x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : المراهقة والشباب :

موسى الكاظم (عليه السلام) اسوة الشباب من اهل البيت

المؤلف:  محَّمد الرّيشَهُريٌ

المصدر:  جَواهُر الحِكمَةِ لِلشَّبابِ

الجزء والصفحة:  ص249 ـ 251

8/9/2022

1284

ـ إحقاق الحق عن شقيقٍ البلخيّ: خرجتُ حاجاً في سنةِ تسعٍ وأربعين ومئةٍ فنزلت القادسية، فبينما أنا أنظر إلى الناس وزينتهم وكثرتهم نظرتُ فتى حسن الوجه فوق ثيابه ثوب صوفٍ مشتملاً بشملةٍ وفي رجليه نعلان، وقد جلس منفرداً، فقلت في نفسي: هذا الفتى من الصوفية يريد أن يكون كلّاً على الناس في طريقهم والله لأمضين إليهِ ولأوبخنه، فدنوت منه فلما رآني مقبلاً قال: يا شقيقُ، {اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ} [الحجرات: 12].

 وتركني ومضى فقلت في نفسي: إن هذا الأمر عظيم قد تكلم على ما في نفسي ونطق باسمي، ما هذا إلا عبدٌ صالحٌ لألحقنه ولأسئلنه أن يحللني، فأسرعت في أثره فلم ألحقه وغاب عن عيني، فلما نزلنا واقِصةَ إذا به يصلي وأعضاؤه تضطرب ودموعه تجري، فقلتُ: هذا صاحبي أمضي إليه وأستحله فصبرت حتى جلس وأقبلت نحوه، فلما رآني مقبلاً.

 قال: يا شقيقُ اقرَأ: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى}[طه: 82]، ثم تركني ومضى، فقلتُ: إن هذا الفتى لمن الأبدالِ قد تكلم على سري مرتين فلما نزلنا إلى مِنى إذا بالفتى قائم على البئر، وبيدهِ ركوةٌ يريدُ أن يستقي فسقطت الركوةُ من يده في البئر وأنا أنظر إليه فرأيته قد رمق السماء وسمعته يقول:

أنت ربي إذا ظمئتُ إلى الماءِ          وقوتي إذا أردتُ الطَّعاما

اللهم أنت تعلم يا إلهي وسيدي مالي سواها فلا تعدمنِي إياها.

قال شقيقٌ: فوالله لقد رأيت البئر قد ارتفع ماؤها فمد يده وأخذ الركوة وملأها ماءً، وتوضأ وصلى أربع ركعاتٍ، ثم مال إلى كثيبٍ من رملٍ فجعل يقبض بيده ويطرحه في الركوةِ ويحركه ويشرب فأقبلت إليه وسلمتُ عليه فردَّ عليَّ السَّلامَ، فقلتُ: أطعِمني من فضل ما أنعم الله به عليك.

فقال: يا شقيقُ لم تزل نعمة الله تعالى علينا ظاهرةً وباطنةً فأحسن ظنك بربك، ثم ناولني الركوةَ فشربتُ منها فإذا سويقٌ وسكر فوالله ما شربت قط ألذ منه ولا أطيب منه ريحاً، فشبعتُ ورويتُ وأقمتُ أياماً لا أشتهي طعاماً ولا شراباً، ثم لم أره حتى دخلنا مكة فرأيتهُ ليلةً في جنبِ قُبةِ الشرابِ في نصفِ الليل يُصلي بخشوعٍ وانينٍ وبكاءٍ، فلم يزل كذلك حتى ذهب الليل فلما رأى الفجر جلس في مُصلّاه يُسبحُ، ثم قام فصلى فلما سلم من صلاةِ الصبحِ طاف بالبيت سبعاً، وخرج فتبعته فإذا له حاشيةٌ وموالٍ وهو على خلافِ ما رأيته في الطريقِ ودار به الناس من حوله يسلمون عليه، فقلت لبعضِ من رأيتهُ بالقرب منه: من هذا الفتى؟

فقال: هذا موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام).

فقلتُ: قد عجبت يكونُ هذهِ العجائبُ والشواهدُ إلا لمثلِ هذا السيدِ(1).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ إحقاق الحق: ج12، ص315.