x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : المراهقة والشباب :

صعصعة بن صوحان / اسوة الشباب من أصحاب رسول الله والامام علي

المؤلف:  محَّمد الرّيشَهُريٌ

المصدر:  جَواهُر الحِكمَةِ لِلشَّبابِ

الجزء والصفحة:  ص277ـ 280

20-7-2022

1685

صعصعة بن صوحان بن حجر العبدي، كان مسلماً على عهد النبي (صلى الله عليه وآله)، ولم يره. وكان من كبار أصحاب الإمام علي (عليه السلام)، ومن الذين عرفوه حق معرفته كما هو حقه، وكان خطيباً شحشحاً بليغاً، ذهب الأديب العربي الشهير الجاحظ إلى أنه كان مقدماً في الخطابة، وأدل من كل دلالةٍ إستنطاق علي بن أبي طالب (عليه السلام)، له.

أثنى عليه أصحاب التراجم بقولهم: كان شريفاً، أميراً، فصيحاً، مفوهاً، خطيباً، لسناً، ديناً، فاضِلاً.

نفاه عثمان إلى الشام مع مالكٍ الأشترِ ورجالات من الكوفة، وعندما ثار الناس على عثمان، واتفقوا على خلافة الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)، قام هذا الرجل الذي كان عميق الفكر، قليل المثيلِ في معرفة عظمة علي (عليه السلام) - وكان خطيباً مصقعاً - فعبر عن اعتقاده الصريح الرائع بإمامه، وخاطبه قائلاً:

والله يا أمير المؤمنين، لقد زينت الخلافة وما زانتك، ورفعتها وما رفعتك، ولهي إليك أحوج منك إليها.

روى الشيخ الطوسي في كتاب الأمالي عن صعصعة بن صوحان أنه قال: دخلت على عثمان بن عفان في نفر من المصريين، فقال عثمان: قدموا رجلاً منكم يكلمني، فقدموني، فقال عثمان: هذا، وكأنه استحدثني.

فقلت له: ان العلم لو كان بالسن لم يكن لي ولا لك فيه سهم، ولكنه بالتعلم.

فقال عثمان: هات.

فقلت: بسم الله الرحمن الرحيم: {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} [الحج: 41].

فقال عثمان: فينا نزلت هذه الآية.

فقلت له: فَمُر بالمعروفِ وانهَ عن المنكرِ.

فقال عثمان: دَع هذا، وهاتِ ما معكَ.

فقلت له: بسم الله الرحمن الرحيم: {الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}[الحج: 40].

فقال عثمان: وهذه أيضاً نزلت فينا، فقلت له: فأعطنا بما أخذت من الله.

فقال عثمان: يا أيها الناس، عليكم بالسمع والطاعة، فإن يد الله على الجماعة، وإن الشيطان مع الفذ، فلا تستمعوا إلى قول هذا، وإن هذا لا يدري من الله ولا أين الله.

فقلت له: أما قولك: (عليكم بالسمع والطاعة)، فإنك تريد منا أن نقول غداً: {رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا}[الأحزاب: 67]، وأما قولك: (أنا لا أدري من الله)، فإن الله ربنا ورب آبائِنا الأولين، وأما قولك: (إني لا أدري أين الله)، فإن الله تعالى بالمرصاد.

قال: فغضب وأمر بصرفنا وغلق الأبواب دوننا(1).

وفي تاريخ دمشق: إن علياً دخل على صعصعة يعوده، فلما رآه علي، قال: إنك ما علمت حسن المعونة خفيف المؤونة(2).

فقال صعصعة: وأنت والله يا أمير المؤمنين عليم، وأن الله في صدرك عظيم.

فقال له علي: لا تجعلها أبهةً على قومك أن عادك إمامكَ.

قال: لا يا أمير المؤمنين، ولكنه منٌّ مِنَ الله علي أن عادني أهل البيت وابن عم رسولِ رب العالمين(3).

وعن مسمع بن عبد الله البصري عن رجلٍ قال: لما بعث علي بن أبي طالب - صلوات الله عليه - صعصعة بن صوحان إلى الخوارج قالوا له: أرأيت لو كان علي معنا في موضعنا أتكون معه؟

قال: نعم.

قالوا. فانت إذاً مقلد علياً دينك، ارجع فلا دين لك.

فقال لهم صعصعةُ: ويلكم ألا أقلد من قلد الله فأحسن التقليد فاضطلع بأمر الله صديقاً لم يزل؟ أولم يكن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، إذا اشتدت الحرب قدمه في لهواتها فيطأ صماخها بأخمصهِ، ويُخمد لهبها بحدهِ، مكدوداً في ذاتِ الله عنه، يعبر رسول الله (صلى الله عليه وآله)، والمسلمون؟ إ فأنى تصرفون؟! وأين تذهبون؟! وإلى من ترغبون وعمن تصدفون ؟!(4).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ الأمالي للطوسي: ص236، ح418.

2ـ في المصدر: (حسن المونة خفيق المؤونة)، والصحيح ما أثبتناه.

3ـ تاريخ دمشق: ج24، ص88.

4ـ الاختصاص: ص121.