x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

حرم الإسلام نقض العهود

المؤلف:  مجتبى اللّاري

المصدر:  المشاكل النفسية والأخلاقية في المجتمع المعاصر

الجزء والصفحة:  ص129 ـ 132

7-7-2022

1131

إن الإنسان بحاجة إلى أن يجعل سلوكه في الحياة سلوكاً عقلائياً كي يعد بذلك إنساناً عاقلاً عند الآخرين. وأن موفقّية الجماعات الإنسانية رهينة - في الدرجة الأولى - باتحاد أفرادها، ومن اجل ذلك يجب أن ينتظم سلوك كل إنسان وفق أصول الصدق والحق، وأن يحذر بكل جهده عن كل ما يسبب التفرقة والنفاق. وإذا كانت حرمة العهود عند الأفراد منبعثة عن أصول الإيمان والفضيلة الأخلاقية كانت أقوى وأدوم.

وقد ذم الإسلام نقض العهود إلى درجة أنه لم يرخص لأتباعه أن ينقضوا عهودهم حتى بالنسبة إلى عهودهم مع الفاسقين والفاجرين.

فقد قال الإمام الباقر (عليه السلام): (ثلاث لم يجعل الله لأحد فيهن رخصة: أداء الأمانة إلى البر والفاجر، والوفاء بالعهد للبر والفاجر، وبر الوالدين برين كانا أو فاجرين)(1).

ويصف القرآن أهل الايمان فيقول: {وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ}[المؤمنون: 8].

ودعا المسلمين في موضع آخر إلى الوفاء بالعهد فقال: {وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا}[الإسراء: 34].

وقد عد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، نقض العهد من علائم النفاق إذ قال: (أربع، من كن فيه فهو منافق، وإن كانت فيه واحدة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: من إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر)(2).

وكتب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، في وصاياه إلى مالك الأشتر: (إياك والمن على رعيتك بإحسانك، أو التزيد فيما كان من فعلك، وأن تعدهم فتتبع موعودك بخلفك، فإن المن يبطل الإحسان، والتزيد يذهب بنور الحق، والخلف يوجب المقت عند الله وعند الناس)، قال الله سبحانه: {كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ}[الصف: 3](3).

وقال (عليه السلام) أيضاً: (أن الوفاء توأم الصدق، وما أعرف جنة أوفى منه)(4).

لقد اهتم الإسلام بتربية الأولاد أهمية فائقة، وبين للوالدين وظائفهم الأخلاقية بالنسبة إلى أولادهم بأوامر متينة وجامعة، وما لم يعمل الوالدان وفق المبادئ الأخلاقية فلا يستطيعان أن يجعلا أولادهما متصفين بالفضائل، إذ أن أثر العمل أهم بكثير من القول، ومن هنا نهى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، عن أن يعد الرجل ولده ثم لا يفي له: (ولا يعد الرجل صبيه ثم لا يفي له)(5).

ويقول الدكتور الندي: (عهد إليّ للعلاج ولد في السادسة عشرة من عمره كان يرتكب كل يوم سرقة أكبر من سابقتها، فتبين أنه لما كان في السابعة والثامنة من عمره كان قد أجبره والده يوماً على ان يقدم إحدى لعبه لابنة الملاك الذي كان يعمل والده عنده، في حين أنه إنما كان قد توفق لنيل أمنيته هذه بتركيز جميع طاقاته وقدراته ومساعيه في سلوك السبيل الذي كان يوصله إلى هذه الجائزة الثمينة لديه. وكان قد اتفق أن وعده أبوه بأن يشتري له لعبة أخرى مثلها ولكنه كان قد نسي أن يفي له بوعده هذا بالغفلة والمسامحة. فعمد الولد الآيس من وعد والده منكسر القلب إلى محفظة والدته وسرق منها شكولاته، وفي اليوم الذي عهدوا به إلي كان قد كسر زجاج باب وسرق من البيت شيئاً، ولم يكن إرشاد هذا الولد أمراً عسيراً علي وقد وفقت أنا لذلك. والذي كان قد أوصله إلى هذه الحالة إنما هو أبوه الذي كان قد صيره إلى هذه الحالة بعدد من الأخطاء النفسية التي كان قد ارتكبها فى شأن ولده هذا. وكان من الممكن لو كان يستمر على ذلك الوضع ان يصبح مجرماً خطيراً في حين كان من الممكن أن يصبح يوماً ما رجلا ذا إرادة عاقلة وقوية)(6).

وقد بين الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)، كيفية سلوك الإنسان مع أصدقائه إذ قال: (إذا اتخذت وليك فكن له عبداً، وامنحه صدق الوفاء وحسن الصفاء)(7).

وإنما يليق بالمحبة والمعاشرة من كان ذا مزايا وصفات عالية وفضائل إنسانية، يستطيع الشخص أن يجلي بمعاشرته روحه ونفسه قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (أسعد الناس من خالط كرام الناس، من عامل الناس فلم يظلمهم، وحدثهم فلم يكذبهم، ووعدهم فلم يخلفهم، فهو ممن كملت مروته، وظهرت عدالته، ووجبت أخوته).

ويقول الدكتور صموئيل اسمايلز: (أنكم إذا عشتم مع الأشخاص أصحاب الأرواح العالية والأخلاق السامية تحسون بقوة خفية تدعو أرواحكم وأخلاقكم إلى المجد والعلى، أن الصداقة مع الأشخاص أصحاب العقول الأقوى وذوي الفضل الأنبل وأولي التجربة الأكثر مما له ثمنه الغالي والنفيس جداً، فإن مصاحبة أولئك الأفراد تهبنا روحاً جديداً وتعلمنا طرق الحياة وآدابها وتصلح أنظارنا وأفكارنا في الآخرين، فإنهم إذا كانوا أقوى منا في المعنويات والروحيات استفدنا بمجالستهم ومعاشرتهم قدرة أقوى في المعنويات، فإن المعاشرة معهم تزيدنا معنوية وتسمو بأهدافنا في الحياة وتساعدنا على أعمالنا والخدمة للآخرين، إن معاشرة الطيبين تولد فينا الخير والصلاح، فإن الأخلاق الطيبة كالنور يضيء ما حوله وينور كل ما يقرب منه)(8).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ الكافي: ج2، ص162.

2ـ بحار الأنوار: ج15، ص243.

3ـ مستدرك الوسائل: ج2، ص85.

4ـ غرر الحكم: ص228.

5ـ نهج الفصاحة: ص201.

6ـ عن الترجمة الفارسية: ما وفرزندان.

7ـ غرر الحكم: ص223.

8ـ عن الترجمة الفارسية: أخلاق. 

 شعار المرجع الالكتروني للمعلوماتية




البريد الألكتروني :
info@almerja.com
الدعم الفني :
9647733339172+