اساسيات الاعلام
الاعلام
اللغة الاعلامية
اخلاقيات الاعلام
اقتصاديات الاعلام
التربية الاعلامية
الادارة والتخطيط الاعلامي
الاعلام المتخصص
الاعلام الدولي
رأي عام
الدعاية والحرب النفسية
التصوير
المعلوماتية
الإخراج
الإخراج الاذاعي والتلفزيوني
الإخراج الصحفي
مناهج البحث الاعلامي
وسائل الاتصال الجماهيري
علم النفس الاعلامي
مصطلحات أعلامية
الإعلان
السمعية والمرئية
التلفزيون
الاذاعة
اعداد وتقديم البرامج
الاستديو
الدراما
صوت والقاء
تحرير اذاعي
تقنيات اذاعية وتلفزيونية
صحافة اذاعية
فن المقابلة
فن المراسلة
سيناريو
اعلام جديد
الخبر الاذاعي
الصحافة
الصحف
المجلات
وكالات الاخبار
التحرير الصحفي
فن الخبر
التقرير الصحفي
التحرير
تاريخ الصحافة
الصحافة الالكترونية
المقال الصحفي
التحقيقات الصحفية
صحافة عربية
العلاقات العامة
العلاقات العامة
استراتيجيات العلاقات العامة وبرامجها
التطبيقات الميدانية للعلاقات العامة
العلاقات العامة التسويقية
العلاقات العامة الدولية
العلاقات العامة النوعية
العلاقات العامة الرقمية
الكتابة للعلاقات العامة
حملات العلاقات العامة
ادارة العلاقات العامة
الخبر والغزو الثقافي
المؤلف: د. رفعت عارف الضبع
المصدر: الخبر
الجزء والصفحة: ص 299-204
17/11/2022
1296
الخبر والغزو الثقافي
لماذا الغزو الثقافي؟
هذا السؤال والإجابة عليه تتطلب منا أن نوضح أن هناك تحدي بين حضارتين، الحضارة الغربية وهي حدث ظاهر دخلت حياتنا وتغلغلت في كل ركن من أركان الأمة العربية، دخلت بقوة وبعنف، أحدثت تغيرات كبيرة فيه لاسيما في البلاد العربية الغنية بالبترول أدى انبهار البعض، هذا الانبهار جاء نتيجة المعاناة القاسية والضياع الروحي ورد فعل للقاعدة الفكرية العربية الصلبة عندما ضاق الوعي العميق والأصالة الحضارية النابعة من التراث الأصيل في فكرنا وتقاليدنا وطراز حياتنا التي ما تزال حية ولم يعصم هذا التراث ولا هذه الحضارة العرب من حضارة الغرب.
ولقد تأثرنا بالمظاهر البراقة والأنماط السطحية منها ولم يقارنوا بين حضارتين وفهم أسس بنائها فظن العرب أن التطور والتجديد والتقدم منوط بالغرب وحاول جمهور المتعلمين ووسائل الإعلام التأكيد على أن الحضارة الغربية هي أعلى الحضارات إنسانية ، وهذا يخالف الحقيقة فإن الحضارة الإسلامية والعربية سبقت جميع الحضارات في العالم كله .
ولقد بعدت الحضارة الغربية عن خدمة العرب وبناء النهضة العلمية والتطور الصناعي والاختراعات ولم تساعدنا على فهم هذه الآلات للعلماء العرب ومهندسيهم وأطبائهم إلا بمقدار محدود ليبقى العربي محتاجاُ إليها وإلى صناعتها وخبرتها وآلاتها والقطع، ولقد أستقلت اليابان والصين عن هذه الحضارة الغربية وحققت لنفسها واقعا جديدة في مجالات العلم والمعرفة والثقافة عموما.
عوامل ساعدت على تغلغل الحضارة الغربية :
لقد تنقلت الحضارة الغربية عندما بدأ الشك يتسرب إلى النفوس وأخلت النظرة للموروث الحضاري وضاعت الثقة بالشخصية العربية وبمقدرتها على الإبداع وقابليتها في الاختراع ومسايرة السبل الحضارية بإنشاء الصناعة وبناء المعامل وجلب الأجهزة واستجلاب الخبراء دون الاعتماد على العلماء العرب وخبراتهم التي ساعدت على تطوير الأمم التي عملت من أجلها بعد أن أعد لهم الجو الفكري الهادئ والوقت العلمي الكافي والمال وخدمة المعامل والمختبرات والمعاهد العلمية.
وأمامنا في مصر نماذج كثيرة من العلماء من بينهم الدكتور أحمد زويل والدكتور مشرفة والبرادعي والدكتور فاروق الباز الذي هاجر إلى أمريكا وعمل في بحوث الفضاء وكان تقرير هذا العام المصري في تضاريس القمر وإنزال أول إنسان على سطحه هي العامل الأساسي والرئيسي في عملية الإنزال على سطح القمر وهو الآن أحد الرموز الأساسية والرئيسية (الرموز العلمية) في وكالة ناسا الأبحاث الفضاء في أمريكا.
ولقد بدأ الغزو الحضاري مع الغزو العسكري والسيطرة الاستعمارية بطرزها المعروف وأشكالها القديمة فاستبدلت الغزو بأسلوب جديد يحمي المكاسب وتحتفظ بصداقات الشعوب ورضاها وخلق نسيج يحميها ولقد مرت غزوة الحضارة الغربية بفترات متعددة، وهي :
1- غرس الحضارة الغربية:
عندما نزلت الحملة الفرنسية مصر حتى الحرب العالمية الأولى وكان الغزو عسكرية واضح المعالم بارز السمات بالجنود والأسلحة فكانت الدول العربية تدار عن طريق الاستعمار مباشرة أو بأسلوب وجهة عربي وفكر غربي، وفي مصر أجتاح الغزو الحضاري الأوروبي الفرنسي بالذات كل مناحي الحياة وأن نابليون بونابرت قد أحضر معه في الحملة علماء من فرنسا في مختلف مناحي الحياة وأكثر من ذلك فإنه أحضر معه أول مطبعة لطبع النشرات والصحف وقد أصدر صحيفتان وهما "لو كوربير دي لجيبت" والثانية "لوديكا ابجبيسيان" وهما للدعاية عن الحملة الفرنسية.
ونقول أن كتاب وصف مصر الذي ألفه علماء الحملة الفرنسية عم كل نواحي الحياة في مصر وعن العادات والتقاليد والثقافة والقيم التربوية والعلمية الأخرى ما هو إلا معلومات في شكل أخبار طويلة عن مصر، وبدأت الغزوة الثقافية الحضارية على مصر وشارك فيها نابليون بونابرت نفسه عندما أشهر إسلامه لكن هذه الحيلة لم تخدع الشعب المصري، ولم يكن العرب قادرين على الاستقلال من الاستعمار العسكري وبدأت فئة وفي الوطن العربي بالتقرب إلى الأجنبي والتشبه بعاداته دون قيد أو شرط وتعلم لغته.
وفي هذه الفترة بدأت فكرة المقارنة بين المثل العربية وحضارة الإسلام والتقاليد الوافدة والعادات الغازية فأصيب الجيل الجديد بالحيرة النفسية وأدى ذلك إلى الانتقال من الثقة بالنفس إلى الفراغ الروحي وبدأ التلقي اللاشعوري ينساب إلى الفكر ولكنه يلاقي مقاومة كبيرة وكانت القاعدة العربية الإسلامية تعين آخرين على المقاومة وتمد المجتمع بنماذج من البطولات والحوادث والتاريخ الزاهي فيقفون بقوة وثبات ويأخذون من هذه الحضارة معتمدين على أصالتهم ولم ينحرفوا ووجدنا قادة الفكر والرأي يحمون فكرهم وأدبهم وبدأ التحدي عندما أنشأت دار العلوم ثم الجامعة المصرية وانتشرت أولوية العلم في العراق والشام والجزيرة العربية وفي هذه الفترة ظهرت الصحافة في مختلف الدول العربية، وكانت بالدرجة الأولى تهتم بنشر المعلومات في شكل أخبار ومضامين إعلانية أخرى تمجيد في هذا التقدم والتطور الحضاري الغربي مع وجود مضامين إعلانية بسيطة تقف ضد هذا التيار المستورد.
2- تقليد الغرب :
وجاءت هذه الفترة بعد أن كثرت الترجمة وأكثر أنصار الغرب الذين درسوا فيه وبدأ التقليد في الهندسة المعمارية والصناعات المختلفة وطراز اللباس وأسلوب المعالجة الاجتماعية فكل شيء غربي هو الأحسن وكل صناعاته هي الأجود وكل أدب غربي متميز.
3- فقدان الة
وبعد أن تسود الحيرة ويغلب الانبهار وتتغلب روح الإقدام على الثروة وتتمكن الحضارة الجديدة يستلم المفكر والأديب والعالم ويسير في التيار ويبعد عن الأصالة ويرى الغرب هو المثل الأعلى ولذلك يفتح الشخصية الثقافية للمجتمع غير واضحة أو ممسوخة.
4- العمل الجاد من قبل الغرب :
وبعد أن انتهى عصر الاستعمار العسكري بأشكاله التقليدية أي الغرب يكون وجوده أكثر قوة من ذي قبل ووجد في وسائل الإعلام وكذلك في التقدم التكنولوجي المذهل في عمليات الاتصال. كل بغية، وبدأ التفكير في الأقمار الصناعية التي جعلت العالم كما يقولون أشبه بقرية واحدة، وكانت الأقمار الصناعية عاملا رئيسيا في نشر الثقافة الأوروبية المستوردة والتي لا تتفق مع قيمنا ومبادئنا الإسلامية ولا مع عاداتنا وتقاليدنا ثم كانت القنوات التليفزيونية الفضائية التي تبثها الأقمار لكي يشاهدها كل إنسان على وجه الأرض من أخطر الأساليب المباشرة للغزو الثقافي.
ولقد استخدمت الأقمار الصناعية أيضا في الصحافة حيث تستطيع الصحيفة في أي مكان في العالم على سبيل المثال أن ترسل بإصداراتها إلى جميع أنحاء العالم في وقت قصير وذلك عن طريق الأقمار الصناعية ويتم طبع الصحيفة في أي مكان في العالم لتوزعها في كل مكان في العالم حاملة كل مقومات الحضارة الغربية إلى العالم كله.
وتجدر الإشارة إلى أنه ليس عيبا أن تستفيد الحضارة العربية من الحضارة الغربية في المجال العلمي والتعاون البحثي في فروعه المختلفة وأن يتحقق التعاون بين الحضارتين ولكن على أساس الاحتفاظ بالشخصية العربية وللمحافظة على أصالتها وقيمها المختلفة.
وأما من حيث المضمون فإن المشاهد المصري أو العربي يتلقى مضامين لا تتفق على الإطلاق مع قيمنا الإسلامية وعاداتنا وتقاليدنا نجد مثلا: أن البنت لا تتجاوز عمرها 16 عاما وتقيم بمفردها بعيد عن الأسرة وأن لها صديقاً يلازمها وأن الأب والأم يعرفون ذلك بل يستقبلون صديق البنت في المنزل، كما لا تجد مكانا يجتمع فيه أحد إلا وتوجد زجاجات الخمور والعلاقة بين الزوجة والزوج غريبة، فالزوجة يستطيع صديق الزوج أن يقبلها وقد تتواجد علاقة غير شرعية بينهما.
وقد يعرف الزوج ذلك ولا يتحرك وكذا نجد المشاهد نفسه محاطاً بجرعات من ثقافات الغرب وهذه الجرعات لا تتفق على الإطلاق مع قيمنا وتقاليدنا ومع تراكم مثل هذه الثقافات من برامج مختلفة ومتعددة قد تحدث استجابات ما لدى المشاهد لتقبل بعضا من الأفكار المستوردة أو حتى على الأقل شعوره بالرفض التام لواقعه.
وكذلك الحال في الصحافة عندما نقرأ محتويات إعلانية في شكل أخبار أو موضوعات إخبارية حول أفكار مستوردة يعتنقها الشباب المصري أو العربي مثل الحفلات الصاخبة أو المهرجانات التي لا تهدف إلى تحقيق مصلحة ما للشباب وعن أخبار الأغاني الخليعة ذات المضمون (المقزز) كل ذلك إنما هو أحد إفرازات الحضارة الغربية عندنا وقد تسبب الغزو الثقافي في ظهور العديد من المشكلات مثل (الإدمان، الإرهاب، العنوسة، الطلاق، السرقة).