x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
المشكلات المدرسية / النوم
المؤلف: د. محمد أيوب شحيمي
المصدر: مشاكل الاطفال...! كيف نفهمها؟
الجزء والصفحة: ص126 ــ 131
16/10/2022
1721
النوم نعمة أنعم الله بها على الانسان، من جملة نعمه التي لا تحصى.
فترة يخلد فيها المرء إلى الراحة، والتعويض عن الطاقة المفقودة، ويشكل بالنسبة لنا نحن البالغين حوالي ثلث يومنا، وبالنسبة للأطفال نصف أو ثلثي يومه، مع تفاوت بسيط في النسبة بين طفل وآخر.
والطفل الحديث الولادة يحتاج إلى النوم بصورة دائمة، فيوقظ عند الرضاعة فقط، ثم يعود للاستغراق في النوم، وتقل هذه الحاجة إلى النوم تدريجياً مع نمو الطفل وتقدم عمره. ونلفت إلى أنه يجب إيقاظ الطفل في الموعد المخصص لتناول الرضاعة بلطف وهدوء، مع التشديد على التقيد بالموعد.
فلا تأخذن الشفقة الأم على رضيعها، فتخشى أن توقظه، وتؤجل ذلك لساعة أو ساعتين. ريثما يستيقظ - وذلك حباً به - وإفساحاً في المجال أمام مزيد من النوم، إن ذلك يشكل ضرراً للطفل، فالحفاظ على مواعيد الوجبات وانتظامها له مردوده الايجابي تماماً كالنوم.
ومن أجل نوم هادئ هناك عدة شروط يجب أن تتوافر منها:
- تأمين الجو الهادئ، والفراش الوثير.
- تحديد مواعيد ثابتة للنوم، لا يجب التساهل في تعديلها.
أما عن حاجة الأطفال إلى النوم فهي تختلف - كما ألمحنا - باختلاف عمر الطفل.
- ففي الأعمار من 2-3 سنوات يحتاج إلى 13-14 ساعة منها ساعتان في النهار.
- في الأعمار 4-5 سنوات يحتاج إلى 10 - 12 ساعة.
- في الأعمار بين 6-10 سنوات يحتاج إلى 10-11 ساعة.
- في الأعمار من 13 - 16 سنة يحتاج إلى 9 ساعات.
إن إحاطة الطفل بعوامل الهدوء والطمأنينة، وعدم إظهار القلق بشأن النظام والمواعيد الدقيقة، من شأنه أن يجعل الطفل يمارس طبيعته العادية من تلقاء نفسه والنوم بشكل تلقائي دون إكراه أو شغب، مفيد للصحة وللنفس، (ومن أكبر الأخطاء التي ترتكب في حق الطفل هو أن يلزم بالسهر والعمل الدائبين، فيصبح في حالة دائمة من التوتر)(1). ويشير بعض المربين إلى أن حرمان الطفل من القسط الكافي من النوم أو الاسترخاء يجعل الطفل عرضة لعدم التوازن العقلي، واعتلال الصحة والبله، ففي النوم يكتسب الطفل صحة بدنية وعقلية، ولا بأس من تعويد الطفل على النوم مع وجود الضجيج، حتى لا يصبح نومهم فيما بعد شديد التأثر، يستفيقون لأية إشارة أو بتأثير أي صوت خفيف مهما كان ضعيفاً.
إن معظم المشكلات الناتجة عن الإجهاد الجسمي والعصبي يمكن التغلب عليها بالنوم، وكذلك الكسل، وضعف التركيز، والوقوع في الأخطاء، كلها مشاكل تعود أحياناً بأسبابها إلى انعدام النوم أو قلته.
وقد أجريت بعض التجارب على الكلاب بمنعها من النوم لعدة أيام، فلوحظ أن الكلاب نفقت بعد ذلك.
والذين يدعون أنهم لا ينامون إطلاقاً هذه الليلة مثلاً هم مغالون في ادعائهم فهم ينامون نوماً خفيفاً لا يكادون يشعرون به، ويرى (كلاباريد) (أن النوم ليس نتيجة لحلول التعب، وإنما هو وظيفة حيوية يقوم بها الكائن الحي ليقي نفسه من حلول التعب، فالنوم هو صمام الأمان)(2).
وحاجة الطفل إلى النوم كحاجته إلى التغذية، حتى إن بعض العلماء يعتبرون أن النوم هو بحد ذاته غذاء، وتسهيل لعملية النماء السريعة التي يمر بها الطفل في مراحله الأولى، وتقل حاجة الطفل إلى النوم مع اطراد نموه وتقدمه في مراحل العمر. ويلعب المكان والزمان، والرطوبة، والدفء، والمناخ بشكل عام دوراً في مدى ساعات النوم وعمقها ثم نشير إلى خطأ بعض الآباء الذين يستعملون النوم للأطفال كوسيلة من وسائل التهديد لذلك يقوم الطفل بمقاومة هذا النوم بطريقة لا شعورية.
وهناك مسألتان أساسيتان تحكمان قلة نوم الأطفال وهما:
أ- الناحية البيئية (أجواء غرفة النوم، حالة الأسرة العامة).
ب- الناحية المرضية المتمثلة بالمغص والحميات وعدم انتظام الرضاعة (بالنسبة للأطفال الرضع)، وعدم انتظام الغذاء للأطفال الذين هم في عمر أكبر، وأحياناً يكون الطفل عصبياً، مرهف الحس، رقيقة، توقظه أية حركة، مهما كانت خفيفة، وتطلق الأمهات على هذه الحالة عبارة مألوفة ومتداولة (نومه خفيف)، ويعنين بها الاستيقاظ بسرعة.
أما ما يشاهد في بعض الأسر، من صراخ الطفل ومعارضته للنوم تلبية لطلب الوالدين، فهذا يعود إلى عقم الطريقة المتبعة مع الأطفال في هذا الموضوع، فالصراخ والمعارضة هما إشارتان إلى رغبته في متابعة اللعب، أو انسجامه مع برنامج تلفزيوني، ويفضل هنا ألا نطلب إليه بصورة قسرية، الذهاب إلى النوم فوراً، فلا بد من تمهيد لهذا الطلب، وبالمران تصبح عادة مألوفة يقوم بها الطفل تلقائياً.
يطلب إلى الطفل أولاً أن يجمع الألعاب، ويضعها في أمكنتها، ويذكر بموعد النوم (لقد أشارت الساعة إلى الثامنة يا...)، وذلك بلهجة عاطفية رقيقة وتعتبر هذه المقدمات بمثابة خطوات تمهيدية لوضعه في جو النوم، ويطلب إليه توديع والديه أو طبع قبلة على وجنة كل منهما والرد بمثلها.
ويجب أن تكون الأجواء التي سبقت النوم مريحة وهادئة، فلا توتر ولا صياح ولا نقاشات حادة بين الوالدين، يخشى معها الطفل أن تتحول إلى مشاحنة حقيقية بعد نومه تؤرق مضجعه، وتسبب له التوتر.
بعض الأطفال يخيفهم - إطفاء النور - ولذلك يطلب هنا إلى الأم التي يهمها أن يتعود طفلها النوم في الظلام، وفي النور الخافت - ليتحرر من الخوف - أن تبقى بعض الوقت إلى جانب سريره، وتقوم (بالتربيت) على كتفه مع ترنيمة حلوة هادئة بنغم لطيف فتساعده على النوم.
ويشدد بعض المربين على أنه من المبادئ الأساسية التي يجب أن تعرفها أية أم: هي أن أوامر الذهاب إلى النوم يجب أن تنفذ، فإذا خرقت من قبل الأطفال مرة أو بضع مرات أدى ذلك إلى انهزام الأم وسقوط أوامرها والاستهانة بها من أجل ذلك يجب ألا تضعف الأم أمام مناشدات أطفالها لتمييع القرار وخرق النظام المتبع، ويجب أن يعود الأطفال على اللجوء إلى الفراش في ساعات معينة فينتظم بذلك نومهم.
كما أنه من غير المستحب أن تكثر الأم الحديث عن ظاهرة قلة النوم التي يتميز بها طفلها فهو سيعتبر المسألة أمراً حتمياً لا مفر منه ولا مناص، وإذا لاحظت الأم أن نوم طفلها قليل فيمكنها أن تنظر إلى الأساليب التي أشير إليها، مع الإشارة إلى وجوب إجراء حمام ساخن قبل النوم بساعة.
كثيرون هم الأطفال الذين يصابون بالأرق مع ما يرافق ذلك من تقلب ورفس وكلام أثناء الليل، وخلال النوم، وفي هذه الحالة يجب الكشف الطبي أولاً للتأكد من عدم وجود مرض عضوي كالاضطرابات المعوية، وارتفاع درجة الحرارة المفاجئ، وصعوبة التنفس، وبعد ذلك يتم الانتقال للبحث في الأمور النفسية والتي منها:
- عدم التوافق بين الوالدين، وتأثير صور الخلاف على ذاكرة ومخيلة الطفل.
- المثالية المبالغ بها في معاملة الطفل ومحاولة تنظيمه تنظيماً دقيقاً.
- المنافسة مع الأخوة والرفاق.
(والأطفال الذين لم يأخذوا قسطهم الكافي من النوم، غالباً من يتسمون بالتوتر العصبي وكثرة البكاء وصعوبة التركيز)(3).
ويخطئ الآباء الذين يصطحبون أطفالهم إلى الحفلات أو لزيارة الأصدقاء، لأن في ذلك تعطيل لنظام وتوقيت النوم الذي وضعوه لأطفالهم مما يضطرهم إلى تقديم أو تأخير ساعات النوم، وفقاً لما يناسبهم. كذلك تخطى الأم التي ترد على بكاء طفلها بالأرجحة تمهيداً للنوم، قبل حلول موعده - فهذا يسبب لها كثيراً من المتاعب فيما بعد - كذلك نلفت نظر الوالدين إلى عدم تخويف الطفل بحجة دفعه إلى النوم، أو حكاية القصص المرعبة والمخيفة التي تتناول الأحداث المروعة، حتى إن كثيراً من الأطفال يخشون الذهاب إلى أسرتهم في أعقاب انتهاء هذه الحكاية، إلا برفقة من يأنسون منه أماناً وخاصة الأم، أو المربية، أو الأخ الأكبر، أو الأخت الكبرى. وبعد ذلك قد يضطرب نومهم.
يعمد بعض الوالدين إلى تنويم أطفالهم بقصد القيام بزيارة للأقارب أو الجيران، ويخدعان الطفل بقولهما إنهما موجودان، وينهض الطفل خائفاً مذعوراً، وهنا تتكون مشكلة تربوية معقدة بالنسبة للطفل، فيها الكذب، من قبل الوالدين على الطفل، وهما القدوة فتهتز ثقته بهذه القدوة، ثم الخوف، ويليها بعد ذلك اضطراب النوم المشوب بالتوتر والقلق. حتى إن بعض الأطفال أصبحوا لا يصدقون أثناء ذهابهم إلى السرير بأن الوالدين لم يغادرا البيت؟!، فتراهم ينهضون من الفراش بسرعة للتأكد من وجود الوالدين، حتى تطمئن قلوبهم ويذهبون إلى نوم خال من التوتر.
ويمكن أن نشير إلى هذه المسألة بالمعادلة التربوية التالية:
ترك الطفل وهو نائم، أو خداعه للخروج إلى السهرة ليلاً = الكذب + الخوف + اضطراب النوم، والكوابيس للأطفال.
ونشير أيضاً إلى الكابوس، أو الصراخ أثناء النوم والأسباب المؤدية إلى ذلك عديدة منها:
- تضخم اللوزتين، أو الزوائد اللحمية.
- الإكثار من الطعام قبل النوم، الذي يتسبب في إرباك الجهاز الهضمي.
وبتفادي هذه الأعراض يمكن أن تتلاشى الكوابيس تدريجياً ثم تزول.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ أندريه آرتوس، طفلك.. ذلك المجهول، ص47.
2ـ د. عبد العزيز القوصي، أسس الصحة النفسية، ص254.
3ـ د. احمد عكاشة، الطب النفسي المعاصر، ص374.