق مع رغبات الاباء.

ان عدم الانسجام هذا ينشأ في حالات كثيرة عن عيوب نفسية وامراض روحية وسوء التربية في الطفولة. ويمكن السيطرة عليها إذا اتخذ تجاهها الاباء والمربين مواقف محسوبة ودقيقة وبالتالي تغيير تلك الأفكار

فاذا ابدى الكبار قدراً بسيطاً من التحمل وتخلوا عن بعض رغباتهم من اجل تقليص عوامل الصدام، فان هذه الاختلافات ستتقلص وتزول لأن التصور الذي يخلقها لدى الشباب سيزول، أي تصور أن الاباء والمربين يعادونهم دوماً. 

• اكتشاف الصداقات العميقة:

انهم يبالغون بالنسبة للصداقة وهم صادقون في هذه المبالغة. سواء بالنسبة لإبراز المحبة أو ابراز العداوة وذلك حين تظهر من أصدقائهم بعض الانحرافات.

هذه الصداقات عميقة عمقاً عجيباً بحيث من غير الميسّر لنا معرفة جذورها الحقيقية، وعلى الظاهر علينا أن نعدها جزءاً من مراحل النمو الطبيعية، ويتجلى من خلال هذه العلاقة وضع اخر يكونون فيه؟ لشعاع فضائل أصدقائهم ويشعرون بالألم حيراء ذلك.

انهم يصرون على انتخاب أصدقائهم بأنفسهم وعلى كونهم احراراً في اختيار هيئاتهم وتسريحات شعرهم ويحبون أن يتصرفوا بصورة مماثلة لتصرفات بعض أترابهم والانتماء الى جماعتهم وبإمكان الكبار أن يؤثروا بقوة في الشباب إذا ما ساهموا في بعض نشاطاتهم.

• أساس هذه الصداقات:

أن هؤلاء يقيمون صداقاتهم على أساس عاطفي ولذا فإنهم يسعون لإثارة اهتمام أصدقائهم وأحياناً تكون الصداقة امتداداً للعلاقة الناشئة أثناء الطفولة ونلاحظ انما علاقة نقية وخالصة وتتصف بتبادل التضحية والحب الحقيقي. لكنها تتحول إلى نفور بمجرد مشاهدة أقل خطأ. وفي نفس الوقت يمكن أن يختار أصدقاء بتبادل معهم الاسرار وحتى العلاقات غير السليمة.

وباختصار يمكن أن نقول أن صداقة الشباب تختلف عن الصداقات الأخرى بكونها تقوم على اساس اقل مصلحية من سواها حتى لو لم تكن موزونة بمقاييس عقلية، غير انهم يتبادلون الاسرار فان خسارة الصديق تسبب آلام. نفسية كثيرة واحياناً تقود الصداقة الى السعي باتجاه تنفيذ اهداف سامية وقيمة.

• دور الأصدقاء:

نحن نعلم أن الناس يقتدون بأولئك الذين يحضون باحترام لديهم، ولذا فان للأصدقاء اثر جداً كبير بحيث نلاحظ في بعض الحالات اتباع مطلق للأصدقاء في الأفكار واساليب التفكير. يحل عرض البطولات احياناً محل الأخلاق، فان قائد فرق الشباب احياناً فنان واحيان أخرى الابطال الرياضين. ونرى احياناً أن تشجيع هؤلاء اهم لدى الشباب من تأييد الوالدين وربما يحاولون التطابق كلياً مع هزلا، وارضائهم لكي لا يفقدوا علاقاتهم بهم.

لذا لابد من استغلال هذه الحالة لديهم من اجل توجيههم نحو الصلاح.

فتقليد الابطال لديهم اساس ثابت فترى صورهم معلقة على الجدران ومن أجل الابطال فانهم يدخلون في نزاعات مع الاخرين، فهم ذوي حساسية كبيرة ازاء أصدقائهم أو الابطال الذين يعجبون بهم ولا يريدون أن يذكروا الا بالحسنى، وقد يفقد بعض الافراد حب هؤلاء الشباب إذا ما اصطدم بهم عن طريق ذكر ابطالهم بالسوء.

افشاء الاسرار:

قلنا أن الشباب يقيمون علاقة مع أصدقاء يستطيعون أن يودعوهم اسراراً وأولئك يتلذذون بالاستماع إلى تلك الاسرار ويتبنى بعضهم على بطولات البعض الاخر. ولكي يحصلوا على فريد من المديح فانهم يغالون في تلك الافعال.

ويتحدثون مع بعضهم عن نجاحات وهمية ثم يتزايدون في اختراع تلك الانتصارات. هذه الامور تدخل عليهم السرور إلى حد ما وتشعرهم بالرضى عن انفسهم الا انها قد تقود الى انحرافات ايضا.

ربما قام بعضهم بأعمال الفحشاء والفساد تحت تأثير القصص الهمجية التي يسمعونها من اصدقاهم والتي لا اصل لها من الحقيقة.

انهم يحاولون ابعاد هذه القصص عن مجال التطبيق وبمجرد السعي لتطبيقها فانهم يقعون في الشباك ويتعرفون على عالم الانحراف.

• لأجل الترحيب بالأصدقاء:

هؤلاء ومن اجل الاحتفاظ بصداقة والزملاء فإنهم يسعون لجعل كل أوضاعهم وسلوكياتهم مطابقة لما يريده أصدقائهم، فيتحدثون بكل ما يثير اعجابهم واهتمامهم.

انهم يعملون في فريق واحد ويطيعون أوامر المنظمات التي ينتمون اليها ولكي لا يتخلفون عن منافسيهم فانهم يعمدون إلى تطبيق كل الأوامر التي تصدر عنها بطريقة عمياء ولا يتورعون عن ممارسة أعمال غير سليمة قد تؤدي إلى تحطيمهم وعوائلهم بدلاً من أن ترفع من شانهم أنهم ينظرون إلى ظواهر الأمور فقط. ويتأثرون بالمصطلحات والألقاب والأشياء الجديدة بشدة وهذه أحد العلل لارتباطهم بالجماعات السياسية.

• تشكيل الجماعات:

يحب الشباب تشكيل الجماعات والحياة الجماعية وفي نفس الوقت نراهم احياناً يميلون إلى الوحدة والانزواء، الا أنهم في احيان أخرى ينسون عوائلهم ويقضون مع أصدقائهم ليالي بطولها.

الشباب والشابات يعملون على تشكيل التجمعات ويتخذون قرارات سرية وبعيداً عن أعين الاباء والمربين قد تجر عليهم الوبال. هذه التجمعات مهمة جداً بالنسبة لهم حتى انهم لا يفكرون بالقيام بتصرفات دون رضى أعضاءها انهم يشاركون ويؤدون نشاطات بفاعلية كبيرة لا يشعرون معها بأي حياء من أي تصرف كفضح الاسرار والاعمال غير النقية الاخرى العصابات المتنافسة التي لا تتورع عن الاحتيال والنفاق أو العراك وانقاع الجراحات وربما تصل إلى القتل والاعمال الخشنة وهذه أمور تفتخر بها العصابات.

• العلاقات المنحرفة:

الصداقات قد تؤدي الى مخاطر المنحرفة فكثير من الشباب من ذوي النقاء والأخلاق الحسنة خسروا ذلك جراء اقامة علاقات فقدوا اخلاقهم الحسنة وانجروا إلى السقوط والتردي.

القضايا اللاأخلاقية، والعلاقات الشاذة ورذائل اخرى قد تنشأ عن الصداقات واقامة العلاقات مع الافراد المنحرفين. والمجرمين وتستمر كذلك وتنتهي إلى مفاسد كبيرة، وتشير المتابعات إلى أن الصداقة قد تتحول إلى محبة قوية ربما تشكل ارضية لفساد وانحراف اخلاقي. فبعض الشباب الذين ينتهون الى الاعمال الخشنة تبدأ لديهم من معاشرة افراد منحرفين ثم يلجؤون إلى الجريمة من اجل التخلص من ضيق الحياة وتسلط الوالدين.

وقد نواجه شباب غير قادرين على اقامة علاقات سليمة واخلاقية مع الاخرين. وهم من النوع الذي يسعى إلى التفوق والغاء الاخرين والانزواء. هؤلاء وبتأثير الأصدقاء يرتكبون أي موبقات.

ان الرذائل تنشأ حين يكون الشباب في وضع نفسي منهار ويعاني من المتاعب ثم يلتحق بجماعة وينتقل إلى الفساد بتأثيرها واحياناً يلتقي بأفراد من قبيل الباعة المتجولين وصباغين الاحذية. وامثال هؤلاء ممن يكونون أكثر من سواهم عرضة للانحراف.

• ضبط العلاقات:

لابد من مراقبة علاقات الشباب والتمعن في أوضاع الأصدقاء، وبغض النظر عن كون الشباب ذكراً أو انثى وأن تكون المراقبة بصورة غير مباشرة أو غير محسوسة من قبلهم لانهم يلجؤون حينئذ إلى اخفاء الكثير من اعمالهم وتصرفاتهم.

وعلى هذا الصعيد لابد من السعي بالتدقيق في علاقة غير البالغين بالبالغين لأن الاطفال قد يتعرضون للانحراف جراء علاقات من هذا النوع، اذ انهم ذوي اجسام ضعيفة وقدرات عقلية بسيطة مما بوقعهم تحت طائلة المنحرفين. 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي