x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

اساسيات الاعلام

الاعلام

اللغة الاعلامية

اخلاقيات الاعلام

اقتصاديات الاعلام

التربية الاعلامية

الادارة والتخطيط الاعلامي

الاعلام المتخصص

الاعلام الدولي

رأي عام

الدعاية والحرب النفسية

التصوير

المعلوماتية

الإخراج

الإخراج الاذاعي والتلفزيوني

الإخراج الصحفي

مناهج البحث الاعلامي

وسائل الاتصال الجماهيري

علم النفس الاعلامي

مصطلحات أعلامية

الإعلان

السمعية والمرئية

التلفزيون

الاذاعة

اعداد وتقديم البرامج

الاستديو

الدراما

صوت والقاء

تحرير اذاعي

تقنيات اذاعية وتلفزيونية

صحافة اذاعية

فن المقابلة

فن المراسلة

سيناريو

اعلام جديد

الخبر الاذاعي

الصحافة

الصحف

المجلات

وكالات الاخبار

التحرير الصحفي

فن الخبر

التقرير الصحفي

التحرير

تاريخ الصحافة

الصحافة الالكترونية

المقال الصحفي

التحقيقات الصحفية

صحافة عربية

العلاقات العامة

العلاقات العامة

استراتيجيات العلاقات العامة وبرامجها

التطبيقات الميدانية للعلاقات العامة

العلاقات العامة التسويقية

العلاقات العامة الدولية

العلاقات العامة النوعية

العلاقات العامة الرقمية

الكتابة للعلاقات العامة

حملات العلاقات العامة

ادارة العلاقات العامة

القواعد الأخلاقية ... الفضيلة والكفاءة الصحفية

المؤلف:  أ. مهند سليمان النعيمي

المصدر:  ألف باء تاء .. صحافة

الجزء والصفحة:  ص 221-225

19-1-2023

735

القواعد الأخلاقية ... الفضيلة والكفاءة الصحفية

قدم الدكتور فريد أيار امين عام اتحاد وكالات الانباء العربية في ورقة عمل مقدمة للجلسة الحوارية ( الأخلاقية والكفاءة في عمل وكالات الأنباء ) ضمن المؤتمر الـ 42 للجمعية العمومية لاتحاد وكالات الأنباء العربية في مملكة البحرين / 25 نوفمبر 2014 بجامعة البحرين تناول فيها القواعد الاخلاقية فيما يلي نصها: بقول احد علماء القانون الدستوري في لبنان الدكتور حسن الرفاعي انه ليس المرساتير اي ضابط سوى التزام ونزاهة الرجال الذين يطبقونها.... انه قول مأثور وعميق جداً.

في مداخلتنا هذه علينا ان نسير على خطى استاذنا الرفاعي ونقول انه ليس لمواثيق الشرف الاعلامية التي تحدد اخلاقيات وتصرفات الصحفيين اثناء تأديتهم اعمالهم سوى التزام ونزاهة الصحفيين انفسهم ذلك لان مواثيق الشرف الاعلامية مهما كثرت موادها وفقراتها الداعية الى التمسك بالأخلاق تصبح حبرا على ورق ان لم يصاحب ذلك ادراك الصحفي بضرورة التقيد بها، هذا الادراك الذي يفترض ان لا يكون ابن يومه، بل يكون الصحفي قد تربى عليه منذ نعومة اظفاره، بمعنى ان يكون البيت الذي تربى فيه والمدرسة التي تعلم ودرس فيها والمحيط الذي عاش داخله قد رسخت في ذهنه القدر الكافي من المعاني الخلقية كالأمانة الحياد اللا حقد، المحبة النزاهة احترام الاخرين وحقوقهم وعدم التحيز وغيرها.

في الورقة التي اعدتها الامانة العامة للاتحاد والموزعة عليكم لتكون الاساس لمناقشات هذا اليوم الاكاديمي الجميل، تم وضع اسئلة للمناقشة ومنها:

. هل يجب على الصحفي الجيد ( الكفوء) ان يكون جيد الاخلاق ايضاً؟

. هل الصحفي مقيد بمقاييس الاخلاق الاعتيادية؟

. هل هناك اخلاقية (صحفية) ومميزة عن مقاييس الاخلاق الاعتيادية؟

. مدى تأثير الصحفي الملتزم اخلاقياً على الاستقرار الاجتماعي والحفاظ على أداب السلوك الانساني.

ان مصطلح (الاخلاقية) يعني بحد ذاته القواعد المتناقلة ثقافياً للسلوك الصحيح والخاطئ في الحياة الاجتماعية... هذه القواعد بطبيعة الحال مهمة للاستقرار الاجتماعي وللحفاظ على أداب السلوك الانساني.

ان هذه القواعد تعني بقدر ما (اخلاقية الحقوق والواجبات) بمعنى انه في حال ان طالب شخص بحقوقه وادى واجباته يمكن عندئذ القول انه يمتلك الاخلاقية ..اللازمة ولكن من بين هذه الفئة من الناس هناك من يتمتع بخصوصيات (الفضيلة) أي العدالة الصدق الجدارة... وهكذا تبدو الفضيلة الاخلاقية على انها استعداد ثابت لعمل ما هو مقبول اخلاقيا، وفرض تنفيذ الشخص لواجباته واحترام حقوق الاخرين في ذات الوقت.

يقول ستيفن كلايدمان وتوم الـ بوشان في كتابهما الصحافي الفاضل ان مفهوم الاخلاقية، ليست عرضية فقط في النشاطات المهنية التي يقوم بها الصحفيون بل انها جوهرية لفكرة الكفاءة المهنية، اي بمعنى ان تكون المعايير الاخلاقية لا تنفصل عن الممارسة الصحفية الكفوءة والعادلة وغير (المنحازة).

ان ما نود الوصول اليه جواباً على السؤال الاول هل على الصحفي الجيد ان يكون جيد الاخلاق نقول ان الاخلاقية بقسميها الحقوق والواجبات وقيم الفضيلة تصبح من الشروط الضرورية لكي يصبح الشخص صحفياً جيداً وعلى الصحفي الجيد ( الكفوء) ان يوفق ويزاوج بين الممارسة المهنية وبين القواعد الاخلاقية.

والحقيقة ان هذا الموضوع القاضي بالعلاقة الحميمة لارتباط الصحفي بالقيم الاخلاقية غير متفق عليه فهناك بعض المدارس والاراء التي ترى بان المقاييس الاخلاقية الاعتيادية ليست جوهرية للمقاييس الصحفية وربما تتعارض معها في الكثير من الاحيان.

ويؤكد ستيفن دانیال (STEPHEN H. DANIEL) الذي يعارض نظريات كلايدمان وال بوشان ان الصحفيين بصفتهم صحافيين فهم غير ملزمين باتباع القواعد الاعتيادية الاخلاقية وعلى المرء ان يميز بين المقاييس الاخلاقية الاعتيادية ومقاييس اخلاقية الصحفيين فمثلا عند النظر الى هذه المقاييس من داخل المجتمع الصحفي يمكن اعتبار ممارسات اختلاس السمع او انتهاك العزلة الشخصية لأغراض الحصول على مواد اخبارية مهمة على انها تتوافق مع المقاييس المهنية العالية في الحقل الصحفي ولكن عند النظر اليها من خارج المجتمع الصحفي يمكن اعتبارها تستحق الشجب من الوجهة الاخلاقية.

ان اصحاب هذه المدرسة يرون بان الصحفيين بصفتهم هذه غير ملزمين باتباع القواعد الاعتيادية اللأخلاقية... فالمصور الصحفي الذي يلتقط صورة لقاتله من اجل الحصول على صور اخبارية يتصرف بصورة اخلاقية... ولكن من جهة اخرى فان الصحفيين هم في نفس الوقت اعضاء في مجتمع الاشخاص العاديين..... وبهذه الصفة قد يعمل مفهوم أن يكون الصحفي اخلاقيا، ضد اعمال قد تنفذ بصفة مهنية .... لذلك يشعر الصحفيون بتمزق وصراع داخلي ، وتعارض وتوتر، فهو صحفي عليه اتباع اخلاقيات المهنة وهو عضو في مجتمع عام عليه اتباع اخلاقيات ذلك المجتمع. وبالرغم من تباين المواقف في هذا المجال نقول انه لا يستطيع أي قانون للاخلاقيات ان يعطي حلولاً الكافة المشاكل الاخلاقية المحيرة والتي تواجهنا في حياتنا اليومية او في الصحافة كل ما نحتاج اليه هو اسلوب معقول ومنهجي للتعامل مع هذه القضايا مع تقديرنا ان الحكمة العملية والحكم السليم هما عنصران مضافان لقوانين الاخلاقيات لا يمكن الاستغناء عنهما.

لقد تحدثنا في السطور السابقة وبعجالة عن اخلاقيات الصحفي وكيف يجب ان يتصرف ولكن هناك الكثير من الاحداث تحصل في المجال الاعلامي ويكون الابطال فيها من غير الصحفيين بل جهات مجهولة تمارس اعمالاً بعيدة كل البعد عن أي قانون اخلاقي مستغلة ابشع استغلال اجهزة الاعلام واليكم هذه القصة باختصار.

في كتابة (استبدادية الاعلام) ركز ايناسيو رامونيه رئيس تحرير لوموند دبلوماتيك في فصل كامل على نماذج للمخادعة الاعلامية ولا اخلاقيات مثل هذه الأعمال.

الامثولة الاخلاقية هذه كانت بالفعل ضرورية بعد الكشف في نهاية كانون الثاني 1990 عن ان الصور المريعة لما سمي بمحرفة تيميشوارا في رومانيا كانت نتيجة عملية اعلامية مفبركة واخراج تصويري. فلم تكن الجثث المصطفة على شراشف بيضاء جثث ضحايا مجازر 17 كانون الأول 1989، بل جثث موتى تم نبشها من مدافن الفقراء وتقديمها الى عدسات التلفزيون (لوفيغارو 30/1/1990)

كانت رومانيا في تلك المرحلة في ظل نظام ديكتاتوري، وكان نيقولاي تشاوشيسكو حاكماً استبدادياً، وانطلاقا من هذه المعطيات الصحيحة والاكيدة ذهب التلفزيون مرة جديدة في تغطيته لأحداث بوخارست في كانون الأول 1989 الى حدود قصوى باتجاه ارضاء ميوله المرضية. وادى به السباق سعيا وراء الاثارة الى المخادعة والكذب وجر معه وفي جو من الهستيريا الجماعية، مجموع وسائل الاعلام في فرنسا بل حتى قسما من الطبقة السياسية. فكيف امكن حدوث ذلك في فرنسا التي تعرف عن نفسها كـ (ديموقراطيات اعلام و اتصال).

لا شك ان ابتداع (المجزرة) المزيفة لتيميشوارا هو احد اهم المخادعات والاكاذيب منذ ابتكار التلفزيون، فلقد كان لتلك المشاهد والصور الاثر الكبير اللامعقول على المشاهدين الذين كانوا يتابعون قبل بضعة ايام وبحماس واندفاع احداث الثورة الرومانية كانت حرب الشوارع مستمرة في ذلك الحين في بوخارست، وكان يبدو ان ذلك البلد، أي رومانيا مهدد مرة جديدة بالوقوع في قبضة رجال الشرطة السرية المرعبة لنيقولاي تشاوشيسكو، الاسكورينات (La Securitate). حين جاء الخبر عن المجزرة، ليؤكد مدى فظاعة ووحشية القمع.

وجاءت صور الاجساد الممزقة والمشوهة لتضاف الى صور تلك الاجساد التي سبق ورأيناها مكدسة في معارض الجثث في المستشفيات وليتجاوز عددها الاربعة آلاف ضحية لمجازر تشاوشيسكو في تيميشوارا وحدها. بل ان مراسل (ليبراسيون، حدد عدد هذه الجثث بـ 4630 جثة، وزادت بعض المقالات في الصحف المكتوبة من (مأساوية) الوضع. فهناك من تحدث عن (نقل الجثث المتعذر تعدادها في شاحنات النفايات الى اماكن سرية ليتم حرقها أو دفنها  لونوفل او بسرفاتور (28/12/1989). وهناك من كتب: كيف يمكن معرفة عدد الجثث؟ فسائقو الشاحنات التي نقلت امتارا مكعبة من الاجساد تم قتلهم برصاصة من الخلف من قبل عناصر الشرطة السرية لأخفاء كل شاهد على المجزرة.. ( وكالة الصحافة الفرنسية، في تقرير لمراسلها في رومانيا - في ليبراسيون 23/12/1989).

ومع رؤية جثث مجرة تيميشوارا على الشاشة الصغيرة ، لم يكن بأمكان المشاهدين التشكيك بوجود 60 الف ضحية – بل هناك من تحدث عن 70 الف ضحية – في احداث بضعة ايام من الثورة الرومانية، بل ان صور المجزرة اضافت الى مصداقية التأكيدات الاكثر جموحاً ولكن الحقيقة كما نعرفها اليوم، فان عدد ضحايا احداث الثورة الرومانية .

وبما فيهم انصار تشاوشيسكو، لم يتجاوز الالف ضحية، وان عدد ضحايا منطقة تيميشوارا كان ادنى من مئة ضحية (لوموند 14/2/1990).

وعندما تم بث هذه الصور ، صور مجزرة تيميشوارا على شاشات التلفزة في اوروبا الغربية ليلة السبت في 23 كانون الأول 1989 في الفترات الاخبارية للساعة الثامنة مساء، جاءت هذه الصور متناقضة تماماً مع الاجواء السائدة تلك الليلة في منازل الأوروبيين الذين كانوا يستعدون لاحتفالات عيدي الميلاد ورأس السنة. فكيف كان بالامكان . مثلاً . عدم التأثر والشعور بالصدمة من مشهد ذلك (الشاهد على المجزرة وهو يحاول سحب احدى الجثث بقدميها بواسطة سلك حديدي. من الاكيد ان صاحبها تعرض لأفظع انواع التعذيب؟..

والحقيقة كما يقول رامونيه ان تلك الصورة في الواقع كانت لجثة رجل مجهول علقت في مجرور وكان رجال الاطفاء يحاولون سحبها من قدميها ....

امام صور تلك الصفوف من الجثث العارية المشوهة، وامام تلك العبارات والاوصاف المكتوبة مثل امتار مكعبة من الجثث وشاحنات النفايات تنقل الجثث و جثث تم تشويهها بالاسيد. – كانت صور مشاهد اخرى تعود الى الذاكرة، مثل صور فظائع النازيين في المعتقلات.

لقد شعر المشاهدون يقول صاحب كتاب (استبدادية الاعلام) بالشفقة العميقة الحقيقية تجاه هؤلاء القتلى كثيرون بكوا قال صحافي من النوفل اوبسرفاتور في 28/12/1989 واعترف صحافي اخر انه شعر كما وان صدمة كهربائية اصابتني... وانتابني السخط والغضب فهل سنتخلى عن شعب كامل ونتركه ضحية الشرطة السرية؟ (نوفل او بسرفاتور 11/1/1990).

التهبت المشاعر والعقول، فدعا مقدم اخبار الساعة الثامنة مساء من القناة الأولى للتلفزيون الفرنسي جيرار كاريرو، وبعد رؤيته لصور المجزرة الى تشكيل فرق قتال دولية لتموت دفاعا عن بوخارست وكتب جان دانيال في النوفل اوبسرفاتور يستنتج (حدوث الطلاق بين القوة المأساوية للوقائع التي نقلها التلفزيون وبين لهجة الحكام وتسأل ان لم يكن للحكومات مصلحة بين الحين والآخر، في استيحاء مواقفها من الشارع.

حتى ان وزير الشؤون الخارجية حينها رولان دوما وافقه القول حين اعلن انه لا يمكن لنا ان تكون مجرد مشاهدين لمثل هذه المجزرة.

على هذا النحو، وانطلاقا من صور ومشاهد لم يفكر احد في التحقق من صحتها، بلغ الحد بكثيرين الى الدعوة وباسم حق التدخل الى عمل قتالي ضد رومانيا بل الى تدخل عسكري سوفياتي لسحق انصار تشاوشيسكو...

امام هذه السلسلة من الاكاذيب الاعلامية المروعة التي تقود الجماهير الى تصرفات غير سوية

نتساءل

. من كان المستفيد من هذا العمل اللا اخلاقي.

. لا نستطيع القول ان التلفزيون الروماني فعل كل هذه الافعال الكبيرة باستخراج الجثث . والاتيان بحاويات النفايات الى ما شابه ذلك. اذن انه فعل لا اخلاقي وعمل اعلامي غير نزيه قامت به دولة رأت في هذه المخادعة فائدة لها.

فهل يصح هنا ان تتصرف الدول بعيداً عن الاخلاقيات المعتادة؟؟