الجغرافية الطبيعية
الجغرافية الحيوية
جغرافية النبات
جغرافية الحيوان
الجغرافية الفلكية
الجغرافية المناخية
جغرافية المياه
جغرافية البحار والمحيطات
جغرافية التربة
جغرافية التضاريس
الجيولوجيا
الجيومورفولوجيا
الجغرافية البشرية
الجغرافية الاجتماعية
جغرافية السكان
جغرافية العمران
جغرافية المدن
جغرافية الريف
جغرافية الجريمة
جغرافية الخدمات
الجغرافية الاقتصادية
الجغرافية الزراعية
الجغرافية الصناعية
الجغرافية السياحية
جغرافية النقل
جغرافية التجارة
جغرافية الطاقة
جغرافية التعدين
الجغرافية التاريخية
الجغرافية الحضارية
الجغرافية السياسية و الانتخابات
الجغرافية العسكرية
الجغرافية الثقافية
الجغرافية الطبية
جغرافية التنمية
جغرافية التخطيط
جغرافية الفكر الجغرافي
جغرافية المخاطر
جغرافية الاسماء
جغرافية السلالات
الجغرافية الاقليمية
جغرافية الخرائط
الاتجاهات الحديثة في الجغرافية
نظام الاستشعار عن بعد
نظام المعلومات الجغرافية (GIS)
نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)
الجغرافية التطبيقية
جغرافية البيئة والتلوث
جغرافية العالم الاسلامي
الاطالس
معلومات جغرافية عامة
مناهج البحث الجغرافي
المنهج الجغرافي وعلم الفلسفة
المؤلف: محمد احمد السامرائي
المصدر: فلسفة المكان في الفكر الجغرافي
الجزء والصفحة: ص 158- 162
25/12/2022
1496
المنهج الجغرافي وعلم الفلسفة:
يتطلب منا في البحث عن المنهج الجغرافي والمعاني التي يتضمنها ان نتناول المنهج في مفهوم "الفلسفة"، وقد يعتقد البعض أن ليس له علاقة بالمنهج الجغرافي إلا أنني اعتقد أن ما تتضمنه الفلسفة من معاني ومفاهيم تساعدنا على تطوير المنهج الجغرافي، كما تسهم في أغناء الباحث في اعتماد المرتكزات العلمية والمنطقية التي تقود الباحث للوصول إلى الحقيقة.
فالفلسفة كما يقول برتراند رسل بأنها : مجموعة مشاكل يجدها بعض الناس مثيرة للاهتمام وهي لا تختص بعلم دون آخر .. وإن الإجابة على هذه المشكلات تعد فلسفة, فالفلسفة عنده توضيح الأفكار توضيحا منطقيا، أي توضيح القضايا وإزالة غموضها توصلا إلى حقيقة معناها, فالفلسفة تزود جميع العلوم الإنسانية بالمنطق والمنهج الخاص بها. فضلا عن تزويدها بالرؤية الشمولية الكلية والتحليلية النقدية، وبناء النظرية العلمية واستكمال نتائج هذه العلوم وربطها بقانون عام إن أي "منهج " لا يمكنه أن يستغني عن المنطق وقيمته العلمية، فبواسطته يستطيع الإنسان معرفة قواعد التفكير الصحيح والسير بها إلى مقتضاها العلمي والمنطقي، ولأهمية "المنطق" للباحث الجغرافي نورد التعريفات الخاصة به:
1- فقد عرفه ارسطو : بأنه آلة العلم، وموضوعه الحقيقي هو العلم نفسه أو صورة العلم.
2- وعرفه الفلاسفة العرب والمسلمون بالميزان أو المعيار أو الآلة.
3- أما الغزالي فيعرفه بأنه القانون الذي يميز صحيح الحد والقياس من غيره فيميز العلم اليقيني مما ليس يقينا، وكأنه الميزان أو المعيار للعلوم كلها.
ولما كان المنطق بهذا علم وفن في آن واحد، فقد حدد للمنطق ثلاث وظائف من الضروري أن يدركها أي باحث وهي:
1- وضع القوانين العامة التي يعمل الفكر بمقتضاها.
2- يبين مواطن الزلل في التفكير، وأنواع الخطأ وأسبابه.
3- يصف الطرق المؤدية إلى العلم الصحيح في كل نوع من أنواع العلم. فإذا روعيت هذه النواحي الثلاث سلم التفكير الإنساني وسلم من الخطأ وحقق الإنسان هدفه وغايته وهو خلو تفكيره من التناقض. كما يتطلب من الباحث أن يدرك أن العقل هو مركز التفكير المركزي للإنسان في تعامله مع الظواهر المحيطة به كون: العقل حامل ،معرفة، وطاقة تجديد ، ومركز التفكير والأحكام، وملكة متعالية شكلت التفوق النوعي للإنسان بوصفه كائنـا فكريا
Homo Sapins)) .
وأصبح من الضروري أيضاً أن يدرك الباحث الجغرافي أن العمليات العقلية ستسهم في تعزيز منهجه الجغرافي والمتمثلة في:
1- التصور: وهو ادراك مفردات الاشياء والمعاني.
2- التصديق : وهو ادراك العلاقة أو النسبة بين مفردين أو أكثر.
3- التحليل وهو رد الشيء إلى عناصره الأولية والتحليل أيضا كما يراه ابن سينا هو : أفراد واحد واحد من أجزاء الشيء الموجود فيه.
4- التركيب وهو الانتقال من المعاني البسيطة إلى المعاني المركبة.
5- الاستنتاج : وهو الانتقال من الكلي إلى الجزئي.
6- الاستقراء : وهو الانتقال من الجزئي إلى الكلي، ومن المعلوم إلى المجهول، ومن الظواهر إلى القوانين وهو أساس المعرفة العلمية.
كما يتعزز منهج الباحث الجغرافي إذا ما ادرك من خلال بحثه المبادئ الأربعة للضرورة العقلية. وفي هذا يقول محمد عابد الجابري: إن الضرورة العقلية عند الفلاسفة تحكمها مبادئ أربعة تسمى قوانين الفكر الاساسية (قوانين العقل) وهي:
1- مبدأ الهوية : الذي يقرر أن طبيعة الشيء تبقى ثابتة مهما تغير أو تحول، وبالتالي يبقى هو، فالحديد يبقى حديداً مهما كان شكله أو وضعه.
2- مبدأ عدم التناقض: ويقرر أنه لا يجوز الجمع بين النقيضين، بمعنى أنه لا يجوز الحكم قط على شيء، وسلب هذا الحكم عنه في الوقت نفسه والمعنى عينه، كان تقول مثلا سقراط حكيم وليس بحكيم.
3- مبدأ الثالث المرفوع: ويقرر امتناع رفع النقيضين معا، بمعنى أن الحكم على شيء يجب أن يكون هو أو نقيضه صوابا فسقراط أما حكيم أو غير حكيم.
4- مبدأ السببية : ويقرر أنه لا شيء يحدث بدون سبب، وان العلاقة بين السبب والمسبب ثابتة لا تختلف بحيث كلما وجد السبب وجد المسبب أن العقل هو
و أداة لتحصيل المعرفة وهو الأداة للحكم على الأشياء والعقلانية منهج أكثر منها رؤية ، فهي ظاهرة تخص الفكر والعمليات العقلية لا السلوك والممارسات العملية.
فالمنهج إذن هو الطريقة التي يعتمدها الباحث للوصول إلى الحقيقة، على وفق قواعد يسير بمقتضاه. إلا أن هذا المنهج لا يمكن اعتماده دون أن يستند إلى مقال قواعد أساسية, واهمها بحسب ما وضعه الفيلسوف ديكارت في كتابه. في المنهج) (Discourse of Method) فهي:
1- قاعدة اليقين ومنطق هذه القاعدة أن : لا أقبل شيئا قط على أنه حق إلا إذا عرفت يقينا أنه كذلك.
2- قاعدة التحليل: في هذه القاعدة يقرر الفيلسوف ديكارت وجوب تقسيم المشكلة التي تعرض لبحثها ما أمكننا ذلك، أي تحليلها إلى اجزاء بسيطة على قدر ما تدعو الحاجة إلى حلها على خير الوجوه. وغاية التحليل هي رد المركب إلى البسيط، والمعقد إلى السهل، حتى يبدأ العقل تفكيره في المعضلة التي يدرسها مطمئنا يأمن الوقوع في الخطأ منذ بداية تفكيره لأن الأفكار أوضح من الأشياء والمبادئ أوضح من كثرة الأنواع.
3- قاعدة التركيب: يقول ديكارت قيادة الأفكار بنظام بحيث يبدأ الباحث بابسطها وأسهلها معرفة.. كما يتدرج رويدا رويدا حتى يصل إلى معرفة أكثر تركيبا، بل أن يفرض ترتيبا بين القضايا التي لا يسبق بعضها الآخر بالطبع.
4- قاعدة الأحصاء أو الاستطراد التام هذه القاعدة تقوم على احصاء كل الحالات كاملة ومراجعتها شاملة، لأنها تجعل الباحث على تعيين من أنه لم يغفل أي شيء.. أي أن الباحث يمر بحركة فكرية متصلة على كل ما يتصل بموضوع بحثه.
إن الهدف من أتباع هذا المنهج هو الوصول إلى الحقيقة، وهو ما يأمله كل باحث لأن العلم في جوهره هو البحث عن الحقيقة والحقيقة هي حيز ذو أبعاد ثلاث، وينبغي أن نفحصها من وجهات نظر ثلاث مختلفة لكي ندرك الكل. وإن فحصنا لها من وجهة نظر واحدة فقط هي نظرة احادية ولن تؤدي إلى معالجة للكل.
فمن وجهة النظر الأولى، نرى علاقات الاشياء المتشابهة، ومن وجهة النظر الثانية، نرى التطور في الزمان، أما من وجهة النظر الثالثة، فنرى الترتيب والتقسيم في (المكان ) (Space) ولا يمكن للحقيقة ككل أن تستوعب كلية في العلوم الأصولية والعلوم المحددة بالأشياء التي تدرسها، كما يعتقد الكثير من الباحثين.