1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : المجتمع و قضاياه : آداب عامة :

نور المحبة في آفاق الحياة

المؤلف:  مجتبى اللّاري

المصدر:  المشاكل النفسية والأخلاقية في المجتمع المعاصر

الجزء والصفحة:  ص91 ـ 93

22/9/2022

1801

إن المحبة هي التي تنور آفاق الحياة دائماً، إن للمحبة آثاراً عميقة وسيعة المدى في تقدم الإنسان المادي والمعنوي، ولها في ذلك القدرة العظيمة والعجيبة. وقد جبلت هذه القوة القاهرة في الضمير الإنساني بالفطرة الأولى وهي تنمو حتى تنتهي احياناً إلى مثل بحر لا ينزف.

ونحن إن أطفأنا نور المحبة عن أفق الحياة حاصر ظلام الخيبة ووحشة الوحدة والغربة روح الإنسان، وأصبح وجه الحياة عبوساً مقطباً موجباً للملل والسأم منها.

إن الإنسان خلق إجتماعياً وجعل الإجتماع مع الآخرين من ضروريات وجوده، والذي ينفره عن المجتمع ويبعثه على الأنس بالوحدة والحذر من الاختلاط إنما هو الخلل الفكري في الإنسان، فالذين يفرون عن المجتمع ويأنسون بالوحدة إنما هم مصابون بنقص في الفكر والوجود. إذ من الواضح الواقع أن الإنسان بوحده لا يصل إلى سعادته. فكما أن الحاجات الجسدية كثيرة تبعثه على السعي في قضائها، كذلك الروح له حاجات يجب عليه أن يقضيها. إن النفس تتعطش للمحبة، وما زال الإنسان يسعى وراء قضاء هذه الحاجة النفسية. إن الإنسان في أمس الحاجة إلى المحبة والوداد من أول يوم يقدم على هذه الحياة الدنيا ويبدأ وجوده إلى آخر دقيقة تغلق عليه فيها أبواب الحياة، وأنه ليحس في نفسه وضميره بآثار المحبة مصورة تماماً، أنه حينما تثقل أعباء الحياة كاهله وتؤلم الحوادث روحه وتكاد المصائب تقطع حبائل آماله، يتعطش إلى المحبة والوداد عطشاً عظيماً، وهذا العطش هو الذي ينور قلبه بأمل اليسر بعد العسر والفرج بعد الشدة، أنه حينئد لا يضمن لنفسه السكون ولضميره الراحة إلا في ظلال المحبة. وحقاً إن كان هناك بلسم للآلام والمصائب والشدائد فليس هو إلا المحبة.

إن حب الإنسان لأخيه الإنسان من أجلى عواطف الإنسان، بل نستطيع أن نعده أصلاً لسائر الفضائل الأخلاقية ومنبعاً لألطافها. وأن الحب قابل للانتقال والشمول، وأن خير الطرق إلى شمول حبهم لنا لهو ان نحبهم ونقدم لهم عواطفنا الطيبة بكل سخاء، وأن نعتقد أن وظيفتنا بالنسبة إلى ابناء نوعنا ليس إلا أن نؤدي وظائف المحبة والوداد. إن بذل الود للآخرين لهو خير تجارة رابحة، فإنه لو بذل الإنسان بكرامته للآخرين شيئاً من هذه الجوهرة الثمينة التي تكمن في قلبه، لتلقي منهم من ذلك أضعافاً مضاعفة، إن مقاليد قلوب الناس بيد الإنسان نفسه، فالذي يريد الطريق إلى خزائن هذه الجواهر الثمينة يجب عليه أن يملأ قلبه من نور الصفاء والخلوص، وينزهه من الصفات غير المحمودة، ثم يهبه لكل من يتلقاه بحسن القبول.

يقول الفلاسفة: (أن كمال كل شيء في ظهور خواصه وآثاره، وخاصة الإنسان الأنس والمحبة).

إن المحبة والعلاقة الروحية التي تنشأ بين بني آدم لهي أساس التعاون والتعايش السلمي المستقر.

يقول الدكتور كارل في كتابه (طريقة الحياة): (أنه من أجل أن يصل المجتمع إلى السعادة يجب أن يكون أفراده مترابطين كلبنات بناء واحد، ولكن ليس هناك اية مادة بنائية يمكن أن تربطهم هكذا إلا مادة المحبة التي نراها بين أفراد عائلة واحدة، حينما تنبسط فتشمل جميع العائلة الإنسانية. وأن لأصل حب الإنسان للآخرين فرعين فرعاً يوصي الإنسان بحب الآخرين، وفرعاً آخر يوصيه بأن يحبب نفسه إليهم بأن يجعلها في مستوى حبهم. وما لم يسع كل شخص في سبيل ترك العادات الذميمة لا تتحقق المحبة المتبادلة، إننا لا 

نستطيع الوصول إلى هذا الهدف إلا بالتحرر عن المفاسد التي تحجبنا عن الآخرين عن طريق ثورة نفسية، وحينئذ يمكننا أن نرى الجار ينظر إلى جاره بالإكرام، والعامل إلى صاحب العمل وصاحب العمل إلى عامله بالمحبة. إن المحبة هي التي تستطيع أن تعمل في المجتمع الإنساني ما عملته الغرائز الخاصة في مجتمع النمل والنحل طوال ملايين السنين!). 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي