x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
كيفية التصرف أثناء الغضب
المؤلف: د. علي القائمي
المصدر: الأسرة والطفل المشاكس
الجزء والصفحة: ص161 ــ 166
24/11/2022
1489
فيما يخص كيفية تصرف الوالدين أثناء غضب الأطفال هناك جملة ملاحظات نشير إلى أهمها فيما يلي:
١ -العطف: لا ينبغي معاندة الطفل حين غضبه او التحدث معه بلهجة التأنيب واللوم، بل لابد من اعادته إلى حالته الطبيعية بأغداق الحب والعطف عليه حيث ان من شأن ذلك ان يترك آثاراً جيدة على الأطفال وبالطبع يجب التعامل معهم في سنوات ما قبل الفتوة والنضج باسلوب حازم، بل ويجوز مواجهتهم في هذه السنين بالتأنيب وعدم الأكتراث.
٢ -البديل: ان كان الطفل غاضباً بسبب حرمانه أو فقدانه لشيء يحبه، يمكن التعامل معه بالإستفادة من فكرة البديل فالطفل الذي يغضب، مثلاً، بسبب تحطم لعبته، بالإمكان اخماد غضبه باعطائه شيئاً آخر بدلاً عنها. ففكرة البديل هذه مجدية أكثر في السنوات الأولى من عمر الطفل.
٣ -الإلهاء: ويمكن التعامل أحياناً مع غضب الطفل بطريقة أخرى وهي القيام بحركة أو لعبة يحبها وترغيبه في الإشتراك فيها. ومما لا شك فيه أنه سينزعج كثيراً في بداية الأمر ويمتنع عن الإشتراك، لكنه سيقع بعد لحظات تحت تأثير جاذبيتها وينسى أصل القضية التي غضب بسببها. وقد قيل قديماً بشأن الكبار، على الغاضب ان يشغل نفسه بحساب الارقام ليسكن غضبه عن هذا الطريق.
٤ -تغيير الحالة: ومن الطرق الأخرى لمعالجة الغضب، تغيير الحالة، أي ان يقف اذا كان جالساً، ويجلس إذا كان واقفاً، ويغير مذاقه؛ بتناول قطعة من الحلوى مثلاً، أو يغير ثيابه أو يرتديها فقد دلت التجربة على ان هذا الأمر بحد ذاته مؤثر في الحد من الغضب.
5- تغيير الجو: ومن الطرق الأخرى أيضاً لعلاج الغضب تغيير الجو فمثلاً يمكننا أن نأخذ الشخص الغاضب من غرفة الى أخرى أو الى ساحة الدار، أو الى الشارع، واحياناً الى الحديقة من أجل الترويح عنه. فقد دلت الدراسات والتجارب على ان لذلك آثاراً مفيدة جداً في الحد من الغضب.
٦ -الغسل: يجب حين الغضب غسل الوجه واليدين، والاستحمام قدر الإمكان.
ان لهذه الأمور اثارها الإيجابية في تسكين الغضب. وآحياناً يكون من المفيد الى حد ما، وضع شيء رطب على وجه الطفل، وتشجيعه على السباحة. كما ومن المفيد أيضاً، الخروج به الى الهواء الطلق الذي يعد في الواقع نوعاً من الإغتسال الذهني.
٧ -التنبيه: ان تحذير الطفل من أن حالته غير طبيعية من شأنه أن يكون مؤثراً بحد ذاته، ويدفعه الى الإلتفات الى نفسه واصلاح وضعه، لأن الطفل لا يحب ان يصفه الاخرون بالغضب وسوء السلوك وبالطبع يجب التأكيد في مثل هذا التنبيه على الجانب المعني فقط، وتجنب الأبعاد الأخرى من شخصيته.
٨ -التشجيع على الكلام: من الضروري اتاحة المجال للطفل الغاضب كي يتمكن من الكلام، وافراغ عقدته، والتعبير عما يغضبه ويؤلمه، لأن ذلك يهدىء انفعالاته ويسكن غضبه، وبالتالي يرجعه عن سلوكه غير الصحيح.
٩ - تركه لحاله: الطفل الذي يتحجج كثيراً ويؤذي بذلك الأخرين، من الضروري ان يترك لحاله في مكانه لوحده. وبالطبع ان هذا الأمر يكون صحيحاً، شريطة الإطمئنان من انه لا يلحق الأذى بنفسه، او يقدم على العبث والتخريب في خلوته، وكذلك بشرط ان يؤدي هذا الأمر الى اصلاحه، وليس الى مضاعفة غضبه.
10ـ الضرب: وأخيراً في الحالات التي يمعن فيها الطفل في اللجاجة والعناد، وايذاء الأخرين باستمرار، يمكن اللجوء معه - وبعد التحذيرات والإنذارات المتكررة - إلى اسلوب آخر، وهو الضرب الخفيف الذي يعيده الى رشده. وبالطبع ان تأثير هذا الأسلوب اكثر من التأنيب والحبس والزجر، ولكن لا ينبغي تكراره لئلا يفقد فاعليته بالتدريج باعتياد الطفل عليه.
- بعض المسائل المفيدة في الوقاية:
لابد من الأخذ بنظر الأعتبار المسائل المفيدة لكظم الغضب والوقاية منها واليك فيما يلي بعضاً منها:
١ -الجو الهادئ: والمقصود من ذلك هدوء الحياة العائلية اذ ان الاباء والمربين مطالبون بابعاد الأطفال عن اجواء التوتر والتشاحن والشجار المقلقة، فكلما كان الأبوان عطوفين فيما بينهما، ومع بنائهما، ازداد تأثير ذلك في اصلاح وتربية الأطفال، وخمود غضبهم لذا فلابد من السعي للحفاظ على جو الأسرة من كل ما من شأنه تعكير صفوه وهدوئه.
٢ -النوم والراحة: يجب ان ينال الأطفال قسطاً كافياً من النوم والراحة، خصوصاً وانهم يقضون جل أوقاتهم باللعب واللهو، ويجب على الاباء والمربين السعي الى ان يكون نوم الأطفال واستيقاظهم منظماً، وطعامهم سليماً وبسيطاً ويحتوي على الألبان والفواكه والخضار بمقادير كافية.
٣ -توفير الاحتياجات الطبيعية: نحن جميعاً ندرك عدم امكانية توفير احتياجات الأطفال بأجمعها، وحتى اذ كان ذلك ممكناً فإنه ليس في صالحهم، ولابد للطفل ان يتعايش مع الحرمان بشكل وآخر، ويكيف نفسه على تحمل الصعاب والمشاكل قليلاً أو كثيراً الا أنه من الضروري احياناً توفير الحد الممكن من احتياجاته الطبيعية، التي يخشى بسببها من اصابته بالعقد النفسية في حالة عدم توفيرها.
٤ -التعويد على العادات الحسنة: ينبغي تعويد الطفل منذ نعومة اظفاره على الكلام بهدوء، والتمرن احياناً على الصمت، وعلى كظم الغيض وعدم الإكتراث به، وعلى التضحية بالحرية الشخصية رعاية لحريات الأخرين، وعلى ان يغسل وجهه حين الغضب، وان غرس مثل هذه العادات في نفس الطفل من شأنها ان تقيه الكثير من الإنعكاسات الوخيمة.
٥ -التنبيه الى بعض المحاذير: في الوقت الذي يجب ان يكون فيه الطفل حراً في السنوات السبع الأولى من عمره، ينبغي أن لا تطلق حريته الى حد الحاق الأذى بالآخرين ومع وجوب اتخاذ المواقف الحازمة من قبل الأبوين. ووجود حد فاصل بينهما وبين الأبناء يؤثر في السيطرة عليهم وضبط حالات غضبهم.
٦ -بين الخوف والرجاء: ان التربية عندنا قائمة على اساس وضع الطفل بين حالتي الخوف والرجاء؛ بمعنى أن يفكر من جهة بالاضرار التي تلحق به في حال فقدان عطف ومحبة الأبوين، ومن جهة أخرى ان يأمل ويرجوا كسب رضاهما وعطفهما. ومن شأن مثل هذا الأحساس عند الطفل أن يحفزه على اصلاح وضعه اذا اكتشف ان غضبه يسوء والديه.
٧ -التعليم والإدارة الذاتية: بامكان نا أن نجعل من الطفل شخصية جديرة بادارة شؤونه الذاتية بالتدريج، بحيث يتمكن من ضبط نفسه والسيطرة عليها امام المشاكل التي تثير حفيظته، وذلك بواسطة الاستعانة بالقصص والأمثال، وسرد أحوال الأبطال.
٨ -الضبط: أخيراً، لابد من وجود الضوابط والمقررات داخل البيت، بمعنى ان يعرف الطفل مجالات حريته من عدمها، وان يفهم ما اذا كان بامكانه جعل الغضب وسيلة لتحقيق مطاليبه أم لا؟ ويدرك ما اذا كان يحق له العبث والتخريب في حال عدم الاستجابة لمطاليبه أم لا؟ وبطبيعة الحال يجب على الأبوين، في بعض الحالات، الحؤول دون اهتمام الطفل باعمال العبث والتخريب، والحاق الأذى بنفسه وبالأخرين.
- العلاج الطبي:
وفي الختام من الضروري الاشارة الى هذه النقطة وهي ان بعض الأطفال يغضبون لأسباب مرضية من قبيل انسداد الغدد الداخلية، أو الإصابة بأمراض عصبية، او آلام بدنية متواصلة، او نقص عضوي يعذبهم نفسيا، وما الى ذلك.
وفي مثل هذه الحالات يجب اجراء الفحوص الطبية من اجل تشخيص السبب او الأسباب، والمبادرة الى علاجها. وبإمكان الأطباء واختصاصيي الأعصاب والنفس احياناً انقاذ المصاب بواسطة الدواء والمعالجة.