x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
الوعي والمعرفة لدى الشباب
المؤلف: د. علي القائمي
المصدر: تربية الشباب بين المعرفة والتوجيه
الجزء والصفحة: ص276ــ283
23-1-2023
1546
هناك فرق بين انسانين يتشابهان في السلوك والاقوال. فالأول يقدم على سلوك ما عن وعي ومعرفة والثاني يؤديه بدون ذلك، فالذي يعطي العمل قيمة عملية هو الوعي والاطلاع، فالوعي ضرورة من ضرورة التكامل الفردي والجماعي وعامل من عوامل النمو والتقدم. وتنشأ قيمة اداء الواجبات الدينية اذا جاءت من خلال الوعي وادراك الابعاد المرتبطة، بها كما ان العقوبة المترتبة على الجنايات كالحبس تصبح واجبة اذا اقدم الجاني عليها وهو واعي لأبعادها.
وبناءً على نتائج بعض الدراسات التي اجراها علماء النفس فان الجهل عامل مهم في ارتكاب الجرائم والوقوع في المنزلقات، وان كثير من الاعمال التي تقود اليها يقدم عليها اصحابها لعدم تفكيرهم بالعواقب.
لابد للوالدين والمربين من الاطلاع على مصادر الوعي لدى الشباب وهي نفسها مصدر للإنسان والمجتمع وهي كالاتي:
- المصدر الاول هو العائلة اذ انه يقضي فترة طويلة من عمره ويكبر فيها .
- المصدر الثاني هو المدرسة والتي تضع بين يد الشباب معلومات متماثلة عن طريق المنهج الدراسي.
- المصدر الثالث هو المجتمع والذي يزودهم بمعلومات في اطر عديدة.
ـ ثم الكتب ووسائل الاعلام التي تعطيهم معلومات عن العالم والحياة والواجبات واشياء اخرى.
- المصدر الاخر هو الابحاث الشخصية والعبر. والتفكير والتدبر والتأملات والتجارب الخاصة.
ـ المصدر السادس هو الإلهامات وهو دائماً متاح للإنسان واحياناً تختلط بأوهام الشيطان لذا يصعب التمييز بين الصحيح والسقيم منها.
والان نتساءل الى اي مدى يمكن الاعتماد على هذه المعلومات ؟ فنحن نعلم ان الانسان العادي لا يصل الى الالهام عند حد معرفة الغيب، كما انهم لا يمتلكون نبوغاً كنبوغ الفلاسفة بل يتعلمون ما يحتاجون في حياتهم من الاخرين. وهذه الحاجة من جهة تتعلق بالحاجة الى معلمين والى وقت للتعلم من جهة اخرى.
ان دائرة المعلومات اللازمة واسعة جداً وتشمل كل شيء يحتاج اليه في حياته اليومية، فهو لا يبقى دائماً مراهقاً او شاباً لأنه سرعان ما يصبح رجلاً او (تصبح امرأة) لذا لابد من ان نعلمه ما يحتاج اليه في حياته الحالية والمستقبلية. فكما قال الامام الصادق (عليه السلام:
(اولى الاشياء ان يتعلمها الاحداث هي تلك التي اذا صاروا كبارا احتاجوا ليها)(1).
وعليه لابد ان نعرف ما الذي يحتاج اليه الرجل الكبير في المجتمع اليوم والغد؟ وما الذي ننتظره منه من اعمال وبرامج؟ وما الذي تريدونه من ابنائكم ما الذي يجب ان يحققونه ؟
ماذا سيصير لمستقبله ومستقبل مجتمعه؟ وعلى هذا الاساس يتم تنظيم عملية التعلم. وطبعا ان حدود هذه العملية واسعة جداً ومنها:
١- في ما يتعلق بمعرفته لنفسه: فعلينا ان نعرفه بنفسه وانه انسان محترم، عليه ان لا يستهين بنفسه وملء ساعات الفراغ. بما هو نافع عليه ان يعرف بان العمر محدود وانه حين يذهب لا يعود. عليه ان يتابع مصالحه فالتسرع والتعدي يوجب انهياره وسقوطه...
فبعض المنزلقات والانحرافات والتساهل واللامبالات ترتبط بعدم معرفته لنفسه وقيمتها، فظاهر الشباب يوهم بانهم اصبحوا كباراً لكنهم لا يزالون يحتاجون الى النصح والتذكير والتوجيه، وعلينا، ان نوفر الظروف التي تمكنهم من معرفة انفسهم وان لوجودهم هدف ولحياتهم معنى.
٢- واجباته ازاء نفسه: من المهم يطلع الشباب على وظائف اعضائهم الجسمية. الشباب والمراهقين بدؤا يلجؤون الى عالم الكبار فرغباتهم اخذت تبرز، الامر الذي يخلق ارضية للانحراف اذ ان الاستفادة غير الصحيحة من بعض الاعضاء يمكن ان تخلف عادات انحرافيه تستمر معهم سنين طويلة. وكذلك لابد من الحرص في هذه السنين على تدريب الاعضاء للحصول على مهارات حتى لا يتعرضون الى صعوبات فيما بعد. فعلى الامهات ان يطلعن الفتيات على كل ما يخص بلوغهم وكذلك على الاباء ان يفعلون نفس الشيء.
٣- في الواجبات العبادية: من واجبات الوالدين تعليم الابناء ما يخص علاقتهم بخالقهم عز وجل وان تذكرونهم بواجباتهم الدينية ونعلمهم العبادات.
فجهل الابناء بما يخص الصلاة والصوم والغسل والنجاسات، يدل على اهمال الوالدين، فعلى الاقل لابد من تعريفهم بالحج والجهاد والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وصلة الرحم، ولو بصورة مختصرة. كما يجب ان نحيطهم علماً بالأوهام ونبعدهم عن الغفلة ونوقظ فيهم الفطرة. كما ان علينا ان نزودهم بمعلومات نظرية واسعة ليتجهوا الى عبادة الله من خلال ترغيبهم بالجنة.
٤- في الجانب الاجتماعي: الشباب في هذه السن تنمو استعداداتهم تدريجياً لكي يردوا الى عالم الكبار وان يتحملوا مسؤولياتهم. علاقاته مع الاخرين تقام على التفكير وكذلك تبادل الخدمات والتعاون والتعاضد.
على الشباب ان يعرفوا واجباتهم ازاء الاباء والامهات والاقارب، المعلم والمدير، ومسؤولي الدولة. ثم واجباتهم ازاء المسلم والكافر والقريب والغريب وما سواه. وكذلك ما يلزم لتأسيس اسرة وادارة بيت وتربية الابناء.
٥- الاحداث والوقائع: ازاء مختلف الظروف والوقائع لا يبقى الناس بمنأى عن تأثيراتها حتى ولو وقع بعضها في مناطق بعيدة كما ان الحوادث التي وقعت في الماضي تلقي بضلال من اثارها علينا كما ان ما نفعله اليوم سيشكل ارضية لعالم الغد.
وهناك مسائل وقضايا في العالم وفي منطقتنا لا تبعد عن تأثيراتها، لذا فمن الضروري ان يعرف الشباب هذا التداخل في التأثير وبالتالي المواقع والاحداث والمشكلات وان يتعلم اتخاذ مواقف جيدة ازاءها.
واذا لم يتح لنا تزويد الشباب بكل ما يحتاج اليه من معلومات فلا بد من بذل الوسع والاقتصار على الضروري منها. من قبيل البيئة والاحداث، وهناك الكثير جداً في هذا الاطار.
٦- بالنسبة للثقافة: فنحن نعيش في دنيا عجيبة دنيا لا يوجد فيها شيء اسمه ثقافة خالصة فكل الثقافات مختلطة، حتى بالنسبة للدول الاسلامية فان الثقافة ليست اسلامية خالصة بل هناك الكثير من الثقافة المستوردة.
فنمو الثقافة والمدنية عالمياً يؤدي الى الاستيراد والتصدير ثقافياً من قبيل الآداب والاخلاق وكذلك الافكار والسلوكيات والعقائد وكل ذلك مختلط ومتضاد احيانا وعلى الاباء دور مهم في توجيه الشباب في هذا الاطار.
لابد للشباب من حرفه يعتاشون عليها وان تتعلم ايديهم بعض المهارات ولا شك بأن واجب كهذا يقع على الوالدين .
ولكي تتسرع بذلك فمن الضروري ان نشرع منذ الطفولة من اجل ان يهون الامر عليهم عندما يصلوا الى عمر الشباب الى جانب اطلاعه على قيمة المال ومدى الجهد المبذول من اجل الحصول عليها وبالتالي كيف يجب انفاقها وبأي مقدار فانهم في هذه الحالة سيعرفون قيمة المال الحال وقدر الاباء الذين ربوهم بها.
علينا ان نخلق الاستعداد لديه للتخلي عن الاعجاب بالنفس والغرور والانانية عليه ان يعرف نفسه كما هي عليه في الواقع وهذا الامر اهم اساس من اسس السلامة النفسية.
قد نرى بعض الشباب يصابون بالغرور بمجرد ان يروى قدرتهم البدنية ويدرسوا بعض السنين او نرى من لا يرعون الادب في الحديث والسلوك، فهم يعجزون عن السيطرة على اهوائهم الكثيرة والمتنوعة ويفتقرون الى التوازن العقلائي والتوجه نحو هدف وبالتالي فهو لا يراعون الآداب الاسلامية وعليه لابد من ان نعلمهم كل ذلك.
لا يجب القناعة والاكتفاء بالتذكير والايحاء بل لابد ان ننقل التوجيهات عبر الاذان والابصار وان يلمس كل ذلك بالتجربة وان يتعقل كل ذلك ويفكر فيه ويعتاد على مواجهة التقبل والبسيط من الامور.
وتقدم وسائل الاعلام خدمة جليلة على هذا الصعيد لأن الشباب يصرفون اوقات كبيرة في مشاهدة الافلام التلفزيونية فضلاً عن قراءتهم للمجلات والصحف والكتب وكل ذلك له دور مهم في التربية.
منذ سن ١٤ سنة يبدؤون بقراءتهم وقد ينضمون الشعر وفي سنين ١٥، ١٦ ويتجهون لقراءة القصص التي تتحدث عن المغامرات او الفكاهية، ويلعب الاباء دور الموجه هنا ومن خلال هذه القصص.
بالنسبة لتوعية الشباب هناك بعض النقاط التي بجب التذكير بها:
١- انهم لا يسعون الى الاحتكام الى المنطق او يقبلون به فمن الضروري ان يصار الى اعمال منطقهم في كل شيء وعلينا ان لا ننسى ذلك.
٢- محيط المدرسة بالنسبة لهم محيط واسع ومتنوع فهم يتعلمون الكثير من خلاله وتتخذ الاتجاهات هناك لونها الخاص ولهذا فان واجبات المدرسة كبيرة جداً في هذه السن.
٣- اذا رأيتم في السلوك والحديث ما يوجب التوجيه فيجب المبادرة الى ذلك سراً دون الفات نظر الاخرين لكي لا يتكرر منه هذا الامر.
٤- من الافضل ان يتم اشراكه في الجلسات المتنوعة والمجامع المختلفة لكي تتسع معلوماته.
٥- لا يجب التغافل عن التعليم غير المباشر فقضيه اياك اعني واسمعي يا جارة بناءة جداً في التوجيه.
٦- نصائحكم اذا لم تؤثر اليوم فإنها ستؤثر غدا فلابد من اقناعهم بان الماضي لا يعود. كما ان البكاء على الاطلال لا قيمة له. عليهم ان يفكروا باليوم والغد.
________________________________
(1) نقل بالمعنى.