x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
النزاع والمشاجرة بين الأخوة
المؤلف: د. محمد أيوب شحيمي
المصدر: مشاكل الاطفال...! كيف نفهمها؟
الجزء والصفحة: ص90 ــ 92
7/9/2022
1950
لا تكاد تخلو أسرة من الأسر التي يجتمع فيها أكثر من طفلين من المشاجرة بين الأخوة هذه المشاجرة التي تعد أمراً طبيعياً، يعود في الغالب إلى عدة أسباب هي في معظمها تافهة في نظر الأهل، فهو إما خلاف على ملكية لعبة من الألعاب أو غرض من الأغراض الشخصية أو أن يُعير الواحد منهم الآخر لتقصيره في دروسه أو لصفة فيه يثيره ويستفضيه فيكون رد الفعل بالمشاجرة والنزاع، أو قد يكون النزاع لفرض سلطة، وخاصة فإن (البكر)، يريد أن تكون له سلطة الأب وعلى باقي الأخوة إطاعته والامتثال لأمره، والأخذ بآرائه.
وغالباً ما يكون الوالدان هما سبب هذا الشجار بتفضيل أحد الأطفال على الآخرين لاعتبارات معينة، لمرضه، لذكائه، ونشاطه الدراسي، لكونه الأصغر، لجماله فيثير ذلك حفيظة الباقين: {فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا}[يوسف: 5].
ويتألم الأهل لذلك، وأكثر ما يزعجهم أن يسمع الجيران أصوات أولادهم، فيتهمون بالفشل في تربية الأولاد، أو يظن الآباء أن الأولاد عندما يكبرون سيكبر معهم الخصام وتتسع شقة الخلاف، وبالتالي فإن هؤلاء الأولاد لن يكونوا متكيفين مع بعضهم ومع الآخرين. فالذي يتشاجر مع أخوته لن يصفو له عيش مع الآخرين - هذا هو الاعتقاد الواهم عند الأهل - والواقع أنه لا داعي للخوف، فعندما يكبر الأولاد سيضمحل الخلاف، وسيتذكرون ذلك بذكريات مقرونة بالدعابة والسخرية من أنفسهم، حتى إنه في بعض الأوساط العائلية يتردد قول عند بعض الأهل، (إن الخلاف والمشاحنة بين الأطفال الصغار تنقلب إلى محبة ومودة في الكبر).
إذن هي ظاهرة طبيعية لا مجال للتخوف من عواقبها طالما أنها لا تزال في الإطار المعقول والمحدود والمتعارف عليه في معظم العائلات، لكن في حالات استفحال هذا الأمر واتخاذه أشكالاً غير مألوفة ومستهجنة تصل في مداها إلى حد الخروج عن الواقع أو قل إلى حد الجنوح. عند ذلك يقتضي دراسة الحالة والبحث على ضوئها في سبل المعالجة.
ومن خلال الدراسات التي أجريت حول هذا الموضوع تبين التالي:
1- الشجار يخف تدريجياً كلما تقدم الأطفال في السن.
2- غالباً ما يحدث الشجار بين الأخوين المتعاقبين (وُلدا على التوالي).
3- البنات أقل ميلاً للمشاجرة من الصبيان.
ويعد بعض الباحثين أن الشجار دليل الحيوية، بينما يرى آخرون أنه دليل على عدم التطبع الاجتماعي الذي يمكن للأهل التوصل إليه بتوجيهاتهم الرشيدة، ويشير هذا الفريق من العلماء وفي حال تكرار الشجار من قبل أحد الأطفال بوجوب مراجعة طبيب الغدد، فغالباً ما تكون الغدة الدرقية سبباً في ذلك، أو سوء التغذية، أو الأرق وقلة النوم أو أي سبب جسماني آخر، وفي هذه الأحوال يبدو الشجار وسيلة سلبية لتصريف الانفعال.
وأحياناً تعود أسباب المشاجرة إلى سوء تكيف الطفل مع المدرسة، (المدرسين، والرفاق) وبما أنه محكوم بنظام مدرسي ويخشى العقاب إذا ما خرج على هذا النظام فهو يقوم بتفريغ هذه الشحنات الانفعالية في البيت ومع الأخوة بالذات، لأن فرص الخلاص من القصاص هي أوفر. ويُحسن أن يتنبه الأهل إلى بعض الوسائل الوقائية في موضوع المشاجرة، وهذه أبرزها:
1- إملاء وقت الطفل بالعمل المفيد، والنافع، سواء كان هذا العمل دراسياً أو ممارسة هواية، (لأن البطالة أم الرذيلة).
2- آن يكون جو المنزل مليئاً بالعطف والحنان والحب.
3- أن تكون اللهجة التي يتخاطب بها الوالدان ودية، وبصوت هادئ.
4- عدم تفضيل طفل على آخر منعاً للحسد والغيرة.
5- الابتعاد عن السخرية والاستخفاف بواحد من الأطفال من قبل والديه أو من باقي أخوته.
6- المحافظة على ملكية الأطفال الخاصة، وعدم التدخل في أعمالهم أو إرغامهم عليها.
7-على الأهل ألا يبدو قلقهم وتبرمهم من الحياة والوضع الاجتماعي والاقتصادي أمام أطفالهم، وعدم الإكثار من الصور السوداوية التشاؤمية، لأن ذلك ينعكس سلباً على الأطفال.
وينصح الأهل بالإضافة إلى ذلك، وفي حال تشاجر الأطفال أن يترك هؤلاء الأطفال أو يعودون على الأقل على حل مشاكلهم بأنفسهم في جو هادئ بإشراف الوالدين، وإذا تدخل الأهل أو المعلمون فليكن تدخلهم، من غير عنف، وعليهم ألا يقابلوا الانفعال الغضبي بانفعال مثله أو أقوى، وإلا أصبحوا هم المشكلة. وفي هذه الحال يتعذر عليهم إصلاح أبنائهم وإعادتهم إلى هدوئهم واتزانهم، لأن - فاقد الشيء لا يعطيه - ونلفت نظر الأهل إلى أنه، (يجب ألا يركزوا على من هو المخطئ في تلك المشاجرات لأنه من النادر أن نجد أو نعثر على الحقيقة، لذلك فالأجدر عدم عقد محكمة داخل البيت للقضاء بين الأطفال)(1).
والأولى بالأهل أن يوقفوا المشاجرة أولاً، وبدون انفعال شديد، ويوجه الأطفال إلى النشاطات النافعة، أو الواجبات المدرسية، ثم ينظر في الأمر الذي تشاجرا من أجله باقتضاب، ويحكم للبريء ويلام المذنب، دون إسهاب في الشرح والتحليل لأن ذلك يعتبر فوق مستوى الأطفال.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ د. عبد اللطيف فرج، مفاهيم أساسية لتربية الأطفال، ص 144.